CRI Online

الطبيب الذي دمج بين طب الويغور والطب العربي

cri       (GMT+08:00) 2011-10-13 09:22:39

الطب التقليدي الصيني تراث أبدعه أبناء مختلف القوميات الصينية بذكائهم وجهودهم، وهو يشمل طب قوميات الويغور والتبت وداي. ويجذب هذا الطب الصيني اهتمام شخصيات أجنبية عديدة بفضل أساليبه ومفاهيمه العلاجية. وهناك كثير من الأطباء الصينيين يسعون إلى تعريف العالم بالطب الصيني التقليدي، منهم الطبيب المسلم تشانغ وان جيه، ابن قومية هوي، الذي دمج طب قومية الويغور التقليدي مع الطب العربي.

ولد تشانغ وان جيه في أسرة مسلمة بمدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين. وكان والده مترجما للغة الويغورية، وبتأثير من الأسرة، التحق تشانغ بمدرسة ابتدائية ويغورية وصادق العديد من أبنا ء الويغور، الأمر الذي ساعده في إجراء بحوثه حول طب قومية الويغور فيما بعد.

لا يتقن تشانغ مهارات الطب التقليدي الصيني فحسب، بل له معارف اقتصادية كثيرة. قبل تأسيسه لمستشفى "قوييتانغ" بمنطقة شينجيانغ، كان عضوا بجمعية الطب الصيني التقليدي في شينجانغ التي أسسها علماء وأطباء في المنطقة. كان أعضاء الجمعية يواجهون أزمة اقتصادية كلما عقدوا اجتماعا أو نشروا مقالات ورسائل دراسية في المجلات العلمية. يذكر الطبيب تشانغ تلك الأيام قائلا: " تضم جمعيتنا العديد من الأطباء البارعين ذوي المعارف الواسعة والخبرة الغنية، فلماذا تفتقر الجمعية إلى التمويل الكافي؟ كان الأمر يبدو كأن شخصا يحمل سلطانية من الذهب يتسول بها طعامه. اقترحتُ على الجمعية أن نؤسس كيانا طبيا يوفر لنا التمويل، وهكذا نبتت في ذهني فكرة إقامة المستشفى."

في عام 1990، تأسست مستشفى قوييتانغ بجهود تشانغ وان جيه فاجتذبت عددا كبيرا من خبراء الطب التقليدي للمشاركة فيها. تشتهر المستشفى بعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية وتفتيت الحصى. قاد تشانغ الأطباء في البحوث العلمية، ونجحوا في ابتكار عدة أدوية بوصفة تركيبية للعقاقير، وقد حققت نتائج جيدة ملحوظة في التجارب السريرية، ويتزايد عدد المرضى الذين يتوجهون إليها للعلاج.

لكن الطبيب تشانغ لم يكتف بما حقق من إنجازات داخل الوطن، ويريد أن يُعرف العالم بأحوال الطب التقليدي الصيني وخصائص طب قومية الويغور.

خلال عشرات السنين الماضية، شارك الطبيب تشانغ في أكثر من ثلاثين لقاء طبيا محليا ودوليا، ونشر أكثر من خمسين مقالا ورسالة متخصصة. وخلال دراساته وبحوثه لفترة طويلة اكتشف أن ثمة روابط قديمة تربط بين الطب الويغوري والطب العربي. وفي أواسط ثمانينات القرن الماضي، اشترك تشانغ في منتدى دولي للطب الشرقي عقد ببلجيكا وكانت رسالته بعنوان "العلاقات بين الطب العربي والثقافة الإسلامية وبين الطب التقليدي الصيني وطب قومية الويغور الصينية"، وهي ورقة بحث هزت العالم.

ويحظى أسلوب العلاج للطبيب تشانغ بترحيب من المرضى العرب، وقد عمل طبيبا استشاريا في الإمارات وقطر والبحرين.

الآن، تأسست تسعة فروع لمستشفى قوييتانغ في دول أجنبية منها دولة الإمارات وباكستان، وبلغ إجمالي أصولها أكثر من عشرة ملايين دولار أمريكي.

وفي عام 2002، دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان وليا للعهد آنذاك، 200 عالم مسلم صيني إلى السعودية للحج، وكان تشانغ من بينهم بفضل إسهاماته الكبيرة في التبادل الطبي بين الصين والدول العربية. وقد أثنى عليه المجلس الطبي الملكي السعودي قائلا إنه ليس طبيبا ماهرا يبذل كل جهوده بروح إنسانية فحسب، بل هو دبلوماسي يساهم في دفع التبادل الطبي والصداقة بين الشعبين العربي والصيني.

يود الطبيب تشانغ أن يدعو العديد من الخبراء الصينيين إلى الدول العربية لتدريس جوهر الطب الصيني للأصدقاء العرب، ويرى أن الطب الصيني التقليدي لا ينبغي أن يتوقف عند علاج المرضى، بل أن يكون جسرا يعزز التبادل بين الدول. ويمتلك الطبيب تشانغ، الذي يبلغ عمره 63 عاما، روحا سامية،، فهو يحترم الكبار ويعطف على الصغار. وعندما يكون لديه وقت يذهب إلى دار المسنين للدردشة معهم. وينظم الأطباء دائما للقيام بالفحص والعلاج الخيري للجمهور، حتى اليوم فحصوا أكثر من 18 ألف شخص مرة مجانا، ومستشفى قوييتانغ مستعدة دائما لمد يد المساعدة إلى كل من يحتاج إلى المساعدة في منطقة شينجيانغ.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي