CRI Online

قرية زهرة اللوتس الشرقية المسلمة بجنوب غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-06-24 14:01:01

يعيش في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين أكثر من ستمائة ألف مسلم، حيث تقع قرية مسلمة لديها اسم جميل وهو "قرية اللوتس الشرقية". قيل إن القرية كانت في التاريخ البعيد تتعرض دائما للفيضانات العنيفة بسبب موقعها المنخفض، حيث من الصعب أن يكسب أبناء القرية المحصولات الجيدة بعد الزراعة، فقام العديد منهم بزراعة اللوتس لإعالة أنفسهم، لذلك فإن هذه القرية سميت ب"زهرة اللوتس".

ذات يوم، زرنا هذه القرية المسلمة الصغيرة، وعندما وقفنا عند مدخلها، ظهرت أمامنا صفوف من البنايات الحمراء، وتزرع على جانبي الطريق أشجار صغيرة، مما جعل القرية أكثر تقليدية وهادئة مثل بلدة قديمة متواجدة قبل مئات سنين. وفور اقترابنا من القرية، انتشر صوت تلاوة القرآن الكريم من البعيد إلينا، حيث تبعناه إلى الأمام حتى وجدنا مسجدا عظيما، وهناك قابلنا بعض أبناء القرية الذين يلبسون القبعات البيضاء المسلمة، وقال واحد منهم إنه وبصفتهم مسلمين، يعتبر أداء الصلوات في المسجد كل يوم نشاطا ضروريا لكل أبناء هذه القرية المسلمة، حيث قال:

"يصلي أبناء القرية، مهما كانوا كبارا أم صغارا، خمس صلوات كل يوم، وإذا لم يستطع أحدهم أن يؤدي الصلاة في المسجد لسبب ما، فسيؤديها في مكان وجوده."

اسم هذا المسلم تشانغ هوي جيون، ويعرف كثيرا عن التاريخ والثقافة الإسلامية بهذه القرية. وقال لمراسلنا:

"تعتبر هذه القرية قرية مسلمة صافية، يعيش فيها مائتان وستة وثمانون عائلة ويبلغ إجمالي عددها أكثر من ألف ومائة مسلم. وتشكلت هذه القرية منذ أسرة يوان الملكية قبل مئات السنين."

مقارنة مع القرى المسلمة الأخرى بمقاطعة يوننان، تعتبر ثقافة "النقل بالحصان" أبرز ميزة لقرية اللوتس الشرقية. ففي أوائل القرن الماضي، كانت هذه القرية من أهم محطات البريد على الطريق المرتبط بالأعمال التجارية بين مقاطعة يوننان والمناطق حولها، فاستعان أبناء القرية بالأحصنة لمساعدة التجار على نقل البضائع، وبذلك ارتفع مستوى حياتهم ارتفاعا متواصلا.

وحافظ أبناء هذه القرية على العديد من العادات والتقاليد الإسلامية جيلا بعد جيل. وفي هذا الصدد، قال تشانغ هوي جيون لمراسلنا:

"يعتبر أداء فريضة الحج مهمة عظيمة يتطلع إلى تحقيقها كل مسلم بقريتنا. في الثلاثينات من القرن الماضي، لم تكن في قريتنا الطائرة أو القطار، هناك أربعة مسلمين من أبناء القرية سافروا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج على ظهور الخيول، الأمر الذي يعتبر الوحيد في كل هذه المنطقة حينذاك."

وقال المسلم إن الطريق إلى مكة المكرمة كان صعبا جدا، حيث توجه المسلمون الأربعة من القرية على الخيول حتى وصولهم إلى بورما، ثم سافروا إلى الهند بالسفينة عن طريق البحر، وتوجهوا من الهند إلى المقصد. واستغرقت رحلتهم الكاملة نصف سنة ، فرتبوا كافة الشؤون المنزلية قبل إطلاقهم من البيت، لأنهم كانوا غير متأكدين من احتمال رجوعهم إلى أهاليهم.

وفي الوقت الحالي، لم تتغير تطلعات المسلمين هنا إلى مكة المكرمة، إلا أن الطريق إلى هناك شهدت تغيرا هائلا، وقال أحد المسنين بالقرية والذي يتجاوز عمره سبعين سنة، قال لمراسلنا:

"سافرت مع زوجتي إلى مكة المكرمة عام ألفين وأحد عشر، كنت في السبعين من عمري، حيث حققت أكبر حلم طوال حياتي، بقينا في مكة المكرمة لأكثر من عشرين يوما، وسافرنا إلى هناك بالطائرة، لم تستغرق الرحلة كثيرا إلا أكثر من عشر ساعات فقط."

وعند حديثنا، بدأت تلاوة القرآن الكريم في المسجد مرة أخرى. ولوّح لنا المسن مودعا، وتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة هناك.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي