CRI Online

السلوك غير المؤدب لصبي صيني خلال زيارته لمصر يثير غضبا عارما في الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-06-14 15:52:48

حنان: أصدقائي المستمعين، مثلما تتجدد أوراق الأشجار لتكون أكثر نضرة، وتتجدد مياه الأنهار لتكون أكثر عذوبة، ويتجدد إشراق الشمس لنصبح أكثر أملا وتفاؤلا، تتجدد مواضيع برنامجنا "صور من المجتمع" على أمل أن نقدم لكم الأفضل والأمتع، وعبر موجات إذاعة الصين الدولية، ومن صديقتكم الدائمة حنان لي جيوان وزميلي همام درويش، نقول أهلا ومرحبا بكم.

همام: أهلا بك حنان وبكل مستمعينا الأحباء، ماذا لديك اليوم يا حنان؟

حنان: قبل أيام أثار السلوك غير المؤدب لصبي صيني خلال زيارته لمصر غضبا عارما في الصين حيث كتب اسمه على تمثال أثري في معبد الأقصر، هل تعرف هذا الأمر؟

همام: نعم سمعت به يا عزيزتي، حيث انتشرت هذه الحادثة على الموقع الصيني (سينا ويبو) أعني صورة التمثال الأثري في معبد الأقصر والذي يقدر عمره بنحو 3500 عام، وقد كتبت عليه خربشات بالرموز الصينية تقول (دينغ جين هاو كان هنا).

حنان: وقد انتشرت مدونة مرفقة بصورة الخربشات الصينية على التمثال المنحوت على جدران معبد الأقصر ونشرها على الانترنت مستخدم في موقع ويبو يدعى شن، كتب فيها "لقد كانت اللحظة الأكثر حزنا خلال وجودي في مصر، وشعرت بالخجل"، وعندما انتشرت على نطاق واسع، أحدثت غضبا عارما في أوساط الرأي العام الصيني.

همام: وصرح شن إلى وكالة أنباء شينخوا أنها كانت اللحظة الأكثر حزنا خلال رحلته إلى مصر في 6 مايو الماضي عندما ذهب ليلتقط بعض الصور في معبد الأقصر في مدينة الأقصر جنوبي مصر، وفوجئ بنقش مكتوب بالرموز الصينية على جدران المعبد باسم شخص صيني سجل ذكرى زيارته لهذا المكان على جدران المعبد.

قال شن "قد حاولنا محو هذه الفضيحة بالمناديل الورقية، ولكن كان من الصعب مسح تلك الخربشات. ولم نستخدم المياه نظرا لتاريخ الأثر الذي يرجع إلى أكثر من 3500 عام"

حنان: وأضاف شن أن كل أفراد الفوج السياحي شعروا بالأسف الشديد تجاه ما رأوا من تشويه للآثار من قبل شخص صيني، وبعد عودته إلى الصين قام شن بنشر الصورة على موقع المدونات "ويبو"، غير أنه لم يتوقع رد الفعل الكبير والسرعة الشديدة التي انتشرت بها مدونته في موقع التواصل الاجتماعي .

همام: وذكر شن قائلا " أبلغني أحد أصدقائي أن العديد قد قاموا بإعادة نشر المدونة، ولم أتوقع رد الفعل الكبيرهذا".

وذكر شن أنه اعتذر لمرشدهم السياحي المصري الذي صدم عندما رأى النقش الصيني على الجدران، بيد أنه طمأن شن بأن لا ذنب له.

وعبر شن عن أمله في أن يلفت هذا الحادث انتباه السياح الصينيين إلى أن يحسنوا من سلوكهم عند قيامهم بالسياحة في الخارج، نظرا لأنهم يعكسون صورة الشعب الصيني أمام العالم.

حنان: وبسؤال المرشد السياحي الذي حضر الواقعة ويدعى ياسر حامد، ذكر لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أنه قد شعر بالحزن الشديد عند رؤيته لذلك التشويه، غير أنه عندما عاد لنفس المكان بعد يومين كانت آثار الخربشات قد اختفت من على الجدران.

همام: وكشفت التحريات أن السلطات قد توصلت إلى الفاعل وهو فتى في الخامسة عشرة من عمره، يدرس في مرحلة التعليم الإعدادي ، ويعيش في مدينة نانجينغ حاضرة مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، كما اكتشف أن الاسم المنقوش على جدار المعبد هو اسم الفتى فعلاً، والذي كان في رحلة سياحية مع والديه في مصر.

وذكرت والدة دينغ لشينخوا "إننا نريد أن نعتذر إلى الشعب المصري، وإلى جميع من لفت نظرهم هذا الحادث في أرجاء الصين".

حنان: وأضافت أن الصبي، الذي يدرس الآن في المرحلة المتوسطة في نانجينغ، ارتكب فعلته عندما كان في عمر أصغر، وأنه أدرك خطورة ما فعل، وقد بكى نادما طوال ليلة كاملة.

كما ناشد والد الصبي الجمهور أن يدعوا ابنه وشأنه قائلا "هذا ضغط شديد لا يتحمله".

همام: وتسبب الكشف عن اسم الفتى ومدرسته ومحل إقامته الكثير من المتاعب له، حيث تعرض موقع مدرسته الالكتروني للاختراق والتعطيل اعتراضاً من البعض على ما قام به، كما أن العديد من وسائل الإعلام الصينية أدانت ما قام به الفتى على نطاق واسع.

ومن جهة أخرى، ذكر محمد هلال ، الأمين العام لجمعية متحدثي اللغة الصينية في مصر، والتي تضم العديد من المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية في مصر، أن الجمعية تشعر بالأسف الشديد تجاه الحادث، وان اللوم الأكبر يقع على من فشلوا في حماية الآثار المصرية الثمينة.

وأضاف هلال ، أن الجمعية تأمل أن يكون الحادث بمثابة صحوة لتشديد الحماية على الآثار المصرية. كما أن الجمعية بصدد تدشين حملات توعية للمرشدين السياحيين عن كيفية التواصل مع السياح الصينيين عن طريق كتيبات تطبع باللغة الصينية لتوعيتهم بقيمة الآثار وأهمية المحافظة عليها.

حنان: وفي تصريحات لعلماء أثار، أكدوا على أن ظاهرة تشويه الآثار منتشرة في جميع أنحاء العالم نظرا لغياب الوعي بأهمية المواقع الأثرية عند البعض، ما يؤدي إلى تعرض العديد منها لأعمال التخريب والتشويه ممن لا يدركون أهميتها التاريخية والحضارية والاقتصادية ودورها في إثراء الثقافات البشرية. إضافة إلى ما تمثله هذه الآثار من عمق تاريخي لحضارات ورثت للعالم الحاضر العديد من العلوم والفنون التي تعد امتدادًا لما وصل إليه من رقي وتقدم ثقافي وحضاري في العصر الحالي.

همام: لقد تسبب تخريب تمثال في المعبد القديم في مصر من قبل مراهق من مقاطعة جيانغسو بغضب الرأي العام في الانترنت الصيني بوصف الأمر " مخجلا "من جميع الصينيين، ما دفع عائلة الشاب لتقدم اعتذارا لهم. وقالت والدة دينغ بأنهم يريدون الاعتذار للشعب المصري والصيني المهتمين بالأمر عبر الانترنت "، وذلك وفقا لصحيفة الأخبار السريعة المحلية. وأضافت الأم أن دينغ قد أدرك خطورة سوء سلوكه، في حين قال والده بأنهم شعروا بالأسف بعد انتشار أنباء القضية على الانترنت.

وقال شين، مدير المدونات الصغيرة الذي نشر صورة معبد الأقصر في مصر التي التقطها عندما زار المعبد في 6 مايو الماضي بأن تلك اللحظة كانت أتعس اللحظات له خلال رحلته إلى مصر وأنه شعر بالحرج الكبير. ويأمل من أن ينبه على السياح الصينيين بعدم القيام بمثل هذه التصرفات المسيئة وأن يحموا الآثار الثقافية في الخارج.

حنان: وقد ظهرت العديد من التصرفات غير المؤدبة من بعض السياح الصينيين، تشمل البصق ورمي النفايات، بشكل بارز في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة. ففي مارس 2009، قام رجل متقاعد من مدينة تشانغتشو بمقاطعة جيانغسو، بنقش اسمه على صخرة في حديقة "ياه ليو" (Yehliu) الجيولوجية في تايوان ، ما أثار انتقادات شديدة.

همام: وقال تشن شيو، باحث من أكاديمية الصين للسياحة، إن قانون السياحة الذي سيدخل حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل، سيجبر بعض السياح الصينيين على التصرف بشكل صحيح في المواقع السياحية. مع ذلك، إن التربية على حماية الآثار والتصور الأدبي واحتامها هو المفتاح الوحيد لحل المشكلة على المدي الطويل.

كما ذكر أنه" ينبغي لوكالات السفر والمرشدين تحمل المسؤولية في منع السياح من تخريب الآثار الثقافية ".

حنان: تستمعون الآن أصدقاءنا الأحباء إلى برنامج "صور من المجتمع" الذي يأتيكم كل أسبوع عبر أثير إذاعة الصين الدولية، وفي الدقائق التالية نتطرق إلى موضوع متصل بالسياحة أيضا حيث أظهرت دراسة أن الكثير من الموظفين الصينيين: لا يستطيع أن يضمن عطلة لمدة ثلاثة أيام.

همام: أكثر من 40 في المئة من الموظفين الصينيين لا يحصلون على إجازة مدفوعة الأجر، وفقا لدراسة وطنية أعدت حول وقت الفراغ والعطل صدرت يوم الأحد/19 مايو الماضي، بمناسبة اليوم الثالث للسياحة الصينية. جمعت الدراسة التي أجريت من قبل إدارة السياحة الوطنية 6055 استبيانا في 7 مناطق و 14 مدينة.

واحتلت الصين المرتبة الأخيرة من بين 39 من بلد ومنطقة في أيام العطل المدفوعة الأجر للعمال، وفقا للمبدأ التوجيهي للتوظيف والفوائد لعام 2009 الصادر عن ميرسر(Mercer)، شركة الإستشارات المختصة في الموارد البشرية. حيث يحصل الموظفين من البر الصيني الرئيسي على 21 يوما إجازة مدفوعة الأجر فقط خلال كامل السنة(بما في ذلك الأعياد الوطنية)، مقارنة مع 41 يوما في البرازيل التي احتلت المرتبة الأولى.

حنان: وقد أكد تانغ بينغ، مسؤول في إدارة السياحة الوطنية، أهمية الإجازات المدفوعة الأجر في ندوة يوم الاحد في مدينة تشونغتشينغ بمناسبة يوم السياحة في الصين.

"وقت الفراغ يلعب دورا حاسما في رفاهية وسعادة الشعب" وأضاف تانغ بأن من بين 60 % من الموظفين الصينيين يستطيع 31% منهم فقط الحصول عليها .

وأضاف أن الموظفين في الشركات المملوكة للدولة أو الشركات الأجنبية بإمكانهم الحصول على مزيد من الإجازات المدفوعة الأجر من الذين يعملون في الشركات الخاصة.

همام: وأشار شي بيهوا، أستاذ في جامعة الاتصالات ببكين والذي ساهم في كتابة المبادئ التوجيهية الوطنية للدفاع عن الإجازات المدفوعة الأجر، إلي أن الصينيون الذين يأخذون إجازات خلال الأعياد الوطنية قد تسببوا في ازدحام حركة المرور.

"إذا يمكن أن يرتب الموظفون العطلة المدفوعة الأجر بحرية، ويمكنهم أن يستغلوا عطلاتهم بطريقة مريحة" ، حسبما قال شي.

حنان: ووفقا لهذا المبدأ التوجيهي، سيتم تنفيذ خطوط السياحة والترفيه الوطنية (2013-2020) التي تطلب نظام عطلة مدفوعة للموظفين الصينيين. مايعني أن الشعب الصيني سيتمتع بمزيد من الحرية في ترتيب الأعياد، ما سيؤدي إلى التأثير الإيجابي على حياتهم والاستهلاك المحلي.

همام: ويعيش الشباب الصيني ضغوطا شديدة في العمل، وأكثر من ذلك فهم لايتمتعون بوقت فراغ.

وقد توفي موظف بالغ من العمر 24 سنة يعمل في شركة أوغيلفي الصين، شركة استشارات العلاقات العامة في بكين، بسبب نوبة قلبية في العمل في 13 مايو. حيث ظل يعمل وقتا إضافيا لمدة شهر دون انقطاع، وفقا لما ذكره في مدونته القصيرة قبل وفاته.

حنان: وقالت بانغ بين -ناشطة اجتماعية في بكين- إن لديها خمسة أيام إجازة مدفوعة الأجر فقط في السنة. لكن لا يمكنها ترتيب الرحلة إلا قبل أسبوع فقط من العطلة، ما يعني نفقات سفر عالية. وأضافت بانغ"لا أحد يستطيع أن يضمن قضاء عطلة لمدة ثلاثة أيام ".

همام: هكذا أعزائي المستمعين نصل وإياكم إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج صور من المجتمع بعد أن داهمتنا عقارب الساعة لنودعكم على أمل اللقاء معكم من جديد في الاسبوع المقبل وبمواضيع جديدة ومتجددة ونرسل لكم أعطر التحيات مع نسيم بكين شكرا لكم على حسن متابعتكم وإلى اللقاء.

حنان: إلى اللقاء!

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي