CRI Online

جوائز نوبل وتطلع العلماء الصينيين لنيلها

cri       (GMT+08:00) 2013-11-05 10:27:30
في بكين وفي اليوم 10 من أكتوبر 2013 /وقف فو يو في الفناء الظليل للأكاديمية الصينية للعلوم وأشار إلى مبنى تم الانتهاء منه مؤخرا وقال "سيكون لي معملي الخاص هناك داخل المبنى الجديد لمعهد الميكروبولوجيا".

عاد العالم البالغ من العمر 40 عاما من هارفارد إلى الصين في يناير الماضي. وقال إنه يتطلع لاستكمال بناء معمله ليكرس نفسه للبحث العلمي.

وقال فو "كمعيار عالمي فإن العمر الذهبي للعلماء هو ما بين 35 و55 عاما وهذا هو الوقت المناسب".

ولجذب المزيد من صفوة العلماء في مبادرة العودة إلى الصين بدأت الصين رسميا "خطة الألف مهارة بين الشباب" في ديسمبر عام 2012 من أجل توفير الدعم لتطوير العلوم والتكنولوجيا في الصين خلال مدة تتراوح بين 10 و20 عاما قادمة.

ومع عودة المزيد من صفوة العلماء إلى الجامعات ومعاهد الأبحاث العلمية في الصين بدأ الناس يتساءلون: إلى أي مدى تعتبر جائزة نوبل في العلوم بعيدة المنال بالنسبة لنا؟

خلال النصف الأول من العام الجاري أعلنت جامعة تسينغهوا ومعهد الفيزياء بالأكاديمية الصينية للعلوم أن فريقهما البحثي المشترك لاحظ الشذوذ الكمي لتأثير هول بشكل عملي للمرة الأولى.

وقال يانغ تشن نينغ الفائز بجائزة نوبل في الفيزياء والرئيس الفخري للمعهد العالي بجامعة تسينغهوا إن هذا الإنجاز يستحق الفوز بجائزة نوبل.

وفي العام الماضي نجح علماء صينيون في استكمال تجربة مفاعل دايا باي واكتشفوا نوعا جديدا من الذبذبة وهي نتيجة هامة تم تسجيلها ضمن أهم عشرة انجازات علمية لعام 2012 في مجلة ايه ايه ايه اس للعلوم.

وعلى الرغم من الإنجازات المشجعة لا زال بعض العلماء الصينيين حذرين.

وقال فو "جوائز نوبل في العلوم تشجع النتائج البحثية الأصيلة والأساسية وهذا الأمر يتطلب وقتا".

وقال شيوى هانغ تشون أستاذ الكيمياء وعلم المواد في الجامعة الصينية للعلوم والتكنولوجيا "يجب أن يشارك العلماء الصينيون أولا في الأبحاث الأساسية وأن يركزوا على كيفية تطوير الأبحاث الأصيلة وبعدها سيكون الفوز بجائزة نوبل مسألة وقت".

ومثل فو كان شيوى أحد العائدين للصين ضمن "خطة الألف مهارة" وهو متخرج من جامعة الينوي وعاد للصين في مارس الماضي ليعمل أستاذا بالجامعة.

ويرى كلا العالمين أن تغيير بيئة البحث العلمي الحالية في الصين هو أهم خطوة مطلوبة.

وقد استثمرت الصين الكثير من الأموال في الدراسة العلمية بأموال تزيد بكثير أحيانا عن تلك التي تخصصها المؤسسات البحثية الأجنبية.

وفي عام 2013 وصل الإنفاق على البحث العلمي والتجارب الى 2.05% من إجمالي الناتج المحلي.

لكن تحسين البحث العلمي يتطلب الكثير من الأشياء أكثر من الأموال، ويرى شيوى أن التمويل لم يعد المشكلة الكبرى.

وقال شيوى "على الرغم من أن المال لم يعد مشكلة لكنني اضطررت أن أبدأ معملي من الصفر وكان لابد أن اشتري كل شيء بنفسي من المعدات المعملية الكبيرة إلى الأدوات الصغيرة".

وأشار إلى أكبر متجر صيني ألكتروني لبيع التجزئة قائلا "ساهم تاوباو بالكثير واحتاج للشراء منه شهريا نظرا لصعوبة وجود معدات مطابقة للمعايير في الأسواق العادية".

وقال إن عدم الالتزام بالمعايير القياسية هو إحدى المشكلات في الصين، وأضاف "نحن في حاجة لمزيد من التغيرات".

في الوقت نفسه قال شيوى إن نظام تقييم العلماء الصينيين يجب أن يتغير.

وقال إن الصين تركز بشدة حاليا على الأوراق البحثية وفهرس العلوم لكنها تتجاهل التطبيقات العملية للبحث العلمي.

وأضاف "عاد أمثالنا للصين من أجل تغيير بيئة البحث العلمي الحالية ورعاية مجموعة من الطلبة الماهرين، وبعد أن نحقق تلك الأهداف سنقترب خطوة خطوة من نيل جوائز نوبل في العلوم".

جاء في نص أول بريد إلكتروني ورد من الصين في عام 1987 التالي: " يمكننا أن نصل إلى كل ركن في العالم بعبور سور الصين العظيم". وبعد ربع قرن من الزمان، أعادت شبكة الانترنت تشكيل كل ركن من الصين.

فقد اصطف زوار مؤتمر الإنترنت الصيني الذي انعقد في بكين في شهر أغسطس للشراء.

مسح أحد الشبان الراغبين في شراء زجاجة مياه رمز الاستجابة السريعة عن طريق تطبيق "ويتشات" للرسائل على هاتفه الجوال، وبعد سماع صوت التنبيه، أدخل رقم حسابه البنكي واستكمل عملية الشراء في ثوان.

وعقب الشاب قائلا ً " هذا يمكن من الربط بين الدفع عبر الإنترنت، وبين الاستهلاك من المتجر"، وأضاف "عندما تعتمد جميع مراكز التسوق طريقة الدفع عن طريق المسح الضوئي، لن أحتاج لمحفظة نقودي أو حتى لبطاقة الائتمان".

دخل تطبيق الـ "ويتشات" المملوك لشركة تينسنت، عملاق الانترنت الصيني، إلى السوق قبل عامين، ويعتبر هذا التطبيق رائدا لطرق جديدة في سوق التجارة الالكترونية المربحة في الصين بـ400 مليون مستخدم.

ويقول ليانغ تشون شياو، نائب رئيس مجموعة علي بابا، وهي شركة تعتبر كمنصة رائدة للتداول عبر الانترنت في الصين," لقد أصبح الاستهلاك المتصل بالانترنت للمنتجات الإعلامية والخدمات يسير جنبا إلى جنب مع التجارة الالكترونية ليشكلا قوتين محركتين للنمو وإعادة الهيكلة الاقتصادية في الصين".

وتوقع ليانغ أن يبلغ إجمالي إيرادات البيع بالتجزئة على الانترنت أكثر من 16 في المائة من إجمالي المبيعات في الصين بحلول عام 2020، في حين سيتجاوز إجمالي قيمة التجارة الالكترونية 28.8 تريليون يوان (4.7 تريليون دولار أمريكي).

وأضاف ليانغ أن " التجارة الالكترونية ستعزز أداء القطاعات ذات الصلة مثل الخدمات اللوجستية والمواد الخام، وستساعد في إطلاق الإمكانات الاستهلاكية في العديد من المناطق النائية".

وفي هذا السياق، أفاد تقرير بحثي صدر عن مجموعة بوسطن الاستشارية العام الماضي بأن اقتصاد الانترنت في الصين سيمثل 6.9 في المائة من حجم ناتجها الإجمالي المحلي في عام 2016، ارتفاعا من 5.5 في المائة عام 2010.

ونصت المبادئ التوجيهية الصادرة عن مجلس الدولة الصيني، مجلس الوزراء، في أغسطس على أن من المتوقع أن يبلغ الاستهلاك المتصل بالانترنت لمنتجات المعلومات والخدمات 2.4 تريليون يوان (392 مليار دولار أمريكي) في عام 2015، ليرتفع بنسبة أكثر من 30 في المائة سنويا.

هذا وقد بلغ عدد مستخدمي الانترنت في الصين 590 مليون شخص في النصف الأول من هذا العام، حيث يستخدم 80 في المائة هواتفهم الجوالة الذكية لتصفح الانترنت، بينما يزداد وعي المزيد من المنشآت التجارية لإمكانات الانترنت في السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين.

وشاركت "سونينغ" للأجهزة الكهربائية المنزلية، و "إكس تيب" لصناعة الأحذية ، و" إنسايت سبايس" مطور العقارات التجارية، في الأعمال التي بدت يوما انها من غير المرجح أن تكون ذات تأثير على العالم الرقمي، شاركت جميعها في مؤتمر الانترنت.

ويقول قاو شين مين، نائب رئيس الجمعية الصينية للانترنت ، في هذا الصدد إن "الانترنت سيكون في كل مكان في السنوات القليلة القادمة، كما سيحدث ثورة في جميع الصناعات ،ويحفز إعادة التوازن الاقتصادي والترقية الصناعية في الصين".

محاربة الفساد

شكل مستخدمو الانترنت في الصين قوة كبيرة، وهي تعتبر كهيئة رقابية غير رسمية تفتش وتركز وتفضح تصرفات بعض المسؤولين وسلوكهم المشبوه، حيث تجلت قوتها كقوة لمكافحة الفساد عندما أقيل ليو تيه نان من منصب نائب لجنة الدولة للتنمية والإصلاح في مايو وتم وضعه قيد التحقيق القضائي في أغسطس.

ويعتقد الكثير أن إقالة ليو كانت نتيجة للجهود التي بذلها لوه تشانغ بينغ،نائب رئيس تحرير مجلة تسايجينغ لفضح مخالفات ليو المزعومة على شبكة الانترنت في ديسمبر.

ويعد المسؤول البالغ من العمر 58 عاما، حلقة بين سلسلة المسؤولين الذين تم إسقاطهم عن طريق المبلغين على الانترنت. ففي نوفمبر، تم رفض لي تشنغ فو كامين للجنة الحزب الشيوعي الصيني لحي بيبي بمدينة تشونغتشينغ جنوب غربي الصين بعد أن كشف صحفي ومحقق مستقل يدعى تشو روي فنغ ان ليو كان متورطا في فضيحة جنسية.

ويقول تشو شو تشن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشعب الصينية، إن سقوط علم مثل ليو، أوحى للحزب الحاكم بأهمية الترحيب بمستخدمي الانترنت للانضمام إلى حملة مكافحة الفساد بطريقة عقلانية وقانونية، وتشجيعهم على الإبلاغ عن المخالفات باستخدام أسمائهم الحقيقية.

وبدءا من يوم 19 ابريل، قدمت البوابات الالكترونية للأخبار الرئيسية والتجارية على صفحاتها الرئيسية روابط لمواقع الكترونية رسمية للإبلاغ عن المخالفات تابعة للجنة المركزية للفحص والانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني ودائرة تنظيم الحزب نفسه وكذلك النيابة الشعبية العليا والمحكمة الشعبية العليا ووزارة الأراضي والموارد.

وأبرزت الإحصاءات الصادرة عن مكتب الدولة لمعلومات الانترنت ارتفاع نسبة استعراض صفحات هذه المواقع الالكترونية الخمسة لأكثر من ثلاثة أضعاف، فضلاً عن تضاعف عدد التقارير الواردة تقريباً.

واعتاد الشعب الصيني على إرسال الشكاوى والقيام بزيارات الالتماس وطلب الخطوط الساخنة للإبلاغ عن فساد وسوء تصرف المسؤولين، إلا ان شبكة الانترنت قد مكنته من محاربة الفساد وتسليط الضوء على المخالفات الرسمية.

وقد ظهرت فضائح المسؤولين بسبب التحقيقات التي تجريها وسائل الإعلام والسلطات التأديبية حول قضايا فساد محتملة أو سلوك غير مشروع من قبل المسؤولين.

ويقول ليو هونغ يي نائب الأمين العام للمدرسة الوطنية التابعة لفرع الإدارة بالحزب الشيوعي الصيني, لطالما شعر الناس بالقلق إزاء الفساد، لكن الانترنت وفرت لهم قناة للكشف عما يجدونه، مضيفا," لقد ساعدت سهولة الوصول إلى الرأي العام، كعامل مساعد للرقابة الحكومية، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفساد، وكشف المسؤولين الفاسدين".

"كالذين يعيشون في حوض للأسماك ، فهم مراقبون طوال الوقت".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي