CRI Online

حياة المسلمين في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور  

cri       (GMT+08:00) 2012-06-18 14:26:50

 







تحتل منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور سُدس مساحة الدولة الصينية. وكان طريق الحرير البري يقطع شينجانغ من أقصاها إلى أقصاها، مما جعلها همزة وصل هامة بين الشرق والغرب. وقبل أكثر من ألفي سنة، حيث كان الصينيون يسمونها شييوي (المنطقة الغربية)، وفي عهد أسرتي مينغ وتشينغ(1368 – 1911م) الملكيتين، تحول الاسم إلى هويجيانغ (أرض هوي)، وقبل مائة سنة تقريبا، أخذت اسم "شينجيانغ".

وتؤكد وقائع التاريخ أن الإسلام دخل شينجيانغ مع وصول التجار المسلمين إليها، وقد راجت التجارة بين الصين وبلاد العرب في فترة أسرتي سوي وتانغ (581 – 907م). والأرجح أن الإسلام دخل شينجيانغ الصينية في ذلك الوقت، مع وصول تجار مسلمين إلى شينجيانغ وبقائهم فيها لمدة قصيرة أو طويلة، ولكن لا توجد كتابات تاريخية تثبت ذلك.

في قلب مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ، توجد عدة مساجد أعيد بناؤها في السنوات الأخيرة. وفي الطريق إلى كاشغر وهوتان في جنوبي شينجيانغ، تتراءى لك المساجد على جانبي الطريق بين حين وآخر. وفي كل قرية بجنوبي شينجيانغ ترى مسجدا واحدا على الأقل، مع وجود جامع كبير لصلاة الجمعة لكل عدة قرى. يبلغ عدد المساجد في شينجيانغ أكثر من عشرين ألف مسجد، بمتوسط مسجد واحد لكل أربعمائة مسلم تقريبا، من بينها أكثر من ثمانية آلاف جامع كبير مناسب لأداء صلاة الجمعة.

وقدمت الحكومة الصينية المركزية وحكومة منطقة شينجيانغ الدعم المالي لترميم بعض المساجد الرئيسية ذات الأهمية الكبيرة نسبيا، فقد رصدت الحكومة المركزية 6ر7 ملايين يوان عام 1999 لترميم مسجد كبير في أورومتشي ومسجد بيت الله في مدينة يينينغ والجامع الكبير في مدينة هوتان.

ويعيش في منطقة شينجيانغ أكثر من 11 مليون فرد ينتمون لعشر قوميات يعتنقون الإسلام، وهي تحديدا، الويغور والقازاق وهوي والقرغيز والطاجيك والأوزبك والتتار ودونغشيانغ وسالار وباوآن. ومعظم مسلمي شينجيانغ من أهل السنة، شأن الغالبية العظمى من مسلمي الصين، وهم يتبعون المذهب الحنفي، وإن كان القرغيز والأوزبك والتتار يتبعون ما يُسمى بالمذهب القديم، بينما يتبع المسلمون من قومية الطاجيك المذهب الشيعي للأئمة السبعة، ويتبع قليل من الويغور مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشر. وينتشر بين المسلمين من قوميات هوي ودونغشيانغ وسالار وباوآن المذهب القديم ومذهب الإخوان رئيسيا، بالإضافة إلى طوائف الخفية والجهرية والقادرية. وكان للمذهب الصوفي أثر كبير على المسلمين في تاريخ شينجيانغ، لكن أتباعه الآن قليلون جدا. حاليا يتعايش مسلمو شينجيانغ من مختلف القوميات ومختلف المذاهب الإسلامية في وئام، كما يتعايش المسلمون وغير المسلمين معا في وفاق أيضا.

أما عند الحديث عن الشؤون الدينية في منطقة شينجيانغ، فيجب علينا أن نتحدث عن الجمعية الإسلامية بالمنطقة. أنشئت الجمعية الإسلامية هناك عام 1958، وبعد تطبيق انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، تأسست قرابة 80 جمعية إسلامية على المستوى الإقليمي مثل الولاية والمدينة والمحافظة في كل أنحاء المنطقة. وتعمل هذه المؤسسات الإسلامية على مساعدة الحكومات المحلية في تنفيذ سياسة حرية الاعتقاد الديني، وإقامة مسابقات تلاوة القرآن الكريم ومسابقات الوعظ، وتأليف ونشر ((مجموعة المواعظ الجديدة))، وتنظيم رحلة الحج، وافتتاح المدارس الدينية الخ.

تقام المسابقة الوطنية لتلاوة القرآن الكريم والمسابقة الوطنية لخطابة الوعظ تحت رعاية الجمعية الإسلامية الصينية مرة كل سنتين منذ عام 1995. وقد احتل المتسابقون من منطقة شينجيانغ المراكز الأولى في هذه المسابقات عدة مرات. وفي المسابقة الوطنية الخامسة لخطابة الوعظ عام 2004، حصل 14 متسابقا من شينجيانغ على جوائز المركز الأول والثاني والثالث.

وبعثت الجمعية الإسلامية لمنطقة شينجيانغ منذ عام 1988 أكثر من 20 رجلا من رجال الدين إلى المغرب وإيران والعراق والسعودية ومصر وباكستان والإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في مسابقات ترتيل حفظ القرآن. وفي عام 1995، شارك خمسة علماء مسلمين من شينجيانغ في مؤتمرات إسلامية أقيمت في المغرب ومصر.

بعد تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، حظي الأئمة في منطقة شينجيانغ باحترام وعناية من الحكومة. وفي المناسبات والأعياد الهامة، يحرص قادة الحزب والحكومة على مختلف المستويات، على زيارة رجال الدين في المساجد والبيوت، محملين بالهدايا، لتهنئتهم وتجاذب أطراف الحديث معهم ومع جموع المسلمين وتناول الطعام معهم. ويحصل بعض الأئمة على معونات مالية معيشية من الحكومة.

وفي الوقت الحالي، يعيش أبناء مختلف القوميات في منطقة شينجيانغ تعايشا سلميا وسعيدا، حيث يبذلون جهودا مشتركة لجعل مسقط رأسهم أكثر جمالا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي