CRI Online

الصين تتوقع الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق بحلول 2030

cri       (GMT+08:00) 2017-06-13 09:55:03

نان: مستمعينا الكرام، أهلا ومرحبا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم "الصين تحت المجهر"، وفي هذه الحلقة نقدم لحضراتكم باقة من التقارير في مجال العلوم والتكنولوجيا الذي تولي الحكومة الصينية اهتماماً بليغاً له، ويشهد تطوراً سريعاً في الصين.

صلاح: نبدأ بخبر يخص الجليد القابل للاحتراق الذي تتوقع الصين الاستغلال التجاري له بحلول 2030، ثم نتعرف على طريقة جديدة لمعالجة النفايات العضوية في مدينة قوانغتشو الصينية، وفي آخر محطة لجولتنا اليوم نتوقف قليلا مع صناعة الروبوتات الصينية ونتعرف على آخر تطورات هذه الصناعة.

*******************

حنان: توقع خبراء صينيون أن تقوم الصين باستغلال الجليد القابل للاحتراق لأغراض تجارية بحلول العام 2030 تقريبا بعد أن أعلنت الدولة عن إحراز تقدم جوهري في استخراج هذه الطاقة الوافرة التي قد تكون بديلة للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.

صلاح: وقال جين تشينغ هوان، المحاضر بأكاديمية الهندسة الصينية في منتدى الطاقة الثاني الذي عقدته هذه الهيئة الأكاديمية العليا في مجال الهندسة في البلاد ، إن الصين ستحقق اختراقا من حيث التقنية والتجهيزات لاستخراج الجليد القابل للاحتراق في حدود عام 2020. ومن ثم ستبدأ في استخراجه لأغراض تجارية بحلول عام 2030 تقريبا.

حنان: وفي هذا الصدد، أكد لي جين فا، نائب رئيس مكتب المسح الجيولوجي التابع لوزارة الأراضي والموارد الصينية على قدرة الصين على تحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق قبل 2030.

صلاح: وأعلنت الصين يوم 18 مايو الجاري عن نجاحها في إنتاج الغاز لمدة 187 ساعة مستمرة وبشكل مستقر من الجليد القابل للاحتراق ( مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية ) بعد حفر مسافة 203 إلى 277 مترا تحت مياه بحر الصين الجنوبي البالغ عمقها 1266 مترا.

ويعد ذلك أول استخراج تجريبي ناجح بالعالم للجليد القابل للاحتراق المخزن في طبقات الطين الرملي.

حنان: وقال لي جين فا إن معايير نجاح الاستخراج التجريبي تتمثل في تجاوز الإنتاج اليومي 10 آلاف متر مكعب وتخطي مدة الإنتاج المستمر أسبوعا . وفاقت التجربة الصينية كل تلك المعايير لتصبح أول بلد ينجح في استخراج الجليد القابل للاحتراق.

صلاح: وأثناء هذا الاستخراج ، أنتجت الصين إجمالي 120 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي من الجليد القابل للاحتراق. وبلغ أقصى إنتاج يومي 35 ألف متر مكعب مقابل 16 ألف متر مكعب يوميا في المتوسط. ووصل أقصى محتوى الميثان في الجليد القابل للاحتراق إلى 99.5% متجاوزا التوقعات.

حنان: وفي هذا السياق، أكد لين بوه تشيانغ رئيس معهد بحوث سياسات الطاقة الصينية بجامعة شيامن أن الصين قامت باستخراج تجريبي فقط للجليد القابل للاحتراق بدلا من استخراج صناعي وتجاري. ولكن سيسهم هذا النجاح الكبير في تسليط الضوء على هذه الطاقة لكي تعزز مزيد من الدول الأبحاث الفنية في هذا المجال.

صلاح: وبادرت الدول الكبرى منذ فترة إلى دراسة وتطوير الجليد القابل للاحتراق . وشرعت الصين في بحوثه عام 1998. وفي العام 2007، نجحت الصين في جمع عينات للجليد القابل للاحتراق في البحر لتصبح الدولة الرابعة في هذا الشأن بعد الولايات المتحدة واليابان والهند.

حنان: وفي الأعوام الأخيرة، عززت بعض الدول وتيرة البحوث والاستخراج للجليد القابل للاحتراق حيث أطلقت الولايات المتحدة برنامجا ذي صلة في عام 2000. ثم خصصت 3.8 مليون دولار أمريكي لتمويل 6 مشروعات جديدة لدراسة الجليد القابل للاحتراق في سبتمبر 2016.

صلاح: من جانبها، قامت اليابان بالاستخراج التجريبي للجليد القابل للاحتراق عام 2013 حيث لحقت بالفشل. ثم أخفقت مرتين الثانية والثالثة كانتا في شهري ابريل ومايو عام 2017 نظرا لدرجة الصعوبة في استخراج الجليد القابل للاحتراق الذي يحتوي على كمية وافرة من الميثان.

حنان: الجدير بالذكر أن الجليد القابل للاحتراق المخزن في طبقات الطين الرملي، يمثل ما يزيد عن 90% من إجمالي احتياطي هذه الطاقة، يكون استخراجه أصعب بكثير مقارنة مع المخزن في الطبقات الأخرى. لذلك يمتاز نجاح الصين في الاستخراج التجريبي للجليد القابل للاحتراق بأهمية كبيرة.

صلاح: وكشف لي جين فا نائب رئيس مكتب المسح الجيولوجي التابع لوزارة الأراضي والموارد الصينية أن الصين ستواصل الاستخراج التجريبي لتمهيد الطريق لتحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق بحلول 2030.

حنان: وبدوره قال لين بوه تشيانغ رئيس معهد بحوث سياسات الطاقة الصينية بجامعة شيامن إن الصين لا تزال تواجه عدم اليقين من حيث أمن الإنتاج وحماية البيئة لو استخرجت 200 ألف متر مكعب من الغاز الجليدي القابل للاحتراق يوميا، مشيرا إلى وجود مسافة طويلة لتحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق

صلاح: وفي هذا الشأن، قال يوان لان فنغ، باحث بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، إن مختلف الدول تواجه عقبات عديدة لاستغلال الجليد القابل للاحتراق مثل تكلفة الإنتاج المرتفعة والتأثيرات السلبية في البيئة.

رغم أن استغلال الجليد القابل للاحتراق على نطاق واسع يتطلب وقتا طويلا ، ولكنه سيحل ذلك اليوم بما يتميز بمغزى استراتيجي ضخم للبشرية بأسرها حسبما قال يوان.

حنان: ويعد الجليد القابل للاحتراق طاقة مستقبلية نظرا لوفرة احتياطياته حيث يتوقع بعض العلماء أن احتياطي الجليد القابل للاحتراق المخزن في البحر سيلبي احتياجات البشرية لمدة ألف سنة.

وحسب تقرير المسح الجيولوجي للطاقة والمعادن الصينية الذي صدر في العام 2016، من المتوقع أن يفوق احتياطي الجليد مائة مليار طن من النفط المكافئ في الصين. وينتشر نحو 80% من ذلك في بحر الصين الجنوبي.

صلاح: مستمعينا الأعزاء استمعنا إلى تقرير حول الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق في الصين، نستريح قليلا مع فاصل غنائي، ثم نعود لنستكمل باقي فقرات "الصين تحت المجهر".

****************

حنان: أعزائي المستمعين، عدنا إليكم من جديد وبرنامج "الصين تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة نتعرف على طريقة جديدة لمعالجة النفايات العضوية في الصين، طريقة مبتكرة فعلا وربما لا تصدقون أن الذباب الأسود يستطيع معالجة النفايات، حيث يلتهم النفايات العضوية.

صلاح: يلعب مركز معالجة النفايات ، دورا مهماً في التعامل مع القمامة المنزلية في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ في جنوبي الصين.

وقال شيوي سونغ، نائب رئيس شركة قوانغتشو لتواصل التكنولوجيات البيئية التي تدير المركز إنه تم إطلاق عمليات تجريبية في سبتمبر الماضي، حيث تتم حاليا معالجة ما بين 3 و4 أطنان مترية من نفايات المطابخ يوميا.

حنان: وأضاف شيوي أن " الحجم سيزداد إلى أكثر من 100 طن يوميا بعد بدء عمليات التشغيل الرسمية في سبتمبر المقبل ".

وقال إن المركز يمثل اتجاها جديدا في معالجة النفايات العضوية.

وأشار إلى أن " تناول النفايات العضوية فطرة طبيعية لذباب الجندي الأسود ، وبالتالي فإننا لا ندمر الغرائز الطبيعية لهذه الحشرات ."

صلاح: وتتحول النفايات لأسمدة عضوية بعد تناولها وطرحها من قبل الذباب، بينما يصبح الذباب نفسه في نهاية المطاف غذاء للأسماك والطيور والحيوانات الأخرى بعد موته.

وعادة ما تعيش ذبابة الجندي الأسود بين 30 و35 يوما، حيث تبدأ بأكل النفايات عندما تكون في طور اليرقة.

حنان: وتم تصميم المركز لمعالجة أكثر من 200 طن من القمامة العضوية يوميا ما يجعله الأكبر من نوعه في البر الرئيسي الصيني، ويغطي مساحة 10 آلاف متر مربع من المناطق الأساسية لتربية الذباب والحفاظ عليه.

صلاح: وقالت هوانغ يان هوا، وهي باحثة في معهد علوم الحيوان التابع لمعهد العلوم الزراعية في قوانغدونغ إن للذباب فوائد لا تحصى فيما يتعلق بالسلامة البيئية.

وأضافت أن " استخدام ذباب الجندي الأسود لمعالجة القمامة المنزلية لا يضر بيئتنا المعيشية".

وتابعت بالقول إن ذباب الجندي الأسود يخاف الناس بحسب طبيعته البيولوجية ولذلك فإنه لا يغزو المنازل أو يزعج حياة الناس.

حنان: وقال شيوي إنه يعتقد بأن المركز يتمتع بمستقبل مشرق، ومن المتوقع أن يتم بناء منشأة مماثلة في قوانغتشو في وقت لاحق من العام الحالي، دون أن يقدم أي تفاصيل لأن المفاوضات تجري حاليا.

صلاح: بالإضافة إلى عدد متزايد من مدن البر الرئيسي التي تسعى وراء فرص تعاونية مع المركز في مقاطعتي هونان وهاينان ومنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ، تجري شركة شيوي محادثات مع الحكومات في سنغافورة وماليزيا ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة حول بناء مراكز معالجة النفايات وتربية ذباب الجندي الأسود .

وأضاف شيوي أن ألمانيا تجري مفاوضات مع الشركة لتوفير المعدات أيضا .

حنان: وحتى الآن لم تفتح سوى جنوب افريقيا محطة لمعالجة النفايات باستخدام هذا النوع من الذباب والذي يستخدم أساسا لعلاج روث البقر والخنازير في الدول الغربية.

وأشار إلى " أنه بالمقارنة مع مراكز معالجة القمامة التقليدية فإن مركزا يستخدم ذباب الجندي الأسود يتميز بتكاليف منخفضة في البناء والإنتاج والتلوث البيئي الضئيل في حين يتطلب أرضا أقل أيضا ".

صلاح: وقالت مسؤولة في الإدارة الحضرية في حي باييون، إنه في الوقت الذي ترغب فيه الحكومة في نشر مثل هذه المشروعات ، فإنه من الصعب إقناع المطاعم والفنادق والمقاصف بالتخلي عن أموال بيع نفاياتها إلى الشركات التي تستخدمها لعلف الحيوانات أو المنتجات المعاد تدويرها .

وقالت " في الوقت الراهن، نبادر إلى شراء مخلفات المطابخ من المطاعم ، ولكن يستطيع أصحاب المطاعم كسب المزيد من المال عن طريق بيعها إلى شركات خاصة ".

************************

حنان: مرحبا بكم من جديد أيها المستمعين الأعزاء، وبرنامج "الصين تحت المجهر"، وفي هذه الفقرة نتعرف على آخر تطورات صناعة الروبوتات في الصين.

صلاح: عقدت الدورة الرابعة لقمة الروبوتات الصينية والكفاءات الاقتصادية الذكية في مدينة يوي ياو من مقاطعة تشوجيانغ مؤخرا. وحضر هذه القمة، خبراء صينيون وأجانب، وأكثر من 1500 ممثل عن أقوى 500 شركة عالمية وصينية. وعبر الخبراء عن إعجابهم بالتطور الذي تشهده صناعة الروبوتات في الصين.

حنان: تشهد صناعة الروبوتات في الصين تطورا سريعا على مختلف المستويات. حيث باتت الصين منذ عام 2013 السوق الأكثر استخداما للروبوتات الصناعية في العالم. من جهة أخرى، شهدت الروبوتات للخدمات نموا سريعا، حيث توغلت في مجالات الترفيه والتعليم والصحة والمطاعم وغيرها من المجالات. وعرفت الروبوتات باختلاف أنواعها نموا كبيرا بما في ذلك الروبوتات المستخدمة في المجال العسكري، وروبوتات القيادة الآلية والروبوتات الصغيرة المستخدمة في المجال المدني. كما نما عدد الشركات العاملة في مجال الروبوتات في الصين بشكل سريع. وفي الوقت الحالي، باتت الصين تمتلك فريقا متكاملا في صناعة وتطوير الروبوتات، كما باتت تمتلك سلسلة صناعية كاملة في هذا المجال.

صلاح: يعود ازدهار صناعة الروبوتات إلى عدة عوامل مجتمعة. أولا، استراتيجية "صنع في الصين 2025" واستراتيجية دفع الابتكار، واللتان قدمتا دفعا كبيرا لتطور هذه الصناعة. حيث تعد صناعة الروبوتات والصناعة الذكية أحد أعمدة تطوير الابتكار الصناعي، وهو ما جعلها تحظى باهتمام حكومي أكبر، ومن ثم تصنيفها كمجال تنمية ذي أهمية عالية في استراتيجية "صنع في الصين 2025".

حنان: ثانيا، مهدت الأسس الصناعية التي راكمتها الصين على مدى عقود الطريق لتطور صناعة الروبوتات بشكل سريع. حيث تشمل صناعة الروبوتات عدة مجالات، ولا يمكن تطويرها بدون وجود أسس صناعية وتقنية. من جهة أخرى، تقدم سوق الروبوتات الضخمة في الصين قوة دفع كبيرة لتطور هذه الصناعة. في ذات السياق، أسهمت مرحلة التعديل والترقية التي تشهدها عدة صناعات صينية في مضاعفة الطلب على الروبوتات.

صلاح: ويرى الخبراء بأن "ثورة الروبوتات" في الصين قد دخلت في طريق اللاعودة، لكنهم ينبهون إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود. حيث لاتزال صناعة الروبوتات في الصين تفصلها مسافة على الدول المتقدمة. ومازالت هذه الصناعة في الصين تحتاج لتحقيق المزيد من الاختراقات التقنية. كما تفتقد الصين الشركات ذات الريادة العالمية التي تتمتع بتنافسية عالمية عالية.

حنان: لكن في ظل الدفع الذي تقدمه استراتيجية محركات الابتكار و"صنع في الصين 2025" وغيرها من السياسات، وبفضل ما تتمتع به الصين من كفاءات ومميزات، يمكن للصين أن تتبوأ مكانة مهمة عالميا في مجال صناعة الروبوتات خلال 10 سنوات أو عشرين سنة من الآن.

****************

صلاح: بهذا مستمعينا الكرام قد وصلنا إلى ختام حلقة اليوم من برنامج "الصين تحت المجهر"، تحدثنا فيها عن بعض الموضوعات في مجال العلوم والتكنولوجيا في الصين مثل الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق بحلول 2030 ومعالجة النفايات العضوية بالذباب الأسود وآخر تطور في صناعة الروبوتات، نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم معنا في الدقائق الماضية، وللتعرف على المزيد عن الصين والعالم، تصفحوا موقعنا على شبكة الانترنت على العنوان التالي:Arabic.cri.cn، تقبلوا أرق التحيات وأطيب التمنيات من فريق البرنامج حنان لي جيوان وأنا صلاح أبو زيد، وإلى اللقاء.

حنان: إلى اللقاء.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي