CRI Online

الحلم الصيني في عيون الأجانب

cri       (GMT+08:00) 2013-12-25 09:53:40

الحلم الصيني عبارة ترددت كثيرا مؤخرا على ألسنة الصينيين وفي وسائل إعلامهم بكافة أنواعها.

"الحلم الصيني" مفهوم صيني تدعو إليه مجموعة القيادة المركزية الصينية الجديدة، وأيضا نظرية صينية. حيث تستند هذه النظرية إلى استراتيجية تسعى إلى تحقيق عالم متناغم يتمتع بالسلام الدائم والازدهار والفوز المشترك، وتحقيق الديمقراطية والتحضر والانسجام. كما يشمل " الحلم الصيني" تحقيق رفاهية المجتمع وسعادة أبنائه.

عُقد منتدى "الحوار العالمي حول الحلم الصيني" مؤخرا في مدينة شانغهاي شرق الصين برعاية مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة، بالتعاون مع المجموعة الصينية الدولية للنشر وأكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية.

ويهدف المنتدى إلى تبادل وجهات النظر حول الحلم الصيني وكيفية تناول وسائل الإعلام العالمية له والعمل على التوصل لصيغة مناسبة لتوضيح الحلم الصيني وتعزيز تأثيره في العالم.

وحضر المنتدى نحو مائة خبير من أكثر من عشرين دولة، منها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والهند واليابان وإندونسيا ومصر والمكسيك، لمناقشة المواضيع المتعلقة ب"الحلم الصيني وطريق الصين" و"الحلم الصيني والازدهار العالمي" والحلم الصيني والنمو السلمي" وغيرها.

وفي هذا المنتدى، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت محمد سليم أن الدول العربية تستطيع اكتساب تجارب وخبرات قيمة من "الحلم الصيني" وخطط الحكومة الصينية لتحقيقه.

وقال الأستاذ محمد سليم إن الدول العربية ظلت تهتم بـ"الحلم الصيني" ونشرت صحف عربية مختلفة مؤخراً 12 مقالاً عن موضوع "الحلم الصيني".

وأضاف أن للدول العربية أحلامها الخاصة أيضاً، مثل مساعدة الفقراء وتحقيق العدالة وغيرها من الآمال الجميلة الكثيرة. وأكد أن "الأحلام العربية " تشبه إلى حدّ ما "الحلم الصيني" من حيث الغايات والأهداف.

كما أكد الدكتور محمد نعمان جلال السفير المصري الأسبق لدى الصين أن الحلم الصيني ليس عبارة فارغة المحتوى، ومن المؤكد أن ينجز شيئا حقيقيا، ويجب علينا أن نثق تماماً في امكانية تحقيقه.

وأشار السفير المصري الأسبق خلال كلمة له في المنتدى الذي عُقد برعاية مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة، بالتعاون مع المجموعة الصينية للنشر الدولي وأكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية أشار إلى ميزات الصين من حيث السكان والأرض والنظام السياسي، والقوة الاقتصادية، والقوة الناعمة، والسياسة الخارجية، وخاصة النظام السياسي.

وقال إنه على الرغم من تشكيك بعض الناس في النظام السياسي الصيني، ولكنه يثق في أن الصين تملك حزباً قوياً، وله قيادة قوية لتنظيم المبادرات الشعبية للاستجابة لأي تحدي وتحقيق أي هدف.

ويرى السفير جلال أن السياسة الخارجية الصينية التي تقوم على التعايش السلمي يمكنها بناء جسور من الصداقة لتحقيق التبادل والتعاون الجيدين مع الدول الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، فلن تجعل الصين نفسها عدواً للآخرين أبداً، وظلت تتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهي ميزة بارزة للسياسة الخارجية الصينية.

وقال السفير جلال إن الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني قد طرحت سلسلة من الأهداف والقرارات لتعميق الاصلاح، وستحقق نتائج إيجابية لحل مشاكل مثل التلوث وفجوة الثروة بين الحضر والريف وغيرها من القضايا، ولا شك أننا موعودون لرؤية صين جميلة ومتناغمة، وبتحقيق الحلم الصيني على أرض الواقع.

بفضل الأهمية المتزايدة للصين، أخذت هذه العبارة تتردد في معظم أنحاء العالم، وتتناولها العديد من وسائل الإعلام بالشرح والتحليل.

وأكد محمد علي فرحات مدير تحرير صحيفة الحياة أن الشعب الصيني قادر على تحقيق الحلم الصيني على غرار النهضة الصينية الإقتصادية والسياسية التي حققها خلال السنوات الماضية والتي لم تأت صدفة وإنما عبر جهود شاقة بذلها الصينيون من كافة فئات المجتمع.

وأشار محمد علي فرحات في ندوة الإعلام الصيني الموجه للعالم العربي التي نظمتها مؤخرا كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إلى أن الإعلام الصيني الموجه للمنطقة العربية قد بذل جهوداً كبيرة في المجال الإعلامي مثل إذاعة الصين الدولية وقناة التلفزيون الصيني المركزي العربية ووكالة أنباء شينخوا وغيرها من وسائل الإعلام، وقال إنه على الرغم من أن الإعلام الغربي يحتل مكانة متميزة حتى الآن، وعدد مشاهدي الإعلام الصيني ليس كثيراً نسبياً، لكن هذا لا ينفي إنجازاته الكبيرة.

وطرح محمد علي فرحات مدير تحرير صحيفة الحياة بعض المقترحات للإعلام الصيني لأداء رسالته على الوجه الأكمل، حيث دعا إلى إعلام مشترك مع القطاع الخاص وتبادل البرامج بين وسائل الإعلام الصينية والعربية حتى يتم إيصال صورة الصين إلي العالم العربي بوسائط متعددة والاطلاع على الجهود الكبيرة التي يبذلها الصينيون لتحقيق الحلم الصيني على أرض الواقع.

وقال الدكتور مجدي عامر السفير المصري لدى بكين إن الحلم الصيني يعبر عن أحلام جميع شعوب العالم، لأنه يركز على مضاعفة دخل الفرد من الناتج المحلي خلال السنوات القادمة، وبالتالي تحقيق التنمية للدولة والفرد، وهو ببساطة حلم جميع شعوب وحكومات دول العالم. والفارق أن الصين كان حلمها أكبر من الآخرين، ونجحت في أن تعطي المثل في كيفية تحقيق أهدافها على مدى الـ30 عاماً الماضية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح.

وأضاف سعادة السفير المصري أن القيادة الصينية قد وضعت حالياً خطة أكثر طموحاً لتنفيذ هذا الحلم خلال السنوات العشر المقبلة، وهذا ما تفوقت به على الدول النامية التي حققت أهدافها بدرجات أقل من الصين. حيث اعتمدت الصين في تحقيق حلمها على عدد من المحاور منها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي قامت على أساس خدمة الشعب وإعطائه كافة حقوقه، والاعتماد على تطبيق الإصلاح والانفتاح وتصحيح المسارات لتتناسب مع العصر، وتوفير بيئة اجتماعية آمنة ومستقرة.

وأشار الدكتور مجدي عامر إلي أن مصر تمتلك حلماً مماثلاً، وقد تمكنت من تحقيق بعضه نظراً للظروف السياسية التي عاشتها خلال الفترة الماضية وأثرت على مسار تطبيق هذا الحلم، وأعرب عن أمله في بلوغ مصر مرحلة أفضل من الاستقرار وبالتالي تنمية أفضل حتى تتمكن من مشاركة الصين في هذا الحلم.

وأكد سعادة السفير المصري أن النقطة الأهم هي كيفية الاستفادة من الصين في تنفيذ هذا الحلم، وهو ما تحاول أن تقوم به السفارة المصرية في بكين، بنقل نماذج النجاحات التي حققتها الصين إلى الحكومة المصرية ليس لمحاكاتها ولكن لمحاولة هندسة نموذج يتناسب مع الأوضاع والموارد في مصر، مشيراً إلى وجود نقاط مشتركة بين الجانبين الصيني والمصري، حيث يمكن للأخير تحقيق نجاحات كالتي حققتها الصين مع الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية ودول الجوار، حيث ساعد استقرار الوضع السياسي الداخلي في الصين والسلام في منطقة شرق آسيا بوجه عام على تحقيق التنمية، ولكن المنطقة العربية يشهد عدد من دولها عدم استقرار وبها منطقة محتلة، فحدوث أية تغيرات في واحدة من دول الوطن العربي يؤثر بشكل أو بآخر على باقي الوطن العربي، هذا بالإضافة إلى الاختلافات في الظروف الاقتصادية.

وقال الدكتور مجدي عامر إن مصر يمكنها تحقيق ما نجحت فيه الصين بقدرتها على الاعتماد على نفسها بأقصى درجة ممكنة لإنجاز تنميتها، ووضع تشريعات معينة لجذب الاستثمارات الخارجية، وتطبيق نموذج المناطق الاقتصادية الخاصة والمنطقة التجارية الحرة في شانغهاى بالإضافة إلى التشريعات التي تشجع رأس المال الأجنبي على الاستثمار في الصين، ويمكن أن تحقق مصر كل هذه النقاط بقدرات وسواعد أبنائها، هذا بالإضافة إلى تحسين مناطق الجذب السياحي ووضع برنامج وطني لجذب السياحة الخارجية.

وأكد سعادة السفير المصري أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين البلدين، وغيرها من الظروف المتشابهة باعتبارهما دولتين ناميتين والفوارق ما بين الريف والحضر وجهود السلطات في البلدين على الارتقاء بمستوى الريف مشيراً إلى وجود فرص كبيرة للاستفادة من الخطط التي خرجت بها اجتماعات الجلسة الكاملة الثالثة للحزب الشيوعي الصيني الرامية إلى تحقيق إصلاح أكبر خلال السنوات العشر المقبلة. ولكن كل هذا يعتمد على مدى الاستقرار الذي سيتحقق في مصر، وقدرتها على دراسة التجربة الصينية بعمق واستخلاص ما يتماشي منها مع ظروف مصر والمنطقة.

وأكد الدكتور مجدي عامر أن لأفراد الجالية المصرية في المهجر دوراً فعالاً في تعزيز العلاقات والمشاركة في نهضة الوطن الأم، كونهم يمتلكون خبرات جديدة ورؤوس أموال والأهم من ذلك هو القوانين والتشريعات سواء في الصين أو غيرها من دول العالم التي تخلق البيئة المناسبة لتحقيق التنمية والحلم. وقال إن تحقيق تنمية لا يصلح إن كانت القوانين تتغير كل عام أو عامين ويدخل عليها تعديلات جديدة، فمثلا في الصين أي قانون يسري العمل به لفترة طويلة حتى لو كانت به مساوئ، فلا يوجد قانون يتفق عليه الجميع في أي مكان بالعالم ولكن المستثمر يستطيع التكيف مع تلك القوانين، وللأسف شهدت مصر خلال فترة هذه المشكلة فبعد صدور مواد قوانين نجد العام التالي صدور تعديلات لها وهو ما يفسد بيئة الاستثمار. وأضاف أن إحدى النصائح التي قدمها الجانب الصيني لمصر منذ سنوات، كانت استقرار القوانين حتى تتمكن من جذب الاستثمارات، وهو ما ثبت فعلا على ارض الواقع.

وأشار سعادة السفير المصري إلى أن مصر كانت من أوائل الدول العربية التي لها تمثيل دبلوماسي مع الصين ومن أوائل الدول التي بادرت بالاعتراف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956.

وجدير بالذكر أنه في ظل تشعب وتنوع مجالات التعاون مع الصين، تولي الدبلوماسية المصرية اهتماماً بالعمل على إدارة علاقات البلدين بشكل متكامل ووفقاً لرؤية وطنية تصوغها وزارة الخارجية لتحقيق أكبر عائد منها مع دولة صاعدة لقمة النظام الدولي وذات قدرات اقتصادية هائلة حيث تربط البلدين شراكة استراتيجية مؤسسة على علاقات تاريخية متميزة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي