CRI Online

قرية شيجيانغ الصينية والعالمية

cri       (GMT+08:00) 2014-10-30 11:04:13


يمكن القول بان التلال المتلاحقة والمتواصلة تعتبر ملامح فريدة لمقاطعة قويتشو الواقعة وسط الصين، حيث ترى في كل دورة جبل، وبعد اجتياز الجبل، لا يمكن رؤية الا الجبال المكدسة، وهذا المشهد يجعلنا نحس بالصعوبة التي تواجه القرويين وسكان هذه المنطقة التي تحيط بها الجبال وكذلك صعوبة تواصل بعضهم مع البعض ومع العالم الخارجي وتحطيمهم للعراقيل الطبيعية من اجل رفع مستوى معشيتهم.

ان المنطقة التي تسمى شيجيانغ احدى مناطق قومية مياو والتي تتناغم مع التلال الشامخة، وان كان لها لقب "اكبر قرية لقومية مياو في العالم"، لكنها تحولت منذ زمان. لم نر بوابة قرية قومية مياو فقد سمعنا غناء الشباب المتحمسين من قومية مياو للترحيب بالضيوف، وذلك ما جعل الزوار يحسون بلطف الاجواء بعد اجتيازهم الصعاب ووصولهم الى هنا.

زارت هذه القرية اسرة السيدة وانغ والتي يبلغ افرادها 13 شخصا بسبب الاعجاب بها، ووصلت الى هنا منذ قليل، فليس غريبا ان تسرع في كلامها من اجل الذهاب الى الحفل في اقرب وقت ممكن.

وقالت وانغ "لم يسبق لي زيارة قرية تشيانهو لقومية مياو المشهورة، اريد ان اتمتع بالثقافة البيئية الاصلية!"

تزوج الشاب الهولندي ابويان فتاة جاءت من مقاطعة قويتشو، وقد عاش في الصين لسنوات، وهذه المرة، سافر والداه واخته من هولندا الى الصين لزيارتهم، وبناءا على توصية من والدي زوجته، قدم الى شيجيانغ مع ابويه واخته القادمين من هولندا.

وقال ابويان"سيبقى والدى في الصين لاسبوعين، فذهبنا معا للسياحة، هذا المكان شهير بقويتشو، اختاره والدا زوجتي، مناظره جميلة جدا، تركت البنايات والجبال بهذه البلدة الصغيرة في نفوسي انطباعا عميقا."

اظهرت الاحصائيات بمحافظة ليشان الذاتية الحكم لقوميتي مياو ودونغ الواقعة جنوب غربي مقاطعة قويتشو والتي تتبع لها شينجيانغ، ان العدد الاجمالي للسياح القادمين الى الشيجيانغ خلال الفترة ما بين يناير ويوليو في عام 2013 1.0623 مليون، بزيادة 46.32% عن نفس الفترة من العام الماضي، لكن هذا الرقم ليس الا 7500 في عام 2000، يمكن القول ان التنمية الناجحة والواسعة النطاق لصناعة السياحة غيرت شيجيانغ من قرية جبلية غير معروفة الى قرية قومية مياو المعروفة في البلاد والعالم، والى منتجع تعم شهرته كل ارجاء البلاد والعالم، والان تمدوها الثقة التامة لفتح اسواق العالم، وتعد الدورة الثالثة لمؤتمر تنمية صناعة السياحة بمقاطعة قويتشو والتي عقدت بشيجيانغ عام 2008 نقطة تحول مهمة، وفي هذا الصدد، قال مدير قسم الاعلام للجنة الحزب في محافظة ليشان وي تونغ شيان:

"عندما لم تتطور صناعة السياحة، يعتمد السكان المحليون على زراعة الحبوب ومغادرة المنزل للبحث عن العمل في مكان اخر لاعالة الاسرة، حيث خرج معظم الناس في عنفوان الشباب من مناطقهم الاصلية الى المناطق الساحلية المتقدمة، ولم يبق في شيجيانغ غير الاطفال والشيوخ. وتم حل مشاكل التوظيف ل1200 شخص او اكثر بعد تنمية صناعة السياحة حاليا، فخرج الكثير من الناس للعمل من قبل، اما الان فتوافدوا للعودة لادارة المزارع المنزلية وتوفير الخدمات التجارية الى جانب الاشتغال بالاعمال المتعلقة بصناعة الخدمات السياحية بالمدينة."

تعيش في قرية شيجيانغ لقومية مياو 1300 اسرة ونحو 6000 قروي، لقد غيرت القرية وجهها السابق لتصبح ذات سمعة متميزة حيث يتوافد عليها المتنزّهون. وقال المدير وي:

"عقب انعقاد مؤتمر تنمية صناعة السياحة الثالث، تم استكمال المرافق الضرورية للسياحة، فقدم الزوار الى شيجيانغ مندفعين باعداد كبيرة، وجلبوا لنا فرصا لتنمية شيجيانغ، حيث تضاعف نمو شيجيانغ حاليا 5 مرات و8 مرات مقارنة مع المرحلة ما قبل انعقاد المؤتمر. وبلغ معدل نصيب الفرد من الدخل الصافي للقرويين 1700 يوان فقط في عام 2007، اما في عام 2012 فبلغ هذا الرقم 8520."

الاخت انونغ من احدى الفلاحين المحليين في الكلام. اتت من القرية المجاورة وتزوجت بقروي شيجيانغ عام 2005، ومن اجل اعالة نفسها، اخمدت صوت قلبها لتترك ابنها البالغ من العمر سنتين فقط عند والديها المسنين للاعتناء به، وحصلت على وظيفة بدوام جزئي مع زوجها في مدينة ساحلية جنوب شرقي الصين. بعد ان عاشا مشردين لسنوات، اسسا مشروعا في مسقط الراس، مع تيار التنمية السياحية، قد اصبحت الاخت انونغ صاحبة مشروع سياحي "التمتع بمزرعة قومية مياو" وتوزع للموظفين والعمال الاجور التي تبلغ اكثر من مليون يوان كل سنة.

بصفتها شاهدة عيان على هذه التغيرات، قالت الاخت انونغ ان صيرورة شيجيانغ مشهورة في الصين وحتى في العالم بفضل التاثير المشترك للعوامل الخارجية والداخلية.

وقالت "اهم العوامل الخارجية هو ان الحكومة تقودنا لتنمية شيجيانغ وتعطينا فرصة تطوير الاعمال، اما العوامل الداخلية، فتم توريث هذه القرية الجبلية المحصنة من جيل الى جيل، ويتعامل الفلاحون مع الضيوف بحرارة، كما ان هناك الاغاني والازياء والحلى الخاصة لقومية مياو. ويعتبر تغير شيجيانغ ناجما عن اندماج العامل الداخلي بالعامل الخارجي."

ومع ذلك، كلما تذكرت رحلة عودتها من شانغهاي، كانت المقارنة تجعل مشاعرها مختلطة.

وقالت"كنت افكر بعمق وانا على متن السيارة، متى سيظهر في هذه المنطقة الريفية والقلعة الجبلية طريق معبد مثلما في المدينة، وكنت اعمل في المدينة، لاحظت ان الفرق كبير جدا بين مسقط راسنا والخارج. لم اكن ان اتوقع ان صناعة السياحة تتطور بعد عودتي بسنوات، ثم انشئ طريق السياحة العام، ما قربنا الى الخارج."

جذبت شيجيانغ الغرباء الذين يبحثون عن فرص التجارة بعد انشاء الطريق، كما تمت ازالة الحاجز بين شيجيانغ عن طريق شق الطريق في الجبال لتتواصل مع البلاد والعالم.

كان ليو بين وهو رجل ضخم من مقاطعة شاندونغ سبق له ان عمل في شركة أجنبية التمويل بشانغهاي، "مر ب" شيجيانغ خلال رحلة التخرج لاول مرة في عام 2002، وزارها مرة ثانية بسبب العمل في عام 2003، الامر الذي جعله يشترى بنايتين صغيرتين وباحة بينهما في شيجيانغ، وبذلك حقق حلمها في فتح نزل خاص له. عندما اعاد النظر في قراره هذا، اصر واعتبر الامر مغامرة استثمارية.

وقال "في ذلك الوقت لدى معرفة اعمق بهذه المنطقة، ومن الصدفة ان هذه الغرفة بيعت بالمزاد وكنت استطيع شراءها، فاشتريتها، كان سعرها غير معقول، لانه بعد شرائي، تناقل الناس ان هناك احمق من منطقة اخرى اشترى بيتا متلاشيا باكثر من مائة الف يوان."

قال ليو بين بفخر ان نزله يشهد اقبالا مستمرا في كل المواسم، لانه بفضل توصية منصة الاعمال الالكترونية السياحية المعروفة مثل سيتريب وايلونغ، ظلت تتجاوز نسبة الاشغال للنزل 80%. ويمكن القول ان نزله مراة تعكس تغير قرية شيجيانغ تدريجيا الى قرية مفعمة بالحركة والنشاط، لان ليو بين كان يمضي اياما ينتظر قدوم الضيوف بلهفة ايضا.

وأضاف ليو "في اول سنة اشتريته فيها اي عام 2005، لم يقدم الينا ضيف خلال 52 يوما، في ذلك الوقت جلست عند الباب، كانت هناك حافلتان تدخلان القرية يوميا بانتظام، وكنت افكر، تعال يا ضيف، مجانا، لا باس من مرافقتي للدردشة! يعتبر مؤتمر تنمية صناعة السياحة في عام 2008 نقطة التحول، وقبله عملية التطور التدريجي."

تتطور السوق لتكون ناضجة تدريجيا، ومن الضروري ان تستكمل الخدمات المعنية، ويعد تدريب الشعب المحلي الذي يعمل في مجال الخدمات السياحية حلقة مهمة من الاعمال الكثيرة التي تقوم بها الحكومة المحلية لتنمية هذه السوق. وذكر المدير وي:

"تشهد صناعة السياحة تطورا سريعا، فكيف نستقبل السياح الخارجيين، كيف ندعم الخدمات التي لا تعرفها الجماهير. قام قطاع السياحة بتدريب خاص لهذه الجماهير العادية التي تعمل في مجال صناعة السياحة وتدريبهم على المهارات السياحية، لرفع مستوى خدماتهم ولارضاء الزوار."

من جهة الاجهزة، تحسنت البنية التحتية بشكل عام، كما تلقى الشعب المحلي تدريبا مهنيا على الخدمات السياحية، ما زال هناك امر مفقود، وهو الاعلام لزراعة بذرة شيجيانغ في قلوب الناس الذين يتطلعون الى زيارة القرية الاصلية لقومية مياو في الداخل والخارج.

"لماذا اثارت شيجيانغ اهتمام الجميع في وقت قصير الى هذا الحد لتصبح بقعة مشهورة ذات المناظر الخلابة بقويتشو، وذلك يعود بشكل كبير الى الاعلام، حيث قمنا بالكثير من التغطية الاعلامية لشيجيانغ على الصحف والانترنت والتلفزيون، هذه هي النقطة الاولى، النقطة الثانية هي تنظيم فريق عرض فني للقيام بحملات تحسيسية في بعض المقاطعات المجاورة لقويتشو، ثالثا، نقوم بالترويج عن طريق مكاتب السفريات، وذلك ما لعب دورا فعالا، حيث نعيد جزءا من دخل بطاقات الدخول الى المكاتب السياحية، كما تم تاليف بعض الاغاني بشكل خصوصي مثل ((هناك مكان اسمه شيجيانغ)) و((قمر شيجيانغ))، لتحسين شعبية شيجيانغ من خلال انتشار الاغاني بصورة مستمرة."

اضافة الى ذلك، قال المدير وي، انه من اجل رفع سمعة شيجيانغ لدى الزوار الاجانب والمزيد من تنمية الاسواق الدولية، انتجت شيجيانغ دراما ذات خصائص قومية مياو المميزة لترويج هذه التمثيلية الى ما وراء البحار وترويج شيجيانغ الى العالم.

وأضاف "ان شيجيانغ بصفتها تابعة لمحافظة ليشان ولمقاطعة قويتشو وللصين وللعالم، يجب على الجميع المشاركة في هذا المورد، انتجنا اوبرا اسمها ((نيانغ اب سانغب))، وهي فتاة حسناء من قومية مياو، وقدمنا عرضا في المسرح الوطني ببكين في اغسطس العام الماضي وبعد ذلك قمنا بجولة عبر العالم، ومن خلال تاثير هذه البرامج، جذبنا السياح من جميع انحاء العالم."

الان، لم تعد شيجيانغ قرية صغيرة غير معروفة ومحجوبة بالجبال المتلاحقة، بل قرية مشهورة لقومية مياو تجذب الزوار الصينيين ولها قوة تساهم في السوق السياحية العالمية، اهم شيء ان الشعب المحلي استفاد من تطورها السريع، مثلما قالت الاخت انونغ "انني اثق بانها ستكون احسن فيما بعد. وكان مقدار المصابيح ضئيلا في السابق، والان كل المصابيح مضاءة، واصبحت القرية المشعة المشرقة مشهدا مثل نجوم السماء، تغيرت بيئتنا وظروفنا الاسرية، ولم توفَر للضيوف بيئة مريحة فحسب، بل تتسحن حياة السكان المحليين."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي