CRI Online

قصة الفتاة الصينية لي جينغ

cri       (GMT+08:00) 2013-09-24 15:27:45

مستمعينا الأعزاء، أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج "صور من المجتمع"، وفي حلقة اليوم، سنحكي لكم قصة الفتاة الصينية لي جينغ ونتمنى أن تنال إعجابكم.

في ظل تطور مشروع "تنمية الغرب الكبرى" خلال السنوات الأخيرة، إن مناطق شمالي غربي الصينتتطلب المزيد من المواهب،والتي تمتاز بالتنمية الاقتصادية المتخلفة نسبيا، مثل منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، بينما ازداد الضغط في إيجاد فرص عمل في مناطق شرقي البلاد ووسطها، فسافر المزيد من الطلاب إلى منطقة شينجيانغ للدراسة والعمل، باعتبارها منصة جديدة لعرض مواهبهم، بمن فيهم الفتاة لي جينغ.

في الساعة الثامنة صباحا، استيقظت الفتاة لي جينغ وفتحت الستائر، حيث تسلل ضوء الشمس إلى الغرفة. وبعد الغسل والتنظيف بسرعة، غادرت لي جينغ الغرفة على عجل.

"استيقظتُ متأخرة صباح اليوم، لأنني كنت ذاهبة إلى الجامعة لنقل الأغراض من مسكن إلى آخر، فعدتُ إلى الفندق في الساعة الثانية في منتصف ليلة أمس."

في أوائلسبتمبر، عُقد معرض اكسبو الصين –أورآسيا في مدينة أورومتشي عاصمة منطقة شينجيانغ، بحضور الشخصيات السياسية ورجال الأعمال من بلدان أورآسيا. ومن أجل تحسين مستوى الخدمات، عملت اللجنة التنظيمية بالمعرض على تجنيد 900 متطوع من ست جامعات بالمنطقة، وبعد الامتحان والاختبار، تم اختيار الطالبة لي جينغ كمتطوعة، لخدمة المراسلين، والتي تدرس حاليا في كلية الهندسة المعمارية للطرق والجسور بجامعة شينجيانغ.

وبعد انتهاء العمل، عادت لي جينغ مع زملائها إلى الجامعة ليلة أمس لنقل الأغراض من مسكن إلى آخر، ولم يرجعوا إلى الفندق حتى بعد الساعة الثانية في منتصف الليل.

" بسبب وجود الكثير من الأعمال، لا بد ليمن الرجوع إلى هنا مهما كان في وقت متأخر جدا."

وإن لي جينغ رئيسة فريق المتطوعين لخدمة المراسلين، وفي كل ليلة، فإنها تلتقي بالسيد موتايلفو مسؤول مكتب الدعاية بمنطقة شينجيانغ لقبول مهمة في اليوم التالي، لذا، لا بد لها من العودة إلى الجامعة بغض النظر عن الوقت المتأخر.

"في بعض الأحيان، لم أنته من الأكل، ويكلفني المسؤول بمهمة جديدة، وإنه مشغول أيضا، لذا، أبذل المزيد من الجهود في مساعدته على تحمل الأعباء."

"لي جينغ، أكلفك بعمل، وخذي جهاز الكمبيوتر إلى قاعة الاجتماع في الطابق الرابع، وستُعقد هناك جلسة صباح اليوم، اذهبي الآن، وانتظري هناك."

بعد الأكل بسرعة، قبلت لي جينغ مهمة جديدة.

"أنا عادة أمشي بسرعة، ولا أحد يقدر على االلحاق بي، وأنا مستعجلة جدا، وأرغب في أداء المهمة، مستعدةلأداء مهمة جديدة."

"أراجع الآن الأوراق لمعرفة أن أي من وسائل الإعلام لم تأت في الموعد المحدد، حتى أتصل بها هاتفيا."

وأثناء الحديث، أحسست لي جينغ بوعكة صحية:

"أصبتُ بالزكام ليلة أمس، ولم أرتد جاكت، ولم أجد وقتا لتناول الدواء."

وبعد ترتيب الأعمال في قاعة الاجتماع، بدأت لي جينغ تتصل هاتفيا بالمتطوعين الآخرين، لتنسيق الأعمال بينهم:

"وانغ يان، أين أنت الآن؟ أين المتطوعون الآخرون؟ يوجد متطوعون في اللوبي؟ هل أمينة موجودة هناك؟ في أي طابق أنت؟"

وإن المدينة الساحلية تشينهوانغداو بشرقي الصين، هي مسقط رأس لي جينغ. وفي عام 2009، سافرت لي جينغ وحدها إلى مدينة أورمتشي بشمال غربي الصين لدراسة الهندسة المعمارية للطرق والجسور بجامعة شينغجيانغ. وبالنسبة لها، ولأنها وُلدت وترعرعتعلى شاطئ البحر، كانت مدينة أورمتشي تخيب أملها:

"بعد وصولي إلى هذه المدينة، كنت أشعر بغربة وخيبة أمل أيضا. بالفعل، إنني أحب البحر، وأحب البحر كثيرا. وعند العودة إلى مسقط رأسي كل مرة، أذهب إلى الشاطئ لالتقاط صورة، بكل صراحة، إن الظروف في هذه المدينة تختلف تماما عن مسقط رأسي، وكنت أبذل جهودا كبيرة في التعود عليها."

وقالت لي جينغ إنه في عام 2005، شارك أخوها في مشروع "خدمة مناطق غربي البلاد" وهذا تحت شعار "العمل في مناطق غربي البلاد وفي القاعدة الشعبية وفي المناطق الأكثر حاجةَ، وسافر إلى منطقة شينجيانغ وعمل هناك، وبعد عامين من الخدمة الطوعية، قرر أخوها مواصلة البقاء في منطقة شينجيانغ. وخلال تلك الفترة، كان أخوها يرسل صورته كمتطوع إلى أهله، لذا فإن لي جينغ فخورة جدا بكل ما عمله أخوها. وبعد عدة سنوات، سافرت أيضا إلى هذه المنطقة للدراسة، وبعد التخرج من الجامعة، ستصبح معلمة في مدينة تشانغجي بالمنطقة. إذ قالت لي جينغ:

"أدرس الهندسة المعمارية للطرق والجسور حسب الظروف الجغرافية الفريدة في منطقة شينجيانغ، ولا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية حتى بعد بناء طرق، لذا، أرغب في العمل في هذه المنطقة."

كما يقول المثل الشعبي الصيني إن سفر الولد يثير قلق أمه، ولأنها فتاة، فيقلق عليها والداها أكثر، فيتصلان بها من حين لآخر لمعرفة أحوالها.

"أحيانا، يتصل بي بابا وماما، وأقول لهما إنني مشغولة جدا، وسأعاود الاتصال بكم بعد قليل. ولكن، دائما لا أجد وقتا للرد عليهما على الإطلاق، ولأنني مشغولة جدا، فلا أريد أن أنشغل بالحديث بالهاتف."

في الساعة الحادية عشرة صباحا، انتهت الجلسة، بدأت لي جينغ تنظم المراسلين إلى المعرض. وقبل النزول من الأوتوبيس، ذكرت الجميع:

"نلتقي في الأوتوبيس في الساعة الثانية بعد الظهر، ولا تنسوا الموعد، رجاء حفظ الأغراض جيدا."

"كم الساعة الآن؟ سأعود في الساعة الواحدة ونصف، ويرجى خدمة المراسلين بعد عودتهم إلى الأوتوبيس."

بعد ترتيب العمل، رافقت لي جينغ المراسلين إلى المعرض، وقدمت بنشاط الخدمات في كل الأجنحة، إذ قالت لي جينغ:

"بالرغم من أن كل متطوع يتحمل مسؤولية معينة، ولكن، أعتقد شخصيا أنه ينبغي علينا فعل المزيد من ذلك، وإذا كان أي شخص بحاجة إلى مساعدتنا، فسنساعده بقدر استطاعتنا بكل تأكيد."

باعتبارها متطوعة، تمتاز لي جينغ بالحماسة والدقة، وعملت على تسجيل عدد المراسلين ومعلومات الاتصال في كل مرة لضمان عودتهم إلى الفندق بسلام في الوقت المناسب.

وفي الساعة الثانية بعد الظهر، حان وقت المغادرة، يبدو أن لي جينغ قلقة، بسبب غياب أحد المراسلين.

"لا تشعرين بالحرارة تحت الشمس؟"

"الآن، أبحث عن إحدى المراسلات، وكنت أتصل بها هاتفيا، ولكنها لم ترد علي، وفشلتُ في الاتصال بها."

بعدالمحاولةعدةمرات،وأخيرا، نجحت لي جينغ في مكالمة هاتفية معها:

"أخبريني عن موقعك وسأذهب لاستقبالك. انتظريني في الباب الجنوبي رقم أربعة."

بعد انتهاء المكالمة الهاتفية، ذهبت لي جينغ على عجل إلى المعرض:

"مرحبا، قد وصلتُ إلى هنا. طيب، أرجو التلويح بيدك، أين أنت؟ قد وقفت عند الباب الجنوبي رقم أربعة. آه، رأيتك."

بعد رؤية لي جينغ، شعرت المراسلة بالخجل قائلة:

"كنت أجري مقابلة صحفية، فلم أستطع الرد عليها هاتفيا، ولكنها كانت تتصل بي بصبر، وأشكرها كثيرا. وأعتقد أن المتطوعين متعبون جدا. ولم أتوقع أنها تأتي لاستقبالي، وهذا يخجلني كثيرا."

ووصلت لي جينغ مع المراسلين إلى الفندق في الساعة الثالثة مساء. وبعد نصف ساعة، ستنظم مجموعة أخرى من المراسلين إلى زيارة إحدى المؤسسات، وبعد الأكل بسرعة، تنطلق لي جينغ مرة أخرى:

"في بعض الأحيان، أشعر بالجوع، لذا، وضعت بعض الحلويات في الحقيبة، وآكلها عند الجوع."

وعادت لي جينغ إلى الفندق في الساعة الثامنة ليلا، حينئذ، بدأت لي جينغ تتصل بالمتطوعين الآخرين لإجراء جلسة في غرفة الأستاذ موتايلفو، لترتيب العمل في اليوم التالي. وغدا، سيغادر منطقة شينجيانغ بعض المراسلين، وعلى المتطوعين تسجيل الرحلات الجوية واحدة تلو أخرى لتحديد موعد توصيلهم إلى المطار، وسيقوم الآخرون بزيارة مناطق أخرى بشينجيانغ، وعلى المتطوعين القيام بالأعمال التحضيرية مسبقا.

بعد انتهاء الجلسة، صار الوقت متأخرا جدا، وقالت لي جينغ:

"أنام عادة في الواحدة أو الثانية في منتصف الليل، وبسبب التعب الشديد، وأنام فور الرقود على السرير، وعلي الاستيقاظ في الساعة السابعة صباحا."

بخصوص الجهود المبذولة من المتطوعين، قال السيد موتايلفو:

"كنت أعتقد أن هؤلاء الأطفال الذين وُلدوا في ما بعد التسعينات، لا يقدرون على أداء مهمة بأنفسهم، ولكن، بعد التعامل معهم، لاحظت أنهم يمتازون بالنشاط والحيوية والعناية في العمل، ويعملون جيدا جدا، وأشكرهم شكرا جزيلا."

بخصوص مؤهلات المتطوع، قالت لي جينغ:

"أرغب في عرض أجمل صورة، لأننا نحن متطوعون لا نمثل صورة منطقة شينجيانغ فسحب، نمثل أيضا صورة الصين أمام رجال الأعمال الأجانب في المعرض، لذا، لا بد أن نعرض أجمل صورة للمتطوعين حتى لا نخجل الصينيين ومواطني منطقة شينجيانغ أيضا. وإذا قمنا بالعمل جيدا، فسيقدر الجميع قائلين: المتطوعون الصينيون ممتازون، والمتطوعون في منطقة شينجيانغ الصينية ممتازون، لذا، فإننا فخورون بذلك."

وبعد سنة واحدة، ستتخرج لي جينغ من الجامعة لتصبح معلمة، حيث أعربت عن أملها في عرض موهبتها لتقديم إسهامات في دفع تطور منطقة شينجيانغ:

"أنا الآن متطوعة، وسأصبح معلمة في المستقبل، ويجب على المتطوعين أن يُعطي ولا يأخذ"، وأرغب في إرث روح المتطوعين وتعليم تلاميذي كل ما تعلمتُه في الجامعة، بغية تقديم إسهامات في دفع تطور النقل والمواصلات في منطقة شينجيانغ. وكنت أقول إنني لدي قدرة على تغيير هذه المنطقة في المستقبل، وكان زملائي يعتقدون أنني لم أكن قوية بهذه الدرجة، ولكن، أعتقد شخصيا أن حلمي سيتحقق بالتأكيد، وأنا سعيدة جدا بتقديم إسهامات مهما كانت كبيرة أو صغيرة."

أصدقائي الأعزاء، اليوم، نتحدث جميعا عن "حلم الصين"، بالفعل، إن حلم كل الصينيين يعكس صورة العصر. أما حلم الصين، فيبذل الكثيرون من الصينيين مثل لي جينغ، الجهود في تحقيقه. وكما قال المثل الشعبي إن الحلم سيتحقق طالما بذلنا الجهود. أعزائي، بهذا نصل إلى نهاية حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي "صور من المجتمع"، من إعداد زميلتي ريحانة جيا يان وتقديم أسامة، شكرا لحسن متابعتكم. وللمزيد من المعلومات، ندعوكم لزيارة موقعنا الألكتروني على العنوان التالي: Arabic.cri.cn.وحتى لقاء آخر في حلقة قادمة في الأسبوع المقبل، لكم أطيب التمنيات من القسم العربي باذاعة الصين الدولية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي