CRI Online

ازدهار التجارة الإلكترونية في الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-01-17 14:45:14


ازدهار التجارة الإلكترونية في الصين

بينما تستعد مراكز التسوق في بكين لاستقبال عيد الميلاد بالديكورات المبهرة وترويج للأسعار، تسمرت لين فانغ فانغ أمام موقع التسوق المفضل عندها على شبكة الإنترنت.

تقول الموظفة ( 31 عاما)، والتي تعمل لدى شركة إعلانات ببكين، "بنقرة ماوس فقط، يمكنك شراء أشياء عالية الجودة على الانترنت وبأسعار أرخص بكثير، فلماذا تكلف نفسك عناء الذهاب إلى مراكز التسوق في البرد القارس وتنفق أكثر؟".

تراوحت مشتريات لين عن طريق الإنترنت ما بين زوج من القفازات الجلدية إلى ثلاجة، مرورا بالخضروات وأواني المطبخ. حيث كانت الأسعار تقل عن النصف لتلك الموجودة في مراكز التسوق، حتى أنها تمكنت من شراء بعضها بـ 30 بالمئة فقط من أسعارها العادية.

ولين هي مجرد واحدة من ملايين المتسوقين عبر الإنترنت الذين ساهموا بأكثر من تريليون يوان كإيرادات خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2012، عن طريق أكبر موقعين صينيين للتجارة الإلكترونية - تاوباو دوت كوم وتي مول دوت كوم - التابعين لمجموعة علي بابا القابضة العملاقة للتجارة الالكترونية.

وحققت مجموعة على بابا 19.1 مليار يوان في يوم العازبين الموافق 11 نوفمبر الماضي، ما جعلها أكبر شركة في عالم التسوق عبر الإنترنت في العالم، متفوقة على نظيرتها في الولايات المتحدة سايبر مونداي، بإيرادات بلغت الضعف.

وبينما حقق أكثر من 5 آلاف منفذ تسوق في شانغهاي ما مجموعه 6.4 مليار يوان خلال أيام عطلة العيد الوطني السبعة هذا العام، تجاوزت علي بابا هذا المبلغ في نصف يوم فقط يوم 11 نوفمبر، وفقا لإحصاءات الشركة.

حتى أن مجموعة أبحاث يورومونيتور العالمية توقعت في دراسة حديثة أن يتجاوز موقع تي مول التابع لشركة على بابا إيرادات موقع أمازون بحلول عام 2015، مما يجعل تي مول أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم.

إلى جانب شركة علي بابا، جنت مواقع صينية أخرى للتجارة الإلكترونية أرباحا وفيرة عام 2012. وتلقى موقع سانينغ دوت كوم، أكبر متجر تجزئة للأجهزة المنزلية في الصين، ثلاثة ملايين عرض خلال ثلاثة أيام فقط من 9 إلى11 نوفمبر. وتلقى موقع داندونغ دوت كوم، أحد أكبر المواقع الصينية للتجارة الإلكترونية، عروضا بقيمة 20 مليون يوان في يوم العازبين

ويقول يانغ بن، رئيس شركة أناليسيس الدولية للتحليلات ومقرها بكين، "يمكننا أن نسميها ثورة مقارنة بنمط التسوق التقليدي"، مضيفا أن "العصر الجديد للتجارة الإلكترونية جلب بالفعل تحديات لتجارة التجزئة التقليدية فضلا عن دفع الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل."

وفي الواقع، أصبحت التجارة الإلكترونية في الصين تجارة ضخمة بمئات المليارات من الدولارات. ويتسوق ما مجموعه 193 مليون صيني عبر الإنترنت بشكل منتظم، وبحلول عام 2015، يتوقع خبراء الإحصاءات الرسمية أن ينمو هذا العدد إلى 350 مليون - أي نصف مستخدمي الإنترنت المحتملين في الصين.

ويوجد لدى شركة علي بابا حوالي 800 مليون قطعة معروضة للبيع في منصتها على الإنترنت، تجذب أكثر من 60 مليون زائر يوميا.

ونذكر أنه يباع ما يصل إلى 48 ألف قطعة كل دقيقة على تاوباو دوت كوم أيضا.

ولكن انفتاح التسوق الإلكتروني ينطوي أيضا على مخاطر، حيث وقع ما يقرب من ثلث المتسوقين على الإنترنت في الصين ضحية مواقع خادعة خلال أيام الترويج في نوفمبر، الأمر الذي كبدهم خسائر بلغت 4.7 مليار دولار أمريكي، وفقا للجمعية الصينية للتجارة الالكترونية.

كما أظهرت البيانات الخاصة بالجمعية استلام أكثر من 8000 شكوى في نوفمبر تتعلق 54.3 بالمئة منها بشحنات مغشوشة واحتيال ترويجي وتسليم بطئ.

ويقول لي تساو، مدير مركز الصين لأبحاث التجارة الالكترونية، "في الوقت الراهن، تتنافس معظم محلات الإنترنت على أساس السعر المنخفض بدلا من التركيز أكثر على الخدمة الممتازة وبناء العلامات التجارية الموثوقة، وهذا سيضر بالتنمية المستدامة للتجارة الإلكترونية في الصين".

ففضلا عن تحديد اتجاه التسوق محليا، تستفيد شركات التجارة الإلكترونية الصينية أيضا من إمكانات الأسواق الخارجية حيث يكون شراء المنتجات الصينية صعبا ومكلفا.

ففي الشهر الماضي، أبرمت مجموعة علي بابا وسلسلة سوبرماركت 7-اليفن شراكة جديدة بموجبها تقوم 900 من متاجر الأخيرة في هونغ كونغ ببيع قسائم علي بابا، وتتوفر كوبونات بفئات ما بين 100 يوان وألف يوان تسمح لمستهلكي هونغ كونغ بشراء سلع من على موقع تي مول دون حساب مصرفي بالبر الرئيسي.

هارون: وتقول دافني لي، مديرة الأعمال التجارية الخارجية لموقع تاوباو،"إن هذه الممارسة تفتح سوقا مربحة للغاية لـ تى مول من خلال وضع قسائمه في سوق هونغ كونغ، ويمكن أن تكون وسيلة غير مكلفة لزيادة الاعتراف بالعلامة التجارية في أسواق جديدة".

وتضيف أن تاوباو اجتذب 1.2 مليون من المستخدمين المسجلين في هونغ كونغ ونصف مليون مستخدم في تايوان حتى الآن، مشيرة إلى أن الأزياء والأحذية النسائية والأدوات تمثل الفئات الأكثر شعبية بالنسبة للمستخدمين في هونغ كونغ وتايوان.

وتؤكد لي أن هذه الخطوة تعد نقطة انطلاق لتاوباو لتحقيق قفزة في الخارج، معربة عن اعتقادها بوجود الكثير من الاهتمام به في سنغافورة وماليزيا.

وتقول لي "الشيء الأكثر أهمية في التوسع نحو السوق العالمية هو التعامل مع الخدمات اللوجيستية وقنوات الدفع بشكل صحيح لجلب الراحة للعملاء في الخارج وكذلك زيادة تنظيم المحلات على الأنترنت". (ولعل الكلمة الأخيرة حول ديناميكية التسوق الجديدة التي طورت عام 2012 يجب أن تترك إلى جاك ما، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا).

قال ما، الذي منحه التلفزيون المركزي الصيني لقب شخصية العام الاقتصادية في الصين، أثناء تكريمه هذا الأسبوع إن الشيء الأهم ليس ما إذا كانت التجارة الإلكترونية ستحل محل تجارة التجزئة التقليدية في النهاية، مضيفا لجمهور الحفل "ما يهم أكثر هو أن التجارة الإلكترونية الآن تحدث ثورة في نمط حياة كل صيني".

وتابع "نحن لم نغير أنفسنا فقط، ولكن أثرنا أيضا في عصرنا، وبهذا المعنى، تريليون يوان من إيرادات تي مول وتاوباو من يناير إلى نوفمبر هو مجرد بداية."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي