CRI Online

التعايش المنسجم بين أبناء مختلف القوميات في الصين

cri       (GMT+08:00) 2012-03-22 16:36:19

أسامة: مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم، أهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي ((صور من المجتمع)). وفي حلقة اليوم، نقدم لكم تقريرا بعنوان: التعايش المنسجم بين أبناء مختلف القوميات في الصين.

هارون: أهلا بكم يا الأستاذ أسامة، ونتحدث اليوم عن التعايش المنسجم بين أبناء مختلف القوميات في الصين. توجد نحو مائتي دولة في العالم حاليا، و90% منها دول متعددة القوميات. أ ليس كذلك، يا الأستاذ أسامة؟

أسامة: نعم. وبالنسبة إلى أية دولة منها، فإن الشؤون المتعلقة بالقوميات تؤدي دورا مهما في حفظ وحدة الدولة وتضامن شعبها. وتجاوز إجمالي عدد سكان العالم سبعة مليارات حاليا. وبالإضافة إلى الناس الذين لا يعتنقون أي دين، يعتنق الكثير منهم أديانا مختلفة. وإن حرية الاعتقاد الديني والاحترام المتبادل والتعايش المنسجم بين المتديّنين وغيرهم من المتمسكين باللادينية تؤدي دورا مهما في حفظ استقرار المجتمع وتنميته. ما رأيك يا هارون؟

هارون: كلامك صحيح يا الأستاذ أسامة. والصين كذلك دولة متعددة القوميات. وتعيش فيها 56 قومية. ونقول إن الصين أسرة كبيرة يعيش فيها أبناء مختلف القوميات في وفاق ووئام. وتجاوز إجمالي عدد سكانها مليارا وثلاثمائة مليون نسمة. ويعتنق الكثير منهم الأديان البوذية والطاوية والكاثوليكية والمسيحية والإسلام. وفي الدورة الكاملة الخامسة للجنة الوطنية الحادية عشرة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني التى اختتمت مؤخرا، قال رئيسها جيا تشينغ لين إنه من اللازم التمسك بنظام الحكم الذاتي في المناطق المكتظة بسكان الأقليات القومية والسياسات الأساسية التى وضعتها الحكومة المركزية حول شؤون القوميات والشؤون الدينية ودعا الأعضاء من مختلف القوميات وفي الأوساط الدينية إلى تقديم مساهمات فعالة في حفظ تضامن القوميات والانسجام الديني واستقرار المجتمع ووحدة الدولة. وأجرى مراسل إذاعتنا مقابلات صحفية مؤخرا مع عدد من أعضاء اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

إن السيد كاني باسانغ عضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ونائب رئيس فرعها في منطقة آلي بمنطقة التبت الذاتية الحكم. وقد طرح أكثر من عشرين مقترحا للجنة الوطنية على التوالي منذ عام 1998. حيث قال السيد كاني باسانغ:

"جئت من منطقة آلي في جنوب غربي الصين، وهي منطقة حدودية في جنوب غربي منطقة التبت الذاتية الحكم، وتتاخم الهند ونيبال ومنطقة كشمير وغيرها، وتمرّ حدود البلاد بجانبها لحوالي ألف ومائة كيلومتر. وتطور اقتصادها بصورة سريعة حاليا، ويعيش سكانها بصورة سعيدة."

في منطقة التبت، تعتبر منطقة آلي أبعد مكان عن مدينة لاسا – حاضرة منطقة التبت. فقبل سنوات، طرح السيد كاني باسانغ مقترحا حول بناء مطار في منطقة آلي. وبفضل مقترحه، تم بناء مطار كونشا في منطقة آلي وبدأ تشغيله قبل سنة ونيف. وحول دعم الحكومة المركزية للتطورات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة آلي، قال السيد كاني باسانغ بتأثر عميق:

" قدّمت الدولة دعما سياسيا كبيرا لمنطقة التبت، وخاصة بعد تنفيذ العديد من السياسات الرامية إلى إثراء سكانها والخطة الإستراتيجية لبناء الأرياف الاشتراكية الحديثة، خصصت الحكومة المركزية أموالا كثيرة لتنمية منطقة آلي. فحققت المنطقة منجزات ملحوظة في بناء المنشآت الأساسية والتعليم والعلاج الطبي وغيرها من المجالات. "

بلغ السيد كاني باسانغ واحدا وسبعين عاما من عمره حاليا، وابيضُّ شعرُه بالكامل. وتحدث عن التطورات في منطقة التبت بسرور. وطرح مقترحا جديدا للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي هذا العام، واقترح فيه خفض أسعار تذاكر الطائرات في المطار المحلي آملا في أن يستفيد الفلاحون والرعاة من ذلك.

وجدير بالذكر أن كاني باسانغ يدين بالبوذية. وبدأ يعتنق البوذية منذ صغره من خلال التأثيرات العائلية. حيث قال:

" أرى أن سياسة بلدنا حول حرية الاعتقاد الديني ممتازة، وتُنفذ بصورة جيدة جدا، خاصة في منطقة التبت، يتمتع المتديّنون بحرية الاعتقاد الديني بصورة كاملة طالما لا يخالفون قانون الدولة."

وقال كاني باسانغ إنه يحترم الأشخاص الآخرين رغم اختلاف أديانهم أو حتى لم يكن لهم أي دين. وأوضح لأولاده منذ صغرهم إنّهم يتمتعون بحرية الاعتقاد الديني.

ومثل كاني باسانغ، جي مينغ نان جيا - العضو في اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي جاء من منطقة التبت أيضا، وهو نائب عمدة مدينة لاسا – حاضرة منطقة التبت الذاتية الحكم. وأكد جي مينغ نان جيا أن الدولة أعطت حماية وتأييدا بصورة كاملة لحقوق المواطنين في حرية الاعتقاد الديني. وها هو يقول:

" للبوذية التبتية الكثير من المذاهب. ولكل سكان منطقة حريةُ اعتناق مختلف الأديان ومذاهبها. ولن تتدخل الحكومة في شؤونهم الدينية أبدا. وكلما تحلّ الأعياد الدينية والتقليدية، تنظّم الحكومة العديد من الناس لحفظ الأمن العام وتوفير الشاي وأماكن الاستراحة وغيرها من الخدمات للمتديّنين. كما خصصت الحكومة ميزانية سنوية لترميم بعض الأماكن الخاصة لإقامة المراسم الدينية. ويمكن لللاما والرهبان البوذيين التمتّع بالتأمين الطبي والضمان الاجتماعي."

وأضاف السيد جي مينغ نان جيا قائلا إن قومية التبت تعيش مع قوميات هان وهوي ومنبا وأكثر من عشر قوميات أخرى في منطقة التبت جيلا بعد جيل. ورغم أنها منطقة مكتظة بسكان مختلف القوميات، إلا أنهم ظلوا يتعايشون في وفاق. حيث قال السيد جي مينغ نان جيا:

" يتعايش سكان المنطقة في وفاق ووئام مهما كانوا متديّنين أو غير معتنقين لأي دين، ومهما اختلفت أديانهم ومذاهبهم. ولم يتخذ أي طرف منها مواقف تمييز وتحيّز ومزاحمة ضد الأطراف الأخرى."

السيد فانغ شينغ ياو العضو في اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي، وهو نائب بطريرك الكاثوليك في الصين. ويعتنق الكاثوليكية منذ صغره. ولم يتوقف عن عاداته الدينية خلال فترة حضوره للاجتماع السنوي للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي، ويثابر على أداء القدّاس في غرفته كل الصباح. وقال إنه يوجد أكثر من ثلاثة آلاف كاهن كاثوليكي في البلاد. حيث قال فانغ شينغ ياو:

" خصصت الدولة أكثر من سبعين مليون يوان وحوالي خمسة هكتارات لإنشاء الكنائس الكاثوليكية في الصين، وقدمت دعما كبيرا لنا. وفي الوقت الراهن، يوجد في البلاد أكثر من ستة آلاف وثلاثمائة كنيسة وبلغ عدد المتديّنين للكاثوليكية أكثر من ستة ملايين نسمة في الصين."

إن السيد بكر محمودي العضو في اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي، وهو أيضا عضو في الجمعية الإسلامية الصينية ورئيس فرعها في منطقة توربان بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي البلاد. أكد أن أبناء قوميات هان والويغور وهوي وغيرها من القوميات يتعايشون كأفراد من أسرة واحدة، ولا يوجد فرق بينهم. حيث قال بكر محمودي لمراسلنا باللهجة الويغورية:

" تعيش قومية هان والأقليات القومية بصورة منسجمة ولا يمكن انفصال بعضها عن الأخرى. وفي تاريخ الصين، ظلت قومية هان تتضامن مع الأقليات القومية بصورة وثيقة، وتحترم وتساعد بعضها البعض. وأثق بأن هذه الحالة ستستمر في المستقبل، ولن ينفصل بعضها عن الآخر. إن الإسلام دين يحبّ السلام، ويؤدي دورا إيجابيا في تحقيق السلام وتعميق انسجام المجتمع."

كلام السيد بكر محمودي صحيح. ووافق على رأيه السيد يي شياو ون - العضو في اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي. وقد تولى رئاسة المصلحة الوطنية الصينية للشؤون الدينية لأكثر من عشرة أعوام، ويستوعب الأحوال الدينية في الصين. وها هو يقول:

"إن حرية الاعتقاد الديني مهمة جدا. ويوجد في الصين عدد كبير من المتديّنين. فتعتبر حرية الاعتقاد الديني ضمان لحقوقهم الإنسانية الأساسية، وتجعلهم يشاركون بنشاط في الأعمال في مختلف المجالات، كما تجعلهم يؤدون دورا إيجابيا في تحقيق التطور الاقتصادي والازدهار الثقافي وانسجام المجتمع."

لكل من البوذية والمسيحية والإسلام وغيرها من الأديان تاريخ عريق في الصين، وتركت تداعيات ثقافية وأخلاقية للكثير من سكان البلاد، كما تركت تأثيرات في عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم ونغمة المجتمع. ويعيش أبناء مختلف القوميات ومتديّني مختلف الأديان بصورة منسجمة في الصين حاليا. ويرجع فضل ذلك إلى السياسة الصينية الداعية إلى تحقيق التطور والازدهار بصورة مشتركة لأبناء مختلف القوميات وهكذا، تعطى الصين حماية واحتراما لمعتنقي مختلف الأديان وعاداتهم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي