CRI Online

"اتفاقية المسؤولية عن مكافحة تلوث الهواء " تساعد على تحقيق أهداف حماية البيئة

cri       (GMT+08:00) 2014-02-11 10:48:05


"اتفاقية المسؤولية عن مكافحة تلوث الهواء " تساعد على تحقيق أهداف حماية البيئة

في عام 2013 الماضي، عانت بعض المدن الكبرى في الصين من تلوث الهواء بجزيئات "بي أم 2.5" التي تسبب الضباب الدخاني الكثيف، ما أثار اهتمام المجتمع الصيني الذي دعا الحكومة لتنفيذ إجراءات فورية لمكافحة التلوث. وبهذا الخصوص، وقعت وزارة حماية البيئة الصينية مؤخرا مع 31 مقاطعة ومنطقة وبلدية في البلاد على "اتفاقية المسؤولية عن مكافحة تلوث الهواء" لتحقيق أهداف الحكومات المحلية في حماية البيئة.

وعلى سبيل المثال وبموجب هذه الاتفاقية، فمن اللازم أن تحقق بلديتا بكين وتيانجين ومقاطعة خهبي شمالي البلاد هدف تخفيض كثافة جزيئات "بي أم 2.5" بنسبة 25% سنويا بحلول عام 2017، بينما من الضروري أن تحقق مقاطعات شانشي وشاندونغ وجيانغسو وتشهجيانغ وبلدية شانغهاي الهدف بنسبة 20% خلال نفس الفترة، أما مقاطعة قوانغدونغ وبلدية تشونغتشينغ فتكون نسبتهما 15%، فيما تكون نسبة منطقة منغوليا الداخلية 10%. وإذا لم تحقق الحكومات المحلية الأهداف المذكورة، فسوف تفرض عقوبة صارمة على المسئولين المحليين بحسب الاتفاقية.

وأكد السيد ما جون مدير مركز بحوث البيئة العامة الصيني أن هذه الاتفاقية ترمز إلى أن تطوير الاقتصاد المحلي لن يكون المقياس الوحيد لتقييم إنجازات الحكومات المحلية، بل سيشمل هذا المقياس حماية البيئة:

"كانت إجراءات مكافحة تلوث الهواء تتركز فقط في المناطق المجاورة لبلديتي بكين وتيانجين ومقاطعة خهبي، إضافة إلى دلتا نهر اللؤلؤ ودلتا نهر اليانغتسي، إلا أن مساحة التلوث كانت أوسع من المناطق المذكورة. فعلى سبيل المثال، في يوم من شهر يناير عام 2013، تعرض 600 مليون مواطن لضباب دخاني كان يغطي ربع مساحة البلاد. لذلك، وقعت وزارة حماية البيئة على اتفاقية المسؤولية مع الحكومات المحلية، الأمر الذي يؤكد أن معالجة تلوث الهواء هي من الأهداف الأولوية للحكومات المحلية، أنها أيضا مقياس مهم لتقييم مدى التطور الاقتصادي والاجتماعي المحلي."

وبالإضافة إلى تخفيض كثافة الجزيئات الملوثة، حددت الاتفاقية أيضا للحكومات المحلية الأهداف السنوية لتخفيض الانبعاثات التي تشمل خفض استعمال الفحم، وتصفية قدرة الإنتاج المتخلفة، والمعالجة الشاملة لتلوث الهواء، وتعزيز إدارة استعمال المراجل والوقود، وتخفيض انبعاث عوادم السيارات، وتقليل كميات الغبار، وإلخ. على سبيل المثال، من اللازم أن تسيطر العاصمة بكين على عدد السيارات ليكون أقل من 6 ملايين سيارة بحلول نهاية عام 2017، بينما طلبت الاتفاقية من مقاطعة آنهوي وسط البلاد أن ترفع نسبة استهلاك الطاقة غير الأحفورية إلى 6% بحلول عام 2017.

وفيما يتعلق بالحكومات المحلية التي لم تحقق أهدافها السنوية لحماية البيئة، أكدت الحكومة الصينية فرض عقوبات صارمة عليها، حيث ستحدد وزارة حماية البيئة مهلة للمسئولين المحليين لمعالجة تلوث البيئة. وأكد السيد تسو شو مين مدير إدارة المراقبة التابعة لوزارة حماية البيئة أن معالجة التلوث سترتبط بوظائف المسئولين، أي إذا لم يحقق المسئولون المحليون الأهداف السنوية لحماية البيئة، فيجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية، وسوف يتم عزلهم عن وظائفهم:

"إذا وجدت المشاكل، يجب أن يقبل المسئولون المحليون، إضافة إلى المؤسسات المخالفة، معاقبة صارمة، وخاصة بالنسبة إلى المسئولين بالهيئات المحلية لحماية البيئة والإداريين على مستوى البلدة والمحافظة. ويمكن القول إن الحكومات المحلية يجب أن تولي اهتماما كبيرا لمعالجة تلوث الهواء، وتبذل أقصى جهودها ماديا وبشريا وماليا لتعزيز المراقبة واستخدام المزيد من الطاقة النظيفة، في حين يجب على الهيئات المعنية أن تعزز رقابتها على المسئولين."

وحتى نهاية عام 2013، أبلغت مقاطعة خهبي شمالي البلاد عن 40 قضية مخالفة لحماية البيئة، وفرضت عقوبات على 201 مسئول عن ذلك؛ وفي مقاطعة لياونينغ شمال شرقي الصين، فرضت حكومة المقاطعة في عام 2013 معاقبة مالية كانت قيمتها أكثر من 50 مليون يوان صيني على 8 مدن لم تحقق أهدافها السنوية لتحسين نوعية الهواء. وفي هذا الصدد، أشار السيد ما جون مدير مركز بحوث البيئة العامة الصيني إلى أن العقوبات المذكورة، مهما كانت مالية أو إدارية، تظهر عزم البلاد على معالجة تلوث الهواء. ولكنه حذر في الوقت نفسه من استمرار الحكومات المحلية في إيلاء اهتمام أكثر لتطوير الاقتصاد من حماية البيئة، إذ قال:

"أهم شيء هو أن نوعي المسئولين المحليين بمسؤولياتهم في مكافحة تلوث الهواء، ولن نكتف بالاعتماد على الأساليب الإدارية، لأن الأساليب الإدارية لن تسيطر على اهتمام الحكومات الكبير والوحيد بمؤشر إجمالي الناتج المحلي. وهل لاتزال فكرة "تطوير الاقتصاد مقابل ثمن تفاقم تلوث البيئة" موجودة؟ هل مازالت الحكومة المحلية تولي اهتماما لتطوير الاقتصاد بدلا من حماية البيئة؟ يجب أن نحذر من وجود هذه المشاكل مرة أخرى."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي