CRI Online

تعميم المركبات الكهربائية في الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-04-15 15:08:11


تعميم المركبات الكهربائية في الصين

تشهد العاصمة الصينية بكين التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة غلالة كثيفة من الضباب الدخاني منذ 28 فبراير الماضي مما أدى الى انخفاض الرؤية وأحداث ارتباك في حركة المرور.

ذات يوم من مطلع الشهر الجاري، كان الضباب الكثيف يسود بكين مرة أخرى، وتسلم السيد وانغ تياه تشنغ مفتاحا للسيارة الكهربائية بطراز E150EV في أحد متاجر السيارات ببكين، حينئذ، أصبح السيد وانغ أول من يشتري سيارة كهربائية في بكين، وفقا لخطة السيد وانغ، إنه سيتخذ هذه السيارة كوسيلة التنقل للعمل، أما السيارة بالبنزين، فإنها تُستخدم لقطع مسافة طويلة.

"عندما أردت شراء سيارة ثانية، فشلت في الحصول على حصة بالرغم من استغراق ما يقرب من سنتين في القرع. ولا تكلف هذه السيارة سوى 14 كيلوواط من الكهرباء لقطع 100 كم من المسافة، حيث تصل التكاليف إلى بضعة يوانات صينية فقط من خلال شحنها في البيت، وعشر يوانات فقط من خلال شحنها باستخدام الجهاز العام. ومقارنة معها، تكلف السيارة العادية بالبنزين عشرات من اليوانات الصينية على الأقل."

وحتى نهاية عام 2013، وصل عدد السيارات في بكين إلى 5.43 مليون سيارة، وأظهرت المعلومات من مصلحة حماية البيئة ببكين أن الانبعاثات من المركبات تشكل 23 في المئة من جسيمات بي أم 2.5. ومن أجل الحد من عدد المركبات، ومنذ عام 2011، نفذت حكومة بكين سياسة توزيع لوحات الأرقام من خلال القرع، حيث يكون معدل الحائز بلوحات الأرقام لمركبات البنزين العادية، 110:1. ومن أجل تعميم المركبات الكهربائية، خصصت حكومة بكين حصة في ترخيص لوحات الأرقام للمركبات الصديقة للبيئة، فحصل جميع المشاركين البالغ عددهم 1428 في القرع على لوحات الأرقام للمركبات بالطاقة الجديدة، وأشار بعض المحللين إلى أن دفعة أولى من الذين اشتروا السيارات الكهربائية في بكين، يتميزون عموما بالدرجة العالية من التعليم والمكانة الاجتماعية المرتفعة ووعي المسؤولية المرتفع، وتجدر الإشارة إلى أن السيارة الكهربائية تكون غالبا ثانية أو ثالثة في الأسرة.

عند إلقاء نظرة إلى نطاق البلاد، بالفعل، إن السيارات الكهربائية قد دخلت حياة عامة الشعب قبل ثلاث سنوات. ومثل مشتريها في بكين، تتحلى الفئة من الذين يشترون السيارات الكهربائية على نطاق البلاد، بمميزات مشتركة إلى حد ما، وفي هذا الصدد، أشار لي يون في مساعد مدير عام شركة مبيعات سيارات بي يا دي، قائلا:

"جاء بعضهم من محامي البيئة، ولديهم الدرجة العالية من التعليم والتثقيف، ويسعون إلى حماية البيئة انطلاقا من أنفسهم، والآخرون من الفئة الحديثة في الاستهلاك مسبقا، ويرغبون في التمتع بالرحلة المنخفضة بانبعاث الكربون من خلال قيادة المركبات الكهربائية، والفئة الثالثة هي شركات التاكسي."

بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من المستهلكين، لديهم مطالب قاسية في تكاليف المركبات، حيث تنتمي إلى هذه الفئة السيدة هوانغ وي فانغ في مدينة شانغهاي، إذ قالت:

"أسكن في حي شيوهوي، وأشتغل في حي آنتينغ، وأقطع مسافة 100 كم ذهابا وإيابا كل يوم، والآن، يبلغ سعر البنزين أكثر من سبعة يوانات صينية، لذا، تصل التكاليف للعمل يوميا إلى 70 يوانا صينيا. ولكن، في حالة قيادة السيارة الكهربائية، أدفع 10 يوانات فقط لقطع 100 كم من المسافة، ويمكنني توفير 60 يوانا صينيا كل يوم، وخلال سنة واحدة، يمكنني توفير 14 ألف يوان صيني."

بالإضافة إلى توفير تكاليف الوقود، يمكن لمشتري السيارات الكهربائية الحصول على مبلغ كبير من الدعم الحكومي في الصين، مما أدى إلى خفض التكاليف في شراء السيارات الكهربائية. وفي ظل ذلك، اشترى فنغ يى المواطن بمدينة شانغهاي سيارة كهربائية، إذ قال:

"أنفقت حوالي 100 ألف يوان صيني في شراء هذه السيارة الكهربائية، وكانت أسعارها الأصلية 200 ألف يوان صيني، وحصلت على الدعم من الحكومة بمبلغ 100 ألف يوان صيني، فلا داعي لي دفع سوى 100 ألف يوان صيني فقط."

من أجل تعميم السيارات الكهربائية، وفي نوفمبر عام 2013، أعلنت وزارات المالية والعلوم والتكنولوجيا، والصناعة والمعلوماتية، ولجنة التنمية والإصلاح، عن قائمة التدقيق في مشروع تعميم السيارات بالطاقة الجديدة في كل أنحاء البلاد، وحددت 28 مدينة ومنطقة كدفعة أولى لتعميم السيارات بالطاقة الجديدة فيها.

وبالنسبة للمستهلكين، بالإضافة إلى الأسعار والتكاليف في تشغيل السيارات الكهربائية، يهتمون بكيفية شحن الكهرباء اهتماما كبيرا، حيث يُعد جهاز الشحن جهازا رئيسيا لشحن السيارات الكهربائية، وبعد إدخال البطاقة والتوصيل بالجهاز، فستجري عملية الشحن بسهولة باستخدام المأخذ العادي. وحول شحن السيارة الشخصية، لا تقلق السيد هوانغ على الإطلاق، إذ قالت:

"الآن، هناك جهاز الشحن في الشركة، وسيتم تركيبه في الحي، وكل ذلك يسهل شحن الكهرباء بكثير، وبعد شحن الكهرباء في الليل، يمكن قطع مسافة ما تتوارح 100-200 كم في اليوم التالي."

وفي بكين، سيتم هذه السنة بناء أجهزة الشحن للسيارات بالطاقة الجديدة على نطاق واسع، حتى الآن، قد تم اختيار 100 موقع سريع شحن في المنطقة الحضرية في بكين، ليتم بناؤها لاحقا. ومن المقرر نشر 1000 جهاز شحن عام في هذه السنة، لتغطية مركز المدينة والضواحي، بهدف ضمان أن يستطيع أصحاب السيارات الكهربائية العثور على جهاز الشحن العام في أسرع وقت لشحن السيارات. وخلافا عن جهاز الشحن الشخصي بالتيار المتردد، يتم شحن الكهرباء باستخدام جهاز الشحن العام بالتيار المتواصل، وبعد شحن الكهرباء لنصف ساعة، فإن السيارة تقدر على قطع 100 كم من المسافة.

وتجدر الإشارة إلى أن أوضاع بناء أجهزة الشحن تؤثر مباشرة على احتمال تعميم السيارات الكهربائية، وفي نظر ليو تشي قانغ مدير عام مجموعة سيارات هواتاي، مثل محطات البنزين، إن تحسين المرافق للسيارات الكهربائية سيكون أيضا عملية طويلة الأجل، إذ قال:

" إن محطات البنزين، بالفعل، لم يتم بناؤها وتحسينها سوى من خلال العملية الطويلة الأجل مع الاستثمارات الباهظة، وفي المستقبل، إن مرافق السيارات الكهربائية بحاجة أيضا إلى مثل هذه العملية الطويلة الأجل".

وفي ظل عدم استكمال المرافق مثل أجهزة الشحن، شهدت المركبات الكهربائية تطورا كبيرا باستخدامها كالحافلات أو تأجيرها، مما أدى إلى توفير فرص للمزيد من المستهلكين في التمتع بالرحلة عبر قيادة المركبات الكهربائية، وإزالة قلقهم في نقص قدرة المركبات الكهربائية في قطع مسافة طويلة.

وفي قرية ليانغتشو الثقافية بمدينة هانغتشو 11 سيارة كهربائية، وتصل أعلى سرعتها إلى 100 كم /كل ساعة، وبعد شحن الكهرباء، تكون قادرة على قطع 160 كم من المسافة، ويمكن للمستخدم تأجير السيارة بعد تسجيل بطاقة العضوية، وإن إجراءات استئجار السيارة مثل الإجرءات لاستئجار الدراجة. وفي الوقت الحالي، تكون أسعار استئجار السيارة الكهربائية 29 يوانا صينيا لكل ساعة، بالمقارنة مع ركوب التاكسي، إن مثل هذه الأسعار تتحلى بالقوة التنافسية الكبيرة. وفي هذا الصدد، قال لي شيانغ قوه مدير شركة شيانغقوه لتأجير المركبات بمدينة هانغتشو:

"من قرية ليانغتشو إلى محطة القطار بجنوب المدينة باستغراق أقل من ساعة واحدة، وتصل التكاليف إلى 29 يوانا صينيا فقط من خلال استئجار السيارة الكهربائية، ولكن التكاليف في ركوب التاكسي، تبلغ 90 يوانا صينيا."

وتجدر الإشارة إلى أن شركة شيانغقوه لتأجير المركبات تلقت مئات من المكالمات الهاتفية لتأجير السيارات. وامتلك السيد فان السيارة الخاصة، ولكن، في رأيه، من بيته إلى محطة القطار بجنوب المدينة، إن تكاليف استئجار السيارة تكون أرخض، وأشار إلى أنه أخذ ساعتين من ليانغتشو إلى المحطة ذهابا وإيابا، وسينفق 70 يوانا صينيا عبر قيادة سيارته الشخصية، وهذا يتجاوز تكاليف استئجار السيارة، إذ قال:

"إن قيادة السيارة الكهربائية تساهم في حماية البيئة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إنها تساهم أيضا في خفض التكاليف".

واعتقد الكثير من الناس أنه في ظل حدود أزمة البيئة والطاقة، فإن المركبات الكهربائية ستكون مستقبلا واعدا لصناعة السيارات، ومع تحسن تكنولوجيا البطاريات واستكمال المرافق، فإن تعميمها ليس أمرا بعيدا.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي