CRI Online

أهالي بكين وتشانغجياكو يتطلعون إلى الأولمبياد الشتوي

cri       (GMT+08:00) 2015-08-13 10:53:19


أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ في الـ31 من يوليو الماضي في كوالالمبور أن بكين فازت بحق استضافة الألعاب الشتوية عام 2022، وبذلك ستصبح بكين المدينة الأولى في العالم التي تستضيف كلا من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية. من خلال استضافة الأولمبياد الشتوية، وحول إمكانية تحقيق الهدف المتمثل في جذب 300 مليون شخص للمشاركة في الرياضات الشتوية، قد تعطينا الجواب رئيسة إحدى مدارس التزلج ببلدة تشونغلي التابعة لمدينة تشانغجياكو.

فازت هاو شي هوا البالغة من العمر 40 سنة، بلقب البطل الوطني لمسابقة التزلج الألبي تسع مرات ولكنها ليست مجرد لاعبة.

"بدأت أعشق التزلج في تشونغلي منذ عام 2003، وأحب التزلج في الغابات ببلدة تشونغلي، ولذا أسست أعمالي في هذه البلدة".

أسست هاو شي هوا مدرسة للتزلج تحمل اسمها في بلدة تشونغلي في عام 2012، وتعتبر مدرسة هاو تشي هوا هي الأولى من نوعها في الصين. نظرا لكونها رئيسة للمدرسة، فإن أكثر ما يهمها هو زيادة عدد هواة التزلج في الصين، واستفادت هاو من موقع تشونغلي الجغرافي لتحقيق مهمتها.

"إن فترة الثلوج في تشونغلي طويلة حيث تتجاوز 150 يوما كل سنة، وذلك ما يساهم في ظروف لتدريب المتزلجين، وإضافة إلى ذلك توجد هنا خمس منتجعات للتزلج على مستوى عالمي في تشونغلي، حيث يمكننا تبادل الخبرات وزيادة عدد هواة التزلج في الصين".

إلى جانب ذلك، تتحلى بلدة تشونغلي بسوق ضخمة محتملة بفضل موقعها القريب من مدينتي بكين وتيانجين وهما من أكثر المناطق الصينية في مجال التقدم الاقتصادي.

وشهدت مدرسة هاو شي هوا تطورا سريعا لم تتوقعه بفضل ظروف تشونغلي المتميزة. وقالت هاو:

"تأسست المدرسة في عام 2012 حيث كان عدد المدربين 10 أشخاص وعدد المتدربين نحو 200 شخص، وازداد عدد المدربين إلى 20 شخص في السنة الموالية، كما بلغ عدد المتدربين 1000 شخص، أما العام الماضي فقد تزايد عدد المدربين إلى 30 ووصل عدد المتدربين إلى 3000، وسنزيد الآن من عدد المدربين لتلبية احتياجات المتدربين، وهدفنا هو زيادة عدد المتدربين إلى 30 ألف شخص".

وأكد السيد ما تشي المدير التنفيذي لمدرسة هاو شي هوا أن السوق المحتملة تأتي مع تقدم عملية طلب استضافة الأولمبياد الشتوية، حيث قال:

"قدم المزيد من المتدربين إلى مدرستنا من شانغهاي وقوانغدونغ وهونغ كونغ وغيرها من المناطق الجنوبية، كان بعض الأشخاص في الصين يرغب في تعلم التزلج ولكنهم لا يعرفون مدارس التدريب وبفضل طلب استضافة الأولمبياد الشتوية، بدأ المزيد من الناس يتعرفون على مدرستنا ويكتشفون بلدة تشونغلي كمنتجع ضخم للتزلج في الصين".

وأضاف ما أن مفاهيم الصينيين بدأت تتغير أيضا، حيث قال:

"يشهد عدد المتدربين الأطفال زيادة كبيرة ،وبدأ الأولياء يهتمون برياضة التزلج ويشجعون أطفالهم على المشاركة في هذه الرياضة منذ صغرهم".

طرحت لجنة بكين لطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، هدف جذب 300 مليون شخص للمشاركة في الرياضات الشتوية، ويعتبر جذب اهتمام الأطفال والشباب بالرياضات الشتوية أمرا مهما لتحقيق هذا الهدف ولم يقتصر العدد المذكور على هواة الرياضات الشتوية فقط، بل يشمل العاملين في صناعة الرياضات الشتوية أيضا. وقال ما تشي:

"نهدف إلى اعداد المزيد من متدربي التزلج قبل حلول الأولمبياد الشتوية لأن لهم تأثيرا مباشرا على المتزلجين وتطور صناعة التزلج. ويجب على العاملين المشاركين في استضافة الأولمبياد الشتوية إجادة المعلومات المتخصصة ويتخرج نحو 1000 متدرب كل سنة من مدرستنا وسيكون هناك الآلاف من المتطوعين والعاملين في الأولمياد الشتوية عندما يحل موعدها في 2022".

هذا وتشهد العديد من مدارس التزلج تطورا سريعا مثل مدرسة هاو شي هوا، وقالت هاو :

"هناك أكثر من 500 مدرسة للتزلج في الصين، ويتراوح عدد العاملين في كل منها ما بين 100 و500 شخص ويشهد هذا العدد زيادة كل سنة، ولا شك أن عدد هواة التزلج في الصين سيشهد نموا سريعا خلال السنوات المقبلة وعليه فإني أعتقد أن الصين ستحقق هدفها المتمثل في جذب 300 مليون شخص للمشاركة في الرياضات الشتوية في المستقبل القريب".

في السنوات الأخيرة ومع تحسن الأساس الاقتصادي والظروف الواقعية اختارت الكثير من العائلات الصينية الرياضة على الثلج والجليد لأطفالهم، ولكن في بكين والمدن الكبرى الأخرى فمن الصعب أن يسد عدد ملاعب مكان الرياضة على الجليد حاجات الناس، وتتطلع شخصيات قطاع الرياضة على الثلج والجليد إلى تحسين الظروف الواقعية للرياضة على الثلج والجليد عبر استضافة الأولمبياد الشتوية، هذا ونجحت بكين في استضافة الأولمبياد الشتوية لعام 2022، فبلا شك أن ذلك سسياهم في ترويج الرياضة على الثلج والجليد للجماهير الصينية.

تشهد بكين في منتصف أغسطس فترة هي الأكبر في ارتفاع درجة الحرارة، الجو حار للغاية ولكن في نادي التزلج على الجليد بالقاعة الرياضية في بكين، يلبس الأطفال بين 6 و12 عاما الملابس الطويلة ويتزلجون على الجليد ويبدو أنهم وجدوا الرياضة الجديدة الصيفية بالإضافة إلى السباحة ألا وهي التزلج على الجليد.

"كم من الوقت تعلمتم التزلج على الجليد؟"

"حوالي سنتين. نصف السنة. وأنا أيضا"

"هل التزلج على الجليد ممتع؟"

"نعم ممتع."

"هل شاهدتن فيلم – القصة على الثلج والجليد؟"

"نعم، شاهدته ثلاث مرات وأحبه كثيرا كثيرا وأتذكر جميع مادار فيه".

"هل تشعرن بأنكن مثل الأميرة في الفيلم عند التزلج على الجليد؟"

"نعم"

لقي الفيلم الكرتوني "القصة على الثلج والجليد" إقبالا كبيرا بين الفتيات الصينيات والتزلج على الجليد بشكل ساحر هو قوة دافعة لمثابرة الفتيات في التدرب على التزلج على الجليد خلال العطلة الصيفية، ومن ناحية الاولياء هناك سبب آخر للسماح للبنت بالتزلج على الجليد. وقد أوفدت السيدة ليانغ ببكين ابنتها التي تبلغ من العمر 6 سنوات إلى نادي التزلج على الجليد لأن هذه الرياضة مفيدة وممتعة حيث قالت:

"أشعر بأن التزلج على الجليد فن وتقوية للجسم أيضا. لم أتعلم في طفولتي بسبب الظروف أما الآن فالظروف جيدة والمعلمون ممتازون والطفلة تحب ذلك أيضا، وتعلمت الطفلة خلال اللعب وأصبحت ماهرة. ومن الممكن أن تعتبره أسلوبا ترفيهيا عند التعب من العمل أو الدراسة في المستقبل".

السيد تشن محب للرياضة على الجليد، وقد تدربت بنته على التزلج على الجليد لنصف سنة ودائما ما يشاهد مع ابنته فيديو حول مباريات التزلج على الجليد آملا في تشجيعها وتعويض الفترة التي لم يتعلم فيها التزلج على الجليد خلال مرحلة الطفولة وقال:

"أعرف التزلج قليلا، لأني لم أتعلم بشكل منتظم. إذا أجادت ابنتي هذه المهارة فستحقق طموحي أيضا".

بدأ المزيد من الأطفال الصينين في تعلم التزلج على الجليد نتيجة تحسن الظروف المادية وتغير المفهوم، فان جيون مسؤول في ناد مشهور للتزلج على الجليد تأسس في عام 1999 بهدف التسويق للتدرب على الجليد، حيث كان يعتبر الناس أن التزلج على الجليد رياضة ترفيهية شتوية ولا يحتاج إلى وقت كثير للتعلم، أما الآن فالكثير من الأولياء يرغبون في إرسال أطفالهم إلى الهيئات التدريبية الخاصة لتلقي التدريب النظامي وانتشر نادي فان جيون للتزلج على الجليد من بكين إلى أنحاء البلاد. وقال فان جيون:

"عززت الهيئات التجارية والحكومة الاستثمار عندما تحسن الاقتصاد الوطني وكانت الحالة أحسن في العاصمة بكين وشانغهاي شرقي البلاد وتشنتشنغ جنوبي البلاد، ولدينا 23 ناديا تركز على النشاط التجاري والتدريب الخاص وننشر التزلج على الجليد وهوكي الجليد وثقافته لمن لم يروا هذه الرياضة في الماضي وتتطور معظم الأسواق إلى اتجاه جيد".

لا يمكن أن نقول إن الرياضة على الجليد تتطور بشكل جيد في الدولة ذات المليار و300 مليون نسمة من السكان، حيث عرقلت نقص ظروف المنشآت وقلة المدربين الرفيعي المستوى مشاركة الكثير من الشباب والكبار في هذه الرياضة، وفي بكين التي تتمتع بتقليد الرياضة على الجليد بلغ عدد الملاعب الداخلية المفتوحة للتزلج على الجليد 20 فقط، ويرى فان جيون أن ذلك لا يسد حاجة المدينة التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة دائمة السكن، وإذا نجحت بكين في حق استضافة الأولمبياد الشتوي لعام 2022، فبلا شك أن ذلك سيدفع تطور الرياضة على الثلج والجليد في بكين وحتى الصين، وقال فان جيون:

"رياضة الهوكي والتزلج على الجليد متقيدة بالمكان ولا يمكن القيام بالرياضة بسبب الظروف الصعبة ويكون الاستثمار والتكاليف عالية جدا، ستؤدي الأولمبياد إلى المزيد من التوعية وسيدفع السوق أيضا إضافة إلى جعل الناس تعرف وتحب هذه الرياضة".

وبالنسبة للأطفال واوليائهم فان مشاهدة مباراة الرياضة على الثلج والجليد بمستوى عال فهو أمر فرح ومشجع.

حصلت بكين على حق استضافة الأولمبياد الشتوي لعام 2022، فذلك يعني أن تدفع الرياضة على الثلج والجليد إلى سوق كبيرة ذات مليار و300 مليون نسمة من عدد السكان بشكل قوي ويدفع 300 مليون شخص للمشاركة في هذه الرياضة، وبالنسبة لمحبي الرياضة على الثلج والجليد في الصين وهذه الرياضة نفسها فهو أمر محظوظ أيضا.

اختارت اللجنة الأولمبية الدولية في إجتماعها العام الـ 128 الذي عقد بالعاصمة الماليزية كوالا لامبور في 31 يوليو الجاري مدينة بكين لإستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، وبذلك أصبحت بكين أول مدينة في التاريخ تنظم الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية. وبذلك تضرب الألعاب الأولمبية موعدا جديدا مع هذه العاصمة الشرقية القديمة.

منذ بداية القرن الجديد، ضربت الصين أكثر من موعد مع الألعاب الأولمبية، حيث إستضافت الألعاب الأولمبية بكين 2008، والألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة والألعاب الأولمبية للشباب نانجينغ 2014، وفازت اليوم بتأشيرة استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، ومن ثم ستستمر الصين في دفع التفاعل والحوار والتبادل بين مختلف الشعوب والثقافات. وبمناسبة اختيار بكين لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية، يسعدنا أن نشرك اللجنة الأولمبية الدولية على ثقتها ودعمها للصين، كما نتعهد للعالم بتنفيذ الوعود التي وعدنا بها أثناء الألعاب.

حيث سنستغل الموارد والمنشآت الرياضية والثروات البشرية لنقدم للعالم دورة أولمبية رائعة، ونبحث عن نموذج تنمية جديد للرياضات الأولمبية وإضافة قوى دفع جديدة لإستراتيجية التنمية المتناسقة التي تنفذها الصين بين بكين وتيانجين وخبي.

إن نجاح بكين وتشانغ جياكو في تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية، سيساهم في نشر الروح الأولمبية على نطاق واسع في الصين، كما سيوسع الوظائف الاجتماعية المختلفة للرياضة داخل المجتمع. حيث سيدفع تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية قرابة 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات التزلج، ما سينعكس إيجابا على صحة جماهير عريضة من الناس، وخاصة فئة الشباب، الشيء الذي سيقدم إسهاما كبيرا في تطور الرياضات الأولمبية دوليا، كما سيعزز المستوى التقني للرياضات الشتوية في الصين.

نتطلع جميعا إلى الألعاب الأولمبية 2022، والتي ستكرس الشعارات التي رفعتها مدينة بكين "مركزية الرياضي، التنمية المستدامة، المباريات المقتصدة للطاقة". كما سيتم إدماج تنظيم الأولمبياد الشتوي داخل استراتجية التنمية المتناسقة بين بكين وتيانجين وخبي، والجمع بين مفاهيم التنمية الإقتصادية، التقدم الإجتماعي والبناء الإيكولوجي، لتعزيز التفاعل بين الرياضات الأولمبية وتنمية المدن.

لدينا ثقة كبيرة في النجاح في تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، وهذه الثقة متأتية من البيئة الإقتصادية والإجتماعية المزدهرة والمستقرة، ومتأتية كذلك من حب 1.3 مليار صيني للرياضات الأولمبية، إلى جانب الظروف الجيدة التي تمتلكها كل من بكين وتشانغ جياكو لتنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى وكذلك من التاريخ والثقافة العريقة.

ولا ننسى أيضا أن نوجه التحية والاحترام للمدينة التي تنافست معنا، مدينة آلما آتا الكازاخية، والتي بذلت جهودا تستحق الإحترام. ولا شك أن مستقبل تطور الرياضة الأولمبية يحتاج إلى العمل المشترك من جميع الاطراف.

نأمل أن تفتح الألعاب الأولمبية صفحة جديدة من المجد سنة 2022 بين صور الصين والثقافة الشرقية العريقة ووسط احتفالات عيد الربيع الصيني. حيث ستكون مناسبة يجتمع في الناس من كل الأديان والألوان والأعراق، للتمتع جميعا بالسعادة والحماس الذي تجلبه الرياضة الأولمبية. فلنبدأ مسيرتنا من الآن، لنحقق معجزة جديدة في تاريخ الألعاب الأولمبية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي