CRI Online

بلدة مسلمة بجنوب شرقي الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-12-02 14:53:41


تعتبر مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فو جيان جنوب شرقي الصين نقطة بداية لطريق الحرير البحري القديم. وفي أسرة يوان الملكية قبل أكثر من سبعمائة سنة، قدم العديد من العرب والفرس إلى تشيوانتشو التي كانت تعرف باسم "تسي تونغ" لممارسة التجارة. وفي الوقت الحالي، يقيم أكثر من عشرين ألف مسلم في بلدة تشن داي القريبة من المدينة، مما جعلها منطقة يتجمع فيها المسلمون بمقاطعة فوجيان.

يوجد في بلدة تشن داي مسجد وحيد وهو مسجد تشن داي، خلال مناسبات الأعياد الإسلامية، يتوادف المسلمون إليه لأداء الصلوات والمراسيم الدينية. وفي هذا الصدد، قال إمام المسجد ما تشانغ آن لمراسلنا:

"إن عدد مسلمي منطقتنا الموجودة في الجنوب الصيني أقل من عدد مسلمي مناطق شمال غربي البلاد، غير أن مستواهم الثقافي مرتفع نسبيا، كما أن أداءهم للصلوات لا يقتصر على الصلاة في المسجد، بل يؤدون الصلوات في أماكن عملهم وفي أي وقت مناسب."

وحسب التسجيلات التاريخية، فقد زاد توافد المسلمين العرب إلى هناك قبل زمن بعيد في تطور قومية هوي ببلدة تشن داي. وبعد إقامتهم في هذه البلدة جيلا بعد جيل، أصبحت عائلة دينغ أكبر عائلة هناك، ومعظم مسلمي البلدة لديهم نفس إسم العائلة وهو "دينغ". وفي الوقت الحالي، ينتشر أبناء قومية هوي بهذه البلدة في سبع قرى إدارية، ويبلغ عدد سكانهم أكثر من عشرين ألف مسلم، مما يجعل بلدة تشن داي أكبر منطقة تجمع لأبناء قومية هوي بمقاطعة فو جيان.

تعلق لوحة كبيرة مكتوبة عليها عبارة "لجنة إدارة القرية" باللغتين الصينية والعربية على جدار مبنى لجنة قرية هوا تينغ كو المسلمة، وقال مسؤول القرية دينغ روي فانغ:

"تعكس الكلمة العربية المكتوبة على هذه اللوحة خصائص قومية هوي، وبذلك يعرف الناس أن هذه اللجنة هي لجنة المسلمين."

يتمسك أبناء قومية هوي ببلدة تشن داي بالتعايش السلمي والتضامن السليم مع الآخرين جيلا بعد جيل. ويجمع متحف تاريخ قومية هوي ببلدة تشن داي والذي أنشأ عام 1985 العديد من الصور والملفات التاريخية، مما يعرض عملية تطور قومية هوي المسلمة بهذه المنطقة. وفي فبراير من عام 1991، زار بلدة تشن داي وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وبعد زيارته لمتحف قومية هوي، زرع أعضاء الوفد شجرة بجانب المتحف بالإضافة إلى وضع نصب تذكاري أمامه تمثيلا للصداقة الدائمة بين المسلمين الصينيين والعرب.

يساهم مسلمو تشن داي جيلا بعد جيل في الاستقرار الاجتماعي والتضامن القومي في بلدتهم، وعلى هذا الصعيد، قال رئيس الجمعية الإسلامية المحلية دينغ جين تيان:

"يجب على كل واحد منا أن يقدم مساهماته ولو مساهمة قليلة للاستقرار والأمن المحليين. بصفتنا مسلمين، يمنع علينا القمار وشرب النبيذ والتدخين، وكل هذه الشعائر مفيدة لنا."

بعد تنفيذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح، بدأ مسلمو تشن داي تطوير أعمالهم الذاتية، حيث أنشأت عدة مؤسسات خاصة في هذه البلدة الصغيرة. وفي الوقت الحالي، تجمعت أكثر من ثلاثة آلاف مؤسسة خاصة بصنع الأحذية في تشن داي التي لم تتجاوز مساحتها أربعين كيلومترا مربعا، فتسمى البلدة ب"عاصمة الأحذية الصينية". ومع التطور الاقتصادي المحلي، شهدت التجارة الخارجية مع الدول العربية في هذه المنطقة إزديادا متواصلا، فأصبحت الحاجة هناك إلى الكفاءات المتخصصة باللغة العربية أكثر إلحاحا. وفي الوقت الحالي، تختار بلدة تشن داي كل عام بعض الطلاب المسلمين لتعلم اللغة العربية في المسجد المحلي، ثم تبعثهم إلى الدول العربية لمواصلة دراستهم. وبعد تخرجهم، يعود معظم هؤلاء الطلاب إلى مسقط رأسهم، للمساهمة في تطوير العلاقات التجارية بين بلدتهم والدول العربية. وفي هذا الصدد، قال الشيخ ما تشانغ آن إمام مسجد تشن داي :

"يتعلم الآن العديد من طلاب بلدتنا اللغة العربية في المسجد، وبعد انتهاء دراستهم، سيتمكنون من أداء دورهم الإيجابي في تطوير التجارة الخارجية في بلدتنا."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي