CRI Online

مشاركة النساء في الشؤون السياسية

cri       (GMT+08:00) 2014-03-19 10:49:43

أصدر الاتحاد البرلماني الدولي تقريرا سنويا حول " النساء في البرلمان"، يدل إلى أن عدد البرلمانيات في دول العالم في العام الماضي ازداد ب1.5% مقارنة بمعدل العام السابق. وإذا استمر هذا الاتجاه، فسيعادل عدد النساء في البرلمانات عدد الرجال خلال عشرين عاما. وأوضح التقرير أن نسبة عدد البرلمانيات في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تجاوزت المستوى المتوسط العالمي.

وأصدر الاتحاد البرلماني الدولي هذا التقرير بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة وأثناء الدورة السنوية للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني التى اختتمت في الخامس عشر من شهر مارس الحالي. قام التقرير بإحصاء مفصّل عن عدد البرلمانيات في 189 دولة في العالم. وتدل النتيجة إلى أن متوسط نسبة عدد البرلمانيات فيها يصل إلى 21.8% في العام الماضي، وازداد ب1.5% مقارنة بمعدل للعام السابق، وازداد بثلاثة أضعاف مقارنة لعام 2011، الأمر الذي يدل أن عدد البرلمانيات ازداد بشكل سريع خلال السنوات الأخيرة. حيث قال السيد Anders B. Johnsson الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي:

"يمكن للناس أن يلاحظوا أن متوسط نسبة عدد النساء في برلمانات دول العالم ازداد ب1.5% بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في عدد من الدول في عام 2013. ورغم أن نسبة الزيادة ليست مرتفعة، ولكن، يسرّنا أنه تكون 21.8% من أعضاء البرلمانات من النساء حاليا مقارنة مع 20.3% في العام السابق. وإذا استمر هذا الاتجاه، فستتحقق المساواة بين الرجل والمرأة بكل معنى الكلمة في برلمانات دول العالم خلال عشرين عاما."

من ضمن الدول العشر الأولى من حيثُ نسبة عدد النساء في البرلمان، تكون ستّ منها من قارتي أميركا وإفريقيا. وتحتل رواندا المرتبة الأولى في هذه القائمة بحيث وصلت النسبة إلى 63.8%. وهكذا، أصبحت رواندا أول دولة تجاوزت نسبة النساء في برلمانها 60% في تاريخ البشر.

وبعد رواندا، توالت في القائمة دوقية أندورا وكوبا والسويد وجمهورية جنوب إفريقيا وسيشيل والسنغال وفنلندا. ومن حيث المستوى المتوسط في مختلف الأقاليم، تحتل قارة أميركا المرتبة الأولى في العالم بحيث وصلت متوسط نسبة النساء في البرلمان إلى 25.2%.

وتعتبر الدول العربية منطقة ارتفعت هذه النسبة فيها بشكل أكبر على نطاق العالم خلال العام الماضي. وفي شهر يناير عام 2013، تم تعيين ثلاثين برلمانية في مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، ولم يسبق لذلك مثيل في تاريخها. وبالإضافة إلى ذلك، تم انتخاب 18 برلمانية جديدة في الأردن في العام الماضي. وهكذا، ارتفعت نسبة النساء في برلمانات الدول العربية إلى 16% حاليا.

أما في قارة آسيا، فارتفعت هذه النسبة بشكل غير كبير. وكانت هذه النسبة 17.9% في عام 2012، وبلغت 18.4% في العام الماضي.

ويرى الاتحاد البرلماني الدولي أنه توجد كثير من الأسباب لارتفاع نسبة عدد النساء في البرلمان. ولكن بصورة عامة، يوجد سببان مهمّان. أولهما هو نظام Quota، أي تحديد نسبة معينة للنساء في البرلمان. السبب الثاني هو رفع وعي الجماهير. حيث قال السيد Johnsson:

"السبب المهم منها هو عن طريق عملية التشريع، الأمر الذي يسهل النساء للمشاركة في الانتخابات حتى تم انتخابهن في البرلمان. ويمكن لتحديد نسبة معينة لعدد النساء في البرلمان عن طريق التشريع، أو تلبية طلب حزب معين في هذا الصدد. وبصورة عامة، تم تطبيق هذا النظام في تلك الدول التى ارتفعت نسبة عدد النساء في برلماناتها بشكل مستقر."

ووفقا لإحصاء التقرير، في إجمالي عدد أعضاء المجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني، يحتل عدد النائبات 23.4% بزيادة 2% عما كان عليه في المجلس الوطني الحادي عشر، بحيث تكون الزيادة أعلى من المستوى المتوسط العالمي. وتحتل الصين المرتبة الحادية والستين في قائمة ترتيب الدول التى بلغ عددها 189 في تقرير الاتحاد البرلماني الدولي، وتكون مرتبتها أعلى من مراتب الدول المجاورة لها، مثلا: تحتل كوريا الجنوبية المرتبة الحادية والتسعين، وتحتل الهند الحادية عشرة بعد المائة، وتحتل اليابان السابعة والعشرين بعد المائة. حيث قال السيد Anders B. Johnsson الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي:

"تكون زيادة نسبة عدد النائبات في البرلمان الصيني أعلى من المستوى المتوسط العالمي. ونظرا للحجم الكبير للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وبلوغ عدد نوابه حوالي ثلاثة آلاف حاليا، ترك تداعيات مهمة في هذا الإحصاء."

في الحقيقة أن مشاركة النساء في الشؤون السياسية لا تهدف إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فحسب، بل أيضا لتغيير النمط السياسي اعتمادا على الأفكار والخصوصية السلوكية للمرأة. حيث قال السيد Johnsson:

" من خلال أعمالنا وتجاربنا في البرلمانات، نثق بصورة تامة بأن النساء يستطعن إضافة الأشياء الكثيرة المختلفة عن الرجال إلى الأوساط السياسية، لا سيّما في الوعي الاجتماعي. كما أريد أن أؤكد أن النساء يستطعن مواجهة النزاعات وحلها بالأسلوب الخاص لهن."

وأوضح التقرير أنه في العديد من المناطق، ما زالت النساء يتعرضن للصعوبات والعقبات حاليا أثناء مشاركتهن في الشؤون السياسية. وحدثت أعمال عنف موجّهة ضد المنتخبات بين حين وآخر، مثل الهجمات اللغوية والتهديدات الجسدية وغيرها. لذا، من اللازم توفير الضمان الأمني الضروري لمشاركة النساء في الشؤون السياسية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي