CRI Online

مخيم صيفي للأطفال المتعرضين للمشقات المعيشية

cri       (GMT+08:00) 2011-10-14 09:02:28


مخيم صيفي للأطفال المتعرضين للمشقات المعيشية

زار مراسل إذاعتنا أحد المخيمات الصيفية مؤخرا، حيث كانوا يلعبون بفرح وسرور في مسبح في عين ساخنة في فندق ذي خمسة نجوم في مدينة شينغ لونغ بمقاطعة هاينان جنوب الصين، بينما يسبح بعضهم ببطء في المنطقة الضحلة المياه تحت إرشاد المدربين وهم يضحكون بصوت عال في تلك الليلة الهادئة.

وكان في هذا المخيم الصيفي 48 طفلا جاؤوا من تسع مقاطعات بالصين، وهم من أبناء ثماني قوميات، ومنها قوميات هان والتبت والويغور ويي وغيرها. ومن ضمنهم أيتام فقدوا والديهم في الزلزال والانهيارات الطينية وغيرها من الكوارث الطبيعية وأطفال الشوارع وأطفال أصيب أفراد أسرهم بمرض الأيدز وأطفال معوّقون. عاشوا معا في هذا المخيم الصيفي لمدة سبعة أيام بجانب شاطئ بحر جميل بمقاطعة هاينان بصحبة الخبراء من هيئة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة.

وفي المخيم، رأى مراسلنا فتاة صغيرة تتعلم السباحة على يد المدربين في المسبح، ويبدو أنها تشعر بالخوف، ولكنها ما زالت تثابر على التدرب بينما ترعي أخييها الصغيرين اللذين تعلّما السباحة في المسبح أيضا. وقال المدرب لمراسلنا إنها شياو جي من قومية يي، وجاءت من ولاية ليانغ شان بمقاطعة سيتشوان، وتعلمت السباحة مع أخييها لأول مرة في ذلك اليوم.

وبلغت شياو جي الرابعة عشرة من عمرها، وهي فتاة جميلة جدا، شعرها الأسود طويل وعيناها كبيرتان وتلبس قرطا لامعا متميزا لقومية يي. ويبدو أنها صافية القلب وبسيطة المزاج. ورغم أنها خجولة خلال المقابلة الصحفية، ولكنها ظلت مبتسمة لمراسلنا، حيث قالت:

"كنت أحس بمتعة شديدة في الطائرة رغم أنني أشعر بالدوخة والخوف. وكنت مسرورة جدا عندما أقلعت الطائرة إلى السماء الزرقاء ورأيت السحب البيضاء تحت الطائرة. وشعرت بفرح شديد. والمناظر هنا جميلة جدا."

كما ذكرنا سابقا، يقع بيت شياو جي في ولاية ليانغ شان بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، والمسافة بين موطنها وجزيرة هاينان بعيدة، فركبت شياو جي مع أخييها لأول مرة الباص والقطار والطائرة. ولم تخرج شياو جي من موطنها خلال السنوات الأربع عشرة الماضية، فجذب أنظارها العالم الخارجي. وها هي تقول لمراسلنا:

" تختلف العمارات هنا عن مثيلتها في موطني. وعلى الرغم من أن الأشجار في موطني أطول ولكن الأشجار هنا أجمل. ولدينا في قريتنا الكثير من أشجار التفاح والخوخ والبرقوق."

توفي والد شياو جي بسبب تعاطي المخدرات عندما بلغ أخوها الأصغر سنتين فقط من عمره، ثم توفيت والدتها، فاضطرت شياو جي لتحمل الأعباء الثقيلة لإعالة كافة الأسرة منذ صغرها. وتعلّمت طبخ الأطعمة وزراعة الأراضي ورعاية المواشي وغيرها. وفي موطنها، بدأ استخدام دار رعاية الأيتام والمسنين والأرامل مؤخرا وستنضمّ شياو جي وأخواها إليها، حينذاك، ستخفّف أعباؤهم المعيشية. ولكن هذه الدار لا تستطيع رعاية كل الأيتام في المنطقة. فقررت وزارة الشؤون المدنية الصينية وعدة المنظمات الدولية تنفيذ المزيد من المشروعات الخيرية بالتعاون مع بعض الشركات الكبيرة لمساعدة السكان المحليين.

وقالت الفتاة شياو جي لمراسلنا إن المتطوعين تركوا بصمات عميقة في قلبها. ومن ضمنهم الشاب تشيو جين كون، وهو موظف في شركة طيران هاينان الصينية، واشترك في هذا النشاط كمتطوع للمرة الثانية هذا العام. حيث قال:

" أشترك في أعمال المتطوعين لتقوية قدرتي على التنسيق مع الآخرين. وعندما أعيش مع هؤلاء الأطفال، أسترجع في ذهني متعة الطفولة والسعي الدؤوب لتحقيق الأحلام والمثل العليا. ولا أريد جعلهم يشعرون بخيبة الأمل في هذا المخيم."

وفي هذا النشاط، زار الأطفال قاعدة المطار تلبية لدعوة من شركة طيران هاينان حيث لمسوا الطائرات بأيديهم. وتجولوا في الشاطئ الجميل وزاروا حديقة النباتات الاستوائية وغيرها. حيث يشعرون ببالغ السرور والسعادة خلال هذه الزيارات:

رأت شياو جي البحر لأول مرة، حيث كانت تجلس على صخور مع رفقائها الصغار، وطلبت من مراسلنا أخذ صورة جماعية لهم. وتحدثت عن مشاعرها قائلة:

"أحسّ بفرح ومتعة كبيرين عندما أرى البحر الواسع وحركة أمواجه الجميلة."

الشاب هو جيان رونغ أصغر متطوع سنا في هذا النشاط، وبلغ الرابع والعشرين من عمره هذا العام، ويعتبر هؤلاء الأطفال إخوانه الصغار، فبلغ أقصى جهوده لمساعدتهم. وخلال هذا النشاط الذي استغرق سبعة أيام، لم يصاحبهم في الدروس والزيارات فحسب، بل درّبهم على السباحة متطوعا كل مساء. ووجد أن بعض الأطفال يتميزون بالموهبة العالية في الرسم ويجيد بعضهم عزف الآلات الموسيقية كما فاز أحدهم بالجائزة الأولى في منافسات الإلقاء والتعبير. ورأى هو جيان رونغ أنه ستكون لهؤلاء الأطفال آفاق مشرقة في المستقبل، لكن يجب عليهم بذل جهود دؤوبة للتغلب على مشقات المعيشة على ضوء مساعدة ورعاية المجتمع. وشجعهم على الدراسة بجد واجتهاد سعيا لتحقيق أحلامهم المنشودة.

وفي هذا المخيم، بالإضافة إلى المتطوعين من شركة طيران هاينان، كان يعمل فيه أيضا الكثير من الخبراء عن علم نفس الطفولة لترتيب جدول نشاطاتهم ومصاحبتهم طول هذه الأيام. وكان الأطفال يحضرون الدروس المنتظمة كل يوم ويشاركون في الألعاب المختلفة حيث يعلّمهم الخبراء كيفية حماية أنفسهم واستيعاب المهارات المعيشية والتعرف على حقوقهم الشرعية.

السيد تسونغ تشون شان مدير مركز الاستشارات القانونية والنفسية للأطفال والصبيان بمدينة بكين وبلغ التاسعة والأربعين من عمره هذا العام، وظل يشتغل في مجال حماية الأطفال لأكثر من عشرين سنة. ودعاه أحد منظّمي هذا المخيم -- هيئة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة إلى جزيرة هاينان خصيصا لتقديم الإرشادات النفسية والتدريبات المتخصصة للأطفال. وقال السيد تسونغ تشون شان إنه يتعين على هؤلاء الأطفال التعرف على حقوقهم ومصالحهم وكيفية حماية أنفسهم، وذلك سيفيد تطورهم في المستقبل.

وقبل انتهاء جميع الأنشطة المنتظمة كل يوم في هذا المخيم، كان الخبراء يعلمون الأطفال أداء الأغنية الشائعة الصينية بعنوان (( الحب)) بهدف جعلهم يشعرون بدفء الحياة في عالم الموسيقى.

وخلال هذه الأيام السبعة، كان هؤلاء الأطفال يقيمون في فندق كانغ له ذات خمسة نجوم لشركة طيران هاينان، ويتميز هذا الفندق بمسبح من العين الساخنة والبوفيه الشهية ويفضل الأطفال أكثر كعكة الكريم. كما يمكنهم المشاركة في الألعاب الغنائية والتمثيلية في المساء.

بالإضافة إلى المتطوعين من شركة طيران هاينان، سجل كثير من الأشخاص أسماءهم لطلب المشاركة في هذه الأعمال الخيرية. وأختير السيد بنغ تشي كواحد من المتطوعين في هذا المخيم بهيئة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة. وبلغ بنغ تشي التاسعة والأربعين من عمره هذا العام، ورأى أن تجربته كمتطوع في هذا المخيم مفيد له ويريد تحمل المزيد من مسؤولية المجتمع في المستقبل، حيث قال لمراسلنا:

"من المعروف أن الصين دولة شاسعة، ويحتاج الكثير من الأطفال في المناطق النائية إلى المساعدة والرعاية، وآمل أنا وإبني في مساعدة الآخرين والمشاركة في الأعمال الخيرية على قدر الإمكان."

خلال السنوات الأخيرة، بذلت الصين جهودا متزايدة لتعزيز ضمان معيشة الأيتام. وتستطيع كل من شياو جي وغيرها من الأيتام الحصول على أكثر من ستمائة يوان شهريا كمعونة معيشية للأيتام ابتداء من هذا العام بهدف تخفيف أعبائهم المعيشية بشكل كبير. وقال السيد شيو جيان تشونغ نائب مدير إدارة تطوير الرعاية الاجتماعية والأعمال الخيرية بوزارة الشؤون المدنية الصينية:

"شهدت القضية الخيرية للأطفال إصلاحا جذريا في الصين حاليا. وفي نهاية العام الماضي، أصدر مجلس الدولة الصيني ((الآراء حول تعزيز ضمان معيشة الأيتام)) وطالب بإقامة نظام ضمان معيشة الأيتام على نطاق البلاد لضمان سلامتهم في كل من المعيشة الأساسية والعلاج الطبي والتعليم والسكن والتشغيل وغيرها من المجالات."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي