CRI Online

حياة المسلمين المقيمين في المنطقة غير المسلمة بمقاطعة يوننان

cri       (GMT+08:00) 2012-06-11 15:59:29


فتيات مسلمات في يوننان







تقع مقاطعة يوننان في جنوب غربي الصين، ويعيش فيها أبناء من خمسة وعشرين أقلية قومية مختلفة، وبذلك تعتبر المقاطعة أكثر منطقة تجمعا لأبناء الأقليات القومية في البلاد. ويبلغ عدد الناس الذين يدينون بمختلف الديانات أكثر من أربعة ملايين شخص، وجاء تسعون في المائة منهم من الأقليات القومية.

وتعتبر ولاية دالي الذاتية الحكم لقومية باي من أهم وأشهر المناطق بمقاطعة يوننان، وينحدر معظم أبناء الولاية من قومية باي التي لا تدين بالإسلام، غير أن الإسلام منتشر أيضا في هذه المنطقة.

تؤكد وقائع التاريخ أن الإسلام دخل الصين مع وصول التجار المسلمين الفرس والعرب إليها في عهد أسرة تانغ الملكية قبل ألف وخمسمائة سنة تقريبا. وفي عام ألف ومائتين وتسعة عشر، قام تشكيسخان الذي نجح في توحيد منطقة منغوليا بحملة حرب اجتاحت آسيا الوسطى وغربي آسيا، وعاد إلى الصين مع العديد من العمال الحرفيين والفنانين والعلماء المسلمين من دول هذه المنطقة، وبذلك انتشر المسلمون في أنحاء الصين. وفي أسرة يوان الملكية التي أنشأها أبناء قومية منغوليا في الصين، كلف الامبراطور الفارسي سعيد أجال عمر شمس الدين، الذي أتى إلى الصين مع قوات تشنكيسخان من غربي آسيا، كأعلى حاكم لمقاطعة يوننان، وأتى معه إلى المقاطعة العديد من الجنود المسلمين. وخلال إقامتهم في يوننان، قاموا بأعمال الزراعة وعاشوا مع أبناء مختلف القوميات هناك. وخلال التعايش المشترك لمدة طويلة، تبادل المسلمون هناك الزواج والثقافات والبضائع مع أبناء القوميات غير المسلمة، مما شكل العادات والتقاليد المسلمة المتميزة لمسلمي مقاطعة يوننان.

وفي ولاية دالي، يتعايش مسلمو قومية هوي وأبناء القوميات الأخرى تعايشا سلميا، حيث تأثرت أزياء قومية هوي المسلمة بثقافات قومية باي وغيرها من القوميات. وتحب فتايات قومية هوي ارتداء ملابس اللون الأبيض ولباس الحجاب الأبيض المطرز بصور جميلة. أما المسنات المسلمات، فلا يزلن يرتدين أزياء قومية باي حتى الآن، حيث يعجبهن اللون الأزرق العميق، الأمر الذي يختلف عن معظم مسلمي قومية هوي بالمناطق الأخرى في الصين.

وتعتبر مقاطعة يونان من أجمل المناطق في الصين، وتشتهر بجوها الجميل ومناظرها الطبيعية الساحرة، بينما تعد ولاية دالي من أشهر المناطق السياحية بمقاطعة يوننان. وتتراوح درجة الحرارة لولاية دالي من إثنتي عشر درجة حتى ثمانية عشر درجة طوال السنة، مما يجعل الولاية مناسبة جدا لزراعة الأزهار. لذلك فإن أبناء دالي يفضلون بناء دار كبيرة أمام المنزل لزراعة الأزهار، بمن فيهم مسلمو قومية هوي.

رغم أن التعايش طويل الأمد مع أبناء مختلف القوميات، إلا أن مسلمي قومية هوي في ولاية دالي ما زالوا متمسكين بالشعائر والتقاليد الإسلامية في مراسم الزواج والجنازة والاحتفال بالأعياد الإسلامية.

وخلال مراسم الزواج، وحسب العادات والتقاليد لقومية هوي، يقدم المأذون وثيقة الزواج للعروسين، وتُكتب فيها الشروط التي يجب على المسلمين أن يحترموها بعد الزواج. ويشرح المأذون مضامين الوثيقة للعروسين، موضحا بأن زواجهما يعتبر ارتباطا دائما بينهما طول الحياة، ويتميز أبناء قومية هوي بالصدق، لذلك يجب على الزوجين التمسك بالصدق معا في حياة المستقبل.

ويهتم مسلمو ولاية دالي بالأعياد الإسلامية التقليدية مثل أعياد الفطر والأضحى، ولا يحتفلون بعيد الربيع الذي يعتبر أكبر عيد تقليدي صيني، وكذلك عيد المشاعل لقومية باي، الأمر الذي يوضح بأن إيمانهم الديني يختلف عن الأبناء غير المسلمين.

أما مراسم الجنازة، فيتمسك مسلمو قومية هوي بالدفن الترابي، وتكفين الجثة بالقماش الأبيض قبل الدفن. وفي خمسينات القرن الماضي، كان اقتصاد البلاد يمر بصعوبة كبيرة، حيث نقصت في أرجاء البلاد مختلف البضائع، غير أن حكومة ولاية دالي استمرت بتقديم القماش الأبيض للمسلمين إذا توفي أحد منهم، احتراما للتقاليد الإسلامية.

أعزائي، تعتبر مقاطعة يوننان مهدا للغناء والرقص، وفيما يلي ندعوكم للاستمتاع بأغنية شعبية منتشرة في هذه المقاطعة، وتحمل عنوان :ابقوا معنا، يا ضيوفنا الكرام.

وتعبر هذه الأغنية عن ترحيب أبناء مختلف القوميات المقيمين في مقاطعة يوننان بالزوار هناك. مستمعينا الأعزاء، إذا زرتم الصين، فيجب عليكم زيارة هذه المقاطعة الجميلة بجنوب غربي البلاد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي