CRI Online

المصادر التاريخية بين قومية هوي بمقاطعة يوننان وجامعة الأزهر بمصر

cri       (GMT+08:00) 2012-06-25 17:53:44





autostart="true"

src="mms://webcast.cri.cn/cairo/musilin/musilin20120623.wma"

type="video/x-ms-wmv" width="285" height="44">

تعتبر جامعة الأزهر من أقدم الجامعات تاريخيا في العالم الإسلامي، وخلال أكثر من ألف سنة مضت تقريبا منذ تأسيسها، نجحت الجامعة في تدريب وإعداد العديد من الكوادر والعلماء المشهورين لمصر والدول الأخرى. وابتداءا من ثلاثينات القرن الماضي، سافر مسلمون مقيمون في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر، وبعد عودتهم إلى الصين، قدم العديد منهم مساهمات كبيرة لتطور الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة العربية في الصين. وفي حلقتنا اليوم، سنكتشف معا مصادر التبادلات والعلاقات التاريخية بين جامعة الأزهر ومسلمي مقاطعة يوننان الصينية.

يسجل التاريخ أن جامعة الأزهر أنشئت عام تسعمائة وسبعين للميلاد. ويهتم الأزهر بالتعليم الأساسي، وفي بداية تأسيسه، كانت الجامعة تعلم "القرآن الكريم" واللغة والقانون والتاريخ وغيرها من العلوم لطلابها، وأضافت فيما بعد بعض العلوم الطبيعية والبشرية إلى تخصصاتها الدراسية، بما فيها علوم المنطق والطب والفلسفة والرياضيات.

وهناك قول عربي منتشر في العالم العربي، وهو: اطلبوا العلم ولو في الصين، الأمر الذي يعكس عمق التبادلات الودية بين الصين والدول العربية. رغم أن الصين ومصر تفصل بينهما البحار الشاسعة، إلا أن التبادل الودي بين الشعبين بدأ منذ زمن بعيد، ووصل إلى ذروة ازدهاره في التاريخ القديم عبر "طريق الحرير البحري" في عهد أسرتي سونغ وتانغ الملكيتين قبل أكثر من ألف وخمسمائة سنة، حيث أتى العديد من التجار العرب والفرس إلى الصين، بينما سافر بعض الصينيين إلى العالم العربي.

أكدت وقائع التاريخ أن المسلم الصيني ما ده شين هو أول عالم صيني تعلم في مصر في العصر الحديث الصيني، حيث انطلق من مقاطعة يوننان عام ألف وثمانمائة وواحد وأربعين، متوجها إلى العالم العربي لدراسة علم الفلك، وبعد قطع مسافات بعيدة لثلاث سنوات، وصل ما ده شين إلى مصر ووصف في أحد كتبه بأن جامع الأزهر كان يعتبر أعظم جامع رآه طوال حياته.

وفي ثلاثينات القرن الماضي، توجه أربعة شباب مسلمين من مقاطعة يوننان إلى مصر بالقطار لدراسة الشريعة الإسلامية واللغة العربية في جامعة الأزهر، وأصبح هؤلاء الأربعة أول دفعة من الطلاب الصينيين ممن تلقوا تعليما منتظما للغة العربية في الصين. وبعد عودتهم، قدم هؤلاء الشباب مساهمات كبيرة في تطوير البحوث الثقافية الإسلامية وانتشار الثقافة الإسلامية الصينية في أنحاء البلاد، ومن بينهم عبد الرحمن نا تشونغ ومحمد ما كين اللذان يعتبران من أبرز العلماء في مجال الثقافة الإسلامية بالصين.

نا تشونغ

ولد عبد الرحمن نا تشونغ عام ألف وتسعمائة وتسعة في أسرة مسلمة عريقة بمقاطعة يوننان. وكان نا تشونغ غارقا في الثقافة الإسلامية منذ صغره، وفي أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين، نجح نا تشونغ في امتحان أقامته مقاطعة يوننان لاختيار الطلاب الوافدين إلى جامعة الأزهر للدراسة فيها. وخلال دراسته في الجامعة المصرية، كان نا تشونغ يعد من أكثر الطلاب الصينيين اجتهادا في الدراسة، حيث تعلم في مصر لتسع سنوات. وعند تخرجه من الجامعة، حظي نا تشونغ بأعلى درجة علمية منحتها له جامعة الأزهر وهي "شهادة العالم". وفي سبتمبر عام ألف وتسعمائة وأربعين، عاد نا تشونغ إلى الصين وبدأ عمله كمعلم في تعليم الثقافة الإسلامية واللغة العربية، حيث عمل في معاهد وجامعات عدة بأنحاء البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، عمل السيد نا تشونغ على إعداد الكتب المدرسية لتعلم اللغة العربية والتي استخدمت في العديد من كليات اللغة العربية بمختلف الجامعات الصينية. وعلى صعيد آخر، قدم السيد نا تشونغ مساهمة كبيرة في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الإسلامية، وزار الجزائر والسعودية وباكستان وماليزيا وغيرها من الدول، حيث التقى مرارا بزعماء هذه الدول، فسمي السيد نا تشونغ ب" رسول التبادل الثقافي" بين الصين والعالم العربي.

أما العالم الآخر محمد مكين، فإنه ولد عام ألف وتسعمائة وستة في أسرة مسلمة من قومية هوي في مقاطعة يوننان. وفي سن الخامسة عشرة، بدأ محمد مكين يدرس الثقافتين الإسلامية والصينية واللغة العربية في مدرسة بمدينة كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان. وفي عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين، سافر مكين إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر، وتعلم هناك لثمان سنوات. وبعد عودته إلى الصين، عمل محمد مكين في جامعة بكين، حيث أسس قسم اللغة العربية ودرس العربية فيه. وعلى صعيد آخر، لم يتوقف الأستاذ مكين طول حياته عن التأليف والترجمة، وقد ترك عددا كبيرا من الترجمات والمؤلفات، وبما فيها كتب "القرآن الكريم" ، "تاريخ العرب العام". وعلاوة عن ذلك، أشرف على تأليف "معجم الصينية العربية" و"معجم العربية الصينية" خلال عمله في جامعة بكين.

تعتبر مصر أول دولة عربية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، ونجحت جامعة الأزهر في إعداد وتربية العديد من كوادر المسلمين الصينيين. وفي الوقت الحالي، يتعلم العشرات من الطلاب القادمين من مقاطعة يوننان في جامعة الأزهر، ومن المؤكد أنهم سيقدمون مساهمات لبناء الوطن بعد نجاحهم في الدراسة هناك.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي