CRI Online

معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية

cri       (GMT+08:00) 2011-06-30 15:49:01

تأسس معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين بعد موافقة مجلس الدولة الصيني والحكومة المحلية لمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة. والمعهد عبارة عن مؤسسة تعليمية دينية تحت قيادة مصلحة الشؤون الدينية التابعة لحكومة منطقة نينغشيا. وقد بدأ المعهد بغرفة تدريس واحدة في المسجد الغربي بمدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا وعدد قليل من المعلمين والطلاب. وكان المعهد يقيم كافة أنشطته داخل المساحة المحدودة للمسجد، ولم يكن ذلك كافيا لإعداد متخصصين في العلوم الدينية واللغة العربية في منطقة يقطنها عدد كبير من المسلمين. وبرغم هذه الظروف الشاقة، تخرج من المعهد عدد ليس قليلا من المتخصصين الأكفاء في الشؤون الإسلامية.

استرعت أوضاع المعهد انتباه حكومة المنطقة، فقررت إنشاء مقر للمعهد وخصصت له أكثر من 28 ألف متر مربع، وبالإضافة إلى ذلك، تبرع البنك الإسلامي لإنشاء المعهد بمليون ومائة وثلاثين ألف دولار أمريكي.

يشتمل المعهد على بناية للتدريس متعددة الطوابق ومسجد ومطعم وغرفة استحمام وقاعة محاضرات وبنايات ومدرجات ومباني لسكن الطلبة والإدارة وكذلك مكتبة تتسع لمائة وخمسين إلى مائتي شخص. وبعد أربع سنوات من البناء والتجهيز، بدأ المعهد يستقبل الطلاب الجدد في مقره الجديد عام 1989. ومنذ ذلك الوقت، أصبح المعهد من أجمل المؤسسات التعليمية في منطقة نينغشيا ببناياته ذات العمارة العربية الإسلامية.

يعتبر معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية أحد قلاع الثقافة الإسلامية في الصين ومركزا مهما لإعداد الأكفاء المسلمين لمنطقة نينغشيا. ويقبل المعهد خريجي المرحلة الثانوية وما في مستواها ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، ولديهم خلفية بالمعارف الإسلامية، على أن يتم اختيار المتفوقين منهم عن طريق اختبار في المعلومات. ويقوم معلمون صينيون بالتدريس في المعهد ، إلى جانب بعض المعلمين من الدول العربية. ويدرس المعهد علوم القرآن الكريم والحديث النبوي والتوحيد والفلسفة الإسلامية وغيرها من المعارف الدينية الأساسية، كما تُدرس فيه العلوم الأخرى مثل اللغة الصينية وآدابها واللغة الإنجليزية والسياسة والكومبيوتر. ويحصل خريج المعهد على شهادة "الإجازة في العلوم الإسلامية" بعد أربع سنوات من الدراسة. وتخرج من المعهد خلال عشرين سنة أكثر من ألفي طالب وطالبة يعملون حاليا في مجالات مختلفة، مثل المساجد والحكومة والشركات الصينية العاملة في الدول العربية، ويقدمون مساهمات كبيرة لبناء المجتمع المتناغم في الصين.

يهدف المعهد لإعداد رجال دين مسلحين بالعلوم الإسلامية والعلوم الأخرى، يحبون الوطن والدين ويعرفون السياسة الصينية. ووفقا لذلك، لا يدرس المعهد العلوم الدينية فقط بل يدرس العلوم الاجتماعية لكي يعرف الطلبة السياسة الصينية تجاه الأديان والقوميات ولكي يطلعوا على تاريخ الصين فيزدادوا فخرا بثقافة وطنهم وحبا له. يصبح خريجو المعهد الذين يعملون أئمة مساجد جسورا بين جموع الصينيين المسلمين والحكومة، إذ يرشدون جماهير المسلمين إلى حب الإسلام وحب الوطن والحرص على السلام والمودة.

مهمة معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية ليست إعداد الأئمة والأكفاء المسلمين فحسب، وإنما أيضا تجهيز الشباب من الأوساط الدينية لخدمة الإسلام وتزويدهم بالأفكار السياسية لخدمة المجتمع الصيني.

ونحن نستعرض منجزات معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية خلال سنوات مضت، نتطلع إلى إحراز المزيد من التطور والتقدم في المستقبل. وبعد النمو والتطور لمدة سنوات، أصبح المعهد ذا مكانة مرموقة في الأوساط الدينية والتعليمية داخل المنطقة وخارجها، ويعمل خريجوه في مواقع عملهم بجد واجتهاد، ويقومون بدور متزايد الأهمية في توجيه المسلمين في بناء الوطن وتحسين حياتهم. وخلال السنوات الأخيرة، قام كبار المسؤولين من الحكومة بمنطقة نينغشيا والمناطق الأخرى بزيارات تفقدية للمعهد، وعقدوا ندوات عديدة مع العاملين بالمعهد وطلابه للتشاور معهم حول كيفية تطويره بطريقة أفضل. وفي الوقت نفسه، زار المعهد العديد من كبار المسؤولين من الدول العربية والإسلامية، حيث شاهدوا حيوية المعهد في إعداد الأكفاء المسلمين ومساهماته الفعالة في النشاطات الاجتماعية، واعتبروه نافذة لنشر سياسة الحكومة الصينية في حرية الاعتقاد الديني، الأمر الذي جعلهم يثقون بالمعهد ويدعمونه ماديا وروحيا.

إن معهد نينغشيا للعلوم الإسلامية عازم على مواصلة الجهود إلى أعلى درجة، من حيث المستوى التعليمي وتوفير القدرة الكافية للعاملين في المجال الإسلامي. ويأمل العاملون فيه أن يواصل مسلمو وقادة حكومة نينغشيا، وكذلك الأصدقاء من الدول الإسلامية، الاهتمام والعناية بالمعهد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي