CRI Online

فيلم ((الطريق إلي الحج)): رابط عاطفي مشترك بين المسلمين وغير المسلمين في العالم

cri       (GMT+08:00) 2012-03-22 16:31:35

بُث لأول مرة الفيلم الوثائقي التلفزيوني ((الطريق إلي الحج)) في شهر فبراير الماضي على شبكة آسيا والمحيط الهادي التلفزيونية التابعة لقناة الجغرافيا الوطنية وأشرف على إعداده مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني ومصلحة الدولة للشؤون الدينية الصينية وأنتجه مركز "ووتشو" للنشر في الصين بالتعاون مع قناة الجغرافيا الوطنية الأمريكية.

وقال السيد جينغ شيوي تشينغ - مدير قسم العلاقات الدولية بمركز "ووتشو" للاتصالات إن مسيرة المسلمين الصينيين إلى مكة المكرمة للحج حكت قصصاً كثيرة وكانت كل قصة منها صادقة مؤثرة. وأضاف "نأمل في أن يعكس هذا الفيلم الوثائقي بعض الحقائق الصينية، مثلا: الاعتقاد الديني للمسلمين الصينيين يحترم احتراما كاملا ويجد الحماية الكاملة، خصوصا في السنوات الأخيرة، وفي المناطق النائية المأهولة بالأقليات القومية، تعززت قدرة المسلمين الاقتصادية وارتفع مستوى معيشتهم بصورة ملحوظة".

وقال جينغ شوي تشينغ "بالنسبة للمسلمين الصينيين فإن أداء مناسك الحج ليس فقط أمنية كل واحد منهم في حياته، بل يعد أمنية لكل أسرة وحلماً يراود أجيالا من أسرته أيضا. وأثناء تصوير الفيلم، كان أعظم ما أثر في قلبي هو أن المسلمين أبطال قصص الفيلم، كانوا راغبين في تقديم كل ما يمتلكونه مادياً حتى حياتهم من أجل تحقيق أمنيتهم لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة. وأثناء أدائهم لمناسك الحج، تسامى وتعزز إيمانهم وتحقق حلمهم في النهاية. ونحن العاملين في الفيلم من غير المسلمين، تأثرنا كثيرا بإيمان المسلمين وتمسكهم بدينهم أثناء تصوير الفيلم، وفهمنا السبب الرئيسي لوجوب احترام المعتقدات الدينية. "

وعن عملية إنتاج الفيلم، قال جينغ شوي تشينغ: "من أجل إنجاز هذا العمل، شكلنا مجموعة بحثية مشتركة من الطرفين الصيني والأجنبي قبل عملية الإنتاج، وقمنا بأعمال كثيرة للتنسيق والبحث والاستطلاع، بما في ذلك مقابلات مع المصلحة العامة للشؤون الدينية والجمعية الإسلامية الصينية، لتقدم لنا توجيهات متخصصة بشأن الفيلم. ومن المعروف أن التوزيع الجغرافي للمسلمين الصينيين واسع، ومن أجل اختيار الشخصيات المناسبة من بين المدن والمناطق النائية ذات الصفة التمثيلية للمسلمين، كاد طاقم التصوير أن يكون قد سافر إلى كل مكان يتجمع فيه المسلمون الصينيون في أرجاء الصين مرة بعد أخرى لاختيار المواقع المناسبة لتصوير المشاهد التي تعكس مضامين الفيلم. وعند اختيار الشخصيات سعينا إلى أن تكون قصصهم نموذجية. وفي الصين يسافر 13000 مسلم تقريبا إلى مكة المكرمة للحج سنويا، وكان علينا أن نختار أكثر الشخصيات ذات الصفات التمثيلية لواقع المسلمين الصينيين، مع مراعاة النسبة بين الجنسين ومناطقهم وأعمارهم، والعلاقات بينهم. وكانت أعمال البحث والاستطلاع قبل التصوير عملية إبداعية أيضا."

وواجه طاقم العمل صعوبات كثيرة غير متوقعة. وقال جينغ شوي تشينغ إن أولى الصعوبات تمثلت في أن النطاق الجغرافي لمسرح قصص الفيلم كان واسعا، ويشمل بكين ونينغشيا وشينجيانغ ويوننان بداخل الصين، ومكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، الأمر الذي شكل صعوبة كبيرة في تنسيق أعمال التصوير. وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لغير المسلمين دخول مكة المكرمة. ولحل هذه المشكلة، اخترنا في النهاية كل أفراد طاقم العمل من المخرجين والمصورين وغيرهم من الموظفين، سواء من المحليين أو الأجانب، من المسلمين. ثم كانت هناك مشكلة لغوية، مثلا، اخترنا شركة سنغافورية لإنتاج الفيلم، لغة عملها الإنجليزية، ويتحدث الحجاج الصينيون اللغة الصينية، والعمل في شينجيانغ كان يحتاج إلى اللهجة الويغورية، وبعد دخول طاقم العمل السعودية، كان علينا أن نستخدم اللغة العربية أحيانا، الأمر الذي أجبر طرف الإنتاج على تكوين طاقم عمل متعدد الجنسيات والقوميات وإقامة آلية عمل باللغات الصينية والإنجليزية والويغورية والعربية. الأمر الذي شكل تحديا كبيرا لهذا الفيلم .

وحظي بث فيلم ((الطريق إلي الحج)) لأول مرة في الخامس من شهر فبراير الماضي باستجابة عظيمة. وقال جينغ شوي تشينغ: "خلال ملتقى مشاهدة لأعضاء مجلس إدارة قناة الجغرافيا الوطنية في العالم قبل البث الرسمي لهذا الفيلم، اختير هذا الفيلم كأحد أفضل الأعمال الخمسة لمجلة الجغرافيا الوطنية في هذا العام. ورغم أننا لا نستطيع الحكم على التقييمات النهائية لهذا الفيلم الآن، لكننا متفائلون جدا، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الفيلم التقييمات المتوقعة."

وقال جينغ شوي تشينغ: يعبر فيلم ((الطريق إلي الحج)) عن أشياء مشتركة في المشاعر الإنسانية. وسالت دموع كثير من المسلمين تأثراً بعد مشاهدتهم هذا الفيلم الوثائقي، وأعتقد أن السبب لذلك يعود إلى أن الفيلم يحكي عما يحدث حولهم من قصص، وهذه قصصهم أيضا. ويمكن للمشاهدين في العالم التعرف على الحياة الروحية للمسلمين الصينيين، مما يسهم في خلق رابط عاطفي بين جماهير المسلمين وغير المسلمين والتواصل بينهم، ثم تحقيق التعارف والاحترام المتبادلين بالمعنى الحقيقي".

وتجدر الإشارة إلي أن هذا الفيلم الوثائقي اتخذ رحلة المسلمين الصينيين إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج عام 2010 تحت إشراف الجمعية الإسلامية الصينية الخط الرئيسي له، حيث اختار خمسة مسلمين من بكين ونينغشيا وشينجيانغ ويوننان، لمتابعة وتسجيل كل مسيرتهم من الصين إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ويعرض المناظر الجميلة والعادات الفولكلورية في المناطق التي يتجمع فيها المسلمون الصينيون ويقدم أحوال حياة وتطور الإسلام في الصين. وبعد البث الأول للفيلم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ سوف يبث بالتتابع على منصة قناة الجغرافيا الوطنية إلى 165 دولة ومنطقة بـ38 لغة. ومن المتوقع أن تشاهده 380 مليون عائلة. وأنتج الفيلم باللغة الانكليزية وتوجد دبلجة بالإنجليزية في المشاهد التي تستخدم الصينية والويغورية. وسوف يترجم الفيلم إلى اللغات الصينية والويغورية والعربية كل على حدة. وبالإضافة إلى ذلك، تعتزم الجهات المنتحة للفيلم المشاركة به في مهرجان التلفزيون الآسيوي ومهرجانات الجوائز ذات العلاقة الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي