CRI Online

ملاك الرحمة في رعاية المصابين بمرض الإيدز

cri       (GMT+08:00) 2011-10-21 14:20:42


هو مين هوا

كل من يصاب بمرض الإيدز لا بد أن يتحمل الكثير من الألم الشديد بدنيا ونفسيا ويشعر باليأس من الحياة. وفي ظل هذا الوضع، يتطلع مريض الإيدز بشدة إلى تشجيع وعناية من الآخرين لمساعدته على التخلص من معاناته و التغلب على مشاكله المختلفة في الحياة. إن السيدة هو مين هوا تعتبر ملاك رحمة مبعوثة من السماء إلى الأرض لتمريض المصابين بمرض الإيدز وتشجيعهم بقوة لمواصلة الحياة. وهي رئيسة الممرضين في قسم الأمراض المعدية الثاني للمستشفى التاسعة لمدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغتشي جنوب شرقي الصين، حيث تعمل بكل نشاطها لأكثر من عشرين سنة، وقدمت للمصابين بالأمراض عناية دقيقة وراحة كبيرة. نقص لكم الآن قصة حولها .

بدأت السيدة هو مين هوا عملها في المستشفى المذكورة سابقا عام 1988 بعد أن تخرجت من مدرسة الطب التخصصية بمدينة نانتشانغ في نفس العام . ومنذ أول يوم عمل لها في المستشفى، عقدت العزم على ممارسة التمريض بكل ما في وسعها لخدمة المرضى. فكما يقول المثل الصيني: من زرع حصد. وبجهودها المبذولة في العمل خلال السنوات الطويلة، أصبحت أخيرا ممرضة مفضلة لدى المرضى، وعملها الجاد حظي باعتراف وتقدير من الإدارة والزملاء جميعا.

في يوم من أيام عام 2001، استدعاها مدير المستشفى إلى مكتبه ونقل لها قرار الإدارة حول إرسالها للمشاركة في تدريب دولي خاص أقيم في هونغ كونغ. لم تفكر كثيرا وقبلت ذلك في الحال. ولكن بعد أن عرفها المدير بحقيقة هذا التدريب ، ترددت هو مين هوا في اتخاذ قرارها النهائي، لأنها ستنقل بعد عودتها من التدريب من تمريض قسم المرأة والإنجاب إلى القسم الثاني للأمراض المعدية، وهو في الحقيقة قسم مرض الإيدز. ومعناه أنها ستقوم بتمريض المصابين بالإيدز الذي يعتبر مرضا معديا خبيثا ينتشر عبر الدم، وإذا لم تحذر منه في العمل، فقد تكون مصابة بفيروس الإيدز. كما سيؤثر ذلك على حياة أسرتها الطبيعية. لاحظ المدير ترددها بهذا الشأن، فأكد لها أن الإيدز ليس مرضا معديا خطيرا بعد معرفته جيدا، ويمكن الوقاية منه تماما. وفي حينه رأت هو مين هوا من عيني المدير ثقة الإدارة الكبيرة بها، فقبلت هذه المهمة والمسؤولية.

بعد عودتها من التدريب أصبحت هوو مين هوا رئيسة الممرضين بقسم الإيدز في المستشفى، حيث تتولى مسؤولية تنظيم التدريبات الدورية ونشر المعلومات العلمية بخصوص الإيدز إضافة إلى تمريض المصابين بمرض الإيدز في العلاج والعناية بهم وزرع الأمل في نفوسهم . وأخبرت المراسلة أنها لا تنسى أبدا الحالة المخيفة للمصاب الأول بالإيدز أمامها، كانت ملامح وجهه متشوهة، وجسمه منتفخا مع أطرافه الأربعة المتورمة والملتوية... ولكنها لم تكرهه بل قادت جميع الممرضين للقيام بتمريضه بدقة ولطف متناهيين.

ذات يوم جاء إلى المستشفى مصاب بالإيدز، وهو أيضا مدمن على المخدرات، كان يهدد دائما بوخز الممرضات بالإبرة إذا لم يوافقن على حقنه بالمخدرات، مما جعل بعضهن يخفن من الاقتراب منه وخدمته. فاقتربت منه هو مين هوا بنفسها عدة مرات غير مبالية من خطر تعرضها لهجوم منه، وتبادلت الأحاديث معه حول أسرته السعيدة وابنه المحبوب الذي يدرس في المدرسة الثانوية، مشيرة إلى أهمية العلاج وضرورة إنهاء تعاطي المخدرات من أجل لم شمل الأسرة. وأخيرا تأثر هذا الرجل الحزين تأثرا كبيرا من نصائحها القلبية، وبدأ يتعاون بنشاط مع عمليات العلاج. والآن بات مرضه في حالة السيطرة الجيدة ، كما ترك الإدمان على المخدرات بصورة كاملة أيضا.

قبل نهاية العام الماضي، نقلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى مصابة شابة بالإيدز إسمها شيو مي، كانت في حالة خطيرة، وحسب قول الأطباء فإنها ستتوفى بعد وقت غير بعيد. وكان ولداها قد ماتا أيضا بسبب إصابتهما بفيروس الإيدز، وذلك سبب لها ضربة ثقيلة وأرادت الانتحار مرات لإنهاء حياتها. عندما عرفت هو مين هوا هذه الأحوال، شعرت ببالغ الحزن والتعاطف، وقررت مساعدتها بكل طاقتها لتحس هذه المريضة بالدفء والراحة والارتياح في آخر مرحلة من حياتها. ومنذ ذلك اليوم، قامت بتنظيف جسم المريضة كل يوم وطهي حساء الدجاج لإطعامها لقمة لقمة ودفعت الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه المريضة إلى الخارج لاستنشاق الهواء النقي وتحدثت معها وروت لها بعض القصص المثيرة لتشجيعها على مواجهة الحياة بموقف متفائل ووضع أمل جديد للمستقبل. وبفضل تأثيراتها النفسية وعنايتها الدقيقة، مازالت المريضة شيو مي تعيش وتكافح مع مرض الإيدز حتى الآن.

مازالت السيدة هو مي هوا تخدم المصابين بالإيدز بكل إخلاص وصدق خلال عشرة أعوام، وهي نموذج صادق لمهنة التمريض لنقل المحبة والعناية من المجتمع إلى هؤلاء المرضى ، لذلك، أطلق عليها الناس إسم "ملاك الرحمة في الزي الأبيض لتمريض مرضى الإيدز".

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي