كل 12 عاما، يقع بعض الأزواج الصينيين في دائرة من القلق والخوف من احتمال ولادة ابنهم في عام الخروف، المنحوس في نظر كبار القدامى المؤمنين بالخرافات.
وفي التقويم القمري الصيني، تصنف الأعوام في دائرة من 12 عاما ولكل عام رمز حيواني:الفأر والثور والنمر والأرنب والتنين والثعبان والحصان والخروف والقرد والديك والكلب والخنزير. وقبل ثلاثة أشهر من حلوله، تختار بعض الأمهات الحوامل الولادة القيصرية بالفعل لميلاد أبنائهن قبل 19 فبراير 2015، اليوم الذي يمثل بداية عام الخروف. وبحسب التلفزيون المركزي الصيني، فهناك ازدهار في معدلات المواليد في 2014، وهناك تناقص في شهادات الميلاد والأوراق القانونية الهامة في العديد من المناطق منها مقاطعة قويتشو في جنوب غرب البلاد ومقاطعة شاندونغ الشرقية، وسوف يسد النقص لديها قريبا، حسبما ذكرت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة.
ويعتقد الخبير في علم الاجتماع من جامعة شانغهاي قو جون أن الاعتقاد بأن الأطفال المولودين في عام الخروف سيصابون بسوء الحظ، مناف للعقل ويعبر عن سوء فهم. ويعود أصل المسالة إلى حكاية شعبية تقول إن الناس في عهد أسرة تشينغ (1911-1644) المعارضين للإمبراطورة الأرملة تسى شي أصروا على أن علامة برجها -الخروف- ستعرض البلاد للخطر. ويقول تقليد مضاد إن الأشخاص الذين يولدون في عام الخروف يكونون ببساطة انعكاسا لطبيعة الحيوان اللطيفة والوديعة. إلا أن 52 بالمئة من ألفي شخص استطلع آراءهم موقع صحيفة الشعب اليومية في مايو يقولون إنهم يعرفون أزواجا سيتجنبون ميلاد أبنائهم في عام الخروف. وقال باي هوا مدير قسم الولادة بمستشفى الشعب بمقاطعة لياونينغ في شمال شرق الصين، إن نسبة المواليد هذا العام أكبر بنسبة 30 بالمئة تقريبا عن نفس الفترة من العام الماضي. وذكر تقرير نشر على صحيفة (لانتشو مورنينج بوست) الذي توقع ارتفاع نسبة المواليد بنهاية العام، أن الوضع هو نفسه في الأجزاء الأخرى من البلاد.
فقد شهدت لانتشو، حاضرة مقاطعة قانسو في شمال غرب الصين، زيادة بنسبة 50 بالمئة في المواليد بين شهري يناير ويوليو واكتظ قسم الولادة بالأمهات المنتظرات. وقال مسؤول بلجنة تنظيم الأسرة في نوفمبر الحالي إن عدد الأزواج الذين قدموا طلبا لإنجاب طفل ثان منذ تخفيف سياسة الطفل الواحد، بلغ عددهم 800 ألف حتى نهاية سبتمبر الماضي. وتسمح السياسة الجديدة، التي طبقت فعليا بدءا من شهر مارس في معظم المناطق، للأزواج بإنجاب طفل ثان إذا كان أحد الأبوين طفلا وحيدا، لمعالجة مشكلة تقلص القوة العاملة وكبر سن السكان. وحددت سياسة الطفل الواحد السابقة لأغلب الأزواج إنجاب طفل واحد من أجل السيطرة على نمو السكان. وأعرب قو عن اعتقاده بأن العديد من المشكلات الاجتماعية يمكن أن يحدث بسبب ارتفاع عدد المواليد، مثل نقص الموارد الطبية وقت الولادة وقلة عدد المدارس والوظائف الخالية فيما يتعلق بالتعليم وسن العمل.
