CRI Online

"روح العامل الحرفي" يساهم في خلق المزيد من العلامات التجارية الصينية الشهيرة

cri       (GMT+08:00) 2017-03-21 09:25:18

اليوم، نلقي نظرة على مصطلح "روح العامل الحرفي" الذي ذكره رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال تقرير العمل الحكومة، في أثناء مراسم افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الوطني ال12 من نواب الشعب الصيني في ال5 من الشهر الجاري، مؤكداً على ضرورة العمل على تطوير ثقافة العامل الحرفي، والتمسك بالأخلاق المهنية، وتشجيع الاستمرار في تحسين المهارات، وتأهيل عدد كبير من "العمال الحرفيين الصينيين"، وخلق مزيد من "العلامات التجارية الصينية" التي تتمتع بالشهرة العالمية، ودفع التنمية الاقتصادية للدخول إلى عصر الجودة.

وقد حظي هذا المصطلح باهتمام كبير من نواب المجلس الوطني، والمتابعين للشأن الصيني..

وفي هذا السياق، أعربت يان لي جوان عضوة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، نائبة مدير مركز التكنولوجيا بشركة XCMG، أن "روح العامل الحرفي" تتطلب القدرة على العمل، وتتجسد في السعي وراء تحسين المهارة والمثابرة بجد واجتهاد، إذ قالت:

"يتجسد روح العامل الحرفي في تحسين المهارة باستمرار، والحماس والاحترام والانغماس في العمل، وأولاً وقبل كل شيء، يجب أن يتمتع العامل بالقدرات اللازمة.

وعلى سبيل المثال، على عمال البحث والتطوير، تركيز العقل في البحوث والتطوير لتقديم المزيد من الإسهامات، وعلى العمال ذوي الياقات الزرقاء، الانخراط بجد واجتهاد في العمل لإنتاج بضائع متطابقة مع متطلبات التصميم، وخلاصة القول إن على كل شخص في أي مجال وأي عمل، التمتع بروح العامل الحرفي، وإلا فلن يستطع تحقيق الإنجازات وتحسين جودة المنتجات على نحو شامل."

وكان بعض الخبراء أن الصين قد أصبحت أول دولة في العالم في مجال التصنيع، ولكن يجب إدراك أن هناك أربع مراحل للتنمية الصناعية، تشمل تصدير المنتجات الزراعية، والتصنيع منخفض التقنية، والتصنيع متوسط وعالي التقنية، والصناعات التحويلية المبتكرة، و الصين لا تزال في المرحلة الثانية.

ولا يمكن الاستغناء عن "روح العامل الحرفي"، إذا أرادت الصين تحقيق القفزة من "دولة التصنيع الكبيرة" إلى "دولة التصنيع القوية"، وإطلاق علامات تجارية صينية في السوق العالمية، وفي هذا الصدد، قالت يان لي جوان:

"بالفعل، روح العامل الحرفي له أهمية أكبر في قطاع التصنيع، وعملية التحول من شعار "صنع في الصين" إلى شعار "ابتكر في الصين"، تتطلب أن يتمتع أصحاب الكفاءات العالية بروح العامل الحرفي، من أجل ترجمة التقنيات والمعلومات والنظريات الجديدة إلى واقع، على طريق تحقيق قفزة كبيرة ل"صنع في الصين".

إذا اعتبرنا أن روح العامل الحرفي هي برمجة إلكترونية للتحول الصناعي، فإن تحسين مستوى الابتكار العلمي والتكنولوجي وتعزيز القدرة الصناعية وتدريب الكفاءات وإنشاء نظام الابتكار التكنولوجي المناسب وضمان الجودة، تمثل كلها الجهاز الذي يحتوي تلك البرمجة الإلكترونية.

وفي هذا السياق، تعتقد يان لي جوان أن ترقية تلك البرامج تحتاج إلى "جهاز" كضمان، إذ قالت:

"أسسنا مراكز البحوث والتطوير وقواعد الإنتاج في جميع أنحاء العالم، وشهدت شركتنا تقدماً ملحوظاً بفضل الابتكار التكنولوجي والتدويل، وخلال هذه العملية، نولي اهتماماً كبيراً لتدريب الشخصيات ذات الكفاءات العالية، حيث اتخذنا الكثير من الإجراءات التشجيعية، مثلاً، أنشأنا مشروعاً تكنولوجياً ابتكارياً، وبالنسبة لأعضاء الفريق الذي لبى المعايير المعنية، نمنح مكافأة قدرها عشرة ملايين يوان لكل فرد."

وتجدر الإشارة إلى أن تطور العلم والتكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل العمال، حيث يحتاج تحسين جودة المنتجات لإطلاق "العلامات التجارية الصينية"، إلى عدد كبير من العمال الحرفيين، ومن ضمن هؤلاء، ليوى هوا رونغ، عضوة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهي عاملة كي في شركة تشياودون للملابس بمقاطعة تشجيانغ، إذ قالت:

"بعد كي الملابس، علينا تطريز زهرة على بعضها، ومن الضروري إيلاء الاهتمام الكبير باختيار موقف مناسب لتطريز زهرة بدقة، وإلا فإنه سيؤثر سلباً على المظهر، وأعتقد شخصياً أن هذا يمثل روح العامل الحرفي والثقافة الحرفية أيضاً، ومع الدقة في الإنتاج والتجميل، يمكن لمنتجاتنا التمتع بالقوة التنافسية في السوق العالمية."

وفي الواقع، إن "روح العامل الحرفي" لا ينتمي إلى العمال فقط، بل يشير إلى روح الأمة كلها، ويتخلل كل مناحي الحياة.

وفي هذا الصدد، قال قاو يى جين، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الوارث التمثيلي للتراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني:

"على صعيد الثقافة، فإن تطورها يتطلب المزيد من روح العامل الحرفي، وأي فنان، لا يستطيع تحقيق إنجازات بدون الجد والاجتهاد والانهماك والمعاناة في العمل."

ووقد عمل قاو يى جين في مصنع اليشم بمدينة يانغتشو، عندما بلغ عمره 14 سنة فقط، وتمسك ب"روح العامل الحرفي" في نحت اليشم خلال عقود من الزمن.

واليوم، يحمل قاو يى جين لقب "كبير الفنانين والحرفيين على المستوى الوطني"، ويعمل على تفسير جوهر "روح العامل الحرفي" بتجاربه الشخصية، حيث يقول:

"انطلاقاً من تجربتي الشخصية، وأولاً وقبل كل شيء، من الضروري للحرفي المتميز تحمل الوحدة والملل. وبالنسبة للحرفيين في جميع مناحي الحياة، لا تعد الشهرة والثروة هدفاً، بل يتمسكون بالتركيز والحب والحماس في التصميم والإنتاج والنحت، ويكمن النجاح في التفاصيل، حتى في التفاصيل التي ليس من السهل رؤيتها، علينا التعامل معها بدقة، وفي ظل ذلك، يمكننا إنتاج عمل فني جيد."

وأثار "روح العامل الحرفي" صدى واسعاً وسط نواب الشعب، لأنه يتطابق مع احتياجات التيار الاجتماعي، وأيضاً يعكس رغبة الصين في دفع تعديل الهيكل الاقتصادي وتحسين الجودة ورفع الفعاليات والقدرة التنافسية من خلال انتشار "روح العامل الحرفي" في أثناء مرحلة التحول الاقتصادي.

وقد أعرب يه شين هوا، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة يوانلي للمنتجات المعدنية بمقاطعة تشيجيانغ، عن اعتقاده بأن انتشار "روح العامل الحرفي" بحاجة إلى خلق جو ملائم، وإنشاء مجموعة من الأنظمة التشجيعية ليصب ذلك في صالح تطور الحرفيين ونجاحهم.

وفي هذا السياق، أكد يه على ضرورة تحسين منظومة التعليم المهني والتدريبات المهنية، إذ قال:

"من الضروري تحسين المكانة الاجتماعية والضمان المادي والدعم المعنوي للعمال العمال، وبكل صراحة، فإن هؤلاء العمال يتعبون للغاية بسبب العمل المضني في المصانع. ومن اللازم تحسين الضمانات المادية لتشجيعهم على العمل. وعلى الحكومة وضع سياسات فعالة تصب في صالح تطوير المدارس المهنية، ليدرك الناس أنه يمكن تحقيق النجاح من خلال إتقان حرفة في هذه المدارس المهنية، بدون الالتحاق بمراحل التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي .

من جانبه، أشار تشانغ تشاو آن، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، نائب مدير اللجنة الاقتصادية، إلى أن توسيع "روح العامل الحرفي" سيساهم في تشجيع العمال على العمل، لتحقيق أحلامهم وعرض مواهبهم من خلال أيديهم، ما يؤدي إلى تشكيل جو اجتماعي جيد، إذ قال:

"في مرحلة التنمية الصناعية، يعتبر "روح العامل الحرفي" أهم العوامل، حيث يساهم في دفع العمال إلى اكتساب المهارات المهنية المختلفة، وفي ظل ذلك، ستتحسن جودة المنتجات المصنوعة في الصين، شيئاً فشيئا."

في الماضي، كان العمال على الخطوط الأمامية يبذلون دماءهم وعرقهم لخلق معجزة التنمية الاقتصادية، وتحويل الصين إلى "مصنع العالم".

واليوم، يساهم "روح العامل الحرفي" في تشجيع العمال في مختلف المجالات على التمسك بأخلاقيات المهنة، والتركيز على تحسين جودة المنتجات، لابتكار المزيد من "العلامات التجارية الصينية الشهيرة" في السوق العالمية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي