CRI Online

عيد تشينغمينغ التقليدي الصيني

cri       (GMT+08:00) 2012-04-06 16:57:37

يسمى عيد تشينغ مينغ بعيد الصفاء والنقاء، وهو عيد تقليدي صيني لتقديم القرابين لأرواح الأجداد أو زيارة الأضرحة لترميمها. ويصادف هذا العيد اليوم الرابع من إبريل الحالي.

يعتبر عيد تشينغ مينغ أحد الأيام الشمسية المحددة الأربعة والعشرين في التقويم القمري الصيني، ويحل في أوائل شهر إبريل عموما حسب التقويم الميلادي.

ويسمى عيد تشينغ مينغ عيد الأشباح في بعض المناطق الصينية. وذلك يتضح أن هذا العيد أنشئ لتقديم القرابين للأجداد. وبمناسبة حلول عيد تشينغ مينغ، يذهب جميع أفراد الأسر الى أضرحة أجدادهم لتقديم القرابين لهم وأداء واجبات البرّ بهم. وخلال طقوس القرابين، يزيل الناس الأعشاب المتنوعة عن الأضرحة ويضيفون اليها كمية من التراب، ويشعلون أعواد الند، ويحرقون أوراق النذور، ويسجدون ويقفون أمامها وقفة حداد. وكان شعر قد كتب في عهد أسرة سونغ الملكية (960-1279) قد صور هذه العادة المتوارثة بمناسبة عيد تشينغ مينغ: فيقول " تكثر الأضرحة على قمم الجبال الجنوبية والشمالية، ويزورها الناس لتقديم القرابين بالتتابع بمناسبة عيد تشينغ مينغ. ويطير رماد أوراق النذور في السماء كأسراب من الفراش البيضاء، ويذرف الناس دموعهم ودماءهم مثل الوقواق الأحمر."

ويحكى أن عيد تشينغ مينغ نشأ في عهد أسرة هان الملكية (206 قبل الميلاد – 220 ميلادية)، وأصبحت زيارة الأضرحة عادة شائعة جدا خلال عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين ( 1368 – 1911). وحينذاك، لم يحرق بعض الناس أوراق النذور عند أضرحة أجدادهم فحسب، بل قدّموا عشرة أطباق كبيرة من الأطعمة إلى الأضرحة أيضا.

ويروى أن الإمبراطور جين ون قونغ الذي كان يتعرض للاضطهاد قبل اعتلاءه العرش قبل 2600 عام. قد أغمي عليه من شدة الجوع والعطش، فلم يجد أتباعه ما يقدمونه له لإنقاذه، فقام أحد المخلصين له اسمه جيه تسي توي بقطع قطعة من لحم فخذه لينقذه من الجوع. وبعد مرور 19 عاما،عاد جين ون قونغ من منفاه و نجح في اعتلاء العرش. وكرم كل من صمد بجانبه بإسناد مضب رفيع له، إلا جيه تسي توي الذي نسيه،لكن بمجرد أن تذكر الإمبراطور هذا الأخير، أرسل لطلبه وتكريمه، رفض جين تسي توي وهرب إلى الجبال، فأمر الإمبراطور بالبحث عنه بإشعال النيران في الجبال حتى يضطروه إلى الخروج، لكنه لم يخرج وفضل الموت محترقا مع والدته. وحدادا على هذا البطل الذي اختار الموت على المنصب الرفيع صار الناس يمتنعون في ذكراه عن إيقاد النيران فيأكلون أطعمتهم باردة.

وهكذا، أصبحت زيارة الأضرحة بمناسبة عيد تشينغ مينغ عادة شعبية هامة، وظلت مستمرة حتى الآن إلا أن أسلوبها أصبح أبسط مما كان عليه في الماضي. وكان من المعتاد أن تزور كل أسرة أو عشيرة أضرحة أجدادها من أجل تقديم القرابين لهم. وبالإضافة الى ذلك، تقوم الآن المنظمات والمجموعات بزيارات جماعية لأضرحة الشهداء. وعندما يحل عيد تشينغ مينغ، يتوافد الناس الى مقابر الشهداء الثوريين حيث يقدمون لهم باقات زهور أو أكاليل زهور أو أشجار صنوبر أو سرو تعبيرا عن حزنهم على الشهداء.

وتتضمن طقوس القرابين التقليدية، إزالة الناس للأعشاب البرية التى تنمو على الأضرحة وإضافة كمية من التراب إليها، وإشعال أعواد الند، وحرق أوراق النذور، فيما يُعد طرودا بريدية من عالم الأحياء إلى العالم الآخر، وينحنون أمامها تحية وإجلالا للراحلين.

ويحل عيد تشينغ مينغ عندما يقبل الربيع بدفئه ورونقه. ومع أنه نشأ بهدف تقديم القرابين للأجداد، لكنه اختلط بمضامين الترفيه والتسلية خلال تطوره لمدة طويلة، بما فيها النزهة الربيعية الى ضواحي المدن. كما يسمى عيد تشينغ مينغ عيد النزهة الربيعية في بعض المناطق.

وكان من المعتاد أن يقوم الناس بالتنزه لقطف القرملة خلال العهود القديمة، وما زالت هذه العادة مستمرة حتى الآن. وبمناسبة حلول عيد تشينغ مينغ، تقوم الفتيات والنساء بنزهة ربيعية حيث يقطفن بعض البقول البرية الطازجة ويجلبنها الى بيوتهن لإعداد الجياوتسي ومعجّنات الذرة المحشوة، وإنها تتمتع بطعم لذيذ ورائحة زكية ونكهة خاصة. وكذلك، تحب بعض النساء إدخال بضع زهرات القرملة البيضاء في كعكة شعرهن. وبالإضافة الى ذلك، تنتشر بين الناس العادات الأخرى مثل تطيير طائرات ورقية وشد الحبل واللعب على الأرجوحة بمناسبة عيد تشينغ مينغ.

تعني كلمة تشينغمينغ في اللغة الصينية النقاء والصفاء. وفي الحقيقة، كلما حل هذا العيد، رفعت الطبيعة ستار الربيع، حيث يبدأ النسيم العليل إرسال دفئ لطيف وتنمو الأعشاب الطرية بصورة نشيطة قوية وتغمر مباهج الربيع الدنيا، وربما هذا هو معنى "تشينغ مينغ". ويصادف عيد تشينغ مينغ موسما ممتازا للزراعة والبذر الربيعي. وتتحدث كثير من الأمثال الشعبية عن الأعمال الزراعية بمناسبة عيد تشينغ مينغ، مثلا: "يتعين زراعة البطيخ والفول بمناسبة حلول عيد تشينغ مينغ." و"لا تغرس الأشجار متأخرا بعد عيد تشينغ مينغ، وتخضر حتى العصا إذا زرعتها في الأرض." كما يعتبر فسل أغصان الصفصاف وغرس الأشجار أنشطة مألوفة بمناسبة عيد تشينغ مينغ خلال العهود القديمة.

إن عيد تشينغ مينغ عيد تقليدي صيني لإحياء ذكرى الراحلين من الأهل والأعزاء وتذكُر محاسنهم، وزيارة الشهداء وأضرحتهم. حيث يقوم الصينيون خلالها بزيارة القبور لتنظيفها وترميمها، إضافة إلى نشاطات أخرى. وبما أن العيد يصادف اعتدال الجو واخضرار النباتات اعتاد الصينيون الخروج إلي ضواحي المدن المكسوة بالخضرة للنزهة أو تطيير الطائرات الورقية أو التمتع بالمناظر الربيعية لذلك يسمي أيضا عيد المشي على الخضرة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي