CRI Online

المشاعر العاطفية المتبادلة بين الإنسان والطيور

cri       (GMT+08:00) 2011-07-01 15:06:35


الطيور

عندما يحل شهر إبريل، تهب نسيم الربيع الدافئة في معظم أراضي الصين وتغطيها بلون أخضر فاتح. لكن منطقة بحيرة تشينغهاي المحمية الواقعة على هضبة تشينغهاي – التبت تبقى عائمة في عالم البرد والثلج. وعلى ضفة البحيرة الشمالية يقع مستنقع نارين المشهور الذي تمتد مساحته حوالي ثلاثين كيلومترا. في هذا الموسم الجميل، يبدأ المستنقع بفتح ذراعيه لاستقبال مجموعة كبيرة من الطيور المهاجرة لعودتها إلى هذه الأرض الخصبة، فهنا مسقط رأسها. ومن هذه الطيور النحام ذو العنق الأسود والوز البري والبلشون الأبيض والبجع الكبير والبط البري ذو الرأس الأحمر وغيرها. تعود هذه الطيور إلى هنا لتناسل وتكاثر أجيال جديدة كل سنة.

تقيم بجانب بحيرة تشينغهاي أسرة بسيطة من قومية التبت، تعيش بالاعتماد على رعاية المواشي، وصاحبها السيد جيا وو تساي ران معروف بحماية الطيور البرية بالمنطقة. فكلما يحل هذا الموسم يتطلع إلى عودة الطيور المهاجرة من البعيد إلى هنا لقضاء الصيف. إن مستنقع نارين غني بالمياه والينابيع والأعشاب والنباتات المختلفة فضلا عن الأحياء المائية المتوافرة الصالحة كطعام للطيور. عندما تحدث جيا وو تساي ران عن حماية الطيور، بدت على وجهه ملامح الفخر الكبير. فالطيور في نظره مثل البجع الكبير والنحام ذو العنق الأسود تعتبر عفاريت الغابات، كما تدخل المزيد من الفرح والسعادة على حياته. ولكن يوجد هناك بعض الناس الذين يحبون اصطيادها أو قتلها لتلبية رغباتهم أو للحصول على الفوائد الفردية القليلة. وكان صوت الطيور اليائس يؤلم قلبه بشدة، فاعتزم تولي مسؤولية حماية الطيور تطوعيا منذ عام 1985. وحتى الآن، عمل لأكثر من عشرين سنة في هذا المجال. وكلما وجد من يريد اصطياد الطيور البرية، يذهب إليه بسرعة لإقناعه بألا يفعل، أو إبلاغ الأمور للإدارة والجهات المتعلقة بعد تسجيل علامات سيارات الصيادين. وبفضل متابعته المتواصلة في حماية الطيور بالمنطقة، قل عدد الصيادين مع ازدياد عدد الطيور تدريجيا. وحول ذلك قال السيد جيا وو تساي ران للمراسل:

"غضبت غضبا شديدا إزاء أفعال الصيادين لقتل الطيور، خاصة عندما يكون بعض الطيور المقتولة من الأنواع النفيسة المحمية والمدرجة على الدرجة الأولى من قبل الدولة. وبفضل جهودي المبذولة في هذا الصدد، قلت عمليات قتل الطيور كثيرا الآن، وارتفع وعي الجماهير في حماية الطيور بشكل واضح . وفي عام 1997، أصبحت منطقة بحيرة تشينغهاي ضمن قائمة المناطق المحمية الطبيعية الهامة على مستوى الدولة، مما وفر دعما أكبر في حماية الطيور والحيوانات بالمنطقة."

ليس هذا فحسب، بل أنقذ جيا وو تساي ران كثيرا من الطيور المجروحة خلال عمله في السنوات الماضية، وعالجها بعناية دقيقة، ثم أعادها إلى الطبيعة بعد شفائها من الجرح. وأصبح الآن صديقا حميما لهذه الطيور البرية التي لا تخاف منه عندما يقترب منها، ويفهم أحيانا معاني زقزقتها كأنه يعرف لغة الطيور من خلال تعاملاته الطويلة معها. وكلما يسمع تغاريد الطيور الرنانة في الغابة صباحا، يشعر بارتياح كبير وانشراح في الصدر طول اليوم. ويقول دائما للآخرين إن الطيور تعتبر عفاريت الغابات، وبدون تغريدها الجميل، ستفقد الغابات حيويتها الطبيعية. لذلك، يفتخر بممارسة هذا العمل المفيد الذي لقي تقديرا واسعا من مختلف الجهات والمواطنين . قال رئيس إحدى المدارس المحلية للمراسل:

" السيد جيا وو تساي ران يحب الطيور البرية حبا جما، ويعمل بكل ما في وسعه لحمايتها. يأتي دائما إلى مدرستنا لنشر الوعي حول أهمية حماية الطيور والحيوانات البرية بين الطلاب ويطلب منهم ألا يضروها. وأصبح معروفا لدى جميع المدرسين والطلاب كمتطوع في حماية الطيور."

وحسب الاحصائيات الجديدة التي أعلنتها منطقة بحيرة تشينغهاي المحمية الطبيعية على مستوى الدولة، فإن أنواع الطيور البرية بالمنطقة ازدادت من 160 نوعا قبل تسعينات القرن الماضي إلى191 نوعا في الوقت الحالي، وكان عددها الأكثر في الموسم قد تجاوز مائة ألف طائر، مما جعل منطقة بحيرة تشينغهاي الطبيعية تصبح جنة جميلة وسعيدة للطيور المتنوعة. وفي الوقت نفسه، أصبح السيد جيا وو تساي ران حارسا مخلصا ونموذجا في حماية الطيور البرية. وأطلق عليه الناس" ملاك خاص لحماية الطيور".

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي