CRI Online

إعزاز الحياة ورفض المخدرات

cri       (GMT+08:00) 2013-07-02 10:43:14

يصادف ال26 من يونيو الحالي الذكرى ال26ل"اليوم الدولي لحظر المخدرات"، قبل أيام، زار مراسل إذاعتنا مركز معالجة الإدمان على المخدرات المعزول التابع لمكتب الأمن العام ببكين "حي دوار الشمس للعلاج"، حيث حكى الأشخاص الذين يتعالجون للإقلاع عن المخدرات حياتهم الماضية ومعاناتهم بسبب المخدرات وعبروا عن أسفهم وندمهم العميق. وفي الوقت الحالي، يتطلعون إلى حياتهم المستقبلية الجديدة والمملوءة بالأمل تحت مساعدة النمط الجديد للإقلاع عن المخدرات والعلاج في هذا الحي الخاص.

إن تشن شوي في ال32 من عمرها في هذا العام، انفصل والداها في طفولتها وتزوجت أمها مع رجل آخر عندما كانت في ال6 من العمر، بدأت تشن شوي تتناول المخدرات في ال17 من عمرها ودخلت إلى مركز التأهيل للإقلاع عن المخدرات لثلاث مرات على التوالي. قصت لنا تجربتها الثانية التي تركت أعمق انطباع لها في مركز الإقلاع عن المخدرات في عام 2005. أخبرتنا أنها كانت تعمل في مكتب البريد، لكنها لم تستطع مقاومة إغراء المخدرات واختارت تعاطىالهيروين للمرة ثانية، ففقدت عملها المستقر والكريم بسبب ذلك، ما أدى إلى يأس وحزن أمها عليها أيضا، وفي الحديث عن تلك التجربة، كانت الدموع تنساب على خديها، وقالت:

"أضر سلوكي بقلب أمي بشكل عميق في تلك المرة، كنت أعتقد أنها ستتخلى عني ولن تهتم بي، لم أفكر أنها ستستمر في زيارتي. أتذكر بوضوح أن المشرفة قادتني لمقابلة أمي، رأيت أمي على الجانب الآخر من الجدار الزجاجي، وعلى جسمها جروح كثيرة، عرفت أن زوجها ضربها، بكيت، لم أستطع تحمل ذلك، أردت كثيرا في ذلك الوقت أن أخرج لأضمها بين ذراعي، شعرت بأنني لا أستطيع حمايتها كما أضع الملح على جرحها أيضا. ليست لدي قدرة على حماية أمي وتخفيف حزنها ولم أستطع أن أبقى بجانبها لمرافقتها. ظللت أبكي طويلا. تشاركت مع زملائي هنا بمشاعري مساء ذلك اليوم، بفضل رعايتهم، استطعت اجتياز تلك الفترة الصعبة."

بعد خروجها من مركز الإقلاع عن المخدرات في عام 2006، ابتعدت تشن شوي عن المخدرات، وصادفت حبيبها الحالي وتزوجت معه قبل سنة واحدة. عندما تحدثت عن زوجها، ظهر تعبير سعيد على وجهها. لكن النوع الجديد من مخدر الايساجتاح حياتها الهادئة والسعيدة مرة أخرى، مثل الكثير من مدمني المخدرات، اعتبرت تشن شوي أن مخدر الايس مختلف عن الهيرويين ولن يؤدى إلى الإدمان ولن يؤثر على حياتها. بعد فترة زمنية قصيرة، عرف زوجها وأمها هذا الأمر، نصحاها بالتوقف عن تعاطيه، خلال تلك الفترة، وجدت تشن شوي أنها أصبحت عصبية وسريعة الانفعال وعنيدة وأنانية تدريجيا ولم تعدتهتم بمشاعر الآخرين بسبب المخدرات، لكنها كانت قد غرقت في المخدرات ولم تستطع السيطرة على نفسها، حتى دخلت إلى "حي دوار الشمس للعلاج" قبل 9 شهور، بعد أن رأت العاملين الذين كانوا يساعدونها ويشجعونها ويثقون بها، بكت تشن شوي نادمة.

عندما سألها المراسل عن موقف زوجها من دخولها إلى مركز الإقلاع عن المخدرات، قالت:

"إنه مسرور ومطمئن لذلك، لأنه لا يستطيع أن يساعدني على الإقلاع عنها، بالطبع إنه حزين أيضا، وأخبرني أنه أمر جيد إذا كانبإمكاني أن أمتنع عن المخدرات هنا، ويمكنني أن أتعود على العمل والراحة حسب البرنامج المحدد على الأقل. في الماضي، قمت من النوم في الساعة ال3 أو ال4 بعد ظهر ولمأعمل يوميا، لعبت الألعاب على الكومبيوتر فقط، كما قالت أمي، كنت أعيش حياة بلا طموح، لم أتحمل المسؤولية بصفتي ابنة وزوجة. لذلك، يعتقد زوجي أن دخولي إلى هنا هو أمر مفيد لي."

يختلف "حي دوار الشمس للعلاج" عن الأجهزة الاجبارية الأخرى للإقلاع عن المخدرات، حيث يجعل مدمني المخدرات يديرون أنفسهم وينفذ وسيلة التوعية من خلال الذين أقلعوا عن المخدراتبالإضافة إلى العلاج النفسي لجعلهم يرفضون المخدرات بالمبادرة الذاتية. كان نمط العلاج الجديد هذا يترك انطباعا عميقا للأشخاص الذين يتعالجون للإقلاع عن المخدرات.

إن شو لي في ال42 من عمرها هذا العام دخلت إلى مركز الإقلاع عن المخدرات عدة مرات، وتخضعللعلاج الاجباري حاليا في "حي دوار الشمس للعلاج". يرجع تاريخها مع تعاطي المخدرات إلى ما قبل عشرين سنة، انتهى زواجها الذى استمر ل4 سنوات بسبب المخدرات، أما أعمق حزن لها كان بوفاة أمها بسبب مرض خطير عندما قبلت العلاج الاجباري في مركز الإقلاع عن المخدرات، حتى أنها لم تر أمها النظرة الأخيرة قبل أن رحلت عن الدنيا. في الحديث عن الاختلاف بين "حي دوار الشمس للعلاج" وأجهزة أخرى، قالت:

"إنه مختلف عن جميع الأجهزة الاجبارية للإقلاع عن المخدرات التي قد رأيتها، أشعر بأن هذا النمط الجديد مميز وعلمي. إنه مثل أسرة كبيرة دافئة، يتبادل أفراد الأسرة التجارب بصدق، يعتني ويساعد بعضهم بعضا، هو مختلف كثيرا عن الأجهزة الاجبارية الأخرى التي تتخذ الادارة العسكرية وتضع حدودا للحرية الشخصية، إنه يخلق جوا ثقافيا خاصا ويدعو إلى المسؤولية والرعاية والحب، يساعدنا على معرفة ضرر المخدرات علينا وعلى أسرنا حقا، ما يجعلنا نرفض المخدرات من صميم القلب."

كما قالت شو لي، لا توجد شبابيك حديدية باردة وحراس قساةفي "حي دوار الشمس للعلاج"، يبدو أنه أسرة كبيرة دافئة، وكان الحراس والأطباء والأشخاص الذين يتعالجون للإقلاع عن المخدرات جميعهم أفراد في هذه الأسرة الكبيرة ويتمتعون بمكانة متساوية، يعتني ويحب بعضهم بعضا ويتعلمون بشكل مشترك كيفية مقاومة المخدرات.

هناك مختلف القوانين والأنظمة واللوائح في هذا الحي، ويتخذ نظام إدارة على مستويات، يوجد فريق التنظيف وفريق الفن وفريق المشاغل وفريق التشجيع من أدنى مستوى إلى الأعلى، وينقسم السكان إلى فرق مختلفة حسب سلوكهم. لا بد لهم أن يكملوا عملهم كل يوم، ويقوم مشرفو الحي تقدير سلوكهم في العمل والسيطرة على الشعور، ويمكن للأشخاص جيدي السلوك أن يرتفعوا مستواهم ويحصلوا على بعض الحقوق الخاصة لذلك، مثل زيادة الاتصال بأهلهم هاتفيا والخروج وما إلى ذلك. وإذا خالف القوانين والأنظمة، فسيتعرض للعقوبة مثل التوعية وخفض المستوى وحتى الطرد من الحي. تستهدف إقامة هذه القوانين والأنظمة مساعدتهم على فهم ومعالجة بعض الظواهر الاجتماعية غير المتساوية وتعلم كيفية السيطرة على الشعور والتصرف والتكيف مع المجتمع على نحو أفضل.

في هذا الجو الجيد، أقامت تشن شوي وشو لي وغيرهما من الأشخاص الذين يتعالجون للإقلاع عن المخدرات هنا الثقة بأنفسهم وكونت عادات حسنة للحياةاستعداداللعودة إلى المجتمع من جديد في المستقبل.

استجمعت شو لي شجاعتها للحياة من جديد تحت مساعدة المشرفين والسكان في "حي دوار الشمس للعلاج"، أعربت عن أملها في التوقف عن المخدرات والتزوج وإنجاب طفل والعيشبهدوء وثبات مثل الأشخاص العاديين.

مقارنة مع شو لي، تقدمت تشن شوي على نحو أكبر. منذ دخولها إلى الحي في سبتمبر الماضي، ظل سلوكها ممتازا، كانت تعمل وتتعلم بجد واجتهاد وتساعد وتعتني بالآخرين، لذلك، تشغل حاليا منصب المنسقة في الحي، تعمل على الاتصال والتنسيق بين المشرفين والسكان في الحي، وكانت على أعلى مستوى بين السكان. إن تشن شوي يبدو أمام مراسلنا شابة جميلة ومملوءة بالحيوية، لا يمكن أن نعرف من مظهرها أن لديها تجربة تعطي المخدرات. في الحديث عن خطتها وأملها للمستقبل، أكدت بحزم أن عمرها قد تجاوز 30 سنة ويجب عليها أن تتحمل المسؤولية لرعاية أمها وأسرتها، وقالت:

"لم تكن لدي خطة للمستقبل في الماضي، ولكنها توجد الآن. بعد أن أخرج من هنا، سأصاحب أمي وأفعل كل ما أستطيع فعله لها، وأريد أن أفتح مع زوجي مقهى صغيرا وألد طفلا له."

كانت تشن شوي تبني مسكنا في حلمها علىرقعة الرمل في غرفة العلاج النفسي، وعينانها مفعمتان بتطلعات إلى المستقبل الجميل.

لدى جميع السكان في "حي دوار الشمس للعلاج" تجارب مماثلة لا يطيق تذكر، ولديهم آمال وتطلعات مماثلة للمستقبل أيضا، نتمنى بصدق واخلاص لهم الخروج من هنا واثقين من أنفسهم ليعيشوا حياة جديدة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي