CRI Online

التجارة الخارجية الصينية تنتظر الربيع في الشتاء البارد

cri       (GMT+08:00) 2013-02-18 15:41:54

"جئت إلى مدينة ييوو عدة مرات، والتقيت مع عائلة مدير شركة شينقوانغ دائما في هذه الغرفة، إنهم أودياء للغاية، كان لقاؤنا مفعما بالفرح، كما انعكس هذا الفرح في أعمالنا التجارية."

جان وندراسيك، هو تاجر تشيكي، يأتي إلى مدينة ييوو بمقاطعة تشيجيانغ أربع أو خمس مرات كل عام لشراء البضائع، حيث يشارك دائما في وليمة العائلة لمدير شركة شينقوانغ للزينات. تعتبر شركة شينقوانغ للزينات أبرز الشركات في مهنة الزينات بمدينة ييوو، وتباع معظم منتجاتها إلى الخارج. على طول أكثر من ثلاثين سنة، أصبحت مدينة ييوو أكبر سوق للسلع الصغيرة في العالم بالاعتماد على دبابيس الشعر والشفاطات والأزرار وغيرها من السلع الصغيرة. في الوقت الحالي، تملك مدينة السلع الصغيرة بمدينة ييوو حوالي 210 آلاف متجر ومليون و700 ألف نوع من السلع.

لم يكن عام 2012 عاما سهلا بالنسبة إلى التجار بمدينة ييوو، حيث كانت حالة التجارة الخارجية غير جيدة، في هذا الصدد، قالت نائبة رئيس اتحاد التجارة العام بمدينة ييوو تشو شياوقوانغ:

"إن السلع بسوق ييوو من اللوازم اليومية، جودتها جيدة وأسعارها رخيصة. إذا لم يستطع الزبائن شراء هذه السلع الصغيرة، سيكون الاقتصاد العالمي مشلولا تقريبا، هذا حقيقي. في عام 2012، بدأ التجار في الدول الأوروبية والولايات المتحدة يدققون في الحساب، وشعرنا بشكل واضح بأن قدرة الشراء للمستهلكين العاديين انخفضت."

إن التجار في سوق السلع الصغيرة بمدينة ييوو يشعرون أكثر بتأثير الأزمة المالية العالمية، إذ انخفض عدد استمارات طلبات البضائع من الخارج بشكل كبير، ما زاد الضغط على بقاء مئات الآلاف من مؤسسات التجارة الخارجية بمدينة ييوو، وأصبحت كيفية تجاوز الأزمة فكرة رئيسية لرؤساء هذه المؤسسات، وقالت تشو شياوقوانغ:

"انخفضت الأرباح لمؤسسات التجارة الخارجية بشكل عام في عام 2012، ولم تكسب معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ربحا. قد نستطيع أن نتمسك بتشغيل الشركات لسنة أو سنتين، ولكن متى ستتحسن الحالة؟ ليست لدينا ثقة كافية بتجاوز الأزمة المالية الحالية."

تعكس مدينة ييوو صورة مصغرة لتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على التجارة الخارجية الصينية. في عام 2012، انخفضت التجارة الثنائية بين الصين وأوروبا بأكثر من 4%، كما انخفض معدل النمو التجاري بين الصين وبين الولايات المتحدة والآسيان وروسيا والبرازيل وغيرها من الاقتصادات الناشئة. في هذا الصدد، أكد وزير التجارة الصيني تشين ديمينغ أن البيئة القاسية داخل الصين وخارجها هي أكبر مشكلة تواجهها التجارة الخارجية الصينية، وقال:

"إن السبب الرئيسي لانخفاض معدل نمو التجارة الخارجية في الوقت الحالي هو البيئة القاسية لتنمية التجارة الخارجية داخل الصين وخارجها، وما زالت تتعمق وتتوسع الأزمة المالية في العالم، وتؤثر أزمة الديون الأوروبية على القدرة الاستهلاكية للأوروبيين بشكل خاص، وما إلى ذلك."

وفي الحديث عن كيفية خروج التجارة الخارجية الصينية من الشتاء البارد، يرى مدير مركز البحوث للصين والولايات المتحدة وأوروبا التابع لرابطة التجارة الدولية الصينية خي ويون أن تسريع إعادة الهيكلة ورفع المستوى من أهم أولويات الشركات الصينية إذا لم تتحسن البيئة الاقتصادية الخارجية بشكل ملحوظ، وقال:

"لا بد أن ندخل إلى السوق المحلية التقليدية بشكل ايجابي ونقيم شبكة البيع المحلية، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات أن تجمع بين التصدير الخارجي وإعادة الهيكلة ورفع المستوى للمؤسسات، ويجب ألا نواصل العمل على التصنيع فقط كما كان في الماضي، هذا غير ملائم لتنميتنا الطويلة المدى، ويجب أن نحاول تحويل الأزمة إلى فرصة."

وجد مراسل إذاعتنا في التحقيق أن سوق التجارة الخارجية الصينية ما زالت تتمتع بالقدرة على مكافحة المخاطر وتعميق التنمية رغم مرورها باختبار البيئة الاقتصادية القاسية، كما تسعى مؤسسات التجارة الخارجية إلى إعادة هيكلتها ورفع مستواها بشكل ايجابي.

يفكر المدير العام لشركة شينقوانغ للزينات يو جيانغبوه حاليا في كيفية رفع القوة التنافسية للمنتجات لمواجهة الأزمة، وأخبر المراسل أنهم يخططون لتوسيع سوق البيع المباشر في أوروبا خلال السنتين التاليتين لتحل محل نمط التجارة التقليدي، وقال:

"نثق بأن نمط البيع المباشر سيحل محل نمط التجارة التقليدي في المستقبل، ولكن ما زلنا نستكشف ونراقب وننتظر في الوقت الحالي، حيث لم تظهر بوادر انتعاش الاقتصاد الكلي الأوروبي حتى الآن، لذلك، نقوم بالتخطيط مقدما الآن."

إضافة إلى الاهتمام بأعمال البيع، يهتم رجل العمل الشاب هذا برفع جودة المنتجات، ما يختلف عن المؤسسات الأخرى بمدينة ييوو التي تسعى وراء السعر المنخفض وتتجاهل جودة المنتجات، يأمل يو جيانغبوه في تعزيز القوة التنافسية للمنتجات من خلال رفع جودتها. أثرت جهوده في التاجر الأمريكي ماكي هياير الذي كان يقوم بالتفتيش في ورشة الانتاج للشركة، وقال:

"في الماضي، جئنا إلى مدينة ييوو بسبب الأسعار المنخفضة للبضائع، وفي الوقت الحالي، نسعى وراء الجودة الجيدة إضافة إلى السعر المنخفض. أعتقد أن المؤسسات مثل شركة شينقوانغ للزينات تمثل اتجاه التنمية المستقبلية للمؤسسات الصينية، كما أنها تركت انطباعا عميقا لي."

يمكننا أن نرى حزم مؤسسات التجارة الخارجية الصينية على البحث عن الاختراق والتنمية في الشتاء القاسي من خلال يو جيانغبوه، ولم تزعزع الصعوبة المؤقتة الحالية ثقة رجل العمل الشاب هذا بالمستقبل.

يبذل التجار بمدينة ييوو جهودا للتغلب على الصعوبة الحالية، ما أظهر المرونة والحيوية لمؤسسات التجارة الخارجية الصينية أمام الأزمة الاقتصادية، كما قالت نائبة رئيس اتحاد التجارة العام بمدينة ييوو تشو شياوقوانغ إن الشتاء سينتهي أخيرا وستستقبل التجارة الخارجية الصينية الربيع الدافئ.

"لدينا ثقة بمواجهة الأزمة. في مرحلة تحويل الاقتصاد، كانت المنافسة فرصة لكن تكمن فيها مخاطر أيضا. أعتقد أنه يمكننا إعادة الهيكلة ورفع المستوى لمؤسساتنا وتعديلها على الفور، لدي ثقة كافية بذلك. إذا لم تستطع الصين أن تفعل ذلك، فلن تستطيع أية دولة أخرى أن تفعلها."

ما زال هناك الكثير من التجار الأجانب في سوق السلع الصغيرة بمدينة ييوو كل يوم، جاء التاجر التشيلي ألفريدو أكوستا إلى مدينة ييوو لشراء البضائع الخاصة لعيد الميلاد لأول مرة، وقال:

"تغيرت الحالة في هذا العام بشكل كبير مقارنة مع العام الماضي بالنسبة إلي، تحول مكان الشراء بالنسبة إلي من الدول الأخرى إلى الصين، هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى الصين ومدينة ييوو. إن أنواع البضائع بالصين كثيرة وغنية جدا، حيث يمكننا أن نجد كل ما نريده."

في هذا الشتاء القاسي، تسعى مؤسسات التجارة الخارجية الصينية إلى الربيع الدافئ بالتعديل المستمر للحفاظ على الحيوية وتنتظر اقتراب الربيع الدافئ.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي