CRI Online

حياة عبد الوهاب الخالدي في مدينة شيامون

cri       (GMT+08:00) 2013-10-23 15:15:30

أهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم صور من المجتمع والذي اعتدنا على اللقاء بكم من خلاله لنتكلم عن مواضيع نختارها من الحياة الاجتماعية في الصين والدول العربية لتكون جسرا ينشر الثقافات ويقرب وجهات النظر كرسالة محبة وسلام بين الشعوب عبر أثير إذاعة الصين الدولية فأهلا ومرحبا بكم مني أنا فائزة تشانغ لي. في هذه الحلقة، سنعيش معا دقائق من حياة السيد عبد الوهاب الخالدي في مدينة شيامون بالصين، ثم سنتكلم عن تقرير يتطرق إلى جهود القيادة الصينية في تعزيز مفهوم الثقافة البيئية فأهلا ومرحبا بكم ولنبدأ رحلتنا.

تعتبر شيامون مدينة ساحلية في جنوب شرقي الصين. وتصطفّ على جانبي الشوارع أشجار خضراء بشكل منظم مثل حرس الشرف. زارتها مراسلتنا رُوجينا مؤخرا والتقت السيد عبد الوهاب الخالدي الذي جاء من المملكة العربية السعودية ليعيش في هذه المدينة الوادعة وتحديدا في حي سيمينغ السكني.

يتولى الخالدي منصب المدير العام لفرع شركة نفطية سعودية في مدينة شيامون. دخل مكتبه الفخم يمسك ملفّا كبيرا بعد انتهائه من اجتماع. ويبدو أنه أنيقا ومؤدبا وجديا في عمله. تحدث معنا باللغة العربية يخالطها شيء من الإنجليزية، وهذا أسلوب عادي لمعظم المسؤولين رفيعي المستوى في الشركات الدولية و العابرة للحدود.

وكان الخالدي قد عمل في مدينة شيامون لثلاث سنوات منذ عام 2007، ثم عاد إلى مقر شركته في السعودية ورجع مرة أخرى مع أفراد أسرته إلى شيامون عام 2012.

" عدت إلى السعودية بعد عملي وعيشتي في الصين لمدة ثلاث سنوات، لكن عقلي وقلبي كانا في الصين، فأنا وأهلي نتطلع إلى العودة إلى الصين, كما يفكر في ذلك زملائي وأصدقائي وعائلاتهم الذين جاؤوا من السعودية، نحب الصين جميعا."

وحول انطباعه عن الصين وحياته فيها، قال الخالدي بفرح وسرور:

"إن عقل الشعب الصيني متفتح للخارج، والصين هي بلد عظيم، لديها حضارة عريقة مستمرة لأكثر من خمسة آلاف سنة. إن تاريخ التبادلات الودية بين الصين والسعودية قديم وبدأ من طريق الحرير. إن الشعب الصيني شعب عظيم ولطيف، عندي أصدقاء كثيرون في الصين، وتجتمع أسرتنا دائما."

في الواقع، كان الخالدي يتعرض للكثير من الصعوبات في المعيشة والعمل بعد بدء عمله في الصين لأول مرة قبل ست سنوات. مثلا، لا يسكن الكثير من العرب في مدينة شيامون مثل مدن قوانغتشو وييوو وغيرهما، فيصعب عليه أن يجد مطاعم إسلامية. ولكن من حسن حظّه، لكونها مدينة ساحلية، تشتهر شيامون بالأطعمة البحرية الشهية بالإضافة إلى مناظرها الجميلة. الأمر الذي جعله يشعر بارتياح. علاوة على ذلك، شكل الموظفون الصينيون في الشركة فرقة لمساعدة زملائهم الأجانب على التعود على الظروف الجديدة، مما جعل الخالدي وأفراد أسرته يحسون بصداقة ومودة الأصدقاء الصينيين، إلى أن يعتادوا ويحبوا هذه المدينة في نهاية المطاف. وقال الخالدي إنه قد زار بكين وشانغهاي وهانغتشو وقوانغتشو وشنتشن وغيرها من المدن العديدة في الصين، ولكنه يفضل شيامون على غيرها.

وأخبرتنا السيدة قو جينغ – مديرة العلاقات العامة بالشركة إن السيد الخالدي يولي اهتماما كبيرا بتطور شيامون لأنها تركت انطباعا وبصمة جميلة مميزة في قلبه. وكل من يتحدث معه يشعر بحبّه العميق لهذه المدينة. وأضافت السيدة قو جينغ قائلة:

" إن شيامون مدينة صغيرة، وهم يحبونها لأن ظروفها ملائمة للمعيشة بخلاف ظروف المدن الكبرى، وهذا هو السبب الأصلي لحبّهم لهذه المدينة. ولكن يوجد فيها بعض النقائص أيضا، فعلى سبيل المثال وليس الحصر لا توجد فيها أسواق كبيرة مثل سوق شيوشيوي في بكين وشانغهاي. ولكن من ناحية أخرى فهم يستمتعون بالحياة في مدينة شيامون ويتجولون كثيرا في الشارع الخاص بالمقاهي في المدينة، حيث يمكنك أن تشرب القهوة بينما تتمتع بمناظرها الجميلة."

وأعطى الخالدي اهتماما كبيرا بتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين المملكة السعودية والصين. وبعد وقوع زلزال ونتشوان المدمر في مقاطعة سيتشوان عام 2008، بادرت شركته إلى التبرع للمنطقة المنكوبة. وقال الخالدي إنه مسرور بأداء شركته دورا إيجابيا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

"العلاقة بين الصين والسعودية علاقة طيبة، زار الرئيس الصيني السابق هو جينتاو السعودية مرتين، وزار الملك السعودي عبد الله الصين أيضا، وعلاقتنا مع الصين في التطور. أما في مجال الاقتصاد والتجارة، تتعاون الصين مع السعودية كثيرا في مجال الطاقة، تستورد الصين الكمية الكبيرة من البترول من السعودية، وتستورد السعودية الكثير من الحاجات اليومية من الصين."

وجاء زميله السعودي – المهندس عبد العزيز إلى الصين لأول مرة في العام الماضي ليعمل في الشركة بمدينة شيامون. وبعد وصوله، قدّم السيد الخالدي مساعدة كبيرة له سواء من حيث المعيشة أو العمل. حيث قال السيد عبد العزيز:

" هو رئيسي في العمل، لكن خارج العمل نحن أصدقاء، وعوائلنا متقاربة وعلاقتنا طيبة. هو يحب التبادل مع أصدقائه ويحب التعرف والاستكشاف لكل الأشياء الغريبة الموجودة في هذه المدينة، قال دائما: أحب هذا وأحب ذلك... لا يتكلم كثيرا في العمل، لكنه مجتهد جدا، وطلباته في العمل عالية جدا."

وقالت السيدة قو جينغ لمراسلتنا إنه يعمل في الشركة الآن أكثر من عشرة زملاء سعوديين ذوي مستوى ثقافي عالي. وتشعر بالسهولة والتناغم في التعامل معهم.

" الخالدي هو شخص متفائل ومفعم بالحيوية والنشاط، ويعامل الموظفين في الشركة وغيرهم من الناس بالمودة. وهو ذو قلب رقيق. وبصورة عامة، فالسعوديون في شركتنا يعاملون الأشخاص الآخرين بمودة، ويتميزون بمستوى ثقافي عالي."

والسيد عبد الوهاب الخالدي له إبنتان وابن. بلغت إبنته الكبرى السادسة عشرة من العمر، والثانية في سن الرابعة عشرة، أما إبنه الصغير فبلغ الثالثة عشرة من العمر، ويدرسون جميعا في المدرسة الدولية بمدينة شيامون، ويبذلون جهودا لتعلم اللغة الصينية حاليا. ولأن أولاده يحبون مدينة شيامون الساحلية الجميلة، أوضح الخالدي لمراسلتنا أنه سيحترم اختيارهم وقرارهم، مهما كان هذا القرار فلهم الخيار إذا كانوا يرغبون في العودة إلى السعودية أو البقاء في الصين. وهو سيبقى في الصين لمدة طويلة في المستقبل، لأنه يفضّل المعيشة فيها مع أصدقائه الحميمين سعيا لتحقيق أهدافه في العمل بالإضافة إلى الكثير من الأشياء التى لا يمكن الانفصال عنها.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي