CRI Online

الحب يمتد لمسافات طويلة لمساعدة المزارعين والرعاة بمنطقة شينجيانغ على تحسين حياتهم

cri       (GMT+08:00) 2012-07-24 15:50:56

على خريطة جمهورية الصين الشعبية، يمكننا أن نرى أن منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور تقع بشمال غربي الصين وتقع مقاطعتا هيلونغجيانغ وجيلين بشمال شرقي الصين والمسافة بينهما طويلة جدا. وخلال السنتين الأخيرتين، جاءت دفعات من الأساتذة والأطباء وخبراء الزراعة وغيرهم من مقاطعتي هيلونغجيانغ وجيلين إلى مدينة ألتاي لمنطقة شينجيانغ تلبية لدعوة الحكومة الصينية من أجل نشر المعلومات والتكنولوجيا لأبناء قوميات القازاق والويغور وهان الذين يعيشون في هذه المنطقة، مما أدى إلى تغيرات عملية كبيرة لحياة المزارعين والرعاة بمنطقة ألتاي.

وفي الربيع قبل سنتين، قررت الحكومة المركزية الصينية تنفيذ أعمال المساعدة لمنطقة شينجيانغ، فانطلق أكثر من 5 آلاف وستمائة كادر من الأجهزة الحكومية المركزية ومن المؤسسات في 19 مقاطعة ومدينة إلى منطقة شينجيانغ لتنفيذ أعمال المساعدة، بما فيهم الأستاذ ليو يونغجي من مقاطعة جيلين، وكان قد عمل على تعليم الفيزياء في المدرسة الثانوية لأكثر من عشر سنوات ولديه تجربة غنية ومهارة متميزة في التعليم. وفي الأيام الأخيرة، جاء مع زميلتيه إلى مدرسة تشونغهور الثانوية لمحافظة بورجين للعمل على التدريس، وتركت وسيلة التدريس الجديدة وروحه المرحة انطباعا عميقا في قلوب الطلاب المحليين ولقي تقديرا عاليا وترحيبا كبيرا. وقال الأستاذ جياييدار من قومية القازاق:

"إن علمات الأستاذ ليو شيقة جدا، هو يدرسنا من خلال العرض بالفانوس السحري، مما يجذبنا بشكل كبير، فنركز اهتمامنا على التعلم أكثر حيث يمكننا أن نتذكر ما يعلمنا الأستاذ على نحو أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يوسع الأستاذ ليو تفكيرنا من خلال الدليل خطوة بخطوة، ويقودنا إلى التعلم بمبادرتنا الذاتية."

كانت طرق التدريس المميزة لهؤلاء الأساتذة من مختلف المناطق ومواقفهم الجدية لا تترك انطباعا عميقا للطلاب بمنطقة شينجيانغ فحسب، بل تؤثر في الأساتذة المحليين بشكل كبير، وقالت الأستاذة جي يان في مدرسة تشونغهور الثانوية لمحافظة بورجين:

"من خلال هذا الدرس لتبادل الخبرات بين الأساتذة، ازدادت تجارب الأساتذة بمدرستنا، خاصة الأساتذة الجدد، ونأمل في المزيد من الفرص مثلها في المستقبل لرفع مستوى التدريس عندنا."

وبالنسبة إلى ليو يونغجي، جعله هذا النشاط يتعرف أعمق على حالة التعليم المحلية، وفي هذا الصدد، قال الأستاذ ليو:

"من خلال هذا الدرس، أشعر بأن الطلاب هنا بسطاء كثيرا ولديهم التعطش للمعرفة. وأريد هنا أن أحاول تنفيذ طريقة التدريس التي قد استخدمناها في مدرستنا لعدة سنوات لبناء قدرة الطلاب على التعلم بمبادرتهم الذاتية."

ظل الرعاة بمنطقة شينجيانغ يواجهون مشكلة النقص في الأطباء والأدوية لمدة طويلة، وكان المرعى بعيدا عن المستشفى والعيادة. من أجل حل هذه المشكلة، دخل الأطباء من مختلف المناطق الصينية إلى المرعى لتوزيع الأدوية اليومية على الرعاة والقيام بالفحص الشامل لهم، مما جعل الرعاة المحليين متأثرين وممتنين، وقال الكثير من الرعاة إنهم قد أمضوا عدة شهور في المرعى دون أن يعرفوا حالتهم الصحية، لكنهم شعروا بسرور لقيام الأطباء بفحصهم.

وإضافة إلى الخدمة الطبية الأساسية، أجرى هؤلاء الأطباء عمليات للمصابين بعتمة عدسة العين. إن تشانغ شوهوي طبيب في الدفعة الأولى من الأطباء الذين جاءوا من مقاطعة هيلونغجيانغ إلى منطقة شينجيانغ، منذ وصوله إلى مدينة ألتاي، قام بتدريب العاملين المحليين في المجال الطبي بشكل إيجابي وأجرى عمليات العيون للمرضى. حتى الآن، أجرى 41 عملية، وأصبح الأطباء الثلاثة الذين دربهم قادرين على إكمال عمليات العيون البسيطة وإجراء العلاج لأمراض العيون العادية بشكل مستقل.

في منطقة ألتاي، يرتفع معدل الإصابة بمرض عتمة عدسة العين عند كبار السن، ومن أجل مساعدة المصابين المحليين على علاج هذا المرض بشكل أفضل، دعا تشانغ شوهوي الفريق الطبي المتطوع للمستشفى التابع لجامعة هاربين الطبية إلى منطقة ألتاي، وأجروا 122 عملية للمصابين المحليين بأمراض العيون وساعدوا أكثر من مائة منهم على الخروج من الظلمات إلى النور. وقال تشانغ شوهوي:

"جاء أهل أحد المصابين إلينا قبل أيام ليشكرنا، وسألناه لماذا لم يأتي المصاب، وشرح لنا أن المصاب ذهب إلى منطقة كاناس للسياحة لأنها كانت رغبته خلال هذه السنوات، وقال إنه سيأتي ليشكر الطبيب بنفسه بعد عودته. كانت هذه المساعدة تفيد الأبناء بمنطقة ألتاي وترضيهم كثيرا، وإذا كانت هناك فرصة، أتمنى أن نحافظ على التعاون الطويل المدى، وآمل في جعل جميع المصابين بعتمة عدسة العين بمنطقة ألتاي يخرجون من الظلمات إلى النور خلال 10 سنوات."

رغم أن تشانغ شوهوي عامل عادي جاء إلى منطقة شينجيانغ، لكنه في عيون الناس الذين تلقوا مساعداته، فإنه وأطباء آخرون مثل "الملائكة" الذين منحوهم الأمل والدفء، أما دوافعهم لذلك فتتمثل بالحب والرعاية للبشر.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي