CRI Online

الصين تتوقع أن يسجل إنتاج حبوبها الغذائية الصيفية رقما قياسيا فى هذه السنة

cri       (GMT+08:00) 2012-07-19 16:47:38

اقتربت اعمال حصاد الحبوب الغذائية الصيفية من نهايتها مؤخرا فى بعض المقاطعات الصينية الكبرى لانتاج الحبوب الغذائية مثل مقاطعة شاندونغ شرق الصين ومقاطعة خنان وسط الصين.

هذا ما قاله تشن مينغ شان, المتحدث الاعلامى وكبير الاقتصاديين من وزارة الزراعة الصينية, مؤخرا فى مدينة جينان حاضرة مقاطعة شاندونغ, مضيفا بان حصاد القمح قد تجاوز 90 بالمئة فى عموم البلاد ,حيث اوضح الانتاج المتوقع من حقول القمح واحوال الحصاد الفعلى انه من المتوقع ان يسجل انتاج الحبوب الغذائية الاجمالى وانتاج وحداتها رقما قياسيا فى التاريخ .

اوضحت المعلومات ان الحبوب الغذائية الصينية حققت "زيادة لثمان سنوات متوالية" منذ عودتها الى زيادة الانتاج فى عام 2004, وبلغ انتاجها 1.14 تريليون جين ( الكيلوغرام الواحد يساوى جينين اثنين) فى السنة الماضية مقابل 609.5 مليار جين فى عام 1978الذى بدأت فيه الصين فى تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجى بزيادة 87 بالمئة خلال اكثر من ثلاثين سنة بعد الاصلاح والانفتاح على الخارج .

رغم الزيادة المستمرة في انتاج الحبوب الغذائية, الا ان كمية استهلاكها شهدت ارتفاعا سريعا, وليس لانتاج الحبوب الغذائية الصينية الاجمالى حيز مرن كبير للغاية, بل بالعكس تظهر الزيادة المستمرة فى مستوى اعتماد الصين على استيراد الحبوب الغذائية من خارج الصين. ففى عام 2003 كانت الصين دولة مصدرة بصورة صافية للمنتجات الزراعية , ولكن فى عام 2011 بلغ العجز التجارى للمنتجات الزراعية الصينية 34.12 مليار دولار امريكى بزيادة 47.4 بالمئة عما كان فى عام 2010, اضافة الى استيراد كميات كبيرة من فول الصويا والذرة الصفراء.

اعرب كونغ شيانغ تشى, مسؤول بجامعة الشعب الصينى, ان الصين تعتمد حاليا على استيراد اكثر من 80 بالمئة من فول الصويا, وفي عام 2011 , اصبحت زراعة ما يكافئ حجم المنتجات الزراعية الصينية المستوردة تحتاج الى مساحة 635 مليون مو ( الهكتار الواحد يساوى 15 مو ) .

قال المسؤول " انخفضت نسبة الاكتفاء الذاتى الصينى من الحبوب الغذائية الى حوالى 91 بالمئة. وتماشيا مع ارتفاع مستوى المعيشة, شهدت حاجة الناس الى المواد الغذائية مستهلكة الحبوب الغذائية مثل اللحوم واللبن والبيض ازديادا بعض الشىء, كما شهدت اسعار الخضروات واللحوم وغيرها من المنتجات الزراعية والجانبية تقلبا دائما, واوضح ذلك ان توازن تموين المنتجات الزراعية الصينية فى حالة توتر ."

اعرب فلاحون وخبراء كثيرون ان الصعوبة فى زيادة انتاج الحبوب الغذائية ستشتد فى المستقبل . وقال تشيوى شيوه ون, رئيس هيئة الزراعة لمحافظة بينغيوان فى مقاطعة شاندونغ شرق الصين, "ازداد انتاج الحبوب الغذائية سنويا فى الصين, وفى السنوات الاخيرة ازداد انتاج الحبوب الغذائية باكثر مما كان قبل عام 2005 بفضل تعميم زراعة انواع الحبوب الغذائية الجيدة وتسميد الاراضى حسب التربة والحراثة العميقة, ولكن النسبة المئوية لزيادة انتاج الحبوب الغذائية انخفضت تدريجيا فى السنتين الاخيرتين من حيث العموم, اذ وصل انتاج وحدتها الى مرحلة عنق الزجاجة مع بلوغه لمستوى معين."

قال تشانغ تشونغ جيون, الممثل المساعد لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة لدى الصين وكوريا الديمقراطية ومنغوليا, ان فائض الايدى العاملة فى الارياف الصينية شهد تناقصا, وتماشيا مع الزيادة السريعة في الايرادات المحققة عبر العمل خارج الريف تشهد مزايا ايرادات الفلاحين المحققة عبر الزراعة انخفاضا مستمرا مع انخفاض الايرادات النسبية المحققة عبر زراعة الحبوب الغذائية, وبدأت حماسة استثمار الفلاحين فى الزراعة تنخفض فى بعض المناطق الصينية.

على صعيد استخدام الاسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية التى تلعب دورا مهما فى زيادة انتاج الحبوب الغذائية, تواجه الصين ايضا مشكلة الافراط فى استخدامها. واوضحت المعلومات ان كمية استهلاك اليوريا الصينية احتلت حوالى 35 بالمئة من الاجمالى العالمى فى هذا الصدد ما يعد اكثر بكثير من نسبة قلة مساحة الاراضى الزراعية الصينية البالغة 10 بالمئة من الاجمالى العالمى فى هذا المجال.

يرى بعض الخبراء ان الافراط فى استخدام الاسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية لا يتسبب فى تلويث التربة وموارد المياه فحسب بل يؤدى الى مشكلة التصلب الارضى وتقوية قدرة الحشرات والاعشاب الضارة على مقاومة المبيدات الحشرية, بالاضافة الى تشكيل تأثيرات سلبية على استمرار زيادة الايرادات فى مرحلة لاحقة.

علاوة على ذلك تواجه الصين الضغوط الهائلة الناجمة عن مساحة الاراضى الزراعية وجودة الاراضى . وقال المسؤول من جامعة الشعب الصينى المذكور آنفا ان " التصنيع والمدننة يحتاجان الى الاراضى مع ظهور مساحات كبيرة من التصحر وتآكل التربة سنويا ما ادى الى القيود على زيادة انتاج الحبوب الغذائية.

بالنسبة لاعتماد سلامة الحبوب الغذائية الصينية ام لا على الاستيراد من البلدان الاجنبية , يرى خبراء كثيرون ان الاستيراد المناسب للحبوب الغذائية يصلح لضمان الامداد وتثبيت اسعار السلع داخل الصين, ولكن الاعتماد المفرط على استيرادها لا يتوافق مع الاحوال الواقعية فى الصين. واوضحت معلومات منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة ان الحبوب الغذائية العالمية لا تتمتع بالمرونة من حيث العموم , وفى العشر سنوات الاخيرة ازداد انتاج الحبوب الغذائية العالمى 100 مليار كيلوغرام سنويا, ولكن كمية الحاجة اليها ازدادت 220 مليار كيلوغرام سنويا, وحاليا تقع مخزونات الحبوب الغذائية العالمية فى المستوى المنخفض تاريخيا .

ولضمان انتاج الحبوب الغذائية عززت الحكومة الصينية بوضوح قوة دعمها المالى للفلاحين , حيث ازدادت اموال الدعم لزراعة الحبوب الغذائية والدعم لتعميم انواعها الجيدة والدعم لشراء الالات والادوات الزراعية والدعم الشامل لوسائل الانتاج الزراعى من 14.5 مليار يوان ( الدولار الامريكى الواحد يساوى حوالى 6.3 يوان ) فى عام 2004 الى 140.6 مليار يوان فى عام 2011.

يرى بعض الخبراء انه بالاضافة الى زيادة حماسة الفلاحين الانتاجية من خلال الدعم المالى , زادت الصين من اتقان اعمال بناء البنية التحتية فى الحقول الزراعية مثل الرى بغية زيادة قدرة الزراعة على " ضمان الحصاد الوافر فى ظل الجفاف و الفيضان " مع تمكن الصين من زيادة تعميم هذه الاجراءات الناجحة من حيث تسميد الارض حسب احوال التربة والادارة الدقيقة للحقول الزراعية .

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي