CRI Online

فن الخط العربي في الصين

cri       (GMT+08:00) 2011-11-15 15:13:26

قبل أكثر من ألف عام عندما دخل الإسلام الصين في عهد أسرة تانغ الإمبراطورية (618م – 907م) بدأ الصينيون يدينون به وينشرون العقيدة الإسلامية عن طريق تلاوة القرآن الكريم وتعلم الحديث النبوي. وفي الوقت نفسه أخذوا يتعلمون اللغة العربية قراءة وكتابة بطريقتهم الخاصة، وكان ذلك لثلاثة أسباب: الأول، كان المسلمون الصينيون الأوائل يحتاجون بإلحاح إلى نسخ آيات القرآن والأحاديث النبوية باللغة العربية لكي ينشروا الفكر الإسلامي على أوسع نطاق وفي أسرع وقت عن طريق تعلم أمهات الكتب الإسلامية التي ينسخونها بأنفسهم، والثاني، أنهم كانوا بحاجة إلى كتابة بعض العبارات الدينية بالعربية على واجهات المساجد والمطاعم وعلى أدواتهم المنزلية، وأيضا نقش عبارات التأبين على شواهد قبورهم إظهارا لعقيدتهم الدينية؛ والثالث، أن تعلم فن الخط وإجادته كان عادة شائعة بين المثقفين الصينيين في ذلك العهد الذي شهدت الصين فيه إزدهارا شاملا غير مسبوق، وكان الخط العربي يعجبهم، خاصة المسلمين منهم، فصمموا على إجادته. وخلال التاريخ الطويل رسخ فن الخط العربي على أرض الصين، وإندمج مع فنون الخط الصيني المحلي، وتحول إلى فن خط عربي صيني فريد، وأصبح جزءا من الحضارة الصينية العريقة.

وبفضل سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج حققت الصين نموا سريعا، وأحدث تقدما جديدا في جميع المجالات، ومن بينها فن الخط العربي للمسلمين، فقد أقاموا معارض ومسابقات خاصة له، وخصصوا له رسميا دروسا متخصصة في المدارس والجامعات التي يوجد فيها التعليم الديني الإسلامي أو تخصص اللغة العربية، كما أخذ بعض العلماء والمتخصصين في الشؤون الدينية يولون اهتماما أكبر لدراسة نظرياته، وكل ذلك ساهم في إزدهار فن الخط العربي في الصين.

ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي، أقامت الدوائر الحكومية المعنية والجمعيات الإسلامية على مختلف المستويات وكذلك مشاهير الخطاطين والرسامين المسلمين سلسلة من المعارض والمسابقات حول فن الخط العربي من أجل تنشيط هذا الفن العريق ونشر الثقافة الإسلامية.

وقد أقيمت هذه المعارض والمسابقات بجهود حكومية أو جماعية أو فردية، بعضها على المستوى الوطني، والآخر على المستوى المحلي، وبعضها جمع بين فنون الرسم والخط والنحت والتشكيل وغيرها، وبعضها الآخر لفن الخط العربي فقط. ولكنها جميعا عكست على درجات متفاوتة اتجاه تطور فن الخط العربي الذي يدفعه المسلمون الصينيون بعنايتهم وجهودهم، وما حققوه من منجزات في هذا الصدد. ومثلت الأعمال المعروضة فيها روح أصحابها في الاجتهاد والجرأة على الاكتشاف والسعي إلى التقدم، وكذلك نهجهم الحميد في احترام الحضارة الإسلامية العريقة، وبالتالي تركت إنطباعا عميقا لمشاهديها حول جهود المسلمين الصينيين في إظهار ميزات فن الخط العربي ودمجها مع خصائص الحضارة الصينية الأصلية، وأيضا في عرض الثقافة الإسلامية والفضائل التقليدية للأمة الصينية. ويمكن القول إن هذه المعارض والمسابقات قدمت مساهمة إيجابية في التوفيق بين الإسلام والاشتراكية وتعزيز التضامن بين أبناء مختلف القوميات وبناء مجتمع منسجم.

منذ أكثر من ألف سنة، ظهر خطاطون كثيرون في مجال اللغة العربية في كافة أنحاء الصين في مراحل التاريخ المختلفة، وظل تعليم هذا الفن الرائع مقصورا على المساجد أو الدوائر التعليمية الأهلية، ولم يجد فرصة لدخول المدارس الرسمية لكي يتعلمه الطلاب المسلمون وفقا للمناهج التعليمية المقررة. كما أنه لم تكن هناك قواعد محددة أو نظرية مقنعة لهذا الخط فراح كل خطاط يكتب اللغة العربية كما يشاء، وكان من نتيجة ذلك أن بقي فن الخط العربي في الصين متدنى المستوى دون اتجاه واضح للتطور.

ومن أجل دفع إزدهار الثقافة الإسلامية وتطوير فن الخط العربي في الصين، قرر معهد العلوم الإسلامية الصيني الذي هو أعلى هيئة تعليمية إسلامية في شرقي العالم استحداث مادة تعليمية خاصة للخط العربي وإدراجها في منهجه التعليمي الرسمي في عام 1990، وبذلك فتح صفحة جديدة في تاريخ التعليم الإسلامي الصيني.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي