CRI Online

عودة الدارسين الصينيين بالخارج لخدمة وطنهم

cri       (GMT+08:00) 2011-11-03 10:53:33


مقاطعة هوبي

مع انفتاح الصين على الخارج وكثرة اتصالاتها في المجالات المختلفة مع الدول الأجنبية، يرغب المزيد من الشباب الصينيين في مواصلة الدراسات الجامعية بالخارج، ويعود بعضهم إلى البلاد من أجل خدمة الوطن . لنتعرف الآن على الدكتور تشو هواي بي عميد معهد البرمجيات الإلكترونية الدولي التابع لجامعة ووهان الصينية.

ولد الدكتور تشو هواي بي في أسرة مثقفة بمحافظة شيانغتان لمقاطعة هوبي عام 1964، ويفخر دائما بأن الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ من مسقط رأسه أيضا. وبسبب ذكائه البارز التحق تشو هواي بي بجامعة ووهان في ال16 سنة من عمره نظرا لنتائجه الدراسية الممتازة لدراسة فيزياء الفضاء، ثم درس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية للحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء. وفي عام 1990، أصبح طالبا مقبولا يتمتع بمنحة دراسية كاملة من جامعة ماريلاند الأمريكية، وبدأ تعميق دراسته خارج البلاد. عندما تذكر ذلك قال الدكتور تشو للمراسل :

" لم أنس ذلك اليوم الذي غادرت البلاد إلى الولايات المتحدة لتعميق الدراسة، وهو ال22 من سبتمبر عام 1990، وصادف إقامة الصين دورة الألعاب الرياضية الآسيوية في بكين. بعد خروجي من الصين شاهدت عالما متقدما آخر يختلف اختلافا كبيرا عن بلادي في ذلك الوقت، حيث الحياة المادية الرغيدة ."

وبفضل الاجتهاد المتواصل، حصل السيد تشو على درجة الدكتوراه في فيزياء الكهرباء اللاسلكي في جامعة ماريلاند خلال الوقت المطلوب، ثم حصل على درجة بعد الدكتوراه. وعمل في المؤسسة الأمريكية العامة للأجهزة الكهربائية كمهندس رفيع مستوى في عام 1996. وبعد ثلاثة أعوام من ذلك، انتقل إلى شركة موتورولا للاتصالات لمتابعة الدراسات والبحوث الجديدة المتعلقة بالاتصالات والمراسلة في شبكة الانترنت. كانت حياته سعيدة ومريحة بالخارج. ولكن، ترددت في رأسه فكرة العودة إلى الوطن بين حين وآخر . وحول ذلك أضاف للمراسل قائلا:

"ظهرت فكرة العودة إلى البلاد في رأسي منذ وقت مبكر بعد تخرجي من الجامعة الأمريكية، ولكنها لم تكن واضحة وكاملة بسبب عدم وجود مجال عمل مناسب. وفي ذلك الوقت، بدأت الصين تتقدم تقدما سريعا، مما شجعني على العودة إلى البلاد للمشاركة في تطويرها. غير أنه ليس أمرا بسيطا وسهلا بالنسبة إلينا ونحن من الجاليات الصينيين الذين يعيشون بالخارج منذ مدة طويلة، وهو يحتاج إلى جرأة كبيرة. ويوجد بالتأكيد في الصين المتطورة كثير من فرص النمو الشخصي، ولكن، ما هي الفرصة المناسبة لك بعد عودتك إلى البلاد؟ إن ذلك يمثل بدايتك الجديدة في ظروف جديدة فضلا عن ترك حياتك المريحة وعملك الذي تعرفه جيدا ."

وبفرصة سانحة، تحقق حلم الدكتور تشو هاي بي للعودة إلى البلاد . وفي عام 1999، جاء عميد جامعة ووهان السابق هو جيه تشانغ إلى مدينة واشنطن للزيارة، حيث التقى بالدكتور تشو الذي كان رئيس لجنة الإدارة لرابطة العلماء الصينيين المقيمين بالولايات المتحدة ومسؤولا بجمعية الخريجين لجامعة ووهان في منطقة واشنطن. ومن خلال الحديث بينهما، عبر الأخير عن رغبته في العودة إلى الوطن للعمل، فشجعه الزائر تشجيعا كبيرا متعهدا بمساعدته لتحقيق ذلك. وبعد ذلك عاد الدكتور تشو إلى البلاد مرارا لمعرفة الأحوال الواقعية والقيام بالاستعدادات الضرورية. وأخيرا، اختار مقاطعة هوبي وسط الصين كموقع عمل جديد له بعد عودته إلى البلاد.

وفي إبريل من عام 2002، استقال الدكتور تشو من عمله المرموق في الولايات المتحدة، وباع سيارته ومنزله، وعاد إلى الوطن مع كل أفراد عائلته. وبتكليف من حكومة مقاطعة هوبي، كان مسؤولا في البداية عن تأسيس منطقة خاصة لتطوير الصناعات الجديدة ذات العلوم والتكنولوجيا العالية داخل المقاطعة بهدف جذب المزيد من الدارسين الصينيين في الخارج للعودة إلى الصين للعمل والمساهمة في سبيل بناء الوطن. وبالاستفادة من جاذبيته الشخصية واتصالاته الواسعة مع الخارج، استعاد بسرعة أكثر من أربعين دارسا صينيا بعد تخرجهم من الولايات المتحدة واليابان والدول الأخرى ليشاركوه في العمل بالمنطقة . وعن ذلك قال الدكتور تشو للمراسل:

" تقع مقاطعة هوبي وسط الصين، فيها فرص كثيرة ونطاق واسع للتنمية، لاسيما بعد أن طرحت الحكومة سياسة تنمية المناطق الوسطى بالصين. لذلك، تجذب إليها أكثر الشباب المتميزين لعرض قدراتهم الخاصة."

وفي عام 2005، أصبح الدكتور تشو عميد معهد البرامج الإلكترونية الدولي التابع لجامعة ووهان رسميا بعد مشاركته في الامتحانات المفتوحة الخاصة للمنافسة على هذا المنصب على مستوى العالم، ولكنه رفض الراتب السنوي العالي بقوله إن عمل تحسين التربية والتعليم يحتاج إلى التعاون المشترك مع الآخرين والجهات المختلفة وليس بالاعتماد على الرواتب العالية المرموقة لأشخاص محددين. وبفضل جهوده المتواصلة، ارتفع مستوى التدريس والتعليم لهذا المعهد ارتفاعا ملحوظا، ولم يأت كثير من الخبراء والعلماء الأجانب إلى المعهد في مواعيد محددة لتدريس الدروس وتقديم المحاضرات الخاصة فحسب، بل ظل المعهد يهتم كل الاهتمام بتطبيق النظرية في الممارسة لتتصل المواد الدراسية بالحاجات الاجتماعية الواقعية، مما جعل خريجي المعهد يلقون إقبالا واسعا من المجتمع. قبل إنتهاء المقابلة الصحفية قال الدكتور تشو للمراسل:

"أحب عمل تربية وتعليم الشباب، لأنه يعني تحويل الثروة الشخصية إلى ثروة اجتماعية، أي تحقيق ازدياد القيمة الإضافية. كما يمثل أيضا مساهمتي المتواصلة للمجتمع عبر أياد متحدة من أجيال الطلاب الجدد في السنوات المقبلة. أشعر دائما بمنجزات كبيرة أمام ذلك."

وأخيرا، دعا الدكتور تشو الشباب الصينيين الذين يدرسون أو يعملون بالخارج للعودة إلى البلاد في أسرع وقت ممكن إنطلاقا من المصالح الشخصية والتفكير على المدى البعيد، لأن الصين أصبحت الآن دولة تتطور سريعا وتلفت أنظار العالم بشدة. ومن الواجب أن يقدم شبابها إسهامات كبيرة من أجل بناء الوطن الأم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي