CRI Online

تزايد الإقبال على ((المزارع المدعومة من سكان المدن)) في الصين

cri       (GMT+08:00) 2012-03-16 09:01:12

السيد يوي هونغ تاو موظف في حكومة بلدية بكين، لكنه يحب أن يعمل فلاحا، واستأجر 30 مترا مربعا من الأرض في مزرعة ((الحمير)) الواقعة في ضاحية مدينة بكين، ويذهب إلى المزرعة كل نهاية أسبوع لتربية الخضار هناك.

إن السيد يوي ممثل لبعض السكان في المدن الصينية، الذين يفضلون العودة إلى الحقول الزراعية، ولذلك تشهد المزارع في ضواحي المدن التي تقدم خدمة إيجار أراضيها إقبالا كبيرا خلال السنوات الماضية. وحسب الإحصائيات، قد بلغ عدد هذا النوع من المزارع أكثر من 2000 مزرعة، ومعظمها تقع في صواحي بكين وشانغهاي وتشنغدو ومدن جنوب مقاطعة جيانغسو، التي تعد مناطق أكثر تطورا في الصين.

وقال نائب مدير مزرعة الحمير السيد هوانغ تشي يو، إن المزرعة تقدم نوعين من الخدمة، أولا إمداد الخضار الطازجة للمشتركين، وثانيا إيجار الأرض الزراعية. فتحت المزرعة في عام 2009 وكان عدد المشتركين في خدمة إمداد الخضار 37 شخصا فقط، و17 أشخاص كانوا قد استأجروا الأرض فيها، وفي عام 2011، بلغ عدد الطالبين للخضار 460 شخص، بينما بلغ عدد المستأجرين 260 شخص، وأكد المدير هوانغ أن الطلب كان كبيرا ولكن المزرعة لا تقدر على تقديم المزيد من الأراضي.

يسمى هذا نوع من المزارع بالمزرعة المدعومة من سكان المدن، وقال أستاذ يوي ده قوي بجامعة ناجين للزراعة، إن هذه المزارع ظهرت أولا في سويسرا، وأصبحت شعبية جدا في أوروبا واليابان، وجوهرها هو مشاركة المستهلكين.

وأشار أستاذ يوي إلى أن تزايد شعبية هذه المزارع ليست ظاهرة عرضية، بل هي نتيجة لزيادة تكلفة النقل وعدم ثقة المستهلكين بسلامة الغذاء.

تقوم مزرعة الحمير بالإنتاج حسب خطة محددة، حيث يدفع المستهلك العربون أولا، ثم تزرع المزرعة الخضار حسب متطلباته، وتتعهد المزرعة بعدم استخدام مبيدات زراعية وضمان سلامة منتجاتها.

إن المزارع المدعومة من سكان المدن لها مغزى تعليمي أيضا، وعلى سبيل المثال، يزور أفراد أسرة السيدة لياو فن فانغ مزرعة الحمير كل أسبوع للعناية والإشراف على زراعة خضرواتهم، حيث يقوم ابنها بتنظيف الديدان، فتشعر السيدة لياو بجاذبية العمل في الحقول.

وفي هذا قالت السيدة لياو وهي مترجمة للغة اليابانية، إن هناك مثل ياباني قديم يقول إن جسم البشر لن يبتعد عن الأرض، وفي الحقيقة إن مصدر هذا المثل هو الكلاسيكيات البوذية الصينية، وشعرت لياو بصحة هذا القول عندما كانت تعمل مع أسرتها في المزرعة، لأنها تحس بالتوحيد بين البشر والطبيعة.

وقال السيد يوي هونغ تاو الموظف الحكومي إن المشاركة في الأعمال الزراعية تعلمه ضرورة احترام الطبيعة والحد من الأطماع الشرسة، كما أتعرف من خلالها على قلق الفلاحين وطلبهم وعبئهم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي