CRI Online

الفنادق المنزلية الريفية تساعد بعض المواطنين لعيش حياة مزرعية هادئة

cri       (GMT+08:00) 2011-09-29 14:57:29


فندق منزلي ريفي

في مدينة تشينغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين توجد مجموعة من المواطنين المدنيين الذين يرغبون في قضاء الحياة الريفية المزرعية الهادئة بعيدا عن صخب وضوضاء المدينة، حيث يستأجرون منازل القرويين الواقعة على ضواحي المدينة ويسكنون فيها ويعيشون هناك أو يزرعون الحقول ويفتحون الفنادق الريفية ويتمتعون بهدوء النفس واسترحاء القلب، ويحققون بذلك رغبتهم في عيش حياة ريفية مزرعية بسيطة وهادئة.

هناك فندق منزلي في قرية هونغشا بمحافظة سانشينغ في ضواحي مدينة تشينغدو، نظيف ومريح، ويجلس بعض الشباب حول الموائد لشرب الشاي والقهوة وتناول المأكولات الخفيفة ، وتتردد على مسامعهم موسيقى الجاز الأمريكية التي تبث من جهاز التسجيل من الفندق فيبدو كأنك في أحد المقاهي داخل المدينة. وفي الحقيقة تكون في أحد الفنادق المنزلية الريفية على مستوى رفيع بمحافظة سانشينغ، وبالرغم من أن مثل هذه الفنادق الريفية قليلة عددها في القرى إلا أنها تمثل وجها جديدا في دفع تغيرات أرياف الصين الحديثة.

سرنا بالسيارة على طريق ريفي ضيق في القرية ، وبعد وصولنا إلى النهاية وجدنا دار الضيافة المنزلية المعروفة بإسم " فانتشوان". كانت صاحبتها شابة جميلة قادمة من المدينة وأطلق عليها الناس إسم " شياوقواي"، استأجرت هذه الدار الريفية وحولتها إلى فندق ريفي متميز بأسلوب أوروبي، مثلا يحيط بدارها السياج الخشبي الأبيض الجميل الشكل ويتسلق عليه نبات البليعة الصينية الخصراء، وتزرع في فنائها الأزهار والأشجار والكراسي الطويلة البيضاء مترتبة بانتظام تحت المظلات الشمسية الفاتحة اللون، وتتزين الغرفة بديكورات غربية واضحة وأنوار أوروبية صغيرة تتدلى من سقف الغرفة... وكل الزينات يتناغم فيها الذوق الغربي والصيني في آن واحد، مما زاد من جمال هذه الدار الريفية وجعلها تبرز وتتميز عن غيرها من الدور الريفية. قالت صاحبتها للمراسلة:

"كنت أشتغل في مجال التصميم التشكيلي، وأصبحت شغوفة بطبخ أطباق الأكل قبل سنتين، ثم فتحت مطبخا شخصيا لتقديم بعض الأطباق المغذية اللذيذة لأصدقائي وزملائي، ولم أفكر في أنها تلقي إقبالا واسعا. أحب عملي الثاني كثيرا . فقررت استئجار هذه الدار الريفية في ضواحي المدينة لتطوير هويتي هذه، وذلك بسبب عدم وجود مكان واسع مناسب داخل المدينة لتحقيق حلمي. أقدم الآن أنواعا من الأطباق الغربية والصينية المطلوبة بكثرة، ويساعدني طباخ ممتاز على ذلك."

عرفنا من خلال الحديث مع الصاحبة الشابة " شياوقواي" أن دارها هذه في الحقيقة فندق ريفي معروف على شبكة الانترنت بإسم "فانتشوان"، ويأتي إليه دائما الشباب بعد بحثهم عنه على شبكة الانترنت للاجتماع والاستراحة والإقامة هنا. وشعارهم الشائع يقول: احترام نفسك والتمتع بحرية القلب. وهذه هي فكرة بدائية لصاحبة شياوقواي عند فتح هذا الفندق الريفي الخاص.

بعد مغادرة الفندق " فانتشوان" وصلنا إلى فندق منزلي آخر بإسم" شياوشيو كونغجيان" الذي يقع في مكان هادئ بعيد قليلا عن المساكن القروية الأخرى، وأمامه بحيرة صغيرة صافية، وخلفها التلال والغابة، وتنمو قرب بوابته ثلاث أشجار قديمة ذات ظلال كثيفة حتى تغطي ثلاث موائد طعام موضوعة تحتها بصورة كاملة، مما يوفر مكانا جميلا للراحة ومشاهدة المناظر الطبيعية أو قراءة الكتب وتبادل لأحاديث مع الأصدقاء والزملاء، وذلك يزيد قلوبهم راحة ومتعة وانشراح الصدر.

يتكون فندق " شياوشيو كونغجيان" من ثلاث طبقات، وفي أعلى طبقة غرف الإقامة المترتبة، وفي كل منها أريكة كبيرة ومقعد منسوج بالعشب الخاص ويعلق على جدرانها بعض الزخارف البرونزية الجميلة وفيها أيضا رف كتب توضع عليه الكتب المختلفة، كل ذلك يضفي على الغرفة جوا ثقافيا . والطبقة الثانية من الفندق هي تتمثل بشرفة كبيرة منشورة على أرضها طبقة من التراب الأسود ويزرع فيها بعض النباتات الخضراء كأنها مزرعة طبيعية مصغرة. أما الطبقة السفلى فهي فناء الدار نفسها التي لم يتم بناؤها وترتيبها بصورة كاملة . أخبرت صاحبة الفندق المراسلة أنها تود فتح حقل خاص في الفناء لزراعة بعض الخضروات والفواكه لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الحياة.

دائما يأتي إلى هذا الفندق الريفي المعروف على شبكة الانترنت للإقامة والراحة عدد من شخصيات الأوساط الثقافية والإعلامية والفنية والتعليمية وكأنه صالون ثقافي وفني. قال صاحبه لي ليانغ تشين:

"فتحت هذا الفندق الريفي رغبة لتوفير مكان مناسب لجذب المثقفين والفنيين للإقامة والاستراحة وتبادل الأحاديث والآراء المشتركة. ومن خلالها وجدت أن حياتهم العملية والروحية تختلف عن المواطنين الآخرين ، وأدركت أن الحياة تكون لها أساليب جميلة ملونة."

كان السيد لي أحد المسؤولين على المستوى الرفيع لشركة كبيرة ، ثم شعر بالتعب الشديد وترك عمله وجاء إلى ضواحي المدينة مع زوجته لعيش الحياة الريفية الهادئة التي يتطلع إليها منذ زمن. وفتح هذا الفندق المنزلي المتميز للمحافظة على اتصالاته مع الخارجيين. قال السيد لي إنه سعيد جدا في حياته الريفية الحرة الحالية التي كانت حلما في قلبه منذ زمن مؤكدا أنها حياة مريحة منخفضة الكربون ولا تحتاج إلى تكلفة مالية كبيرة وعدم وجود مصاريف كثيرة كما في المدينة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي