CRI Online

المسلم الذي ابتكر برنامج قرآن للتلفون المحمول

cri       (GMT+08:00) 2011-10-21 09:14:21

مع التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات، أصبحت الهواتف المحمولة أداة اتصال مهمة في حياة الصينيين. وقد تجاوز عدد مستخدمي التلفون النقال في الصين أربعمائة مليون، بمتوسط تلفون واحد لكل ثلاثة أفراد. كما أن استخدامات الهاتف النقال توسعت من مجرد إجراء المكالمات الهاتفية وإرسال واستقبال الرسائل القصيرة، لتشمل الاتصال بالإنترنت والألعاب الإلكترونية والاستماع إلى البرامج الإذاعية.

الشاب المسلم باي مينغ كاي

ولكن أحدث صيحة في عالم برمجيات النقال بالصين من نصيب المسلمين، فبمجرد أن يفتح الفرد لوحة مفاتيح هاتفه الخلوي تظهر على الشاشة كلمة "القرآن الكريم" على خلفية فنية عربية الملامح، ثم تتكشف آيات من الذكر الحكيم مصحوبة بصوت تلاوة رخيم. بهذه الوظيفة، يمكن لمستخدم الهاتف أن يقرأ وأن يسمع القرآن في أي وقت.

مصمم برنامج القرآن الإلكتروني شاب مسلم من قومية هوى. وبعد تخرجه في كلية المعلومات الإلكترونية بجامعة صينية عام 2002، عمل باي مينغكاي، مهندس تطوير برمجيات في شركة للحاسبات في مدينة بكين. ومهمته الرئيسية هي بحث وتصميم البرمجيات الجديدة وتدريب العاملين بالشركة. بعد نحو سنتين من خبرة العمل أضحى باي مهندسا متمكنا له شهرة واسعة في مجاله ببكين. وبعد أن امتلك الكثير من المهارات القيمة، أسس اتحاد المسلمين لتكنولوجيا المعلومات ببكين. والاتحاد الذي يضم ستة من زملائه أيضا يسعي إلى ابتكار برامج للكمبيوتر وللهاتف النقال لخدمة المسلمين.

باي مينغكاي، ابن مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان، شاب ذكي محب للابتكار، لديه كثير من الأفكار لتطوير تكنولوجيا المعلومات. وحول ما يتعلق بتصميم هذا البرنامج الإلكتروني، قال هذا الشاب المسلم إن هذه الفكرة جاءت من أحد أصدقائه الذي كان يقترح عليه أن يصمم برنامجا إلكترونيا يعلم المسلمين الصينيين العلوم والشعائر الإسلامية وكيفية الصلاة. ووجد با مينكاي هذا الاقتراح جيدا، فبدأ يعمل على تصميم البرنامج الذي يشتغل ليس في الكمبيوتر فقط بل في الهاتف المحمول أيضا. ومن خلال المجهودات المبذولة من قبله وزملائه، نجحوا في ابتكار برنامج "تعليم الصلاة الميسر" الذي يعلم مستخدميه الصلاة عبر رسوم متحركة على شاشة الهاتف الخلوي، ولكن هذا البرنامج لم يلق إقبالا كبيرا لدى المسلمين، لأن تعلم الصلاة ليس صعبا، ولا حاجة لدراستها مرارا وتكرارا عبر المحمول. غير أن با مينكاي قال إن نجاح هذا البرنامج كان دليلا على أن كل ما يريده يمكن تحقيقه.

ينتمي باي مينغكاي إلى أسرة مسلمة تقليدية، وجده إمام مشهور في المدينة، والداه مسلمان مخلصان، وتحب كل الأسرة قراءة القرآن الكريم، وجميعهم يكن احتراما بالغا وشغفا عميقا لهذا الكتاب المقدس. وعندما كان باي يدرس القرآن، لم يفهم معانيه في أحيان كثيرة، وكان عليه أن يرجع إلى كتب التفاسير والمراجع. لم تكن هذه مشكلته وحده بل مشكلة زملائه الطلاب والعلماء المسلمين والأئمة، ومن هنا نبتت في ذهنه فكرة تصميم برنامج القرآن الإلكتروني للهاتف النقال، بحيث يمكن حفظ القرآن في الجيب وقراءته في أي وقت وأي مكان. وبدأ باي مينغكاي وزملاؤه الستة، بحث وتصميم هذا المشروع، وبعد ثلاثة أشهر من الجهود، ولد برنامج القرآن الإلكتروني للمحمول.

يقدم هذا البرنامج على شاشة التلفون نسخة القرآن باللغة العربية ومعها ترجمة معانيه باللغة الصينية. والبرنامج مزود بنظام لعرض سور وآيات القرآن، بحيث يمكن لمستخدمه أن يشاهد ويقرأ القرآن بسهولة، وتماما مثل قراءة الرسائل القصيرة وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع هذا البرنامج بوظيفة البحث السريع عن أية سورة أو آية في أقل من دقيقة، كما يمكن سماع تلاوة القرآن بصوت إمام المسجد.

وأوضح باي مينغكاي أن أهم ما يميز برنامج القرآن الإلكتروني للمحمول هو سهولة الاستخدام في أي نوع من الهواتف النقالة؛ وسهولة التحميل في جميع أنواع الهواتف مثل نوكيا وسامسونغ وغيرهما من الهواتف. إضافة إلى السمات الإسلامية الواضحة به والتي تجعل منه ذخيرة لغوية للمسلمين.

لم يمض وقت طويل على ابتكار هذا البرنامج حتى استخدمه العديد من العلماء والطلاب المسلمين، على سبيل التجربة. وقد أثنى عليه كل من استخدمه.

يعتبر باي مينغكاي أن برنامج "تعلم الصلاة" و"القرآن الإلكتروني" مجرد بداية، فرغم وجود صعوبات جمة، ومنها نقص التمويل والافتقار إلى الأكفاء والدعم الفني، يعتزم تصميم سلسلة من البرامج الإسلامية للتلفون الخلوي لتلبية احتياجات المسلمين في الدراسة والحياة.

وقال باي مينغكاي إن اتحاد المسلمين لتكنولوجيا المعلومات ببكين لا يهدف تحقيق الربح، ومهمته هي نشر الإسلام وإبراز روح الذكر الحكيم ودمج التكنولوجيا الحديثة مع الثقافة والتقاليد الإسلامية الباهرة وتطويرها وجعل حياة المسلمين الصينيين تساير تيار العصر. وأضاف: "حاليا، يوجد قليل من التقنيين المسلمين الصينيين يعملون في تطوير تكنولوجيا المعلومات، وبرغم وجود كثير من التقنيين غير المسلمين فإنهم يفتقرون إلى المعارف الإسلامية والمعرفة الدقيقة لاحتياجات المسلمين، الأمر الذي يستوجب منا نحن التكنولوجيين المسلمين أن نجتمع معا لنكتشف برامج بالتكنولوجيا الحديثة أقرب إلى حياة المسلم. وهو عبء ثقيل ودرب طويل."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي