CRI Online

الذكرى السابعة والعشرون لبدء الجيش الصيني مهمة حفظ السلام في الخارج

cri       (GMT+08:00) 2017-07-10 11:12:48
إن السلام هو الأمل المشترك والهدف السامي للبشرية كلها. لذا فإن عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة تتم من أجل تحقيق السلام والحفاظ عليه. وتعتبر الصين أكثر دولة بين الدول الأعضاء الخمس بالأمم المتحدة حيث أرسلت قوات لحفظ السلام ومرت 27 عاما على بدء هذه المهمة حتى الآن.

قال مسؤول معني لمكتب شؤون حفظ السلام بوزارة الدفاع إن "قوات حفظ السلام الصينية أظهرت صورة الصين كدولة كبيرة تحب السلام وتتحمل المسؤولية وقدمت مساهمات إيجابية للسلام العالمي".

التطور المعمق- عمليات حفظ السلام للقوات الصينية حققت طفرة تاريخية

ظهر لأول مرة في ملخص عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في ابريل عام 1990 خبر عن الجيش الصيني حيث إن خمسة مراقبين عسكريين من جيش الشعب الصيني وصلوا إلى دمشق. أصبح هذا الملخص شاهدا تاريخيا لمشاركة الصين في عمليات حفظ السلام الدولية. وحتى اليوم قد أرسل الجيش الصيني أكثر من 35 ألف عسكري لحفظ السلام وشارك في 24 عملية للأمم المتحدة لحفظ السلام وتوصف قوات حفظ السلام الصينية من قبل المجتمع الدولي ب"عنصر محوري وقوة بالغة الأهمية في عمليات حفظ السلام".

وخلال السنوات ال27 الماضية شهدت قضية حفظ السلام الصينية تطورا معمقا مستمرا وحققت طفرة تاريخية.

وإذا تتبعنا تطور قوات حفظ السلام من حيث المناطق التي عملت فيها فنجدها انتقلت من منطقة واحدة كانت تعمل فيها وهي منطقة الشرق الأوسط إلى عدة مناطق في قارتي آسيا وافريقيا، ومن حيث أنواع القوات المرسلة فهي تطورت من وحدة جنود الهندسة فقط إلى وحدات المشاة والهندسة والنقل والطب والحراسة والقوات الجوية التابعة للمشاة، أما من حجم القوات المرسلة فتطور من خمسة مراقبين عسكريين في البداية إلى 2409 عسكريين لحفظ السلام في الوقت الحالي مما سجل أعلى رقما بين الدول الأعضاء الخمس للأمم المتحدة، ومن حيث قيمة التمويل لحفظ السلام فتحتل الصين المرتبة الثانية في العالم.

هذا وأعلنت الصين من خلال قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام التي عقدت في شهر سبتمبر عام 2015، أنها ستشارك في آلية القدرة الاحتياطية الجديدة لحفظ السلام وقررت بناء قوات الاستعداد الدائم لحفظ السلام التي يبلغ عددها ثمانية آلاف فرد، وإلى جانب ذلك ستفكر الصين جديا في تلبية طلب الأمم المتحدة وإرسال مزيد من جنود الهندسة والنقل والطب للمشاركة في عمليات حفظ السلام، وستقوم الصين بتدريب ألفين من قوات حفظ السلام الأجنبية وإجراء عشرة مشاريع لمساعدة إزالة الألغام خلال السنوات الخمس المقبلة، كما أنها ستقدم مساعدات عسكرية مجانية مقدارها مائة مليون دولار أمريكي للاتحاد الافريقي خلال السنوات الخمس المقبلة، وسترسل أول وحدة طائرات هليكوبتر للمشاركة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في افريقيا، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ من الصندوق الصيني الأممي للسلام والتنمية لدعم عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

"هذه هي إجراءات مهمة تتخذها الصين من أجل الحفاظ على السلام والامن الدوليين وتحمل مسؤولية دولية أكبر، وهي تجسد عزم الصين للحفاظ على السلام العالمي ودعمها الثابت لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام"، هكذا قال نائب رئيس معهد الشؤون الخارجية الصيني وانغ فان.

تُنفذ حاليا هذه الإجراءات بصورة جيدة، ومن المتوقع أن يأتي دعم الصين الثابت وتوسع مشاركتها في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بدفعة جديدة للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

عدم الخوف من العقبات والصعوبات - القدرة العالية تضمن إتمام المهام كدولة كبيرة مسؤولة

الحروب والصراعات، الجوع والفقر، الحرارة والأمراض... المخاطر والتحديات موجودة في كل لحظة في المناطق التي توجد بها قوات حفظ السلام. ولكن قوات حفظ السلام الصينية تواجه هذه المخاطر والتحديات بكل شجاعة مما أكد معنى الجيش القوي من دولة كبيرة.

تفشى وباء ايبولا في عامي 2014 و2015 في قارة افريقيا، وخلال تلك الفترة أنجزت وحدة الهندسة لقوات حفظ السلام الصينية المرسلة إلى ليبيريا مهمة بناء مركز علاج ايبولا خلال 28 يوما فقط بغض النظر عن مخاطر الإصابة بالفيروس حيث عملت كل يوم 16 ساعة على الأقل وانتهت من المشروع قبل الموعد بثلاثين يوما.

في شهر مارس عام 2017، اندلع صراع مسلح عنيف في بلدة أيي على حدود جنوب السودان وتم محاصرة سبعة موظفين مدنيين تابعين للأمم المتحدة في منطقة الصراع حيث إن حياتهم واجهت تهديدا خطيرا. وبعد أن علمت الخبر مباشرة أرسلت كتيبة المشاة الصينية لحفظ السلام 12 عسكريا لإنقاذهم. وفي طريقهم إلى منطقة الصراع اشتبكوا مع عدة مجموعات مسلحة أطلقت النار بين حين وآخر، وبالرغم من كل هذه المخاطر لم يخافوا وواجهوا المصاعب بهدوء ونجحوا في إنقاذ الموظفين الأمميين ونقلوهم إلى قاعدة العملية المؤقتة. فنالت عملية الإنقاذ هذه تقديرا واسعا من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان.

مهما كانت المنطقة ومهما كانت الظروف، ظلت قوات حفظ السلام الصينية تكمل المهام المختلفة بأداء رائع اعتمادا على قدرتها العالية مما أظهر صورة متميزة للجيش الصيني على ساحة حفظ السلام الدولية.

وخلال في الموسم الجاف الذي بلغت درجة الحرارة فيه خمسين درجة في مالي، أنجز رجال حفظ السلام بناء مستشفى من الدرجة الثانية في غضون أقل من أربعة أشهر، وفي كمبوديا، خلقت قوات حفظ السلام الصينية أسطورة حيث قامت ببناء جسر في يوم واحد فقط، وفي جوبا عاصمة جنوب السودان، أتم ضباط وجنود أول كبيتة مشاة صينية لحفظ السلام بناء معسكر في مكان قاحل خلال شهر فقط رغم حرارة الجو العالية.

حفظ السلام وتعزيز الصداقة- صورة الجيش الصيني تعززت في قلوب شعوب العالم

في ظل الوضع الدولي الجديد، تعمل قوات حفظ السلام الصينية على تلبية وتنفيذ مفهوم "رابطة المصير البشري المشترك" وإدخال معنى جديد لحفظ السلام بأفعالهم، حيث تعززت صورة العسكريين الصينيين المخلصين والطيبين والوديين في قلوب شعوب العالم مع خروج مزيد من ضباط وجنود حفظ السلام.

ففي مالي، قدمت قوات حفظ السلام الصينية مساعدات إنسانية بعد إتمام مهامها الأساسية حيث نظمت فعاليات "يوم مفتوح للمعسكر" بصورة منتظمة لدعوة الأطفال في المنطقة لزيارة المعسكر وتعليمهم اللغة الصينية والأغاني الصينية وإهدائهم أدوات مدرسية تعبيرا عن الحب والصداقة للشعب المالي.

بعثت قوات حفظ السلام الدفء في قلوب الشعوب في مختلف المناطق، وأظهرت صورة الشعب الصيني المحب للصداقة والسلام. وفي الكثير من المناطق يحاول المواطنون المحليون الاقتراب من ضباط وجنود حفظ السلام الصينيين، وقال كثير منهم رغم أنهم لا يعرفون الحروف الانجليزية على ملابسهم، ولكنهم يميزونهم من خلال العلم الأحمر ذي الخمسة نجوم على أكمام بدلهم العسكرية، وواثقون بأنهم طيبون.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي