CRI Online

ماذا يدور في السينما الصينية؟

cri       (GMT+08:00) 2014-05-23 15:00:21

لطفي: مستمعينا الأعزاء أهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم صور من المجتمع والذي اعتدنا على اللقاء بكم من خلاله لنتكلم عن مواضيع نختارها من الحياة الاجتماعية في الصين والدول العربية لتكون جسرا لنشر الثقافات العربية والصينية والذي يقرب بين وجهات النظر لتكون رسالة محبة وسلام بين الشعوب عبر أثير إذاعة الصين الدولية معكم في الأستوديو هارون يان وأنا لطفي مقدم، مرحباً هارون.

هارون: أهلاً بك صديقي وبالمستمعين الأعزاء.

لطفي: ما هو موضوع حلقة اليوم؟

هارون: لطفي، ممكن أن أسألك سؤالا؟

لطفي: تفضل يا صديقي.

هارون: كم مرة ذهبت إلى السينما عندما كنت في الجزائر؟

لطفي: عندما كنت في الجزائر، كانت لي تقاليد حميدة في ميدان السينما، فكنت أذهب إلى السينما في كل يوم نهاية الأسبوع، وكان في الجزائر يصادف يوم الخميس.

هارون: آووو، أنت عاشق للأفلام. هل ذهبت إلى السينما بعد وصولك إلى بكين؟

لطفي: نعم، ذهبت إلى السينما، وشاهدت أفلاما، ولكن، كانت أفلاما أمريكية يا هارون. حتى الآن، لا أعرف كثيرا عن السينما الصينية.

هارون: تُعرض في السينما الصينية الكثير من الأفلام الأجنبية، خصوصا الأفلام الأميركية تُعرض باللغة الإنجليزية، لكن، قليلا ما تُعرض الأفلام الفرنسية والعربية في السينما الصينية.

لطفي: عرفت ذلك يا هارون، لكن سأحاول الاستمتاع بالسينما في فصل الصيف.

هارون: آووو، فكرة جميلة. هل تعرف مبلغ عائدات شبابيك التذاكر الصينية في عام 2013؟

لطفي: عرّفني يا صديقي.

هارون: بلغت عائدات شبابيك التذاكر الصينية 21 مليارا و769 مليون يوان في عام 2013، أي تساوي 3.5 مليار دولار أميركي تقريبا.

لطفي: مبلغ كبير جدا، يا صديقي. يعني أن الصين سوق كبير للأفلام.

هارون: صحيح، يا لطفي. وازدادت عائدات شبابيك التذاكر الصينية في العام الماضي بنسبة 27% عما كانت عليه في العام السابق، ومن ضمنها، وصلت عائدات شبابيك التذاكر للأفلام الصينية إلى 12 مليارا و767 مليون يوان، بينما بلغت عائدات شبابيك التذاكر للأفلام الأجنبية المستوردة 9 مليارات يوان. وتجاوزت 60 فيلما مائة مليون يوان من حيث عائدات شبابيك التذاكر، ومنها 32 فيلما صينيا و28 فيلما أجنبيا مستوردا.

لطفي: يا صديقي هارون، ما هي الأفلام الأجنبية في صدارة هذا الترتيب؟

هارون: الفيلم ((Iron Man)) أو(( الرجل الحديدي)) باللغة العربية احتلّ المرتبة الأولى في قائمة أسماء الأفلام الأجنبية بأكثر من ستمائة مليون دولار أميركي. هل تحب هذا الفيلم، يا صديقي؟

لطفي: نعم، شاهدت الأجزاء الأول والثاني والثالث.

هارون: وشهدت السينما الصينية ازدهارا مستمرا خلال السنوات الأخيرة. مثلا: حصد فيلم الإثارة الجديد (قصة شرطى 2013)، بطولته جاكي شان، 288 مليون يوان تقريبا، أي أكثر من 47 مليون دولار، خلال ستة أيام منذ بدء عرضه في أواخر شهر ديسمبر الماضي. حيث عُرض هذا الفيلم على 219800 شاشة سينما، وشاهده سبعة ملايين و110 ألف شخص خلال تلك الفترة. جاء فيلم ((الخياط الشخصي))، آخر الافلام الكوميدية للمخرج المشهور فنغ شياو قانغ حصد 220 مليون يوان خلال نفس الفترة.

لطفي: جميل جدا، لقد شاهدت فيلم جاكي شان (( قصة شرطي)).

هارون: وخلال عطلة عيد العمال التى استمرت ثلاثة أيام منذ الأول من الشهر الجاري، حصد شباك التذاكر الصيني إيرادات كبيرة، حيث بلغت 269 مليون يوان (أي حوالي 44 مليون دولار أمريكي). منها فيلم " زملائي القدماء" الذي كان أكبر رابح، وبعده فيلم " المنوم المغناطيسي العظيم" وفيلم "الرجل المجمد". وإذا لديك وقت، ممكن أن تشاهد هذه الأفلام الرائعة.

لطفي: نعم، بالتأكيد، خاصة الفيلم (( الرجل المجمد))، وسأشاهده.

هارون: الآن ما رأيك يا صديقي العزيز أن نستريح قليلا مع أغنية صينية تحت عنوان: سينما الهواء الطلق. وبعد الفاصل الغنائي هذا، سنواصل حديثنا حول ما يدور في السينما.

لطفي: حسنا.

لطفي: عدنا أعزائي بعد أن استمعنا لهذه الأغنية الجميلة لنتابع معكم برنامج صور من المجتمع من إذاعة الصين الدولية. ومعكم في الأستوديو هارون يان وأنا لطفي مقدم.

لطفي: يا هارون: أسألك سؤالا.

هارون: تفضل.

لطفي: ما المسافة بين السياسة والحب؟

هارون: هل هذا سؤال فلسفي؟

لطفي: آهههه، أجاب على هذا السؤال المخرج التونسي رشيد فرشيو بعمله: من أقصى شمال إفريقيا إلى شرق آسيا.

هارون: كيف؟

لطفي: قال فرشيو في لقاء صحفي مع وكالة أنباء شينخوا، إنه جاء إلى الصين لتحقيق الحلم الصينى، مشيرا إلى ان فيلمه الجديد وعنوانه " الحلم الصيني" والذي سيقوم بإخراجه ويعد أول فيلم مشترك بين الصين والدول العربية.

قال المخرج، الذي يبدو في هيئة الفنانين بشعره الفضي ولحيته البيضاء، إنه جاء إلى الصين لتحقيق حلما جميلا -- "الحلم الصيني".

إن الحلم الصيني يبدو سهلا من جهة، لأنه إنجاز مشترك بين تونس والصين، قال فرشيو، بينما تحقيق الحلم أمر صعب من جهة أخرى، لأن الصين دولة بعيدة جغرافيا عن تونس، والشعبين كلاهما يتطلع أن يعرف الآخر، مضيفا بأنه يحمل الآن المفتاح المتمثل في الفيلم الذي يخرجه لفتح الباب بين الجانبين.

وذكر رشيد في مراسم التوقيع الرسمي على الفيلم في سفارة الجمهورية التونسية لدى بكين أن سبب تسمية الفيلم بعنوان "الحلم الصيني" هو حبه العميق للصين. فالمخرج صديق قديم للصين، وزار الصين لأول مرة في عام 1982 بدعوة من وزارة الثقافة الصينية كرئيس مهرجان قرطاج ومستشار الثقافة لرئيس الدولة التونسية.

ويعد هذا الفيلم أول فيلم رومانسي لرشيد فرشيو، الذي يعد من بين أهم المخرجين داخل تونس وتمس معظم أفلامه مجال السياسة.

وحول سبب تغيير موضوع فيلمه الجديد من السياسة إلى الحب، قال فرشيو، إنه يرغب في الراحة هذه المرة ويريد أن يفتح الباب للجيل الجديد، مضيفا بأن "أحسن وسيلة هي الحكاية الثقافية وحكاية الحب"، وذكر قائلا "أحسن حاجة في الدنيا هي الحب، فالحب يقرب بين الشعوب، ويؤلف القلوب ويسهل الأمور، بينما أبعدت السياسة القلوب عن بعضها البعض".

وسيتم تصوير فيلم "الحلم الصيني" بالصين وتونس، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال تصويره في سبتمبر المقبل في مراسم افتتاح الأسبوع الثقافي التونسي بالصين، للاحتفال أيضا بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين وتونس.

وذكر فرشيو انه سيختار أماكن التصوير بالصين وبتونس قريبا، كما سيحدد قائمة الممثلين أيضا في نفس الفترة.

ويذكر أن المشروع كان جاهزا منذ عام 2010 وتم تأجيله بسبب الأحداث التي شهدتها تونس واندلاع الثورة التونسية.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشاهد فيها المشاهدون الصينيون إنتاج رشيد فرشيو، إذ انطلقت فعاليات معرض الأفلام التونسية في بكين في عام 2010 بعرض فيلمه "الحادثة".

وبالنسبة إلى المخرج رشيد فرشيو، يعد هذا الفيلم حلمه طول الحياة. وقد قال إن "الحياة هي الحلم، والحياة هي الفيلم. وما دمت أعيش، ففيه أمل، وفيه حلم، ويمكن للفيلم أن يخفف على الناس"، حيث عبر عن آماله في أن يصبح هذا فيلم "الحلم الصينى" جسرا يربط بين الصين وتونس لمشاركة شعبي البلدين أحلامهم المشتركة.

يا هارون، إذا عُرض هذا الفيلم، فنذهب سويا لمشاهدته.

هارون: اتفقنا.

هارون: الآن ما رأيك يا صديقي العزيز أن نستريح قليلا مع الفاصل الغنائي بعنوان (( سينما)) للفنان لطفي بو شناق. وبعد الفاصل الغنائي هذا، سنواصل حديثنا عما يدور في السينما الصينية.

لطفي: أعزائي المستمعين، فهيا بنا إلى رحلة تونسية.

لطفي: عدنا أعزائي بعد أن استمعنا لهذه الأغنية الجميلة لنتابع معكم برنامج صور من المجتمع من إذاعة الصين الدولية. ومعكم في الأستوديو هارون يان وأنا لطفي مقدم.

هارون: لطفي، اُختتمت الدورة الرابعة لمهرجان بكين السينمائي الدولي في أواخر إبريل الماضي، هل تابعت الأخبار المتعلقة بها؟

لطفي: نعم، عرفتُ أن الممثل الفرنسي Guillaume Gouix فاز بجائزة أفضل ممثل فيها بأدائه في الفيلم الفرنسي ((Atilla Marcel )).

هارون: كما فازت الممثلة الصينية المشهورة تشانغ زي يي بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان بدورها في الفيلم ((المعلم الكبير)). وبالإضافة إلى مهرجان بكين السينمائي الدولي، يُقام المهرجان السينمائي الدولي في شانغهاي وهونغ كونغ وغيرهما أيضا. يا صديقي، عرفتُ أنه يُقام في البلاد العربية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مصر ومهرجان قرطاج السينمائي الدولي في تونس ومهرجان دبي السينمائي الدولي في الإمارات العربية، هل هناك مهرجانات سينمائية أخرى في البلاد العربية؟

لطفي: نعم، يوجد مهرجان في الجزائر وهو مهرجان وهران الدولي للسينما ومهرجان آخر في المغرب، مهرجان مراكش للسينما. وإذا لدينا وقت، سنتحدث عن هذا الموضوع في الحلقات المقبلة، إن شاء الله، يا هارون.

هارون: حسنا.

لطفي: هارون، هل تحب الفشار (البوب كورن) عندما تشاهد فيلما في السينما؟

هارون: بصراحة، لا أحبه كثيرا. وأظن أنه نوع من المأكولات المفضلة لدى الفتيات.

لطفي: نشرت شركة واندا السينمائية مؤخرا بيانات أظهرت بأن الشركة جنت 390 مليون يوان من بيع الفشار داخل قاعات السينما في العام الماضي، ممثلا 72% مداخيل مختلف سلعها التجارية، وقد كان ذلك أمرا مفاجئا للكثير. لكن في الحقيقة، كان "إقتصاد الفشار" دائما ذو فاعلية كبيرة بالنسبة لقاعات السينما. وفي شنغهاي بلغ متوسط أرباح الفشار مابين 60 % و80%، ووصل في بعض الحالات إلى 90%، متجاوزا ما حققته تذاكر السينما بكثير.

هارون: وتشير بعض الإحصاءات ذات الصلة إلى أن مداخيل القاعات السينمائية تتكون أساسا من شباك التذاكر وسلعها التجارية، غير أن إيرادات شباك التذاكر تحتاج إلى دفع الضرائب، وتوزيع الحسابات، وتعبئة الأصول، لذلك تنزل الأرباح النهائية تحت 40%.

لطفي: وقال مسؤول في احدى قاعات السينما بتشنغدو: "مهما يكن الفشار مربحا، فإن شباك التذاكر هو الأساس." وجميع أصحاب قاعات السينما يعلمون جيدا، أنه لو لم يشهد شباك التذاكر في الصين نموا خلال السنوات الأخيرة، فلن يكن هناك زيادة في عدد المشاهدين، وسيكون من المستحيل تشغيل"مطبعة الأموال". ويمكن القول إن إقتصاد الفشار يعد عاملا ثانويا في صناعة السينما الصينية، لأن هذا التطور هو نتيجة لتداخل العديد من العوامل.

وفي النهاية، قاعة السينما ليست بقالة، بل هي مكان ثقافي. وهؤلاء الذين ذهبوا إلى هوليود يعرفون أن هناك توجد محلات تبيع السلع ذات الصلة بالسينما. بما في ذلك سلسلة "ترونسفومير"، :الرجل الخارق"، "الرجل الأصفر الصغير"، وغيرها من المنتجات الكارتونية التي تلقى ترحيبا كبيرا. وهذه السلع لا تقف عند الدمىـ بل كذلك هناك الملابس، اللعب، الحلوى، اليوآس بي إلخ. وأسعارها تتراوح عادة بين 10 و30 دولار. وبالمقارنة مع تذكرة سينما سعرها بـ 10 دولارات، فهذه الأسعار لا تعد باهظة.

هارون: وبالإضافة إلى عرض الأفلام، تباع في القاعات السينمائية الفشار والمشروبات والسلع المتعلقة بالأفلام المعروضة. وفي بعض الدول، تظهر الإحصاءات أن الأرباح المكتسبة من السلع المتعلقة بالأفلام تمثل 70 % من مداخيل الأفلام، وهي نسبة أعلى بكثير من مداخيل شبابيك التذاكر. مثلا، بلغ إجمالي مداخيل شبابيك التذاكر للفيلم الأمريكي "حرب النجوم" 1.8 مليار دولار، لكن السلع المتعلقة بهذا الفيلم حصدت 4.5 مليار دولار. أما في الصين، فتكون مختلفة تماما، وتأتي 95% من عائدات الأفلام من شبابيك التذاكر والإعلانات التجارية داخل الفيلم، بينما كسبت السلع المتعلقة بالأفلام أرباحا ضئيلة جدا. وفي هذا السياق، يقول مسؤول في إحدى القاعات السينمائية ببكين، إن غالبية القاعات السينمائية الصينية تعتمد على الفشار والمشروبات بشكل أكثر من السلع المتعلقة بالأفلام.

لطفي: ولذلك يمكن القول، إن آفاق سوق السلع السينمائية في الصين واسعة، وقواه الكامنة كبيرة. وإذا كان الفشار يعد "منجم ذهب" بالنسبة لقاعات السينما، فإن السلع السينمائية تعد "منجم ماس". لكن طريق إستغلال هذا "المنجم"، لا يزال طويلا.

هارون: مستمعينا الأعزاء، في ختام حلقة اليوم، دعونا نرتاح قليلا مع أغنية بعنوان: Cinema Paradiso بصوت المطرب Josh Groban الذي أحبه كثيرا.

لطفي: وتقول كلماتها:

حبك مثل بطل رواية لا أعرف ما إذا كان سحرا أو ولاء

لو تبقى يوما بروحي، لعرفت ما بداخلي

وقعت في الحب من أول لحظة معك

وما أشعر به هو الحب فقط.

أعزائي، سنستمع إلى هذه الأغنية سويا.

هارون: يا صديقي، يعرض الفيلم ((العودة)) بالمخرج الصيني المشهور تشانغ يي مو في السينما الصينية حاليا، ممكن أن تذهب إلى السينما لمشاهدته.

لطفي: شكرا يا صديقي هارون، وسأذهب إلى السينما لمشاهدة الأفلام بكل التأكيد.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي