CRI Online

تطور السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-12-30 14:25:46


في الصين، إن تطور السكك الحديدية الفائقة السرعة يساهم في تقصير المسافة الجغرافية بين مختلف المدن، وفي الوقت نفسه، ويساهم أيضا في تغيير حياة الناس شيئا فشيئا. وفي ديسمبر عام 2012، تم تشغيل خط السكة الحديدية من بكين شمالا إلى مدينة قوانغتشو جنوبا، والذي يعد أطول سكك حديد في العالم بطولها 2298 كم، مما أدى إلى تقليل وقت الرحلة من بكين إلى قوانغتشو من 30 ساعة في الماضي إلى 8 ساعات في الوقت الحالي. وبسبب سهولة السفر على متن القطار، يفضله البعض على الطائرة، منهم السيدة لونغ التي سافرت دائما بين بكين وقوانغتشو ذهابا وإيابا، إذ قالت:

"عند ركوب الطائرة، علي استغراق ساعة واحدة لقطع المسافة من البيت إلى المطار، واستغراق ساعة أخرى في الانتظار في المطار، بالإضافة إلى الرحلة المستمرة لساعتين ونصف ساعة، والوقت لأخذ الأمتعة، وبالجمع، سأقضي ست أو سبع ساعات للسفر عن طريق الطائرة، ويساوي هذا الوقت الرحلة عن طريق القطار تقريبا، ويمكنني أيضا تحريك القدمين وتشغيل الموبايل داخل القطار."

ويسكن السيد شيوي في مدينة شانغهاي، ويعمل في مدينة تيانجين، وكان يأخذ 15 ساعة من تيانجين إلى شانغهاي، ومنذ تشغيل خط سكة بكين—شانغهاي الحديدية الفائقة السرعة في عام 2011، لا تستغرق رحلته سوى خمس ساعات فقط، إذ قال السيد شيوي:

"عند ركوب القطار، يمكنني السيطرة على الوقت بسهولة، ولا تتأثر رحلة القطار بالظروف الجوية، بالمقارنة مع وسائل النقل الأخرى، أشعر بأكثر راحة في القطار."

وتجدر الإشارة إلى أن أول خط سكة حديد فائقة السرعة في الصين تم تشغيله في عام 1999، لربط مدينة تشينهوانغداو بمدينة شنيانغ، وحتى نهاية عام 2013، بلغ طول سكك الحديد فائقة السرعة 11028 كيلومتراً في الصين، مشكلا نصف إجمالي طول السكك الحديد فائقة السرعة في العالم. وأما طول السكك الحديدية الفائقة السرعة التي ما زالت على قيد البناء حاليا، فيصل إلى 12 ألف كم. وعلى صعيد السرعة، تصل سرعة القطارات المخططة إلى 380 كم/كل ساعة، بينما تصل السرعة التجريبية إلى 486.1 كم/كل ساعة، حيث أصبحت الصين أكبر دولة في العالم من حيث طول السكك الحديدية الفائقة السرعة وحجمها على أسس البناء والسرعة.

وكان السيد وانغ ده رونغ نائب رئيس جمعية النقل والمواصلات الصينية أحد شهود العيان المتابعين لتاريخ تطور السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين. وخلال الفترة من ثمانينات القرن الماضي حتى مطلع القرن الجاري، شهدت الصين تطورا ملحوظا في التنمية الاقتصادية، حيث تجاوز معدل النمو السنوي لإجمالي الناتج المحلي 16 في المئة، وخلال هذه الفترة، شهدت الصين أيضا تقدما كبيرا في البنيات التحتية مثل الطرق العامة والنقل المائي والطيران المدني، بينما تطورت السكك الحديدية ببطء مع أنها كانت تحتل مركزا هاما في النقل والمواصلات، حيث ازداد طول السكك الحديدية ب22.1 ألف كم، وذلك بزيادة 1.68 في المئة فقط كل سنة، وفي هذا الصدد، اعتقد السيد وانغ ده رونغ أنه في ظل التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ذلك الوقت، كان بناء السكك الحديدية متخلفا بكثير، ومن أجل معالجة مشكلة نقص القدرة على النقل والفعالية المنخفضة، أصبح تطوير السكك الحديدية الفائقة السرعة أمرا ملحا، إذ قال السيد وانغ:

"شهد الاقتصاد الصيني نموا مستمرا ومستقرا وسريعا نسبيا، ومع ازدياد الطلب في النقل، لكن تخلف بناء السكك الحديدية، لذا، كانت القدرة على النقل ضعيفة جدا، وفي ظل ذلك، أصبح تسريع الخطوات في تطوير السكك الحديدية أمرا ملحا للغاية."

وتجدر الإشارة إلى أن الصين تتميز بكثرة السكان ونقص الموارد، لذا، تم حل مشكلة النقل اعتمادا على تطور الطيران المدني، هذا ليس واقعيا على الإطلاق، فإذا أخذنا الولايات المتحدة كمثال، فلكل خمسين ألف شخص طائرة واحدة، أما في الصين، فلو كان لكل مائة ألف شخص، طائرة واحدة، فسيستهلك 1.3 مليار طن من البترول، بينما يصل احتياطي البترول المكتشف إلى 200 مليون طن فقط، وهذا لا يقدر على سد الحاجة على الإطلاق. وإلى جانب ذلك، تكون الصين متميزة بكثافة السكان في مناطق الوسط والشرق ليصل إلى 400 شخصا/كيلومتر مربع واحد، بينما تصل كثافة السكان في الولايات المتحدة وألمانيا إلى 36 شخصا/كيلومتر مربع و220 شخصا/كيلومتر مربع على التوالي، بالمقارنة مع هذه البلدان، فبناء السكك الحديدية الفائقة السرعة يناسب الظروف الواقعية في الصين بشكل أفضل، وفي هذا الصدد، قال السيد وانغ ده رونغ:

"في الواقع أن نمط تطور النقل في الصين والبلدان الأخرى تشكل استنادا على الظروف الوطنية وعملية الصناعة، وأشارت الأوضاع الواقعية في الصين إلى أن الصين لا يمكنها السير على نفس طريق البلدان الأوروبية والأمريكية في تطوير نمط النقل، وتواجه الصين اليوم الكثير من المشاكل الخطيرة خاصة مشكلة الموارد والبيئة، لذا، من الضروري السير على الطريق المتميز بالخصائص الصينية، إذ ساهم بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين في تقصير المسافة بين مناطق وسط الصين وغربها وبين العالم بأسره."

وفي يناير عام 2004، صادق مجلس الدولة الصيني أول "خطة لبناء شبكة السكك الحديدية على المدى المتوسط والطويل"، حيث أعلن عن بناء شبكة نقل الركاب السريعة التي تتجاوز 12 ألف كيلومتر، بالإضافة إلى طرح استراتيجية "إدخال التقنيات الحديثة، والتعاون في التصميم والإنتاج، وخلق العلامة الصينية".

واعتقد السيد شي تشونغ وي نائب المدير العام للدائرة ال15 بشركة السكك الحديدية الصينية أن تسريع الخطوات في دراسة التقنيات وتطويرها على أساس امتصاص التقنيات الحديثة في البلدان الأجنبية، يعد عاملا حاسما لتحقيق التطور السريع والتقدم إلى الناضج، وأضاف أنه أثناء تنفيذ أحد المشروعات من قبل شركة تعمير وإنشاء الطرق والجسور، لاحظ المهندسون أن الأسمنت المقدمة من الطرف الأجنبي لم تتفق مع مطالب الطرف الصيني، لذا، كثف فريق البحث الصيني الجهود في التغلب على الصعوبات لإنتاج المواد البنائية المتميزة بالخصائص الصينية في نهاية المطاف. إذ قال السيد شي:

"بالفعل، كنا نبذل الجهود الكبيرة في القيام بالتجارب لمئات المرات، وكنا نواجه الكثير من الصعوبات، لأن نسبة مكونات الأسمنت في الصين تختلف عن البلدان الأخرى وتوجد التغيرات الجذرية."

وتجدر الإشارة إلى أن السكك الحديدية الفائقة السرعة والناضجة التكنولوجيا لم تساهم فقط في تغيير حياة المواطنين الصينيين، بل أثارت أيضا مزيدا من اهتمام الأجانب. وفي الوقت الحالي، وقعت الصين بروتوكولات أو اتفاقيات مع كل من لاوس وتايلاندا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبرازيل في تعزيز التعاون في مجال بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة، وقد دخلت بعض المشروعات الكبرى في مرحلة التنفيذ، وإلى جانب ذلك، توصلت الصين مع ميانمار وبولندا والهند وبعض دول آسيا الوسطى إلى الرؤى المشتركة حول تعزيز التعاون في تطوير السكك الحديدية. وفي نوفمبر عام 2013، كان لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني يوقع مشروع التعاون في السكك الحديدية مع زعماء هنغاريا وصربيا أثناء حضوره قمة زعماء الصين—بلدان أوروبا الوسطى والشرقية في رومانيا، وفي الوقت الحالي، قد دخل هذا المشروع حيز التنفيذ، وأثناء زيارة لي كه تشيانغ للدول الأفريقية الأربع—اثيوبيا ونيجيريا وأنغولا وكينيا خلال الفترة من 4 مايو حتى 11 مايو، وقعت مجموعة الهندسة المعمارية الصينية مع وزارة النقل والمواصلات النيجيرية عقدا إطاريا حول بناء السكك الحديدية الساحلية في نيجيريا، حيث وصلت قمة العقد إلى 13.1 مليار دولار أمريكي، وفي هذا الصدد، أشار لي كه تشيانغ إلى أن الصين ستؤسس مركز دراسة وتطوير السكك الحديدية الفائقة السرعة في أفريقيا لمشاركة الأفارق في تقنيات السكك الحديدية الصينية بدون تحفظ، وهذا يدل على فتح صفحة جديدة للسكك الحديدية الصينية على طريق "الخروج إلى الخارج".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي