CRI Online

كيتاناكا اساكو: الاحساس بروعة الصين خلال الرحلة

cri       (GMT+08:00) 2015-06-04 11:10:58


السيدة كيتاناكا اساكو


جاءت كيتاناكا اساكو من سينداي اليابانية، وهي المدينة التي كان يدرس فيها الكاتب الصيني المشهور لو شيون.

"في عام 2014، اخترت اللون الاحمر كلون الصين في مخيلتي، لانني رايت الغروب الاحمر عندما زرت جبل هوانغشان مع اصدقائي في اليوم الاخير من نهاية العام، انه جميل جدا وترك انطباعا عميقا في نفسي!"

هذه الفتاة اليابانية التي تحب السفر تدعى كيتاناكا اساكو، انها موظفة حكومة مدينة سينداي التابعة لمحافظة مياجي اليابانية. ارسلت من قبل مجلس السلطات المحلية للعلاقات الدولية لتعمل في مكتبه لدى بكين في ربيع 2013، استقالت من منصبها وعادت الى بلادها في مارس الماضي.

بالنسبة الى اساكو الشابة، تعتبر بكين اول محطة تزورها في حياتها في ما وراء البحار، ما هي التغيرات التي جلبت لها سنتان من العمل والحياة؟ وما هو انطباعها الشخصي عن الصين؟

"اسمي كيتاناكا اساكو، موظفة بحكومة مدينة سينداي لمحافظة مياجي اليابانية، اعمل الان ببكين."


قصر بودالا بمنطقة التبت الذاتية الحكم ( مصور:كيتاناكا اساكو)

وبالنسبة لاساكو التي عملت بالحكومة المحلية فور التخرج من الجامعة، لم تكن تحلم بالعمل او العيش في ما وراء البحار، لذا فعندما وصلها خبر بارسال عدد من الموظفين الى الخارج للعمل، وافقت دون ادنى تردد.

"على اي حال، ليس لدي انطباع جيد للصين لوقته، وتأثرت بوسائل الاعلام التي تنقل المحتويات السلبية مثل الامن الغذائي وتلوث الهواء ومشاعر الصينيين المناهضة لليابان، ومن منظور اقتصادي فقط، ترتبط الصين باليابان ارتباطا وثيقا، فان التعرف على الصين يساهم في تطوير ميادين العمل الخاص بي. وقبل مجيئي الى الصين، كنت اشعر بمزيج من القلق والتوقعات."

ان مكتب بكين لمجلس السلطات المحلية للعلاقات الدولية اليابانية الذي تولت اساكو فيه منصبا يعمل في مجالات التبادلات الودية والتعاون الاقتصادي والسياحي مع اماكن مختلفة في الصين نيابة عن الحكومات اليابانية المحلية، تحدثت عن اعمالها في الصين، قالت اساكو بسعادة:

"شيقة جدا! كل الاعمال من المستحيل ان امارسها في اليابان، والتي تتضمن التبادل بين المدن الشقيقة والمشاركة في معارض السياحة في انحاء الصين، ان الميزات ومطالب الناس وردود فعلهم تختلف باختلاف المناطق، مثال ذلك ان الاصدقاء من جنوبي الصين يريدون الذهاب الى هوكايدو، اما الاصدقاء من شماليها فيهتمون اكثر بأوكيناوا الدافئة."

وخلال اتصالاتها مع الاصدقاء الصينيين، احست اساكو ببعض الاختلافات الشيقة في العرف والعادات الثقافية وطبائع المواطنين بين البلدين.

"اظن ان الصينيين مستقيمون ويتكلمون بصراحة، واتعامل معهم بسهولة، اما اليابانيون فاحتاج الى التمعن في كلامهم احيانا. فالاصدقاء الصينيون يعتبرون الحفاظ على ماء الوجه هاما، وشديدو الاهتمام في تقديم الهدايا الغالية والكبيرة نسبيا التي تجعلهم اكثر كرما، اما اليابانيون فليسوا مثلهم، وبالعكس، قد يفكرون: هل اهداء هذه الهدية الثقيلة التي لا يسهل نقلها يزعج الطرف الاخر؟ ان اختلاف الثقافات مثير جدا للاهتمام."

بموجب العادة التقليدية لمجلس السلطات المحلية للعلاقات الدولية اليابانية حول ايفاد الموظفين، يحتاج الموظفون الموفدون الى تلقي التدريب في المركز العام الواقع بطوكيو مقدما بسنة واحدة. وغادرت اساكو سينداي الى طوكيو في ربيع عام 2012، في خريف ذلك العام بالضبط، كانت العلاقات الصينية اليابانية محاصرة في واد جليدي بسبب حدث شراء الحكومة اليابانية للجزيرة بشكل غير مشروع.

ولكن، لم يؤثر الوضع العام لعلاقة البلدين على ذرة من حماسة اساكو للصين، بل بدأت رحلة الى قويلين مع اصدقائها في الوقت الذي لم تصل الى الصين الا قبل شهر لانها تحب السياحة.

"لقد زرت العديد من الاماكن خلال السنتين المنصرمتين، ذهبت بداية الى قويلين، لان مشاهدها جميلة لما تتمتع به من مناظر طبيعية، صادفت عطلة عيد العمال اليوم الذي ذهبت اليها. زرت الكثير من المناطق في وقت لاحق مثل تشينغداو وشانغهاي وداليان ومهرجان الجليد والثلج بهاربين وتشانغتشون وهي توامة لسينداي."


الغروب في جبال هوانغشان ( مصور:كيتاناكا اساكو)

تحدثت عن تجارب سفرها الى اماكن مختلفة، وتحدثت عن شعورها وهي في منزل راع في صيف العام المنصرم معتبرة ان ذلك لا يمكنها نسيانه. حيث اجرت مقابلة مع راع بمنغوليا الداخلية، ولكون منزله يقع في البوادي، فان مفروشاته بالية ولا توجد شبكة الهاتف النقال والتصفح على الانترنت ومشاهدة التلفزيون، ورغم ذلك فان افراد اسرته تبدو على محياهم الابتسامة والشعور بسعادة لا مثيل لها، وقالت ان هذه الرحلة عرفتها بان معيار تقدير السعادة لا يستند الى درجة سهولة الحياة بل يكمن في اعماق قلوب الناس.

كانت تشعر بالقلق قبل المجيء الى الصين، وعند تذكرها لذلك، كانت مشاعر اساكو مرتبكة:

"اذا نظرت الى الوراء، فكرت: لماذا اشعر بقلق بسبب تلك الاشياء الصغيرة؟ ان الصين بلد كبير، لها مشاكل بالطبع، بل ما زالت هناك تجاذبات، ا ليست اليابان نفس الشيء؟ الاطعمة الصينية لذيذة والموارد السياحية الصينية غنية، ستجذبك ما دمت تقوم برحلات الى هنا، قد يشكل هذا الوضع عدم وجود التفاهم المتبادل. تحب وسائل الاعلام نشر بعض الاحداث وينقصها الاهتمام بالحياة اليومية العادية، ان قدمت الى كل من الطرفين المزيد من طرق التواصل بين الصينيين العاديين واليابانيين، ستكون هناك تغيرات في وعي اليابانيين. وبعد عودتي الى بلادي، اريد ان اجعل المزيد من الناس يعرفون ان الصين ليست مخيفة في الواقع طالما تذهب الى هناك لمرة واحدة."

وقالت اساكو ان اسعد فرد من افراد اسرتها بعد سماع خبر عملها في الصين هو ابوها، لان السفر الى الصين كان امنيته القديمة التي طال انتظرها، ومنذ وقت ليس بعيدا، حقق والدها رغبته وجاء الى بكين مع اخت اساكو.

"هذه هي اول مرة ياني فيها والدي واختي الى الصين، انهما استمتعا كثيرا، اخذتهما الى القصر الابمراطوري والمعبد السماوي، كان والدي متأثرا جدا عند صعود سور الصين العظيم، وقال عدة مرات 'ان الصينيين رائعون حقا'. ليست هناك مشكلة في صدد تناول الطعام ايضا، الا انني اخذتهما لاكل اطباق سيتشوان ذات مرة، فلم يتناولاها بسبب شدة الطعم اللاذع، اما انا فتعودت منذ فترة، فمازحتهما ضاحكة: 'لماذا لا يتحملان حتى هذه الاطباق؟ '"

من اجل التكيف مع العمل والحياة خارج البلاد، طلبت اساكو تسجيل اسمها في دورة دراسية باللغة الصينية عندما اصبحت تفكر في التنقل، والان، تستطيع الاتصال بالاصدقاء الصينيين بالصينية مباشرة ببراعة، وتحدثت عن سر تعلم اللغة الاجنبية، كشفت اساكو انها تعلمت الصينية عن طريق مشاهدة التلفاز.

"شاهدت كثيرا من الافلام وبرامج التلفزيون الصينية، ومن بين المسلسلات التلفزيونية التي شاهدتها العام الماضي، ((هيا نتزوج)) شيقة للغاية. لماذا اقول ان المسرحيات التلفزيونية الصينية عجيبة؟ فالنقطة الاولى الاكثر اثارة ودهشة لليابانيين هي انها طويلة وعدد الحلقات به يتراوح بين 40 و50 تقريبا، اما اليابانية فعدد حلقاتها 12 عادة. بالاضافة الى ذلك، فان لم تتزوج البنت بعد بلوغ 30 عاما من العمر، سيحس الوالدان بالقلق. يبدو ان الاباء والامهات الصينيين اكثر اهتماما بزواج اولادهم مقارنة باليابانيين. تعتبر المسرحيات التلفزيونية نافذة لمراقبة الصين المعاصرة. الى جانب ذلك، فان جميع المسلسلات التلفزيونية لها ترجمة مطبوعة، وان مشاهدة الترجمة المطبوعة والتعلم في وقت واحد مفيد جدا."

غادرت اساكو بكين في مارس الماضي وعادت الى مكان عملها الاصلي في مدينة سينداي، وتحرص اساكو على التحدث عن العامين اللذين قضتهما في بكين:

"ان تجارب العيش والعمل في الصين اغنت زوايا معالجتي للمشاكل واتاحت لي الفرصة لمراجعة نفسي من الخارج بصورة موضوعية، ان التعامل مع الاصدقاء الصينيين تجعلني اتعرف على ما هي الاماكن التي يهتمون الضيوف الصينيين بها. اما انا شخصيا فبصفتي سائحة اجنبية في الصين، عندما استقبلت الضيوف في اماكن مختلفة، اجعلهم يرتاحون ولا يشعرون بالملل، كلها مراجع نادرة لعملي فيما بعد."

اضافت اساكو انها استغلت وقتها على احسن وجه للسفر الى لهشان بمقاطعة سيتشوان قبل العودة الى بلادها، لان البوذا الكبير في لهشان عرفتنا به المادة الدراسية عندما تعلمت اللغة الصينية، انه فخم وطويل وضخم في الصورة، لاح في تعابير وجهه الغنية خيط من الظرافة، وذلك ما اثار الدهشة بالنسبة لها. وبعد عودتها الى البلاد، ستسعى جاهدة الى تعميق التفاهم المتبادل بين البلدين.

كما قدمت اساكو التهاني الى الاصدقاء الصينيين خلال السنة الجديدة:

"قمت برحلة الى اماكن مختلفة في الصين، شاهدت قوميات وثقافات مختلفة، والتنوع المختلف هو اكبر سحر للصين! وفي السنة الجديدة، اتمنى للصين مزيدا من التطور والتقدم من صميم قلبي، مع حماية الثقافة التقليدية العريقة. اما مدينة سينداي التي اعيش فيها لها اطعمة شهية ونبع حار وتتميز بسحر ياباني، كان السيد لو شيون يدرس هنا، وانها مدينة رائعة، اثق بان الاصدقاء الصينيين يمكن ان يجدوا الكثير من اللذات ان جاؤوا الى هنا، مرحبا بكم لزيارة سينداي في عام 2015!"

"في السنة الجديدة، اتمنى للاصدقاء الصينيين التوفيق والصحة من اعماق قلبي!"

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي