CRI Online

القضايا الخيرية الشعبية الصينية تتطور بصورة مرموقة

cri       (GMT+08:00) 2012-02-08 10:03:45

استعراضاً لعام 2011، يمكن القول إن القضايا الخيرية الشعبية الصينية شهدت تطورات كبيرة وشكوكاً اجتماعية في نفس الوقت، حيث تعاني جمعية الصليب الأحمر الصينية من شكوك المواطنين في شفافية أعمالها، لأن الفتاة قوه ميه ميه البالغة من العمر 20 سنة نشرت صوراً لممتلكاتها الفاخرة على موقع مدوناتها الصغيرة، بما فيها فيلا فاخرة وسيارة مازاراتي وحقائب يد هيرميس وغيرها، وادعت أن عمها مدير الأعمال التجارية لجمعية الصليب الأحمر الصينية. وفي الوقت نفسه، تتطور القضايا الخيرية الشعبية الصينية بصورة مرموقة، حيث يتزايد عدد المشاركين العاديين في هذه القضايا، وذلك بفضل التنمية الاقتصادية السريعة والوعي الذاتي للمواطنين والقوة الدافعة من قبل الأراء العامة.

أقيمت أواخر العام الماضي ببكين مراسم توزيع الجوائز تحت عنوان ((القلوب الكريمة لعام 2011))، حيث كان الحائز وانغ وي لي يلفت أنظار الجميع لأنه أوجد طريقة لإحلال السعادة للعمي. في عام 2005، أنشأ وانغ وي لي سينما خاصاً يحكي للعمي مضامين الأفلام، ليشعروا بميزاتها عن طريق السمع.

أحبائي، استمعتم قبل قليل إلى كلمات الشرح من أداء وانغ وي لي لفيلم وثائقي حول الحيوانات. في السنوات السبع الماضية، قدم وانغ وفريقه المكون من المتطوعين أكثر من 300 فيلم سمعي للعمي. في عام 2000، بدأ وانغ بمشاركة عقيلته إقامة أنشطة خيرية، حيث قاما بتدريب المقدمين الإذاعيين العمي اعتماداً في المرحلة الأولى على رأسمال الذات والدعم من قبل المجتمع. وأخبرنا وانغ أن فكرة إنشاء دار السينما السمعية استوحيت من هذه التدريبات.

مقارنة مع المقدمين العاديين، لا يتمتع المقدمون العمي بنقاط تفوق، حتى ولو شاركوا في تقديم بعض البرامج الإذاعية. فبذلت جهوداً في التركيز على الأسلوب السمعي، مع إضفاء المعلومات البصرية الناقصة، ويعتبر الفيلم أفضل وسيلة للفوز بإقبال من قبل كل الأصدقاء العمي. ها هي عملية إنشاء السينما الخاص للعمي.

من أجل جمع الأموال لإنشاء السينما، باع وانغ وي لي سيارته الخاصة، وأنفق كل أمواله التي كانت مودعة في البنك، واستعار بعض الأموال من والديه، لأنه يعتقد أن فكرته لإنشاء السينما كانت بسيطة.

كانت فكرتي بسيطة، حيث اعتقدت أنه يجب علي أن أقدم شيئاً للأصدقاء العمي، غير أن مشاكل تواجهني منها جذب الاستثمار وميزات تخصصية. فعزمت أن أبذل جهوداً دؤوبة في هذا المجال، مع كثرة معرفتي حول هذه الفئة الخاصة من الناس.

حكى وانغ وي لي لنا قصة حول التزامه بالمبادئ الأخلاقية في المرحلة الأصعب لإنشاء السينما الخاص.

كان لنا صاحب رأسمال أجنبي، ونوى سحب رأسماله بعد رفضنا فكرته لاستخدام جزء من المبلغ الذي تم الحصول عليه عن طريق التبرع الخارجي، مما أوقعنا في أصعب مرحلة لجذب الاستثمار، لأننا استعرنا كثيراً من الأموال للديكور. لكن كل العاملين والمتطوعين أعربوا عن رغبتهم في ضمان البيئة الخيرية، مع تفادي أي أضرار من قبل الرأسمال غير الصالح. فمن ذلك الوقت فصاعداً، لم يحصل أي عامل عندنا على تعويضات مالية لثلاث سنوات متتالية.

وخلال المرحلة الأصعب لإنشاء السينما الخاص، اتصل مستثمر صيني الأصل بوانغ وي لي، وتبرع بمليون يوان صيني لفريقه، تكفي شركته لمدة عامين. بعد ذلك، شاركت المؤسسات العالمية الكبرى بما فيها بايير الصين ومايكروسوفت وستاربكس في الاستثمار، حتى تتطور قضية وانغ الخيرية في مجراها الطبيعي.

يعتقد وانغ وي لي أنه يجب تأسيس آلية تقدير للأموال المستعملة، سواء أكانت للقضية الخيرية الحكومية أو الشعبية.

أعتقد أنه يجب إنشاء آلية تقدير للأموال المستعملة، مهما كانت في القضية الخيرية الحكومية أو الشعبية، فيمكننا أن نعرف عملية إجرائها تكنولوجياً وإدارياً ورأسمالياً، لتفادي "حادث قوه مي مي" الذي كان له تأثيرات سلبية على القضايا الخيرية الحكومية الصينية، ولعودة المشاريع الخيرية الحكومية والشعبية إلى مجاريها الطبيعية.

قوة وانغ وفريق عمله ضئيلة، غير أن الصناديق الخيرية الصينية غير الحكومية شهدت تطورات ملحوظة هذا العام، ومنها صندوق الشمس الغربية لتنمية الأرياف ببكين الذي يسعى لتحسين مستوى التربية والتعليم وتعزيز تطور الأحياء السكنية في المناطق الغربية.

أصدرت الحكومة الصينية عام 2004 ((لوائح بشأن إدارة الصناديق)) تقسم الصناديق إلى الحكومي الذي يحتاج إلى تبرعات اجتماعية علنية والخاص الذي يستدعي رأسمالاً خاصاً. وحتى يوم 31 من شهر أكتوبر العام الماضي، بلغ عدد الصناديق الخاصة 1279 صندوقاً ليتجاوز لأول مرة عدد نظيراتها الحكومية التي بلغ عددها 1179 صندوقاً. وفي الوقت نفسه، بلغ الرأسمال المستثمر للصناديق الحكومية 38 مليار يوان صيني، حين بلغ الرأسمال المستثمر للصناديق الخاصة 21 مليار يوان صيني، فيمكن القول إن التفاوت من حيث قيمة الاستثمار بين الاثنين ينخفض يوماً بعد يوم.

من مهام صندوق الشمس الغربية لتنمية الأرياف ببكين رفع جودة التربية والتعليم في المدارس، وبعث طلاب جامعيين إلى المدارس الريفية لمساعدة التعليم خلال أيام العطلة أو لمدة طويلة، وإجراء تدريبات للمدرسين، ودعم إنشاء مكتبات وتقديم كتب ومراجع وغيرها. وقالت لاي تشاو نائبة الأمين العام لصندوق الشمس الغربية لتنمية الأرياف ببكين إن المتطوعين الـ27 الذين يساهمون في مساعدة أعمال التربية والتعليم في الأرياف لمدة طويلة تركوا انطباعات طيبة لها.

كانت لهؤلاء المتطوعين الـ27 وظائف جيدة في المدن، لكنهم تركوا وظائفهم وأتوا إلى هنا لتقديم مساعدات للتربية والتعليم في المدارس دامت ثلاث أو أربع سنوات. وتم توزيع واحد منهم لمدرسة واحدة، وفي كل مدرسة حوالي 30 طالباً، وفي بعض المناطق النائية لم تكن الطرق ممهدة.

وفي يوم 23 من شهر مايو عام 2006، تبرعت شركة شين ليان كانغ للاستثمار في شانغهاي بمليوني يوان صيني لإنشاء صندوق الشمس الغربية، وبعد ذلك يعتمد الصندوق على أموال التبرعات الاجتماعية. جدير بالذكر أن الصندوق ينشر على موقعه على شبكة الإنترنت كيفية استعمال كل نفقة من مبالغ التبرع. حتى يومنا هذا، يزداد حجم الرأسمال المستثمر لصندوق الشمس الغربية، حتى بلغ أكثر من 10 ملايين يوان صيني عام 2011، معظمها من قبل مؤسسات ذات علاقات تعاون طويلة الأمد.

مع أن حجم صندوق الشمس الغربية ليس كبيراً، يتمتع بآلية صارمة لمراقبة الأموال المستعملة، حيث قالت لاي تشاو نائبة الأمين العام لصندوق الشمس الغربية لتنمية الأرياف ببكين:

صندوق الشمس الغربية يكشف كل شهر قائمة الأموال المستعملة، لزيادة شفافية استعمالها. كما نقبل المراقبة من قبل الجهات المستثمرة.

إن القضايا الخيرية الصينية عام 2011 تشبه عملة ذات وجهين، الوجه الإيجابي أنها شهدت تطورات ملحوظة، والوجه السلبي أنها تعرضت لسلسلة أزمات عدم الثقة بها. في هذا الشأن، يرى الخبراء أن أزمات عدم الثقة بها ترجع إلى نقصان القوانين واللوائح حول القضايا الخيرية في الصين.

في الوقت الحاضر، تشمل القوانين الصينية بشأن القضية الخيرية ((قانون التبرع للقضايا الخيرية لجمهورية الصين الشعبية))، و((قانون الصليب الأحمر))، و((لوائح التسجيل والإدارة للجماعات الاجتماعية)) و((لوائح إدارة الصناديق)) من إصدار مجلس الدولة، وغيرها من اللوائح الأخرى من إصدار وزارتي الشؤون المدنية والمالية. حتى الآن، ليس في الصين قانون خاص للقضية الخيرية. في هذا السياق، اقترح الخبراء الإسراع في تشريع القوانين المعنية، من أجل ضمان تنمية القضية الخيرية في الصين وزيادة شفافيتها وتعزيز ثقتها الاجتماعية.

في سياق متصل، قالت لوان شين دا المحامية ببكين:

من ناحية التطبيق، تحتاج القضية الخيرية في الصين إلى سلسلة قوانين، لضمان التطورات الصحية لها. ستزداد الثقة من قبل المواطنين بعد إتمام تشريع القوانين المعنية.

وسررنا بأن عملية تشريع القوانين حول القضية الخيرية في الصين قد دامت عدة أعوام. وفي الوقت الراهن، يجري مكتب القوانين لمجلس الدولة الصيني تعديلات على مسودة ((قانون القضية الخيرية))، وسيدرس المقترحات من قبل نواب الشعب، حتى يتبناها المجلس الدائم لنواب الشعب.

وبموجب تقدير صادر عن وزارة الشؤون المدنية الصينية عام 2010 حول تطورات القضية الخيرية في البلاد، فإن 42% من الهيئات الخيرية لم تستطع نشر معلومات لها، و37% منها لم يكن لها مسؤول خاص في نشر المعلومات، و90% من المواطنين لم يرتضوا بمدى شفافية المعلومات وأسلوب نشرها.

في هذا الشأن، تعتقد لوان شين دا المحامية ببكين أن القضية الخيرية في البلاد تحتاج إلى سلسلة القوانين المعنية، وتستدعي زيادة شفافيتها لزيادة ثقة المواطنين بها.

أولاً، نحتاج إلى قوانين. ثانياً يجب على الهيئات الخيرية الصينية زيادة شفافية أعمالها عن طريق نشر المعلومات وتعيين مسؤول خاص في هذا المجال، بغية دفع تطورات القضية الخيرية في البلاد.

وفي يوم 16 من شهر ديسمبر العام الماضي، أصدرت وزارة الشؤون المدنية ((دلائل حول التبرعات الاجتماعية الخيرية في الصين))، لتقدم إرشادات وتوجيهات للقضية الخيرية في البلاد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي