CRI Online

حياة المسنين السعيدة

cri       (GMT+08:00) 2015-01-07 14:27:27


قد حل فصل الشتاء، ورأينا في السماء مجموعات من الطيور تهاجر من الشمال إلى الجنوب كل يوم. وكذلك، انتقل الكثير من المسنين من شمال الصين إلى جنوبها في فصل الشتاء، ويُسمّون "مسنّي الطيور المهاجرة".

تماشيا مع النمو الاقتصادي في الصين وارتفاع مستوى معيشة الشعب، تغير نمط حياة الصينيين ومفاهيمهم حول الاستهلاك والرعاية الصحية. فيفضّل الكثير من المسنين الانتقال من شمال البلاد الذي جوّه بارد وقارس في الشتاء إلى جنوبها ذي الجوّ الدافئ والمعتدل في فصل الشتاء والأشجار فيه دائمة الاخضرار.

تقع جزيرة هاينان في جنوب الصين، وتعتبر منطقة سياحية مشهورة في الصين، ويبلغ متوسط درجة حرارتها السنوي 24 درجة مئوية. وفي مدينة سانيا مثلا، بلغ أدنى درجة حرارتها ثماني عشرة درجة مئوية.

فيمكن القول إن جزيرة هاينان ليس لها فصل الشتاء، وزارت زميلتنا ريحانة محافظة لهدونغ بجنوب الجزيرة مؤخرا. وهيا بنا إلى حي ونتشيوان السكني فيها.

مستمعينا الأعزاء، هذه موسيقى لرقص الساحة في حي ونتشيوان السكني، والجدير بالذكر أن هذا الرقص لقي ترحيبا شاملا من الجماهير في الصين. وفي كل ساحات المدن، يمكنك أن ترى رقص الساحة صباحا ومساء، حيث ترقص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الأربعين والسبعين بمصاحبة الأغاني الشائعة في الصين. وهن يرقصن بفرح وسرور، ووجوههن مبتسمة، وأعتقد أن رقص الساحة هو نوع من الأنشطة الجماهيرة الجيدة التى تستفيد منها لتقوية الجسم وإسعاد القلب في آن واحد. وعندما يحل المساء، يتجمع في حي ونتشيوان السكني فريق المسنين للغناء والرقص، حيث يقدم عروضا فنية تشمل رقص قومية الويغور والغناء الجماعي وغيرها. وقال ليو تشونغ تشيون الذي يقارب عمرُه سبعين عاما:

"أحب الغناء الجماعي، لأنه يحررني من الضغوط النفسية، وكأننى استعدتُ النشاط والحيوية من جديد. لذلك، نظمتُ فريقا للغناء الجماعي، ويبلغ عدد أعضائه حوالي عشرين مسنّا حاليا. وتحت رئاستي، أصبح هؤلاء المسنون متفائلين. وأرى أن هذه الأنشطة تلعب دورا إيجابيا في حفظ استقرار المجتمع وبناء المجتمع المتناغم."

السيد ليو تشونغ تشيون جاء من مدينة تشانغتشون الواقعة في شمال شرقي الصين لقضاء فصل الشتاء في جزيرة هاينان للمرة الرابعة المتتالية خلال السنوات الأخيرة. ويحب الموسيقى وعزف الآلات الموسيقية منذ طفولته، واستوعب المعلومات النظرية حول الموسيقى ويجيد قيادة الفرقة الموسيقية بحركاته المفعمة بقوة التأثير والحماس. فنال احتراما وحبا شاملا من المسنين والمشاهدين حوله. وقال أحد المشاهدين لعروض الفرقة:

"نأتي هنا كل يوم للاستمتاع بعروض فرقة الغناء الجماعي والتمتع بأدائها الفني الرائع الذي يشعرنا بالراحة والسرور."

وقال السيد ليو تشونغ تشيون إنه يقضى الشتاء في الجزيرة بالطمأنينة بفضل تأييد إبنته. وتعمل إبنته في معهد بحوث المواد الفضائية. وبعد تقاعده، اقترحت إبنته له قضاء الشتاء في جزيرة هاينان، واشترت شقة له في حي ونتشيوان السكني. وحول حياته الحالية، تحدث السيد ليو بالسعادة:

"بعد تقاعدي عن العمل، حصلتُ على المعاش، فلا أقلق على معيشتي. ولا أقلق على إينتي، لأنها تعمل بصورة ممتازة وتساهم في صناعة المراكب الفضائية وملابس رواد الفضاء الخاصة بهم، ونفتخر بها. وأسعى لأعيش حياة سعيدة حتى أترك تأثيرات إيجابية لمن يعيشون حولي."

ومثل السيد ليو تشونغ تشيون، جاء تشو تشون قوانغ الذي بلغ عمره سبعين عاما حاليا من مدينة شنيانغ بمقاطعة لياونينغ شمال شرقي الصين. وهذه هي المرة الأولى التى يقضي بها فصل الشتاء في جزيرة هاينان. وحول ظروف المعيشة المحلية، قال السيد تشو برضاء تام:

"أولا، الجو هنا دافئ ومعتدل. ثانيا، الهواء صاف ونقي. ثالثا، البيئة جميلة حيث يزدان الحي السكني بالأشجار والأعشاب. رابعا، إيقاع الحياة هنا مريح. والحي السكني الذي نعيش فيه خال من ذوي اللياقات البيضاء، فجميع من يسكن فيه مسنون متقاعدون. ولديهم أوقات فراغ كافية، ويعيشون حياتهم بإيقاع مريح، فأصبحوا مسرورين وسعداء. أخيرا، الظروف المعيشية هنا مفيدة لصحة المسنين، خصوصا بالنسبة إلى المصابين بالتهاب الرغامى (أو التهاب القصبة الهوائية) والتهاب المفاصل. فبعد الوصول إلى هنا، تحسنت أحوالهم حتى شفائهم."

وكلامه صحيح. ويؤدي الطقس الجيد في جزيرة هاينان دورا مفيدا وملحوظا لتخفيف أحوال المصابين بالرثية (أو الروماتزم) والريوماتويد وانتفاخ الرئة (أو الامفيزيما الرئوية) والتهاب الرغامى (أو التهاب القصبة الهوائية) وأمراض الشرايين الدموية القلبية والدماغية وغيرها. وتتمتع جزيرة هاينان بالبيئة النقية بدلا من الضباب الدخاني الملوث، فيستطيع المسنون القيام بالتدريبات الرياضية في الخارج، بينما تجعلهم المناظر الجميلة وإيقاعات الحياة المريحة يعيشون في الراحة والسرور.

ووفقا لإحصائيات مكتب المسنين بمقاطعة هاينان، يبلغ عدد "مسنّي الطيور المهاجرة" الذين جاؤوا من مناطق الصين الأخرى في ذروة موسم الهجرة في فصل الشتاء 450 ألف نسمة. وحول سبب هذه الظاهرة، قال المسنّ تشو تشون قوانغ:

"يوجد وراء هذه الظاهرة سببان، أولهما هو ارتفاع مستوى معيشة الشعب، لأن تكلفة السفر أكثر من عشرين ألف يوان على الأقل. والسبب الثاني هو تغير مفهومنا، وبدأ الجميع يهتمون بالصحة بصورة أكثر مما كان عليه في الماضي."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي