CRI Online

"العم المحبوب" السوري على جبل باييون

cri       (GMT+08:00) 2013-09-12 14:31:12


الأستاذ أحمد مع طلابه

 

يوجد أستاذ سوري محبوب لدى طلابه في جامعة قوانغدونغ للغات الأجنبية والتجارة الخارجية، وصل إلى مدينة قوانغتشو قبل سنة فقط، ولكنه لقي إقبالا شاملا من قبل طلابه، وتعوّد على أسلوب المعيشة في المدينة.

تقع جامعة قوانغدونغ للغات الأجنبية والتجارة الخارجية على جبل باييون المغطى بالأشجار الخضراء وتغرد فيها الطيور وتحوم فوقها سحب بيضاء. وصعدنا الجبل عبر درب ملتو حتى سمعنا أصوات الطلاب يتعلمون اللغة العربية.

جلس الأستاذ أحمد يجلس وسط طلابه. وكان قد وصل إلى مدينة قوانغتشو من سوريا قبل سنة لتعليم اللغة العربية في جامعة قوانغدونغ للغات الأجنبية والتجارة الخارجية. وعقب وصوله، اُصيب بمرض خطر، فانتابه قلق شديد في هذه المدينة الغريبة.

"كانت عندي خلفية ثقافية مختلفة تماما عن هذه المدينة. العادات مختلفة، التقاليد مختلفة، الأطعمة مختلفة، كل شيء مختلف. بداية هناك صعوبات في توجه الشوارع."

وتعرض أحمد بصفته أجنبيا مغتربا للكثير من المشاكل نظرا للخلافات الجوية واللغوية والثقافية. ولكن، تحدوه ثقة للتغلب على هذه المشاكل بعد التعود على المأكولات الصينية الشهية والتعرف على طلابه الطيبين والثقافة الباهرة للأمة الصينية.

"هذه المدنية جميلة جدا. الشعب الصيني لطيف جدا. الطلاب لطيفون جدا يقومون بمساعدتي في كل الأشياء. وهكذا. فالآن شيئا فشيئا أتعود على العادات التقاليد وهذا في الصين. وأنا عاشق هذه المدينة."

ويعتبر شارع شياوبي منطقة مكتظة بالعرب في مدينة قوانغتشو، وتنتشر فيه العديد من المطاعم الإسلامية ومحلات الحلاقة وأسواق الأطعمة الإسلامية. وغالبا ما يتجول فيه مرتين كل أسبوع، حيث يحسّ بألفة كأنه في الدول العربية.


الأستاذ أحمد في درس مع بعض الطلاب

من أجل جعل الأساتذة الأجانب يعيشون بسهولة وراحة في مدينة قوانغتشو، وفرت الجامعة لأحمد شقة في المساكن المحيطة بالجبل الأخضر. وفي هذه الظروف الهادئة، ينكبّ على أعماله.

"في الغالب أنا أدرس في الجامعة، لكن الآن في العطلة الصيفية، عندي بعض دروس خصوصية مع بعض الطلاب. إضافة إلى ذلك، أنا أقوم بعملية التدقيق اللغوي لبعض أفلام. إضافة إلى ذلك، أنا أؤلف الكتب. أكتب كتابا الآن، اسمه "تعلم اللغة العربية العمية بسهولة" من أجل تدريس العربية خلال ستة أشهر."

وعن عمله الذي يؤديه، قال الأستاذ أحمد بحزم وهو متمسك بقبضته.

"أنا أحب عملي كمدرس، ومدرس للأجانب، أنا بنيت نفسي منذ سبع عشرة سنة مع استراتيجية مختلفة لتدريس الأجانب."

بخصوص تعليم اللغة العربية، يعتبر أحمد خبيرا بكل معنى الكلمة. لقد علّم اللغة العربية للأجانب في جامعة دمشق بسوريا والعديد من الجامعات المشهورة في أوروبا. وجمع الكثير من الخبرات خلال السنوات السبع عشرة الماضية، وأبدع أفكارا وسبلا تعليمية.

"عندي كتاب خاص لذلك، سواء باستخدام الوسائل الحديثة في التعليم... التعليم، الصور، أحيانا التمثيل. أنا ممثل ماهر. في الجامعة أنا أقوم بعملية تمثيل... بعض أشياء ما أريد أن أشرح."

تلقى أحمد ترحيبا حارا من قبل طلابه اعتمادا على وسائله التعليمية المتنوعة. ورغم أنه يؤدي عمله بجد وصرامة في مجال التدريس إلا أنه أصبح صديقا محبوبا لطلابه خلال أوقات الفراغ. ويزور عدد من طلابه الممتازين في الدراسة بيته كثيرا، حيث يتجاذبون أطراف الحديث معه. وهم يقدرونه تقديرا كبيرا.

"أستاذي ممتاز ولطيف. هو قوي... قوي في اللغة العربية. وأستفيد منه كثيرا."

"هناك كلمة صينية "ماي مونغ"، وهو يفعل هذا دائما... هو يعمل بعملية التدريس بجد."

"هو مثل أبي... مثل أبي... نحبه كثيرا."

ومثل والدهم، يتحدث أحمد مع طلابه عن أهدافهم المنشودة في حياتهم ويشاركهم في أحلامهم، ويشجعهم على تحقيقها بشجاعة.

"الإنسان عندما يريد شيئا، يستطيع. تقول "أريد"، تفعل. تقول "لا أستطيع"، يعني أنت لا تريد، إذن لن تفعل."

وفي الوقت الحاضر، ينتشر طلابه في كل أنحاء العالم بعد تخرجهم من الجامعة، ويعمل في المجالات المختلفة. وأصبح الكثير منهم معلمين أيضا. ونظرا لإنجازات طلابه، يشعر أحمد برضا. ولكن أكبر أمنية له شخصيا هي عودة الاستقرار إلى وطنه – سوريا في أقرب وقت ممكن.

"هنا جنة. في الحقيقة، هي كالجنة. سوريا كانت جنة. أشتاق كثيرا للشعب السوري، لمدينة الياسمين دمشق، إلى الساحل السوري، إلى التفاهم بين الشعب السوري، إلى الحب."

وخلال السنة الماضية التى عاشها في مدينة قوانغتشو، شاهد أحمد بأم عينيه تطورات مرموقة حققتها الصين في ظروف الاستقرار والتضامن. ويأمل في أن يقدر الشعب السوري على تحقيق التوحيد والتطور والنهضة. وقال أحمد بحماسة وهو يفتح ذراعيه.

"بعد أن سوريا تنتجه إلى الاستقرار، أنا سأدعوكم، وسأعمل مع جامعتي لزيارة الطلاب الصينيين لدراسة اللغة العربية في دمشق والتعرف على الثقافة العربية. إضافة إلى ذلك، أدعو السوريين، أدعو جميع شعوب العالم لزيارة الصين ليروا هذا الشعب العامل، هذا الشعب إذا تحرك، يمكنه أن يغير العالم."

وفي ختام الدرس، طرح أحمد آخر سؤال على طلابه وهو كيف يصف كلُ واحد منهم السعادة بكلمة واحدة. فبادر طلابه بإجابات متتالية.

"الحياة."

"القناعة."

"الحب."

"الحلم."

انتهى الدرس، ولكن طلابه لا يريدون مغادرة معلمهم، لأنه ليس معلما ممتازا فحسب، بل هو طباخ ماهر أيضا. وبدأ إعداد الطعام في المطبخ حاليا.

ويغني الطلاب أغنية مفضلة لدى أحمد في المطبخ، وقالوا لمراسلنا بصوت خافت إن أحمد قد وجد شريكة حياته في مدينة قوانغتشو، وسيعيش فيها بسرور وسعادة بشكل مستمر.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي