CRI Online

شينجيانغ، "منطقة مفتاحية" على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير

cri       (GMT+08:00) 2017-05-15 09:29:57


سافر مراسلنا مؤخرا إلى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين، ففي حلقة اليوم، سنعرفكم على حالة تطور شينجيانغ وكيفية بناء "منطقة مفتاحية" على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير. فأهلا ومرحبا بكم.

قبل حوالي 2100 سنة، سفر تشانغ تشيان مبعوث أسرة هان الملكية إلى آسيا الوسطى والغربية لمرتين، الأمر الذي شكل طريق الحرير الذي يعتبر ممرا يربط بين الشرق والغرب وبدأ العالم من خلاله يتعرف على الصين أكثر فأكثر. والآن وفي ظل تيار التعددية والعولمة الاقتصادية، فمن المتوقع أن يصبح طريق الحرير الذي سبق وساهم في التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الشرق والغرب مركز اهتمام العالم مرة أخرى. ستحقق المناطق التي يمر بها الحزام مستقبلا تسهيلات من خمس نواحي، تشمل التبادلات السياسية، والنقل والمرور، والتجارة، وتداول العملات، وتبادلات الشعوب. والآن وفي ظل الوضع العالمي الحالي، يستعيد طريق الحرير دوره في ربط دول المنطقة، من أجل إثراء مضامين الطريق العريق."

يعتبر "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير "أطول ممرا اقتصاديا وأكثره من حيث إمكانية التنمية بين منطقة آسيا – الباسيفيك وأوروبا المتطورة اقتصاديا. وهو ليس خطا أو طريقا بريا فقط، بل يشمل الطرق الحديثة والسكك الحديدية والرحلات الجوية والأنابيب النفطية والغازية التي تمتد إلى مختلف مناطق آسيا الشرقية والوسطى والغربية والجنوبية حتى أوروبا.

تقع منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في وسط الأراضي الأورآسية، لتجاور ثماني دول هي روسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان ومنغوليا والهند وأفغانستان. وقد كانت المنطقة عبر التاريخ ممرا مهما لطريق الحرير القديم.

أما اليوم، فإنها تحتل موقعا استراتيجيا مهما في بناء "الحزام والطريق" الذي سيتيح لهذه المنطقة الواسعة مزيدا من الفرص لتنشيط تجارتها وخاصة تنمية صناعة الخدمات اللوجستية فيها.

ففي نهاية شهر مارس من عام 2015، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ووزارة الخارجية، ووزارة التجارة الصينية، ملف ((الرؤية والتحرك لدفع التشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين))، حيث وصف منطقة شينجيانغ بأنها "منطقة مفتاحية" على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، كما أشار إلى أهمية "توظيف ميزة شينجيانغ الجغرافية الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة في غرب الصين من أجل تعميق التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا وتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة واللوجستيات والثقافة والعلوم والتعليم في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وجعلها منطقة محورية للحزام.

تعد منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين نافذة مفتوحة على الغرب ومنطقة مهمة لمبادرة "الطريق والحزام"، نمت تجارتها الخارجية، وخاصة التجارة الحدودية.

هذا هو مركز الخدمات اللوجستية الدولية لشركة جين يي لمدينة هورجوس في ولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق بمنطقة شينجيانغ. يزدحم هذا المركز يوميا بالنشاطات التجارية، حيث تتوافد العربات والشاحنات بشكل مستمر، وتغادر المركز بعد الانتهاء من إجراءات الوزن والجمارك والختم، ثم تخرج البلاد عبر معبر هورجوس.

يقع معبر هورجوس عند حدود الصين مع كازاخستان، ويعتبر منفذا دوليا مهما للسكك الحديدية ويربط بين الصين ودول آسيا الوسطى. وقررت الحكومة المركزية الصينية إنشاء منطقة هورجوس للتنمية الاقتصادية في مايو من عام 2010، حيث بدأت الشركات في المنطقة تتمتع بسلسلة من الدعم المالي والأفضلية في الاستيراد والتصدير. على سبيل المثال، كانت شركة جين يي واحدة من الشركات الأولى التي دخلت منطقة هورجوس للتنمية الاقتصادية في عام 2010، استفادت من هذه السياسات التفضيلية مباشرة، وتعمل الآن على زراعة الفواكه والخضروات وشرائها وتصنيعها وتصديرها واللوجستية الدولية، وحققت نتائج مثمرة في هذه السنوات، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية 230 مليون دولار أمريكي في عام 2016.

في السنوات الأخيرة، دفعت شينجيانغ بناء "الطريق والحزام"، وتوسع حجم الاستيراد والتصدير مع دول آسيا الوسطى وروسيا ومنغوليا، كما شهدت التجارة الخارجية وخاصة التجارة الحدودية ازدهارا مستمرا. وفي الوقت نفسه، في ظل تطور الانترنت والتجارة الالكترونية، تواجه شركات التجارة الخارجية التقليدية تحديات جديدة. وقد بدأت مؤسسة يه ما تجرب الجمع بين التجارة التقليدية والانترنت، حيث أسست شركة التجارة الالكترونية في عام 2015، وقد تم البحث والتطوير في منصة التجارة الالكترونية YM.RU، مما شكل هيكلا إداريا جديدا للإنترنت زائد التجارة.

إضافة إلى ذلك، عملت شينجيانغ في السنوات الأخيرة على تعزيز التعاون الاقتصادي والتقني مع الدول المجاورة، حيث شجعت الشركات التنافسية الذهاب إلى الخارج للمشاركة في بناء البنية التحتية واستغلال الموارد والتعاقد على المشروعات ودفع تصدير مجموعات كاملة من المعدات والتكنولوجيا والخدمات. ويرى ما شين مسؤول بشركة TBEA الكهربائية انه اعتمادا على استراتيجية "الخروج إلى الخارج"، هناك مشاريع عديدة في طاجيكستان وقيرغيزستان وأنغولا وزامبيا، وكما عكست هذه المشروعات الصداقة بين الصين وهذه الدول، مما دفع تقديم منتجاتنا خدمات أفضل لشينجيانغ ودول "الطريق والحزام". واعتبر ما شين انه بفضل دعم الحكومة الإقليمية والجهود المؤسسية والفردية، تعمل شينجيانغ على بناء "منطقة مفتاحية" على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ، وستصبح مركزا إقليمية مهمة للتجارة والخدمات اللوجستية في المستقبل.

بدأ تشغيل أول قطار دولي يسمي بـ"قطار طريق الحرير الجديد" في مايو عام 2016 من أورومتشي بمقاطعة شينجيانغ إلى ألماتي في كازاخستان، ويملئ بالأجهزة الكهربائية المنزلية والملابس والبضائع اليومية ومواد البناء وغيرها من أصناف البضائع.

وفي فبراير عام 2017، غادر قطار نقل البضائع المركز اللوجستي في مدينة أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين، لشق طريق جديد إلى كازاخستان. ويعبر القطار الذي يحمل قطع غيار سيارات وملابس وسلع منزلية، الحدود بين الصين وكازاخستان في هورجوس بمنطقة شينجيانغ بدلا من ممر الاتاو على الطريق القديم، مما يختصر وقت السفر بين أورومتشي وألماتي الكازاخستانية لنحو 25% إلى 30 ساعة.

الجدير بالذكر أن هذا الطريق الجديد يربط الدول خارج آسيا الوسطى مثل إيران وتركيا أيضا. والقطارات المتجهة غربا من أورومتشي قادرة على الوصول إلى كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وروسيا وبولندا وألمانيا حاليا، كما يقدم تشغيل مركز الخدمات اللوجستية في أورومتشي خدمات "وقفة واحدة" لقطارات الشحن المتجهة غربا من جميع أنحاء الصين.

منطقة شينجيانغ على الحدود بين الصين وآسيا الوسطى، لديها موقع استراتيجي كمركز نقل في الصين على طريق الحرير الاقتصادي، الجزء من مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين في عام 2013. ونجحت منطقة شينجيانغ في معالجة مرور 223 قطار شحن من الصين إلى أوروبا في العام الماضي، وتهدف إلى مضاعفة هذا الرقم إلى 500 في عام 2017.

إلى جانب ذلك، حققت شينجيانغ تقدما ملموسا في بناء شبكة الطرق، حيث تم بناء 46.2 ألف كم من شبكة الطرق في السنوات الخمس الأخيرة، وقد ربط الطريق السريع جميع المدن بشينجيانغ تقريبا. وفي الوقت نفسه، دفعها أيضا تطوير المواصلات الدولية مع الدول المجاورة لضمان التجارة الدولية والتبادلات الاقتصادية والثقافية.

يذكر أنه توجد في شينجيانغ حاليا 18 مطارا، أكثر من أي مقاطعة أخرى في الصين. وفي السنوات الأخيرة، عملت شينجيانغ على دفع بناء مركز الطيران الدولي للطريق والحزام، وأظهرت الإحصاءات أن هناك 33 شركة الطيران تخدم منطقة شينجيانغ، وقد تم تشغيل 238 رحلة داخلية ودولية حتى عام 2016، وقد حقق مطار أورومتشي افتتاح خط جوي مع 21 دولة و33 من مدن عالمية، مما سير التبادلات بين شينجيانغ والدول الواقعة على امتداد طريق الحرير.

في الدور النهائي لمسابقة "جسر اللغة الصينية" في عام 2016، حصل الطالب الإنجليزي سامو غريغز الذي لبس الملابس التقليدية لقومية الويغور وأدى أغنية "شينجيانغ جميلة" على المركز الأول للمسابقة. سامو غريغز هو طالب في كلية التبادلات الثقافية الدولية بجامعة شينجيانغ، وجذبت شينجيانغ، باعتبارها المنطقة المفتاحية على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، عددا كبيرا من الطلاب الأجانب القادمين إلى جامعة شينجيانغ لدراسة اللغة الصينية والثقافية الصينية التقليدية.

تأسست كلية التبادلات الثقافية الدولية بجامعة شينجيانغ في يناير عام 2008، وتتحمل مسؤولية تدريس الطلاب الأجانب اللغة الصينية. وقد بلغ عدد الطلاب القاديمن 4353 شخصا خلال الفترة ما بين عام 2011 وعام 2016، مما قدم مساهمات مهمة في دفع التبادلات التعليمية والثقافية بين الصين والدول الواقعة على امتداد طريق الحرير.

منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصين في عام 2012، بدأت الجامعات بشيجيانغ تعمل على إطلاق العنان للمزايا الذاتية وبناء مجموعة تعليمية للطريق والحزام وتأسيس تحالف الجامعات بين الصين ودول آسيا الوسطى وكلية إدارة الأعمال الدولية لتطوير مستوى التعليم في المنطقة ودفع التبادلات الثقافية بين شعوب الدول المعنية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي