CRI Online

انخفاض أسعار الذهب يثير تهافت الصينيين على شرائه

cri       (GMT+08:00) 2013-05-16 15:39:09

شهدت أسعار الذهب العالمية هبوطا مستمرا في الفترة الأخيرة، فيبدأ سكان بكين وشانغهاي وقوانغتشو وهونغ كونغ وغيرهم من السكان الصينيين في المدن الأخرى التهافت المجنون على شراء سبائك الذهب والمجوهرات الذهبية.

وقال أحد الصياغ إن مبيعات سبائك الذهب شهدت زيادة كبيرة في هذه الأيام، ومنها أصبحت سبائك الذهب الصغيرة التي يبلغ وزنها عشرة غرامات أكثر رواجا، مما يؤدي إلى نفاد الكثير من سبائك الذهب. حيث وظف مستثمر بقوانغتشو 6 ملايين يوان لشراء الذهب خلال مرة واحدة، مما أصبح أكبر صفقة بيع بالتجزئة مؤخرا في سوق الذهب بقوانغتشو.

يعتقد معظم السكان أنهم لا يقلقون إذا شهدت أسعار الذهب المزيد من الانخفاض، بل يقلقون أكثرمن التضخم، وخاصة الأشخاص من الأعمار المتوسطة فما فوق. وعند سؤالنا مصادر مطلعة حول أسعار الذهب غير المشجعة، حيث أن بنك جولدمان ساكس وETF وغيرها من المؤسسات الاستثمارية الدولية جميعها تطرح التوقعات السلبية لأسعار الذهب. لذلك، اقترحوا على الأفراد عدم التهافت على شراء الذهب بصورة عمياء، بل يجب أن يقوموا بتحليل السوق ويشتروا الذهب حسب الحاجة، حيث يجب ألا يتجاوز حجم الاستثمار في سبائك الذهب 15% من الأصول المتداولة المنزلية، كما لا ينبغي أن يشتروا المجوهرات الذهبية الكثيرة للاستثمار.

منذ الهبوط المدوي لأسعار الذهب في بورصة نيويورك للأوراق المالية بداية من 15 أبريل الماضي، ظهرت في البر الرئيسي وهونكونغ والعديد من الدول الآسيوية "موجة التهافت على الذهب". وقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن المستهلكين الصينيين قاموا بشراء 300 طن من الذهب، وذكرت بأن إستقرار الأسعار الدولية للذهب ستعود لـ"ربة البيت الصينية". لكن ما مصدر هذه الارقام؟ وهل منع التهافت الصيني الكبير على شراء الذهب إنهيار أسعار الذهب ودفعها إلى الإستقرار؟

أولا نتساءل هل إشترى المستهلكون الصينيون 300 طن من الذهب خلال 10 أيام؟

- الجواب؛ الأجهزة ذات المصداقية العالية لا تعترف بهذه الأرقام: من المتوقع أن تشهد كمية مبيعات الذهب نموا بـ 10 % إلى 15% على أساس سنوي هذا العام.

تعليقا على خبر شراء " ربة البيت الصينية " لـ 300 طن من الذهب خلال 10 أيام، قال الأمين العام لجمعية الذهب الصينية تشانغ نانان في 3 مايو الحالي خلال تصريح إلى صحيفة الشعب اليومية "اننا لا نعترف بهذه الأرقام. " ووفقا لما تم إطلاعنا عليه، فإن احصائيات جمعية قطاع الذهب تتميز بدقة عالية الى وحدة"غرام" وليس "طن". وقد شهدت مبيعات الذهب في شهر أبريل إرتفاعا كبيرا، لكن الإحصاءات التي قامت بها جمعية الذهب الصينية تعد إحصاءات شهرية، اما الإحصاءات الفصلية فستصدر في 13 من مايو الحالي. وقد بلغت مبيعات الذهب الفصلية في العام الماضي 255.2 طن، ومن المتوقع أن تنمو بـ 10% إلى 15% خلال السنة الحالية.

كما أبدى احد الشخصيات المختصة بالمجموعة الصينية للذهب شكوكه في الرقم المقدر بـ 300 طن. "هذه الكمية الكبيرة من الذهب، لايمكن إحصائها في مثل هذه السرعة خاصة وأنها تدار بصفة متفرقة، وحتى جمعية الذهب لايمكنها القيام بذلك، في الأثناء تواصل الصين للعام السادس احتلال الصدارة العالمية من حيث كمية انتاج الذهب، حيث بلغت كمية الإنتاج في السنة الماضية 402 طن، ووصلت كمية الإستهلاك 832 طن، ويقدر الإحتياطي الصيني من الذهب 1054 طن، لذلك يبدو شراء 300 طن من الذهب خلال 10 أيام شيء غير منطقي."

ونتساءل أيضا السؤال التالي هل تؤثر القدرة الشرائية الصينية على الأسعار الدولية للذهب؟

الجواب: الأسعار الدولية للذهب ناجمة عن التداول في سوق العقود الآجلة، والطلب الحالي على الذهب ليس عاملا مقررا لأسعار الذهب.

أما بالنسبة لمقولة انتصار " ربة البيت الصينية، فيشير المسؤول سابق الذكر بالمجموعة الصينية للذهب إلى أن الذهب يختلف عن باقي السلع، حيث لديه طبيعة مالية، لذلك فإن العلاقة بين العرض والطلب لايمكنها تحديد سعر الذهب. مثلا، ظلت أسعار الذهب تشهد إرتفاعا مستمرا خلال الـ 10 سنوات الماضية، لكن العرض والطلب على الذهب كان دائما مستقرا.

يشير لي جياتشون إلى أن الأسعار الدولية للذهب ترتبط بسعر تداول العقود الآجلة في بورصتي لندن ونيويورك، وهذا يعني أن الأسعار الدولية للذهب تشكلها التداولات في سوق العقود الآجلة. في ذات الوقت، يتميز الذهب بإنتمائه المالي والتحوط من المخاطر المالية، ولأن الذهب مرتبط بالدولار الأمريكي، لذلك فإن أسعار الذهب ترتبط إرتباطا وثيقا بالدولار والإقتصاد الكلي الأمريكي. وعلى ضوء تقييم الإقتصاد الأمريكي والدولار، يقوم المشمولين في الصفقة بتحديد الإتجاه المستقبلي لأسعار الذهب. "وبشكل مبسط، ان إستمرار إرتفاع أسعار الذهب، يعني إستمرار التدفقات المالية، وهبوط أسعار الذهب، يدل على الإنسحاب واسع النطاق والمفاجئ لرؤوس الأموال. وخلفية هذا الإنسحاب تحتوي على العديد من المبادئ والعمليات المعقدة، وليس بإمكان بعض عمليات الشراء الحالية إيقافه." على حد قول لي جياتشون.

يرى الدكتور لي نينغ المحلل المالي ببورصة شنغهاي للعقود الآجلة ان هناك عاملين هامين وراء صعود وهبوط أسعار الذهب. أولا، السياسات النقدية الكلية للفيدرالي الأمريكي، وثانيا، الإقتصاد الكلي الأمريكي والبيانات الإقتصادية لمنطقة اليورو. في حين يوجد مؤشرين إثنين يمكن على إثرهما تقييم التغيرات في أسعار الذهب، احدهما صندوق مؤشرات الذهب، وثانيهما هو الهيئة الأمريكية لتداول السلع الآجلة، التي تنشر كل ثلاثاء أسعار الذهب وتوقعات رؤوس الأموال الدولية لأسعار الذهب. وتظهر البيانات ذات الصلة أن صندوق مؤشرات الذهب بنيويورك يشهد تراجعا مستمرا، حيث حقق أدنى مستوى له منذ 3 سنوات، وهومايدل على التشاؤم من سوق الذهب.

ويرى بعض الخبراء أن التهافت على شراء الذهب لديه تأثير على أسعار الذهب، لكن دوره محدود. إذ وفقا لتقرير جمعية الذهب العالمية، فإن طلبات اكبر المستوحذين العالميين على الذهب لاتزال تشهد إرتفاعا مستمرا. حيث بلغت كمية شراء البنوك المركزية العالمية للذهب في 534 طن خلال العام 2012، وهو أعلى مستوى منذ 50 سنة. وتعد الدول النامية أكثر الدول التي تشهد زيادة في إحتياطي الذهب.

يعتقد مدير وكبير الإقتصاديين بمركز هايتونغ للأبحاث الدولية هو إيفان، أنه إلى جانب الإحتياطي الوطني فإن طلب سكان هذه الدول على الذهب يشهد نموا مستمرا متأثر بالإرتفاع المستمر الذي يشهده النمو الإقتصادي والدخل في هذه الدول. "الإحتياطي مع الإستهلاك، إلى جانب طلب الدول الناشئة من الممكن أن تؤثر على الأسعار العالمية للذهب، لكن يجب ألا نبالغ في في تقييم هذه العوامل."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي