CRI Online

المدارس الصينية تعاني من نقص في المعلمين الذكور

cri       (GMT+08:00) 2013-08-08 17:19:25

أصدرت مؤخرا جامعة بكين للمعلمين الكتاب الأزرق للأستاذ وهو" تقرير حول تطور الأساتذة في المدارس والمعاهد الثانوية الصينية لعام 2012"، حيث أظهر احتكار الإناث لقرابة 80% من وظائف التدريس في المدارس والمعاهد الثانوية بالمدن الكبرى, ورغم صدور استطلاعات منذ بداية القرن الحالي والتي أظهرت زيادة في عدد الأساتذة الإناث بالمقارنة مع عدد الذكور، ولكن هذا التقرير أظهر استمرار ظاهرة "تأنيث" لوظيفة الأستاذ وخاصة في المدارس والمعاهد الثانوية لـ 10 سنوات متواصلة، ولفتت هذه الظاهرة انتباه الكثيرين.

وأظهر هذا التقرير الذي اشتمل على نسب الأساتذة الذكور والإناث في المدارس الإبتدائية والمعاهد الثانوية منذ عام 2001 إلى 2009 أظهر بلوغ نسبة الإناث في وظائف التدريس في المدارس الابتدائية خلال عامي 2001 و2009 على التوالي 52.16 و57.11%. وبلوغ نسبتهن في المدارس الإعدادية 43.9 % و48.81%، لذات العامين, كما يشهد عدد الإناث في المعاهد الثانوية نفس اتجاه النمو--- حيث ارتفعت نسبة الأساتذة الإناث في المعاهد الثانوية من 37.46 عام 2001 إلى 46.87 % عام 2009، بزيادة بلغت 10% خلال 10 سنوات.

وتكون هذه الوضعية أكثر بروزا في المدن الكبرى، حيث بلغت نسبة الأساتذة الإناث في المرحلة الابتدائية 80% وفي المرحلة الإعدادية 64.4 % في كل من بكين وشنغهاي وقوانغتشو، وهو مايعني وجود 7أو8 أساتذة اناث من بين كل 10 أساتذة في المرحلة الإبتدائية والثانوية.

وفي الحقيقة، يتضح نقص عدد الأساتذة الذكور منذ مرحلة التكوين, حيث يقول أحد طلبة جامعة هواتشونغ للمعلمين"أينما حولت بصرك في الجامعة، لاتجد إلا الفتيات". ووفقا لنسبة الذكور والإناث في الفصل الذي يدرس فيه هذا الطالب، فإن نسبة الذكور مقارنة بالإناث في الجامعة المذكورة تقارب "1 من 7"، وهذه النسبة لاتعد عالية بالنسبة لسائر جامعات المعلمين الأخرى.

من جهة أخرى، يؤثر نقص عدد الأساتذة الذكور على تكوين شخصية التلاميذ, حيث يلاحظ بعض مديري المدارس والمعاهد وجود ظاهرة "هشاشة الشخصية" عند التلاميذ الذكور في الوقت الحالي ويرون في عدم توازن نسبة الأساتذة الذكور والإناث أحد الأسباب الهامة وراء ذلك.

ولمعالجة هذا الخلل في التوازن، قامت العديد من المناطق بوضع سياسات خاصة لجذب أكثرعدد ممكن من الأساتذة الذكور، لكن دور هذه السياسات يبقى محدودا, كما سجلت السنوات الأخيرة بروز ظاهرة جديدة، إذ إلى جانب تناقص عدد الأساتذة الذكور الجدد، فإن ظاهرة ترك العمل في صفوف فريق الأساتذة القديم تتزايد بإستمرار, حيث يعملون لمدة 4 أو5 سنوات ثم يغيرون الوظيفة، أو ينخرطون في الوظائف العامة، ومنهم من يتفرغ للتجارة، ومنهم أيضا من ينتقل للتدريس بالمدن الساحلية المزدهرة.

نقص الأساتذة الذكور أصبح ظاهرة مزعجة لجميع مدراء المدارس والمعاهد الثانوية, حيث يقول مدير أحد المعاهد الثانوية المرموقة في بكين: "حينما نبدأ انتداب الأساتذة في كل سنة، تبرق عيناي عندما أرى أستاذ ذكر", ورغم الراتب والحوافز الجيدة التي يقدمها هذا المعهد، إلا أنه لايزال يواجه صعوبة في جذب الأساتذة الذكور.

يعتبر عامل الدخل أبرز العوامل التي "تنفر" الأساتذة الذكور من التدريس, حيث تتجاوز رواتب الأساتذة الذكور في المدارس والمعاهد الثانوية باليابان رواتب نظرائهم الصينيين بـ10%، ووفقا لما ذكره أستاذ ياباني في المرحلة الابتدائية، فإن مستوى راتب المدرس في مرحلة التعليم الإلزامي في اليابان تتجاوز مستوى رواتب الموظفين الحكوميين العاديين، لأنه إلى جانب الراتب، يحصل شهريا على العديد من الحوافز، ورغم أن الصين قد أصدرت لوائح تحدد راتب الأستاذ وفقا لمعايير الموظف الحكومي، لكن الوضع يختلف من منطقة إلى أخرى, فمنطقة كهايفنغ الواقعة بمقاطعة خهنان على سبيل المثال، يبلغ راتب الأستاذ فيها حوالي 3000 يوان، في حين يتراوح راتب الموظف الحكومي في نفس المنطقة بين 4 و5 آلاف يوان.

من جهة أخرى، لعاملي مفهوم اختيار الوظيفة والمكانة الاجتماعية تأثير كبير في هذا الجانب, إذ وفقا لتقرير مركز بحوث علم الإجتماع التابع للمعهد الصيني للعلوم الاجتماعية يبين"سُلم الهيبة في المجتمع الصيني المعاصر----تقييم مؤشرات هيبة الوظيفة والمكانة الإجتماعية والاقتصادية"، يأتي الأستاذ الجامعي في المركز الثامن، وأستاذ التعليم الثانوي في المركز الـ 12، ويأتي أستاذ التعليم الإبتدائي في المركز الـ 35, في حين يأتي المهندس في المركز الرابع، ومدراء الشركات الأجنبية في المركز الـ 10، والمصرفي في المركز الـ 22.

ووهونغواي أستاذ اللغة والآداب بمعهد هانلين بشنجن يشعر بتأثر شديد حيال هذا الأمر: "هناك تقدير متدني جدا للمكانة الإجتماعية للأستاذ، واحترام الولي للأستاذ يقف عند الفترة التي يعلم فيها ابنه فحسب." ومن جهة أخرى، أفق التطور في وظيفة الأستاذ "ضيق جدا"، ومن "الصعب التقدم" وهو الأمر الذي يخيف بعض الأساتذة الذكور.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي