CRI Online

أساس راسخ واتجاه واضح لبناء "الحزام والطريق"

cri       (GMT+08:00) 2016-12-26 13:57:14

لقد مرت ثلاث سنوات منذ طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين". فما هي الإنجازات والصعوبات والتحديات والاتجاهات التي شهدتها خلال الثلاث سنوات الماضية؟ لا شك أن كل هذه الأشياء تجذب اهتمام الناس كثيرا.

مبادرة "الحزام والطريق" ليست فقط إجراء هاما تتخذه الصين لتحقيق الانفتاح الشامل، وإنما أيضا هي أهم منتج عام تقدمه الصين إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا، وفقا للرغبة المشتركة للشعوب في تحقيق التنمية والتعاون، وتماشيا مع تيار تقدم العالم. بعد ثلاث سنوات من الجهود المشتركة، يمكن القول إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" قد حقق بداية جيدة وإنجازات أولية، وشرع يأتي بالسعادة وفرص التنمية الجديدة للدول وشعوبها على طول "الحزام والطريق"، وأظهر حيوية قوية وآفاق تنمية رحبة. وفي نفس الوقت، ترافق عملية البناء أنواع من الصعوبات والقضايا المعقدة، فكل خطوة نحو التقدم تحتاج إلى جهود كبيرة.

باستعراض ما تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن ثمة ملاحظات هامة ينبغي التوقف عندها، وهي: أولا، أن المزيد من الدول توصلت إلى التوافق العام نحو مفهوم البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". حتى الآن، هناك أكثر من سبعين دولة ومنظمة دولية أعربت عن دعمها للمبادرة ورغبتها في المشاركة، هذا يتجاوز نطاق "الحزام والطريق" التقليدي، ويشكل إطار تعاون ذا تأثير واسع بين الحكومات، وعلى هذا الأساس، سوف تتشكل خطط التعاون الملموسة. في يوليو عام 2016، وقعت وزارة الخارجية الصينية خطاب نوايا مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، وذلك يحمل مغزى هاما، يزيل الشكوك في مبادرة "الحزام والطريق."

ثانيا، أن آلية الدعم المالي قد بدأت تلعب دورها. في أوائل عام 2016 بدأ البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عمله، وبدأت الدفعة الأولى من مشروعات الاستثمار لصندوق طريق الحرير رسميا. الدول على طول "الحزام والطريق" تناقش إيجابيا بناء أو توسيع أنواع من صناديق التعاون الثنائية أو المتعددة، وتقوم بالتعاون المالي. لقد بدأ العمل رسميا في أول دفعة من مشروعات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، مما يقدم دعما قويا لتنفيذ مشروعات هامة، ويكمل النظام المالي الدولي القائم.

ثالثا، باعتبارها مشروعا أساسيا لبناء "الحزام والطريق"، تتشكل شبكة الترابط، التي تضم الشبكة القارية والبحرية والجوية بين قارتي آسيا وأوروبا، وهي تساعد في خلق ظروف تعاون أفضل. وعلى سبيل المثال، بدأ العمل في السكة الحديدية بين بودابست وبلغراد، والقطار فائق السرعة بين جاكرتا وباندونغ، والسكة الحديدية بين الصين ولاوس، والسكة الحديدية بين الصين وتايلاند، هذا فضلا عن بناء طرق فائقة السرعة في الوقت ذاته.

رابعا، الإسراع في دفع التعاون في طاقة الإنتاج. وقعت الصين اتفاقات تعاون مع عشرين دولة بشأن التعاون المؤسسي معها في طاقة الإنتاج. خلال السنوات الثلاث الماضية، تجاوز حجم الصناديق المتنوعة لتعاون طاقة الإنتاج الثنائي والمتعدد الأطراف مائة مليار دولار أمريكي. كثير من المشاريع تم تطبيقها في الدول المعنية، وبعضها يخلق نمط تعاون جديدا في طاقة الإنتاج الدولي الجديد ويلعب دورا نموذجيا. الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني حقق إنجازات ملموسة. كل من الممر الاقتصادي لجسر أوراسيا القاري والممر الاقتصادي بين الصين وبنغلادش وباكستان والهند يتقدم إلى الأمام بشكل مستقر.

خامسا، حجم الاستثمار التجاري يزداد كثيرا. معظم الدول على طول "الحزام والطريق" تقع في مرحلة هامة للتصنيع والتحول الحضري. منذ تطبيق مبادرة "الحزام والطريق"، يزداد حجم التجارة والاستثمار الإقليمي بسرعة تجاوزت ضعف المعدل العالمي في عام 2015. وقامت شركات صينية بالاستثمارات المباشرة في 49 دولة وبلغ حجم تلك الاستثمارات خمسة عشر مليار دولار أمريكي. الدول المعنية تبذل جهودها في تعزيز مستوى تسهيل التجارة وبحث إقامة مناطق التجارة الحرة وتعزيز التكامل.

سادسا، باعتبارها جانبا هاما في بناء "الحزام والطريق"، تتوثق التبادلات الإنسانية. "الحزام والطريق" يرث تقاليد التبادلات الودية على مدى ألف سنة ويعطيها مفهوما عصريا جديدا، الأمر الذي يدمج الحلم الصيني مع أحلام شعوب الدول على طول الطريق. وقد أنشأت الصين منحة الحكومة الصينية لـ"طريق الحرير"، وتدعم فيها عشرة آلاف طالب من الدول على طول "الحزام والطريق" للتعلم والدراسة في الصين سنويا. وتحرص الصين على إقامة عام الثقافة ومهرجان الثقافة مع الدول المعنية، وتطبق مشروع "جسر الأفلام لطريق الحرير" ومشروع "الكتب على طريق الحرير". التطبيق المشترك لإدراج طريق الحرير على قائمة التراث الثقافي العالمي يحظى بنجاح، وتم العمل بالتطبيق المشترك لإدراج طريق الحرير البحري على قائمة التراث الثقافي العالمي. وأقيمت الدورة الأولى للمعرض الدولي لثقافة لطريق الحرير في مدينة دونهوانغ بمقاطعة قانسو الصينية في سبتمبر عام 2016. التعاون الإنساني في "الحزام والطريق" يحقق نتائج إيجابية ويضيف حيوية متواصلة لبناء "الحزام والطريق".

يقول مثل صيني: "البداية الجيدة تساوي نصف النجاح". بناء "الحزام والطريق" يخطو خطوات ثابتة بعد البداية الجيدة، وهذا هو الإنجاز الأولي الذي حققته الصين مع الدول المعنية عبر الجهود المشتركة. الثقافات والأديان والتقاليد ومستويات التنمية في الدول على طول "الحزام والطريق" مختلفة فلا مفر من ظهور إزعاج وعوائق متنوعة عند تنفيذ بناء "الحزام والطريق"، وأن تتساءل بعض القوى السياسية عن مبادرة "الحزام والطريق" انطلاقا من أفكارها الجامدة والظروف الجيوسياسية. ولكن الصين تربط تنميتها بتنمية الدول المعنية على أساس مبادئ "التشاور المشترك والبناء المشترك والمصالح المشتركة"، لكي تجعل العالم يرى أن إنجازات بناء "الحزام والطريق" تأتي حقا بالسعادة والرفاهية لشعوب العالم. مبادرة "الحزام والطريق" تنشر الحكمة الشرقية، وتربط روح التعاون والسلام والتسامح والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك التي ميزت طريق الحرير القديم، بمفهوم العلاقات الدولية الجديدة المتمثلة في المساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون والفوز المشترك التي تدعو لها الصين في العصر الجديد؛ وتؤكد بناء رابطة المصير المشترك ورابطة المصالح المشتركة مع الدول على طول الطريق، الأمر الذي يجسد التفكير الإبداعي الذي تتميز به الدبلوماسية الصينية في العصر الجديد. بجانب ذلك، تؤكد على بناء شبكات تعاون المنفعة المتبادلة، وخلق نمط التعاون الجديد، وبناء طريق الحرير الموجه إلى "الأخضر والصحة والحكمة والسلام" مع الدول المعنية. إن ثمة إدراكا متزايدا بأن طرح وتطبيق مبادرة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يتفقان مع الآمال المشتركة لشعوب آسيا وأوروبا وأفريقيا لتحقيق التنمية والتعاون، بما يتماشى مع اتجاه التنمية والتقدم العالمي، وهو ليس إجراء مفتوحا شاملا هاما للصين في الوضع الجديد فحسب، وإنما أيضا فرصة هامة لتحقيق نهضة شاملة لآسيا وأوروبا وأفريقيا. ويمكن القول إنه برنامج مليء بالحكمة الشرقية تقدمه الصين للعالم لتحقيق الازدهار المشترك.

إن شبكة الترابط، باعتبارها مشروعا أساسيا لبناء "الحزام والطريق"، لها مغزى هام لتنمية الدول والمناطق على طول "الحزام والطريق". وفي ذات الوقت، إزاء مطالب واقعية للدول القارية في آسيا وأوروبا بتسريع عملية التصنيع ورفع قدرة التنمية الذاتية، تقوم الصين بضخ قوة محركة فاعلة لرفع مستوى تنمية الدول على طول "الحزام والطريق" ومواجهة انكماش الاقتصاد العالمي، عن طريق التعاون الدولي الإيجابي في طاقة الإنتاج، وتوظيف تفوقها في التكنولوجيا والمعدات وجمع الأموال. وقد وقعت الصين اتفاقيات مع عشرين دولة في مجال التعاون المؤسسي في طاقة الإنتاج، وحققت الكثير من مشروعات التعاون إنجازات هامة. حتى الآن، يتجاوز حجم صناديق تعاون طاقة الإنتاج الثنائية والمتعددة الأطراف التي أنشأتها الصين مائة مليار دولار أمريكي. ومع تطبيق المشروعات الهامة لـ"الحزام والطريق"، يحقق إبداع الآليات تقدما تدريجيا، وتُظهر أنماط ونظم التعاون الجديد فعالياتها. لقد أسست الصين 46 منطقة للتعاون الخارجي مع سبع عشرة دولة على طول "الحزام والطريق"، يبلغ إجمالي حجم استثمار الشركات الصينية أربعة عشر مليار دولار أمريكي وتخلق ستين ألف فرصة توظيف للمواطنين المحليين.

رغم أن مبادرة "الحزام والطريق" مبادرة صينية، فإنها تعتبر فرصة ثمينة ومناسبة للعالم كله. مع دفع بناء "الحزام والطريق" بشكل عميق، سوف تظهر صورة الازدهار المشترك أمام العالم أجمع. حاليا يظهر وضع جديد مشجع لبناء "الحزام والطريق" المشترك الذي تشارك فيه حكومات الدول ومؤسسات الفكر الأهلية والشركات المملوكة للدول. الإنجازات الأولية تعمق تفاهم الدول تجاه هذه المبادرة، وهذا يساعد في دفع بنائه من نقطة الانطلاق.

خلال ألفي سنة مضت، ظل طريق الحرير وشاجا يربط بين الشعب الصيني والشعوب العربية. وفي المرحلة التاريخية الجديدة، فإن الصين والدول العربية هما شريكا التعاون الطبيعي. في بداية طرح مبادرة "الحزام والطريق"، حصلت هذه المبادرة على ترحيب ودعم الدول العربية فورا، وأسرع الجانبان في خطوات التعاون، وارتفع مستوى التعاون الشامل بين الصين والدول العربية. البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يدفع المزيد من التبادلات والاتصالات بين الأمة الصينية والأمة العربية.

أسست الصين والدول العربية آلية التشاور الاستراتيجي السياسي، وأقامت الصين الشراكة الاستراتيجية مع ثماني دول عربية، ووقعت اتفاقية بناء "الحزام والطريق" المشترك مع ست دول عربية. وأصبحت سبع دول عربية أعضاء مؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، كل هذا التعاون العملي يُظهر حيوية التعاون الثنائي بين الجانبين. الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، ويبلغ حجم عقود مقاولة المشروعات الموقعة بين الصين والدول العربية 4ر46 مليار دولار أمريكي؛ وقد أنشأت بعض الدول العربية مراكز مقاصة بالرنمينبي، وتم إنشاء صندوق الاستثمار المشترك بين الصين والدول العربية، واستأنف مجلس التعاون لدول الخليج العربية مفاوضاته مع الصين حول إنشاء منطقة التجارة الحرة وتحقق تقدم حقيقي في هذا المجال؛ وقد تأسس المركز الصيني- العربي لنقل التكنولوجيا رسميا، وتوصل الطرفان إلى التوافق العام على بناء مركز تدريب لاستخدام الطاقة النووية سلميا، وبناء مركز تدريب لاستخدام الطاقات النظيفة، واستخدام نظام بيدو الصيني للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية. من أجل تعزيز عملية التصنيع في منطقة الشرق الأوسط، تقوم الصين بعملية ربط طاقة الإنتاج مع الدول العربية، بما فيها إنشاء قروض خاصة بقيمة 15 مليار دولار أمريكي لدفع التصنيع بالشرق الأوسط وتعزيز إجراء تعاون طاقة الإنتاج وبناء مشروعات البنية التحتية، وتقديم قروض تجارية بقيمة عشرة مليارات دولار أمريكي لدول الشرق الأوسط لدعم تعاون طاقة الإنتاج، وتقديم قروض ميسرة بقيمة عشرة مليارات دولار أمريكي ورفع مستوى تسهيل القروض الميسرة، وإنشاء صندوق الاستثمار المشترك بقيمة عشرين مليار دولار أمريكي مع الإمارات وقطر، كي تستثمر في مجالات الطاقات التقليدية في الشرق الأوسط وبناء البنى التحتية والتصنيع الراقي وغيرها.

يتزايد استثمار الصين الخارجي، والصناديق السيادية العربية لها قوة فعالة ومؤثرة، تناقش الصين والدول العربية توقيع المزيد من اتفاقيات تبادل العملات والاستثمار المتبادل، وتوسيع حجم التسوية بالرنمينبي، وتسريع عملية تسهيل الاستثمار، وإرشاد صناديق الاستثمار والأموال الاجتماعية الثنائية للمشاركة في مشروعات هامة لـ"الحزام والطريق". تتمتع الصين والدول العربية بمجال رحب للتعاون في مجال التكنولوجيا العالية وإضافة قوة محركة للتعاون. يمكن تسريع عملية نقل التكنولوجيا العالية، بما في ذلك القطار الفائق السرعة والطاقة النووية والفضاء والطاقة الجديدة والهندسة الوراثية، اعتمادا على مراكز نقل التكنولوجيا ومراكز التدريب المؤسسية، من أجل رفع "القيمة الذهبية" للتعاون الثنائي. معرض الصين والدول العربية الذي عقد مرتين في مدينة ينتشوان أصبح منصة هامة لبناء "الحزام والطريق" المشترك. جدير بالذكر أن التبادلات الإنسانية تصبح أكثر بين الشعبين، وأن تحقيق التفاهم ومد جسور الاحترام والوئام بين الشعبين إرادة مشتركة وهدف هام.

على أساس البداية الجيدة، فإن الخمس سنوات المقبلة ستكون بمثابة المرحلة المفتاحية للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق". الصين والدول العربية تعمقان التعاون الشامل في المجالات المتعددة، وهذا يقدم قوة إيجابية لدفع تقدم منطقة الشرق الأوسط إلى السلام والاستقرار، الأمر الذي يتفق مع الآمال المشتركة للشعوب لتحقيق السلام والتنمية وتحسين المعيشة. الصين سوف تأخذ بيد الدول العربية، وستكون عاملا مساهما في بناء سلام الشرق الأوسط ودافعا لتنمية الشرق الأوسط، وستعمل على تحقيق الرفاهية لشعوب دول الشرق الأوسط.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي