CRI Online

سيارات الطاقة الجديدة تدخل مرحلة التطور السريع في الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-08-26 14:46:03


سيارات الطاقة الجديدة تدخل مرحلة التطور السريع في الصين

جاء في آخر الإحصاءات التي نشرتها جمعية صناعة السيارات الصينية أن عدد سيارات الطاقة الجديدة التي أنتجتها الصين في النصف الأول من هذا العام بلغ 20 ألفا و692 سيارة، أما عدد المبيعات فبلغ 20 ألفا و477 سيارة حيث تجاوزت كميات الإنتاج والبيع إجمالي الكميات في عام 2013 ولكنّ نسبة مبيعات سيارات الطاقة الجديدة ما زالت تقل عن 0.2% من اجمالي مبيعات السيارات البالغ أحد عشر مليوناً وستّمائة وثلاثة وثمانين ألفاً وخمسمائة سيارة.

ومنذ العام الماضي، أطلقت السيارة الكهربائية الأمريكية "تسلا" تياراً من سيارات الطاقة الجديدة في أمريكا الشمالية والعالم بفضل التصميم الفريد وقدرة البطارية الممتازة والأداء الرائع. وبعد دخول "تسلا" إلى السوق الصينية قام الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك بزيارة الصين في شهر إبريل الماضي، وفي رأيه ستكون أوروبا وآسيا أسواقا رئيسية خاصة السوق الصينية مؤكداً أن الصين ستكون ثاني أكبر سوق ل"تسلا" بعد الولايات المتحدة وأعلن عن رغبة الشركة في بناء مصنع في الصين حيث قال:

"نريد استكمال نظام الخدمات وبناء البنية التحتية لشحن السيارة الكهربائية داخل الصين، لذا سوف نستثمر الأموال الكبيرة في مجالات الخدمات والشحن فضلا عن ذلك، من المتوقع أن يبدأ الانتاج في الصين خلال ثلاث أو أربع سنوات لأن تصدير السيارات من كاليفورنيا الى الصين غير معقول على المدى البعيد وإنتاجها في الصين هو الحل الأمثل كما سنقوم بتأسيس مركز للدراسة والتنمية في الصين. "

في الوقت نفسه احتلت السيارات الكهربائية التي تنتجها شركة السيارات الصينية "بييادي" السوق الأمريكية بعد فوزها على السيارات الكهربائية المحلية وتم إنتاج أول مركبة كهربائية واستلامها في مدينة Lancaste بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 28 من شهر ابريل الماضي وذلك يدل على دخول المركبة الكهربائية " بييادي " إلى السوق الأمريكية رسميا ويمكن للمركبة "K9" أن تسع 60 راكبا والسير لمسافة 250 كم بعد الشحن الكامل الذي يستغرق ثلاث ساعات. وقال السيد لي كه المدير العام لشركة " بييادي " في أمريكا الشمالية إن ماركة " بييادي " تحظى باحترام كبير خارج الصين بفضل ابداعاتها وتقنياتها المتقدمة.

في عام 2008، اشترى المستثمر الأكبر في العالم وارن بافيت 225 مليون سهم من "بييادي" ويقدر كل سهم ب1.03 دولار أمريكي، لذلك أصبح بافيت ثاني أكبر مساهم لشركة "بييادي"، ومن الأسباب التي جذبت استثمار بافيت، تمتع "بييادي" بالتكنولوجيا المحورية للبطاريات المحركة التي تعتبر تكنولوجيا جوهرية في مجال السيارات الكهربائية. وبإلاضافة إلى ذلك، تحتل "بييادي" المركز الأول في العالم من حيث التقنية الفريدة المسماة ب"نظام القوة المحركة المختلطة".

تمشياً مع تعزيز الوعي البيئي وتقوية دعم الصين في سيارات الطاقة الجديدة، تلقى سيارات الطاقة الجديدة "بييادي" ترحيبًا متصاعدًا في الأسواق. وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، زادت كميات مبيعات سيارات الطاقة الجديدة " بييادي" عشرة أضعاف مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ومن أجل رفع قدرة الإنتاج ستبني شركة " بييادي " مصنعاً للبطاريات في مدينة شنتشن جنوب الصين، والذي سيكون أحد أكبر مصانع البطاريات في العالم بعد إتمام بنائه.

في الحقيقة، دخلت السيارات الكهربائية حياة الصينيين قبل ثلاث سنوات حيث أوضح مساعد المدير العام لشركة "بييادي" لي يون فى أن مستهلكي السيارات الكهربائية مستوياتهم المعيشية مرتفعة ومحبون للبيئة كثيرا حيث يستخدمون في سفرهم سيارات ذات انبعاثات كربونية منخفضة .

ففي مدينة شنتشن أصبح سكرتير الحزب وانغ رونغ أحد مستخدمي السيارات الكهربائية حيث اختار السيارة الكهربائية "بيادي- يي 6" للذهاب بها إلى العمل بدلا من السيارة "أودي A6 " التي كان يركبها.

وأصبحت مدينة هانغتشو في شرق الصين من أولى المدن التي تنادي باستخدام سيارات الطاقة الجديدة، وفي الوقت الحاضر تعد شركة تاكسي الطاقة الجديدة المحدودة في هانغتشو أكبر شركة للتاكسي الكهربائي في الصين، ولديها أكثر من 500 تاكسي كهربائي. وحتى أواخر عام 2013 أشرفت شركة الطاقة الكهربائية في هانغتشو على عدد 723 سيارة كهربائية حيث تم تغيير البطاريات لعدد 540 ألف سيارة وتجاوزت المسافة العامة 30 مليون كم، كما بلغت أكبر مسافة للسيارة الواحدة حوالي 220 ألف كم.

فضلا عن ذلك هناك مجموعة من المستهلكين الذين يهتمون بتكاليف السفر حيث قالت السيدة هوانغ وى فانغ في مدينة شنغهاي:

"أسكن في حي /شيو هوى/ وأعمل في / آن تينغ/ وتبلغ مسافة الذهاب والاياب حوالي 100 كم، ووفقا لسعر البنزين الحالي فإن تكلفة الذهاب للعمل كل يوم تبلغ نحو 70 يواناً ولكن الآن أستخدم السيارة الكهربائية وذلك ما جعلني أستهلك عشرة يوانات فقط ل100 كم أي تم توفير 60 يواناً كل يوم."

هذا وقالت المستهلكة الأخرى في بكين :

"كنت أقود السيارة العادية حيث كانت تقدر تكاليف الوقود للذهاب للعمل حوالي 1500 يوان كل شهر ولكن الآن أستهلك نحو 100 يوان فقط في أول شهر من استخدامي للسيارة الكهربائية، فأعتقد أن التكلفة الحالية منخفضة جدا."

وبالإضافة إلى الاقتصاد في تكاليف الوقود يتمتع المستهلكون للسيارات الكهربائية بالعلاوة الحكومية، ما يمكّن من تخفيض تكاليف شراء السيارات. وفي مدينة شنغهاي اشترى السيد فنغ يي سيارة كهربائية تحت دعم سياسة العلاوة الحكومية وقال:

"يقدر سعر هذه السيارة بنحو 200 ألف يوان وقد دفعت 100 ألف يوان فقط لأن الحكومة قدمت علاوة بقيمة 100 ألف يوان."

يذكر أنه من أجل تعميم السيارات الكهربائية في الصين، أعلنت وزارة المالية ووزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ولجنة التنمية والإصلاح في شهر نوفمبر من عام 2013 نتائج التقييم للبرامج التي قدمتها المدن والمناطق حول تعميم سيارات الطاقة الجديدة واستخدامها، وحددت 28 مدينة ومنطقة كدفعة أولى من المدن لتعميم سيارات الطاقة الجديدة كما حددت معايير العلاوة.

وبالنسبة لمستخدمي السيارات الكهربائية، تصبح كيفية إكمال الشحن بشكل سريع وسهل مشكلة كبيرة. ومن المعلوم أن طريقة الشحن سهلة جدا لأنه سيتم إكمال الشحن بعد إدخال القابس في المقبس، ولكن لأن السيارات الكهربائية لا تزال وليدة في العالم فمرافق الشحن ليست متوافرة بصورة كبيرة ما يؤثر سلبيا على انتشار استخدام السيارة. وقبل ثلاث سنوات اشترى السيد فونغ في هانغتشو سيارة كهربائية بفضل ميزاتها مثل حماية البيئة والاقتصاد في الوقود والتكلفة المنخفضة فقال:

"الآن لا يمكن الشحن في أماكن كثيرة، في الطريق السريع أو في الأحياء السكنية مثلا ورغم أن محطات الوقود موجودة في أنحاء البلاد، ولكنها لا تنفع مع السيارات الكهربائية."

ومن أجل معالجة هذه المشكلات، أصدر مجلس الدولة الصيني يوم 21 من شهر يوليو الماضي ((قراراً حول تعميم سيارات الطاقة الجديدة واستخدامها))، بما في ذلك السياسة المتعلقة ببناء مرافق الشحن، ووفقا للقرار ستدرج الصين بناء مرافق الشحن في التخطيط العمراني وتطلب من مواقف السيارات الاحتفاظ بأماكن لتجهيز مرافق الشحن كما تدعو القطاعات العامة إلى التسريع في بناء مرافق الشحن. وأوضح وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني مياو وى أن بناء مرافق الشحن بشكل لامركزي غير معقول ويجب تشجيع الأطراف المعنية على المشاركة في بناء مرافق الشحن في الهيئات الحكومية والمؤسسات والقطاعات العامة تحت الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة. وبعد ذلك يمكن للمواطنين قيادة السيارة للذهاب إلى العمل وإكمال الشحن في الهيئات.

ومن المتوقع أن يتم بناء 100 جهاز الشحن في بكين لتغطية أحياء المدينة والضواحي، وبذلك يضمن لأصحاب السيارات العثور على أجهزة الشحن لإكمال الشحن بشكل سهل وسريع.

ويرى كثير من الناس أنه في ظل البيئة والطاقة فلا بد أن تمثل السيارات الكهربائية اتجاه التنمية المستقبلية في مجال السيارات ومع تطور تقنية البطاريات وإستكمال مرافق الشحن سيأتي الوقت لتعميم السيارات الكهربائية في المستقبل القريب.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي