CRI Online

مرحلة تاريخية مرت بها الصين حتى وصلت إلى وضعها الراهن أي من فواتير المؤونة إلى التسوق الإلكتروني

cri       (GMT+08:00) 2013-12-05 16:21:44

قبل أن يأتي مصطفى سفاريني إلى الصين في أواخر ستينات القرن الماضي، كان يسمع بأن "عدد سكان الصين كثير جدا، ومن كثرة العدد لا يوجد حتى مكان للمشي". واليوم فإن مصطفى الذي تخطى عتبة العقد السادس يمتلك شقة دوبلكس تثير غبطة الكثيرين مساحتها 350 مترا وبالقرب من ملعب عش الطائر.

ويقول مصطفى "عندما وصلت إلى الصين، لم أتصور أن أمتلك منزلا كهذا حتى في الحلم". ويضيف "الإصلاح والإنفتاح أحدث تغييرا مكوكيا على الصين."

جاء مصطفى السفاريني إلى الصين في عام 1968 للدراسة، ولم يتوقع أن يستمر مقامه 40 سنة في الصين. وخلال مايقرب من نصف قرن من إقامته في الصين، شغل مصطفى سفيرا لفلسطين في الصين، والآن يعمل على دفع التبادل الودي بين الصين والدول العربية. وقد تعود دائما على تقديم نفسه باللغة الصينية "العجوز مو".

مازال العجوز مو يتذكر جيدا جملة "هل أكلت" التي كانت بمثابة صيغة التحية التي يتبادلها الصينيون بينهم. وقد كان في البداية متعجبا: لماذا يقول الصينيون هذه الجملة ؟ لكنه فهم لاحقا، أن "الأكل" كان الهم الشاغل للمواطنين في ذلك الوقت.

ويتذكر مصطفى ذلك العهد الذي كانت تعيش فيه الصين شحا ماديا، وكان كل شيء يوزع عبر الفواتير، فشراء المؤونة بالفواتير، وشراء اللحم بالفواتير وشراء القماش بالفواتير.....

لكن "عهد فواتير المؤونة" كانت في نظر الشاب المصري محمد أسامة بمثابة "الليالي العربية".

"السلع الآن متوفرة بكثرة في الصين، ويمكنك شراء كل ماتريده. وهذا ليس داخل الصين فحسب، بل ان السلع الصينية موجودة في كل العالم." يقول محمد بلغة سلسة تحمل لهجة بكين.

ولد محمد في عام 1988 وبعد تخرجه من قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة في عام 2009، جاء في عام 2011 إلى الصين، وهو الآن يعمل في احدى وسائل الإعلام بالعاصمة بكين. قد أطلق على نفسه إسم صيني هو موشياولونغ.

في غضون 3 أعوام، إندمج موشياولونغ في الحياة الصينية بسرعة. وهو مثل جميع الشباب الصيني يحب "التسوق الإلكتروني"، حيث دائما مايشتري الملابس وسلع الإستعمال اليوم والمنتجات الإلكترونية على الإنترنت، وحتى التوابل العربية والتمر وغيرها من السلع يشتريها على الإنترنت أيضا.

ويقول محمد"السلع متوفرة بكثرة على الإنترنت، وعملية التسوق الإلكتروني بسيطة، حيث تحصل على ماتريد بمجرد نقرة على فأرة الحاسوب. "

يحب موشياولونغ التعرف على الأصدقاء، وخلال عامين فقط أصبح لديه مجموعة كبيرة من الأصدقاء من مختلف دول العالم. وهو يخرج دائما مع أصدقائه للسياحة وزيارة المعارض وغيرها من الأنشطة، كما يتبادل مع أصدقائه كل جديد في حياته على الويتشات.

لكن العجوز مو يتذكر جيدا أن التعرف على الأصدقاء الصينيين كان أمرا ليس سهلا عندما جاء إلى الصين. حيث يقول: "عندما أسير في الطريق، كنت أود التحدث مع الناس، لكنهم كانوا يختبؤون مني."

"في ذلك الوقت من كان يتصور ماعليه الصين اليوم؟ " ويقول العجوز مو إن العديد من الأشخاص حوله كانوا قلقين جدا أثناء الفترة الأولى من الإصلاح والانفتاح، ولايعرفون ماذا سيحدث للصين، لكن الواقع أظهر أن هذه السياسة جعلت الصين والعالم يتقدمان سويا. حيث أصبحت الصين الآن ثاني إقتصاد عالمي.

يستعمل العجوز مو الآن هاتفا ذكيا بشاشة كبيرة ويستعمل مواقع التواصل الإجتماعي والويتشات، لكنه لم يتخلص من أسر تلك المرحلة، فهو لايحب إلا الإستماع للأغاني القديمة مثل "أحمر الشرق"، أما رنة هاتفه فهي أغنية "قواعد الإنضباط الثلاثة ". وهو يرى أن ذلك الجيل من الصينيين أكثر بساطة وثقة في النفس.

أما موشياولونغ فلم يسمع أبدا عن هذه الأغاني. فهو يحب تشوجيه لون وتشنغ إيشون وغيرهما من النجوم، ويحب غناء "أزهار الأقحوان" و"10 أعوام" وغيرها من الأغاني الرائجة، كما شارك في بعض البرامج التلفزيونية الشبابية.

واليوم وفي الوقت الذي يتمتع فيه كل من العجوز مو ومو شياولونغ بالتسهيلات التي جلبها النمو الإقتصادي الصيني، تؤرقهما العديد من المشاكل مثل الإزدحام المروري والتلوث البيئي.

عندما يتجول العجوز مو بسيارته يحن إلى الأيام التي كان يقود فيها دراجته من حي سانليتون إلى جامعة بكين. "في ذلك الحين كان الجو جيدا، لم يكن هناك الكثير من السيارات، وكانت هناك متعة في ركوب الدراجات. " ويضيف، "الزحمة المرورية الآن تعد مشكلة مصدعة، أحيانا أستغرق ساعة أو ساعتين في قيادة السيارة من مكتب العمل إلى البيت."

أما مو شياولونغ الذي يخاف الإزدحام فيقود كل يوم دراجته للذهاب إلى العمل، لكنه يرغم على استعمالها أثناء الضباب. ويقول محمد: "أشعر بمعاناة شديدة عند ركوب الدراجة أثناء الضباب، حيث أشعر بعدم إرتياح في الأنف والحنجرة، لذلك أركب المترو في الأيام التي يغشى فيها الجو بالضباب الدخاني، ورغم أن المترو مزدحم لكنني مضطر."

ويأمل العجوز مو وشياولونغ أن تتحسن البيئة والهواء شيئا فشيئا مع محاولات الحكومة . ويقول موشياو لونغ: "إن جمال الصين يكمن في الجبال والمياه الجميلة والمناظر الطبيعية الرائعة والعديد من الحدائق الخضراء، لكن إذا كان الهواء ملوثا فلا يمكن التمتع بهذا الجمال."

أقيمت في 6 سبتمبر الجاري تظاهرة "الصين الجميلة----أكثر عشرة مدن صينية جاذبية للخبراء الأجانب" وهم على التوالي شنغهاي، بكين، تيانجين، قوانغتشو، شنجن، شيامن، نانجينغ، سوتشو،هانغتشو، تشينغداو. من جهة أخرى نظمت أيضا تظاهرة "الصين الجميلة----أكثر ثمانية مدن جاذبية للخبراء الأجانب": حيث كانت فوتشو وجينان الأكثر إستقطابا للإهتمام من حيث "بيئة السياسات"، وتشانغتشون وتشانغشا من حيث "بيئة الخدمات الحكومية"، وتشونغ تشينغ وتشنغدو من حيث "بيئة العمل"، وداليان وهاربين من حيث "بيئة الحياة".

واشترك في تنظيم هذه الفعاليات كل من الجمعية الصينة لتبادل الخبراء الدوليين ودراسات التنمية مجلة "تبادل الخبراء الدوليين"، ويعد هذه الترتيب الوحيد في الصين الذي اعتمد كليا على آراء الأجانب في ترتيب المدن الصينية، وتم إجراء هذا الترتيب مابين يوليو وأغسطس من العام الجاري، وشهد تصويت أكثر من 75 ألف شخص\مرة خبير أجنبي، وتضمن التصويت أربعة مؤشرات أساسية: بيئة السياسات، بيئة الخدمات الحكومية، بيئة العمل وبيئة الحياة. من بينها 18 مؤشرا فرعيا، مثل مستوى شفافية المعلومات المتعلقة بالكفاءات الأجنبية في بيئة السياسات، ومستوى الرضا على تعليم الأبناء في بيئة الحياة.

ويعد تلوث الهواء أمرا يضعف تنافسية شنغهاي وبكين بينما حافظت مدينتي شنغهاي وبكين على المركزين الأولين في الترتيب العام لأربعة تصنيفات مابين 2010 و2013. لكن تلوث الهواء والزحمة المرورية وغيرها من المشاكل البيئية كان سببا لتقليل جاذبية هاتين المدينتين.

وقال يانتسون وو الحاصل على "جائزة الصداقة" من الحكومة الصينية في عام 2009: "إن بكين هي الأكثر عالمية، وشنغهاي الأكثر إزدحاما وهو ماأثر على مستوى الرفاهية، ويعد سكان نانجينغ الأكثر ودية."

و سوتشو، بيئة حياة رائعة وبيئة عمل لكنها بحاجة للتحسين

تراجعت مدينة سوتشو في الترتيب من المركز الرابع في العام الماضي إلى المركز الثامن في ترتيب العام الحالي، حيث اعتبارها بيئة مناسبة للعمل تراجع في الترتيب. ونصحت لجنة التقييم مدينة سوتشو ببذل المزيد من الجهود لتحسين بيئة عمل الأجانب في المدينة.

لكن على مستوى البيئة الطبيعية حصلت سوتشو على تقييم عالي، وبإستثناء بيئة تعليم الأبناء التي حصلت على تقييم أقل من متوسط المؤشرات الـ 18، فقد حصلت على تقييم أعلى من المتوسط في باقي التقييمات.حيث تحظى بيئة الحياة في مدينة سوتشو برضا كبير عند الأجانب.

وعما يجب أن يفعله الأجنبي في الصين اذا تعرض لمرض فجائي؟

أظهر "التقرير الإحصائي لتنمية قطاع الضمان الإجتماعي للموارد البشرية 2012" بلوغ عدد الأجانب العاملين والحاصلين على شهادات عمل 246 ألف في الصين ، إلى جانب عدد كبير من الأجانب الذين يأتون الصين للسياحة والدراسة. وقد أصبح المرض الفجائي أحد المشاكل الحياتية التي يمكن أن يواجهها الأجانب إلى جانب العادات الغذائية واللباس والسكن.

فالعديد من المستشفيات أسست عيادات للأجانب وتشير التقارير إلى وجود 29 مستشفى ببكين قامت بفتح عيادات خاصة بالأجانب، على غرار مستشفى بكين، مستشفى شيهخه(مستشفى الأكاديمية الطبية المتحدة ببكين)، مستشفى الصداقة، مستشفى باي إيسان، مستشفى الصداقة الصينية اليابانية، مستشفى تونغ جيمين التابع لمعهد الأبحاث الطبية التقليدية الصينية، مستشفى الأطفال، مستشفى الأورام السرطانية، مستشفى باي إي للأسنان، مركز الطوارئ وغيرها. ويعالج الطلبة الأجانب الحاصلين على منحة صينية عامة في مستشفى باي إيسان، ويفضل الأجانب القادمين من أوروبا وأمريكا الذهاب إلى مستشفى شيهخه الذي يعود تاريخه إلى مائة سنة، في حين يذهب الأجانب القادمين من أوروبا الشرقية إلى مستشفى الصداقة، أما الأجانب القادمين من آسيا وخاصة اليابانيين فيفضلون الذهاب إلى مستشفى الصداقة الصينية اليابانية.

وقال المسؤول عن لجنة الصحة وتخطيط الإنجاب في تصريح صحفي إنه وفقا لتعهد الصين الذي قطعته إبان دخولها منظمة التجارة العالمية، توفر الصين "معاملة طيبة" عند تلقي الأجانب للعلاج داخلها.

وقد قامت مراكز العلاج بالمستشفيات الصينية بتأسيس عيادات خاصة بالمرضى الأجانب لا تختلف عن العيادات الأخرى. كما أسس مستشفى شيهخه قسم دولي لإستقبال المرضى الأجانب، في ذات الوقت يمكن للأجانب الذهاب إلى العيادات العادية لتقلي العلاج.

كما وتأسس مركز دولي للطوارئ ففي حالة المرض المفاجئ للأجنبي المقيم في الصين فهو لا يعلم شيئا عن المستشفيات المجاورة و في إطار العمل على تحسين بيئة الإستثمار وتلبية حاجيات الشخصيات الأجنبية القادمة أو المقيمة في الصين للعلاج الطارئ، قامت وزارة الصحة في أكتوبر 1995 بتأسيس المركز الدولي للطوارئ.

ووفقا للأحصاءات غير المكتملة فقد وفر المركز خلال سنة 2012 خدماته الصحية لتعود بالفائدة على 1,3 مليون أجنبي و590 ألف مواطن صيني من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، ووصل عدد المنتفعين بخدماته الطبية عبر الإنترنت إلى 5615 شخص\مرة.

أما عن مراحل الإنقاذ بمركز الطوارئ فقد قام مركز الإنقاذ بتأسيس مركز للإبلاغ، يوفر خدماته للأجانب على مدار 365 يوما من العام وعلى مدار الـ 24 ساعة من اليوم. ورقم هاتف الإبلاغ التابع لمركز الطوارئ هو: 800-810-9995 و010-88393900.

وفي الوقت الحالي أصبح الحاصلون على عضوية التأمين في مركز الطوارئ ذوي أولوية بالنسبة لخدمات مركز الإنقاذ. حيث يمكن للمشترك في التأمين حينما يتعرض لطارئ داخل الصين أن يتصل مباشرة برقم الإنقاذ، ووفقا لحالة المصاب أو المريض يقوم المركز بتوفير الدعم الميداني الأساسي على مستوى العلاج والرعاية النفسية، ثم إبلاغ الأجهزة ذات الصلة على الفور. ووفقا لطلب المشترك في التأمين، يتم التواصل مع شبكة المستشفيات، للتنسيق مع المستشفى ذات الاختصاص وتوفير ضمانات العلاج اللازمة التي لاتتعدى حدود مجال التأمين. وبعد الخروج من المستشفى يتكفل مركز الطوارئ بأعمال التأمين والتعويض.

يمتلك مركز الطوارئ والإنقاذ الدولي في الوقت الحالي شبكة علاج وإنقاذ تتكون من 918 مستشفى، وتغطي هذه الشبكة 31 مقاطعة ومنطقة إدارية خاصة ومدينة، وتتكون الشبكة من المستشفيات الحكومية من مستوى الصنف الثاني فما فوق.

أما عن كيفية الانضمام لتصبح عضوا في مركز الطوارئ

فقد أقام مركز الطوارئ علاقات تعاون مع شركة المحيط الهادي الصينية للتأمين (هونغ كونغ) والعديد من شركات التأمين الأخرى في مايتعلق بأعمال الإنقاذ الطارئة. كما أقام علاقات تعاون مع شركة Aetna وغيرها من شركات التأمين المحلية والأجنبية لتوسيع قنوات التعاون في الخدمات الطبية الخضراء.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي