CRI Online

حالة البحث عن الوظيفة لجيل ما بعد الثمانينيات في الصين

cri       (GMT+08:00) 2016-11-21 10:26:14

تعد كلمة "جيل ما بعد الثمانينيات" من الكلمات الأكثر انتشارا في الصين. فقد عاصر أبناء هذا الجيل فترة الإصلاح والانفتاح في الصين، وعايشوا مراحل التطور السريع الذي شهده الاقتصاد الصيني، فنشأ وكبر هذا الجيل في نفس الوقت الذي كانت تخطو فيه الصين خطواتها نحو التقدم. وبهذا نجد أن جيل ما بعد الثمانينيات قد نشأ في حقبة زمنية مميزة، وهو الأمر الذي أضفى صفات تُميز هذا الجيل عن الأجيال الأخرى. ومع مرور الوقت، أصبح كل ما يتعلق بهذا الجيل محل اهتمام وأنظار الجميع. في بداية حلقة اليوم، لنتحدث عن الحالة الراهنة لهم في البحث عن وظيفة.

-----

ثمة مثل صيني يقول: "كلما زاد عدد الأصدقاء، كلما تعددت الفرص والخيارات". ويدرك شباب الصين هذه المقولة، ولهذا يقومون أثناء دراستهم بالمشاركة في الاتحادات الطلابية وجميع الأنشطة الاجتماعية، وينتهزون مختلف فرص التدريب، وذلك سعيا منهم إلى توسيع دائرة معارفهم. وبذلك يصبح بإمكانهم التعرف بصورة أكبر على متطلبات سوق العمل. ليس هذا فحسب، بل ويصبح من السهل إيجاد فرص عمل من خلال دائرة معارفهم.

ويقبل الكثير منهم على استخدام مواقع التوظيف، مثل موقع 51، وموقع تشيليان للتوظيف، وموقع مستقبل مشرق، إلخ، حيث يمكنهم من خلال الضغط على زر، إرسال السير الذاتية إلى الكثير من جهات التوظيف. كما يقوم البعض منهم باستخدام صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لعرض مواهبه وقدراته الخاصة.

أما الطريقة الأحدث في البحث عن وظيفة، فهي الاشتراك في برامج التوظيف التلفزيونية. ومن هذه البرامج برنامج "الوظيفة لمن يستحقها" الذي حقق شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، ويقدم هذا البرنامج الكثير من فرص التوظيف للباحثين عن عمل. وفي هذه النوعية من البرامج، يمكن للباحث عن وظيفة، التواصل بطريقة مباشرة مع رؤساء الشركات، وإلى جانب الأسئلة التي يطرحها رؤساء الشركات عليه، يقومون أيضا بإسداء نصائح له تفيده في حياته المهنية. وبعد أن ينتهي رؤساء الشركات من طرح كافة الأسئلة على المتسابق، يقومون بتحديد ما إذا كانوا يرغبون في توظيف هذا المتسابق أم لا، وإذا اقتنع أحد منهم بقدراته، يقوم بعرض وظيفة عليه. ويمكن للطرفين مناقشة الراتب، ثم يمنح المذيع المتسابق وقتا محدودا، يقرر فيه ما إذا كان سيقبل الوظيفة أم لا. وتحظى هذه النوعية من البرامج بإقبال كبير من قبل أبناء جيل ما بعد الثمانينيات في الصين.

أما السؤال الذي يراود دائما هؤلاء الشبان في رحلة البحث عن وظيفة، فهو:"أيهما أفضل، العودة إلى مسقط الرأس بعد التخرج أم الانتقال للمدن الكبيرة والاستقرار بها؟" وفي الثلاثين سنة الأخيرة، قام الكثير من الشباب الصينيين القادمين من المدن الصغيرة والقرى بمغادرة موطنهم الأصلي، والانتقال للمدن الكبيرة لطلب العلم. وكان البقاء في المدينة حتى بعد التخرج هو الخيار الذي يتخذونه غالبا، وذلك بالرغم مما تتطلبه الحياة في المدن الكبيرة من تحمل لكثير من الضغوط مثل: الارتفاع المستمر في أسعار الشقق السكنية، وإيقاع الحياة السريع، وضغط العمل الشديد، والتكدس المروري وغيرها. والسبب الذي يدفعهم إلى مجابهة جميع هذه الضغوط، هو توافر الكثير من الفرص ومجالات العمل في المدن الكبيرة.

ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح بعض الشباب يفضل العودة إلى مسقط الرأس. فقد طبقت الحكومة الصينية مجموعة من السياسات مثل: تنمية غربي البلاد، ودفع النهوض بالمنطقة الوسطى، واستراتيجية إنعاش الاقتصاد في شمال شرقي الصين، وغيرها من السياسات التي أدت إلى تقليل الفجوة بين المدن. ومن جهة أخرى، كانت بعض المشكلات القائمة في المدن الكبيرة، مثل التكدس المروري، وتلوث البيئة، وارتفاع تكاليف المعيشة، سببا دفع أصحاب الشركات إلى ترك هذه المدن، والانتقال إلى المدن الصينية الصغيرة. ومن ثم، شهدت المدن الصغيرة معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، وتوفر المزيد من فرص العمل، الأمر الذي دفع الكثير من أبناء جيل ما بعد الثمانينيات إلى التفكير في العودة إلى مسقط الرأس بعد التخرج أو الذهاب إلى المدن المتوسطة أو الصغيرة والعمل بها.

وفي الوقت الحالي، تنتشر بين أبناء جيلي من الصينيين، ظاهرة الإقبال على إدارة عمل خاص. ولكن نظرا لعدم توافر رأس المال الكافي، يتخذ الكثير منهم شبكة الإنترنت كوسيلة للبدء في عملهم التجاري الخاص. فالنشاط التجاري على شبكة الإنترنت لا يحتاج إلى رأس مال كبير، ويمكن إدراته بسهولة. وكانت الحكومة الصينية قد اتخذت حزمة من الإجراءات، التي تهدف إلى تحفيز الشباب على إقامة مشروعات خاصة بهم.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي